لقد كان يظنّ أنّنا نترجّى
لو تمّ تشريح حربنا بشكل تفصيليّ اليوم، سيتمّ الردّ على هذه الأمور، ما يشكّل نموذجاً لشعبنا ولمستقبل حربنا، هو بشكل أساسيّ كيف استطعنا مقاومة والتعامل مع كلّ هذا الحجم من النّيران.
لقد كان البعثيّون يملكون في قناة صيد السمك حوالي الـ300 مدفعيّة وعشرات قبضات الكاتيوشا. وكان مجموع مدفعيّاتنا نحن والسيّد مرتضى قرباني لا يصل إلى الـ20؛ 20 مدفعيّة دون ذخيرة، وهناك كنا نواجه 500 دبّابة، ونملك دبابتين.
كان «عدنان خير الله» يقف في الجهة المقابلة مع ثلاثة جيوش وأكثر من 500 دبابة في ميدان الحرب -لأنّ أرض المعركة لم تكن تتّسع لأكثر من هذا العدد وإلا فإنّ الدبابات التي كانوا يملكونها كان عددها أكثر بكثير- إضافة إلى ثلاثمائة أو أربعمائة مدفعيّة بحيث أنّ «عدنان خير الله» صرّح شخصيّاً في التقرير الذي سلّمه لصدّام، بأنّني قمت بما يجعل هؤلاء يحتمون ببعضهم البعض. لقد كنّا نمازح بعضنا في المحادثات اللاسلكيّة، ونقرأ الأدعية، ونلاطف بعضنا، ونرفع من عزائم بعضنا، وكان يُخيّل إليه أنّنا نترجّى.[1]
- [1] ذكريات الحاج قاسم حول مرحلة الدفاع المقدّس.