مواضيع

إفادة علاء عارف سلمان (النخوة)

حوادث التعذيب في مبنى ١٠

العمر: 32 عاما

الحكم: 6 سنوات

     في العاشر من مارس ٢٠١٥م، كنت في مبنى رقم ٢ (وتحديدا في التحفظ) وكانت الساعة بين الثالثة والنصف والرابعة أو أكثر بقليل، حيث هجمت قوات الشغب على المبنى، وذلك بعد أن ثارت كل المباني على خلفية اعتداء قسم الزيارات على نساء من أهالي المعتقلين، وتحديدا على عائلة حسين علي الموجود في مبنى رقم واحد (العنبر الجنوبي).

    وعند هجوم قوات الشغب علينا؛ أخذوا بضرب المعتقلين بالهراوات دون جرم يذكر، كما تم تقييدهم من الخلف بواسطة قيد بلاستيكي، ونال المعتقلون من التنكيل والشتائم والاستهزاء بالعقائد ما نالوا بحيث يعجز اللسان عن وصف ما جرى.

     وكان ذلك في “الفنس” الكائن بين عنبر رقم ٢ وعنبر رقم ٣ وبعد ذلك جاء المدعو أحمد الكاتب ـ وهو شرطي تابع للإدارة ـ بقائمة من الأسماء والتي كانت تحتوي على مل من: علي أحمد هارون، أحمد حبيب، حسين جعفر الجزيري، علي عادل، حسن جابر القطان، سامي حمد خليفة، -ونوح إدريس)، وأنا كنت معهم.

    وكان كل هذا التعذيب يتم بإشراف مجموعة من الدرك الأردنيين والملازم عيسى الجودر والرائد حسن جاسم والملازم محمد عبدالحميد وغيرهم، بالإضافة إلى قوات من الكومندوز والشغب.

     وبعد ذلك أركبونا في الباص، وأخذونا إلى مبنى رقم ١٠، حيث وزعونا على الزنازين. وبعد وصولنا وتوزيعنا في المبنى، جاءت مجموعة من قوات الشغب، ودخلوا علينا الزنزانة وكانت رقم ٨ من عنبر رقم ١ وعذبونا بالهراوات لفترة زمنية طويلة جدا، كما أمرونا بالاستلقاء على بطوننا والدوس علينا بأحذيتهم، ثم رحلوا بعد ذلك، وبتنا دون طعام أو ماء أو فراش أو غطاء أو وسادة، فقط سرير حديدي، وكان الطقس باردا جدا.

     وفي اليوم التالي، الأربعاء ١١ مارس ٢٠١٥م، وتحديدا بعد الظهيرة؛ جاءت القوات مرة أخرى، وأخرجونا مع كل المعتقلين المتواجدين في مبنى رقم 10 إلى “الفنس” الخارجي، حيث حلقونا وأمرونا بأن نزحف على بطوننا، وهم يضربوننا على الظهر والأرجل، ثم أوقفونا مقابل الجدار، وكان بجانبي كل من صادق عبد الله حسين، توفيق الطويل، علي عادل، وائل القابندي، أيمن آل ابليس، ومحمد أبو نصيب.

   وكان من بين الشرطة الذين شاركوا في الضرب هم شرطة ودرك أردنيون، بالإضافة إلى شرطي العيادة وفضيل، بالإضافة إلى شرطة من جنسيات مختلفة.

     واستمر مسلسل التعذيب إلى بين الساعة الثانية عشرة والواحدة بعد منتصف الليل، كما أنهم كانوا يطلبون منا أن نقلد أصوات الحيوانات مع حركاتهم، هذا غير صب الماء البارد على أجسامنا.

    وبعد ساعة من دخولنا الزنازين، دخلوا الغرفة علينا، وأكملوا مسلسل الضرب والتنكيل داخل الغرفة بشتى أساليب التعذيب والإهانات.

    ثم بعد دقائق معدودة؛ طلبت الذهاب للحمام، ولأنني طلبت هذا فقد حصلت على تعذيب آخر قبل الذهاب للحمام، وكذلك أثناء دخولي وخروجي من الحمام. وكان الشرطي فضيل يشرف على ذلك، كما أنه كان يباشر تعذيبي.

حوادث التعذيب في مبنى ١٠

      وقد حصلت لي عدة حوادث تعذيب في هذا المبنى (١٠)، ومنها:

• في ليلة من الليالي، تم إخراج كل الموقوفين المتواجدين في الغرف (٧) و(٨) و(٦) إلى “الفنس”، وتم تقييدنا من الخلف وسبنا وشتمنا وإهانتنا من جانب قوات الشغب وشرطي باكستاني الذي أجبرنا على أن نستلقي على بطوننا، وأخذ يضرب بقسوة، وكلما سألني عن اسمي أجبته بأنني علاء عارف؛ كان يزداد في تعذيبي، ويقول “لابد من احترام الشرطة”، وهكذا استمر هذا المسلسل مع كافة معتقلي الغرف الثلاث، وتواصل حتى منتصف الليل.

• في ليلة من الليالي أخرجتني قوات الشغب، وكان بعضهم أردنيين، حيث قالوا لي: “أنت من أصول أردنية وتحمل جواز وجنسية بحرينية؛ فلماذا تقف مع الشيعة، ولماذا لا تكون ضدهم؟”. فقلت له بأن أصل وجودي هنا. وهددني شرطي العيادة فضيل بالضرب مع الشرطي أحمد الكاتب وقوات الشغب. وكان هذا تحديدا بين الحمامات، لأنه لا توجد كاميرا في هذا المكان.

• في مناوبات الوكيل محمد زكريا، كان يتم إرسالنا دائما عند الثلاجة من العنبر رقم 2، ويتم تعذيبنا عن طريق تعليق الجسم بطريقة “الفيلقة” على الكراسي، ويتم ضربنا على الأرجل، عدا عن الضرب على كل أنحاء الجسد. وبعد الفراغ كان يعطيني سيجارة، مع العلم بأن التدخين ممنوع، ويقول لي “اشربها ولا تشتكي علي”. وغير هذا، فقد كان يهجم علينا في الزنزانة بشكل ليلي، ويطرحنا أرضا على بطوننا ويعذبنا، ويأمر قوات الشغب الدوس على أجسادنا. هذا كله مع الاستعانة بالشغب وشرطي العيادة فضيل، حيث كان يتفنن في تعذيبي.

• يتم إجبارنا على ترديد “النشيد الوطني” في كل وقت، مع العلم بأنهم كانوا يضعونا قسرا صندوق القمامة، وكذلك في الحمامات، أو إجبارنا على الزحف ونحن نردد الشعارات، مع العلم بأنني عسكري وأعلم بأن هذا مخالف للقانون، كما أنهم كانوا يجبروننا على تقليد أصوات الحيوانات وحركاتهم، وبالذات الدجاجة، حيث كانوا يجبروننا على إصدار صوتها وكأننا نبيض أو صوت الحمار والقط والكلب وغيرها مع حركاتهم. وكان هناك شرطي أردني يسمى فارس كان يأتي في منتصف الليل ويضرب على أبواب الزنازن بما يحمله من آلات، سواء الهراوة أو غيرها، مما يسبب الإزعاج المتعمد، وينادينا بالكلاب، كما كان يسمينا بأسماء الكلاب، مثل “ماكس” وغير ذلك.

• في يوم من الأيام، تم إخراج كل من سلمان محمد علي المتروك، محمد جعفر الشمالي، عيسى المنسي، حسن جابر القطان، وعلي عقيل (الشمشوم)، وتم أخذهم إلى القرب من دورة المياه، وتم تعذيبهم بقسوة جدا، وبكل وسائل التعذيب، حتى أن صراخهم ملأ المبنى بالكامل، وامتد إلى المباني الأخرى، هذا غير بكائهم. ونال المعتقل حسن جابر القطان حصة الأسد، حيث كان يزحف من شدة التعذيب، بالإضافة إلى إجباره علي قول “أنا خنزير”. وهناك حادثة أخرى وقعت في مناوبة رئيس العرفاء رزق محيد، حيث قام الوكيل محمد المكاوي (أردني الجنسية) بنقلي من زنزانتي إلى زنزانة أخرى، والتي كان فيها محمد المحاسنة والسيد صادق الشاخوري (وهو رجل دين)، وقال لي هذا الوكيل: “في كل ساعة سوف أنقلك من زنزانة إلى أخرى كي تتعذب، ولا تستطيع النوم”، بمعنى الحرمان من النوم. وقام السيد الشاخوري بإعطائي سريره، رغم أن العدد الموجود في الزنزانة قرابة التسعة، وهي لا تسع إلا لستة أشخاص فقط. كما هددني الوكيل أكثر من مرة.

     وختاما، فإن ما عانيناه طيلة الأشهر الثلاثة تعد من أسوأ الأشهر، حيث تعرضنا للتعذيب النفسي والجسدي من حيث الحرمان من النوم والحمام، والضرب والركل بالأرجل والإهانات العقائدية والمذهبية، مما تسبب في الكثير من الأمراض، حيث لازلنا نعاني من أمراض في المسالك البولية، كما خلف هذا الحدث إصابات كثيرة، بين الخطيرة والمتوسطة، وكان ذلك بإشراف كل من الرائد حسن جاسم، والعقيد ناصر بخيت، والضباط محمد عبدالحميد وعيسى الجودر وعبدالله عيسى وأحمد خليل الذي يعمل بمركز الرفاع، كما كان ذلك بإشراف مباشر من وزير الداخلية حيث صرح في الجرائد الرسمية بأنه المسؤول عن كل ما يجري في مركز الإصلاح والتأهيل (سجن جو).

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟