مواضيع

اعترض عليّ أحد الإخوة

قلت مرّة أنّ الشهيد همّت، والشهيد أحمد كاظمي، والشهيد حسن باقري و… لم يكونوا أدنى منزلة من مالك الأشتر. بعد أن نزلت عن المنبر سلّمني أحدهم ورقة ورد فيها اعتراضٌ على كلامي وكُتب فيها: يا فلان، من الجيّد أنّك تمدح الشهداء؛ لكنّك لا تعرف منزلة مالك الأشتر.

وافقته بأنّني لا أعرف مالك؛ لكنّني أفهم كلام أمير المؤمنين  (ع) وأدركه من أعماق وجودي. عندما استشهد مالك، اعتلى الإمام عليّ  (ع) المنبر ونظر إلى الجموع، ولعلّه كان يرى مكان مالك فارغاً أو المستقبل فارغاً دون وجود مالك.

قال وهو يذرف الدّمع: «مالك، ومالك؟ والله لو كان جبلا لكان فندا، أو كان حجرا لكان صلدا لا يرتقيه الحافر، ولا يوفى عليه الطائر.»

لقد تربّى مالك إلى جانب سيف أمير المؤمنين  (ع) وركضة حصانه في ميدان الحرب؛ لكنّ حسن باقري أو خرازي أو همت بلغوا هذه المقامات العرفانيّة في بدايات سنّ الشباب؛ دون أن يدركوا الإمام عليّ  (ع). هؤلاء لم يكونوا مثل مالك، بل أعلى من مالك. لقد خرّجت حربنا عرفاء في سنين الشباب والفتوّة؛ بحيث أنّ الإنسان يقف حائراً ومذهولاً أمام مقامه ومنزلتهم. كيف يبلغ فتى بعمر 18 عاماً نقطة من ذروة العرفان بحيث يجمع أمعائه الخارجة من جسده في كيس بلاستيكي ويلصقها بخصره؛ نتحدّث عن مجاهدٍ ليس من أعضاء الحرس الثوري وليس مكلّفاً. يواصل قتاله بهذه الحال حتّى يُستشهد. في أيّ مدرسة يُدرّس مثل هذا العرفان؟[1]


  • [1] كلام الحاج قاسم سليماني في حفل تكريم شهداء لرستان.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟