مواضيع

ألا تقول أنّنا دعوناه؟

لقد قضينا سنوات طويلة نلاحق أحد أشرار سيستان وبلوشستان الكبار. وكان هذا الإنسان الشرير نشطاً في قضيّة تهريب المخدّرات وقد تسبّب باستشهاد عدد كبير من شباب الحرس الثوري. استطعنا في نهاية المطاف عبر أساليبٍ استخباراتيّة معقّدة دعوته لإجراء مفاوضات في منطقة معيّنة. بعد أن دخل مع مرافقيه قمنا باعتقالهم وإلقائهم في السّجن. كنّا فرحين للغاية. لقد كان من الأشخاص الذين كان من الممكن أن يكون حكمه القضائي، الإعدام خمسين مرّة على سبيل المثال.

تشرّفنا بعدها بلقاء الإمام الخامنئي وطرحنا أمامه هذه القضيّة وشرحت لسماحته خبر إلقاء القبض على هذا المجرم بالتّفصيل وكنت أنتظر ردّة فعل إيجابيّة سماحته وأترقّب علامات السّرور على وجهه.

أجابني الإمام الخامنئي على الفور: «أطلب منهم أن يحرّروه على الفور!»

لم أناقش سماحته واتّصلت ولبّيت طلبه، ثمّ سألته باستغراب كبير: سيّدنا! لماذا؟ لا أقدر على استيعاب سبب طلبكم قيامي بهذه الخطوة؟ لماذا أمرتم بأن نحرّره؟

أجابني الإمام الخامنئي: «ألا تقول أنّنا دعوناه؟»

تعاليم الإسلام تفيد بأنّك إن دعوت أحدهم وحلّ ضيفاً عليك؛ لا يحقّ لك أن تؤذيه وإن كان قاتل أبيك.

صُعقت بعد هذه الجملة، وطبعاً أمر سماحته بأن: «عليكم حتماً أن تعاودوا اعتقاله.»

بعد فترة عاودنا اعتقاله عبر تنفيذ عمليّة أخرى معقّدة.[1]


  • [1] كلام الحاج قاسم سليماني حول حكمة الإمام الخامنئي.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟