مواضيع

إفادة سيد أحمد رضا حميدان

الإجبار على سبّ الرموز

العمر: 28 عاما

الحكم: 10 سنوات

     في تاريخ العاشر من مارس ٢٠١٥م، تدخلت القوات الخاصة لفض احتجاجات مبنى رقم ٤، وألقوا غاز مسيل للدموع، مما أدى إلى حالات اختناق كثيرة، وكنت بينهم، حيث كنت بالغرفة، وتعرضت للاختناق، وبعدها تم اقتحام الغرفة علينا، وباشروا بضربنا بالهراوات، واقتادونا إلى الساحة الخارجية، حيث المسافة الفاصلة تبلغ ٤٠ مترا، وكان الضرب على امتداد هذه المسافة، حيث كان رجال الشرطة يقفون في صفين على طول المسافة، ويتم إجبار السجين على المرور بينهم باتجاه الساحة الخارجية، حيث يتخلل ذلك الضرب المبرح.

     ثم أمرونا بالإنبطاح على الأرض مع استمرار الضرب بالهراوات، وقيدونا من الخلف، وبقينا على تلك الحال قرابة ساعتين مما أدى إلى إصابتنا بالتبول اللا إرادي.

    وبعد ذلك، أخرجوني ونقلوني إلى مبنى رقم ١٠ حيث كان السجن حديثا، ولم يكن فيه شيء سوى الأسره الحديدية. وعلى مدى ٣ أيام كنا ننام على الحديد دون طعام أو ماء، ولم يكن يسمح لنا بالذهاب إلى الحمام.

الإجبار على سبّ الرموز

     وبعدها، وبتاريخ الحادي عشر مارس، بدأ مشوار التعذيب حيث دخلت فرقة من قوات الشغب المبنى، وأخرجتنا من الغرف وكان عددنا بين ٩ إلى ١١ شخصا، ثم أمرونا بالوقوف على شكل طابور في الفناء الخارجي  للعنبر، حيث امتلأ بالنزلاء، وقاموا بعدها بحلق شعرنا بطريقة استهزائية، حيث حلقوا جانبا وتركوا الجانب الآخر، ثم أجبرونا على الزحف على البطن مسافة ١٥ مترا، بين صفين من رجال الشرطة، مع تعريضنا للضرب بالهروات على الظهر والأرجل، وفي حال الوقوف عن الزحف يتم تكثيف الضرب على من يقف عن الزحف، وبعدها تم إجباري على الجلوس على ركبتي مقابل الحائط، كما تم إجباري على ترديد هتافات تمجد العائلة الحاكمة، وسب رموز المعارضة، وتخلل ذلك الضرب بالهراوات، وسكب الماء البارد على الجسم، وكان ذلك منذ حوالي الساعة الثانية ظهرا إلى الحادية عشر  مساء.

     بعدها، وعلى طول فترة ٣ أشهر؛ مورست ضدي أنواع من التعذيب الجسدي والنفسي بشكل حد الإدماء، وكان أولها الحرمان من النوم لساعات طويلة، وعدم السماح بالذهاب إلى الحمام ما عدا مرتين في اليوم، وكان دخول الحمام مصحوبا بالضرب أثناء الذهاب والإياب، وكانت مدة استعمال الحمام نصف دقيقة فقط. وكنا ممنوعين من الصلاة والصوم، ويتم إجبارنا على أداء التمارين العسكرية وقت الصلاة، كما قاموا بإجبارنا على البقاء بملابسنا المبللة لساعات طويلة. وقد أجبرونا أيضا على السباحة بخليط من القهوة وصابون الثياب، وأمرونا بأداء التحية العسكرية للشرطة ونحن وقوف.

   كل ذلك قام به الوكيل تيسير، ومحمد حسني عابد، ورئيس العرفاء بلال الحمايدة، وخالد المستريحي وسامر الجبوري، والشرطي محمد سليمان، وجمعة، وقايد، وفضل، ومحمد محسن، وصالح الجهني وأفضل وغيرهم.

    وفي تاريخ الأول ما مايو ٢٠١٥م، وعند المساء؛ اقتادوني إلى غرفة الشرطة، وأجلسوني على ركبتي، وكان المسؤول خالد المستريحي، ووضع رجليه فوق كتفي وهو جالس، ووضع سلسة من الحديد على رقبتي، وكان يشبهني بالكلاب، وقام بالتحقيق معي حول مواضيع السياسة، وسألني: “هل أنا ابن حرام أم لا؟” فقلت له: “ لا”، فضربني وقيدني تقييدا مزدوجا في الرجل واليد.

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟