مواضيع

كان حسن باقري معجزة في الحرب

رحم الله الشهيد حسن باقري. لقد كان رجلاً فريدًا للغاية وعميق التفكير. لم يلتحق بأي أكاديمية أو كلية عسكرية؛ لكن الله وضع في هذا الشاب عالَمًا من الفكر والشجاعة والثقة والفصاحة. كان حسن باقري رجلاً عجيباً. ذات مرة في أواخر الحرب، عندما كان يأتي الإمام الخامنئي إلى الجبهة، كان يدخل إلى مراكز الفرق ويمكث هناك طوال الليل ويتحدث إلى قادة الفرق. وكان یناقش الإبهامات التي كانت تدور في أذهان القادة على مختلف المستويات، وأحيانًا كانت اجتماعاتٍ جريئة للغاية. كان يفتح المجال للتحدث مع القادة. دخل مرة إلى فرقتنا. كان هناك نقاش حول الجيش وحرس الثورة، وقد شارك بقصة من ذكرياته لتأكيد الأمر الذي يجري مناقشته.

قال: كنت مندوب الإمام في المجلس الأعلى للدفاع، كنت قد ذهبت إلى الأهواز للغولف[1]، وكان بني صدر في ذلك الوقت الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة. كان من المقرر طرح خطةٍ لكسر حصار سوسنغرد. اجتمع العسكريون وقادة الحرس للحديث عن هذه الخطة. كنت أنا موجوداً، وكان بني صدر والشهيد جمران هناك أيضاً. وكان بني صدر مدير الجلسة، كنت جالسًا أيضًا. قام قادة من الجيش، وقف عقيد في الجيش -لا أتذكر اسمه- وشرح خطته. ثم وصل الدور إلى قادة الحرس. نظرت لأرى من يكون هذا القائد. وإذا بي أرى شابًا نحيفًا يرتدي ثياباً خرقة ومعطفًا عريضاً يقوم من مكانه. بمجرد أن قام، خفق قلبي بشدةٍ. قلت لقد سوف يقوم بتخريب العمل وبني صدر بخباثته المعتادة سيقوم بتوبيخهم.

قام حسن إلى الخريطة وبدأ في الحديث. بينما كان حسن يتحدث، كنت أرفع رأسي شيئاً فشيئاً مفتخرا بحچیثه فی حین كان بني صدر یقول لحسن أحسنت على الرغم مما كان يخفيه من خبثٍ. كان حسن باقري ذلك الشاب المعجزة. رأيت بعض المشاهد له في عمليتي بيت المقدس ورمضان. وفيما بعد لم تتح الفرصة لذلك، وقد ترك استشهاده إثره على كافة مجريات الحرب. كثير ممن رحلوا واستشهدوا لم یکن هناك من یستبدلهم. همت، خرازي، أحمد كاظمي، كانوا فريدين. لقد خلقهم الله لیکونوا إلى جانب الإمام الخمیني في ذلك الوقت.[2]


بعد الثورة الإسلامية، تم تسليم ملعب الغولف إلى حرس الثورة الإسلامية بأمرٍ من وزير النفط، المهندس تُندغويان، لحماية أنابيب النفط ومنشآته. في السابع من أكتوبر (بعد ثمانية أيام من اندلاع الحرب)، أصبح ملعب الغولف، بسبب عدم اكتشافه من العدو وقربه من مطار الأهواز إلى جانب موقعه وقوعه في مأوى جبلي مناسب، كمكان لاجتماعات كبار المسؤولين والقادة لتنسيق الأمور الدفاعية وصياغة استراتيجيات الجبهات.

في الوقت الحالي، أعيد بناء قاعدة «منتظري الشهادة» ومبناه الحجري وتسجيله كمعلم وطني للدفاع المقدس.

  • [1] قبل الثورة، كان الأمريكيون العاملون في شركة النفط قد بنوا مواقع تتناسب مع ثقافتهم في المستوطنات السكنية لملء أوقات فراغهم. ولذلك فقد اختاروا مساحة كبيرة على طول طريق الأهواز-ماهشهر، بالإضافة إلى المبنى الرئيسي في أعلى التل لتجهيز 9 ملاعب للغولف وكرة القدم.
  • [2] كلام الحاج قاسم في ذكرى تحرير خرمشهر.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟