مواضيع

إفادة جلال عباس حسن العصفور

مباغتة القوات المتوحشة

العمر: 22 عاما

الحكم: 38 سنة

     في يوم الثلاثاء الموافق لتاريخ ١٠ مارس ٢٠١٥م، وبينما كنت في مبنى رقم ٤، غرفة رقم ٩، سمعت بنبأ دخول قوات الشغب إلى المبنى، فسألت عما يجري، وما كدت أسمع الجواب حتى باغتتنا القوات، وأخرجونا من العنبر، وأقامت القوات صفين، وأخذوا يضربوننا بالهراوات والأسلاك الكهربائية والآلات الحديدية والركل بالأرجل، حتى وصلنا إلى الفنس الواقع عند عنبر رقم (٥) من نفس المبنى، ووضعونا في الفنس، وكان صراخ النزلاء يعلو، والتعذيب الممنهج ينال من كل أجسادهم.

      لقد شاهدت العديد من الإصابات، بين الخطيرة والمتوسطة، ولا من راحم عليهم! واستمر الحال بنا قرابة ثلاثة أيام ونحن في هذا “الفنس”، حيث لا غطاء يقينا من حرارة الشمس، أو من شدة البرودة. وتم منعنا من الذهاب إلى الحمام للإستحام أو لقضاء الحاجة، وكان كل من يحتاج إلى الحمام يضطر لأن يتغوط أو يتبول على نفسه، أو في نفس الفنس، مما تسبب في انتقال أمراض وبائية.

      وذات يوم، وقد يكون اليوم الثالث أو الرابع (من أحداث سجن جو)؛ طلبت من الشرطة الذهاب إلى الحمام، وقد أخذني الشغب وضربوني وعذبوني وأهانوني بكل الوسائل التعذيبية فقط لأنني طلبت الذهاب للحمام، فدارت بيني وبينهم مناقشة على ذلك، فقاموا بأخذي مع محمد سرحان وعبدالله مكي عيسى وسيد حسين سيد أمين، حيث ضربونا وعذبونا لمدة ساعة أو أكثر تقريبا، وحلقوا رؤوسنا بشكل مهين جدا،  وجعلونا نقف على رجل واحدة طيلة هذه المدة، وكان الضرب يتركز على الرؤوس والأرجل والظهر، ولم يتوقف الضرب إلا عندما خرج الدّم وبشكلٍ غزير من رأس عبد الله مكي.

     والذي كان يشرف على هذا التعذيب هم ثلاثة من الضباط الأردنيين، بالإضافة إلى ضابط بحريني، ومسؤول المخازن عبد الله الدوسري.

أحداث مختلفة في مبنى ١٠

    وبعد ذلك، أتى أحمد الكاتب ومن معه، وتم أخذنا إلى مبنى ١٠، وعند وصولنا المبنى وقعت لنا أحداث مختلفة، وهي كالتالي:

1ـ-عند وصولنا كان هناك ضباط مدنيون بحرينيون، حيث سألونا عن قضايانا، ومن أين نحن، وكم عدد سنوات أحكامنا، وبدأ مسلسل التعذيب الذي تضمن الضرب والركل والوقوف على الأرجل وسكب الماء البارد علينا، هذا عدا عن الإهانات، سواء تلك التي تطال المعتقد أو غيرها، واستمر مسلسل التعذيب أكثر من ثلاثة أشهر.

2ـ- في ليلة من الليالي، وفي مناوبة الوكيل محمد ورئيس العرفاء سامر، وكل من الشرطة محمد ميرزا، محمد جمال وإحسان؛ أخذوني عند الثلاجة والتي تقع في العنبر رقم (٢) وتحديدا بالقرب من الثلاجة، والتي سماها المعتقلون بمكتب (٩٩)، حيث عذبونا أقسى أنواع التعذيب، هذا باستثناء لغة التهديد والوعيد.

3ـ- وفي يوم من الأيام، دخلت علينا قوات الشغب ونحن نيام في الغرفة (٧) من العنبر رقم (١)؛ حيث كان أحد مصابيح الغرفة لا يعمل، وأخذونا بالكامل إلى خارج الزنزانة، واتهمونا بتعطيلها، وكان هذا في مناوبة رئيس العرفاء خالد، والشرطة: جمعة وقايد والشرطي اليمني رضوان، حيث عذبونا وأغرقونا بالمياه الباردة، وأوقفونا لأكثر من ثلاث ساعات، مع الحرمان من الحمام، وغيرها من أساليب التعذيب.

     بالإضافة إلى ذلك، تعرضنا للضرب من قبل قوات الشغب، وفي مرة من المرات؛ جاء الوكيل محمد زكريا مع الوكيل الأردني المسؤول على العيادة، والذي يسمى زهير، حيث دخلا علينا الزنزانة، وعذبونا بالضرب والدوس على الأجساد والتعذيب بالأسلاك الكهربائية بحجة أنه يوجد على الجدران بعض الكتابات، مع العلم بأنه لا يوجد أي نوع من أنواع الكتابة على الجدران، خصوصا وأن الأقلام ممنوعة، وكذلك الدفاتر (الكراسات).

4 ـ- لقد نلنا الكثير الكثير من أساليب التعذيب! والتي منها الحرمان من النوم لأيام، والحرمان من الذهاب للحمام. وعلى فرض السماح للذهاب إلى الحمام؛ فإنه تكون لنا دقيقة فقط لقضاء الحاجة لا غير، أو خمس دقائق فقط، تشمل قضاء الحاجة والإستحمام وغسل الثياب أو الوقوف على الأرجل لساعات طويلة، وتصل في بعض الأحيان لثلاثة أيام متواصلة، وكذلك إغراق الأجساد بالماء البارد، وسرقة طعامنا حتى نبقى دون طعام أو شراب، وغيرها من مسلسلات التعذيب.

المصدر
كتاب زفرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟