مواضيع

قواعد خاصة لفهم حديث موضوع البحث

إذا تأملنا ودققنا في حديث موضوع البحث: «من عرف نفسه فقد عرف ربه»، فإنا نتوصل إلى نتائج عديدة تصلح لأن تكون قواعد وضوابط خاصة رئيسية لفهم الحديث، منها:

  1. إن معرفة النفس من سنخ معرفة الرب سبحانه وتعالى، وقد جاء في الحديث الشريف: «معرفة النفس عين معرفة الرب» و«معرفتها عين معرفته»، فهي السبيل الأفضل والأدق إلى المعرفة الحقيقية العالية الكاملة الممكنة بحق المخلوقين لله رب العالمين سبحانه وتعالى، وفي الحديث الشريف: «أعرفكم لنفسه أعرفكم بربه»[1].
  2. إن المعرفة المقصودة تتعلق بالمعرفة الممكنة بحق المخلوقين، بالصفات والأسماء والأفعال الإلهية، وليس بالذات؛ لأن معرفة حقيقة الذات وكنهها غير ممكنة لأحد من الخلق على الإطلاق؛ لأن الذات الإلهية مطلقة وعقول المخلوقين محدودة ويستحيل أن يحيط المحدود بالمطلق، ولأن الله سبحانه وتعالى <لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ>[2]، فلا سبيل لمعرفة حقيقة الذات على الإطلاق لأي أحد من المخلوقين، وعليه: لا يعلم ما هو ولا كيف هو ولا أين هو ولا حيث هو إلا هو، وجاء النهي الشديد عن التفكير في الذات، قول الرسول الأعظم الأكرم (ص): «تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله»[3]، وقوله (ص): «تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا»[4].
  3. إن المراد هي المعرفة الحقيقية العالية الكاملة الممكنة في حق المخلوقين بخصوص اسم الرب العظيم من بين جميع الأسماء الحسنى وقد سبق بيان معناه وخصوصيته.
  4. إن فهم الحديث الشريف يتأثر بعوامل عديدة، منها:
  5. طهارة النفس من الذنوب والمعاصي والآثام والخطايا والجرائم والجنايات، ومن التعلق بحب الدنيا وزخرفتها، ومن الأنانية والنرجسية والعدوانية ونحوها من الأمراض الروحية والأخلاقية والنفسية، وصفاء القلب ونورانيته والكمال الفكري والروحي للباحث، وتحليه بالصدق والإخلاص في النية، وتجرده للحقيقة وتحليه بالموضوعية والنزاهة في البحث، وشمول نظرته وتوازنها، وإحاطته العلمية بالحقائق والمعارف الإلهية.
  6. المنهج الذي يتبعه الباحث واستيفاؤه لكافة قواعد البحث العلمي العامة والقواعد الخاصة بالحديث موضوع البحث، وسلامة المنطق ومتانته ونحو ذلك.

[1] علم اليقين، الفيض الكاشاني، جزء 1، صفحة 222

[2] الشورى: 11

[3] كنز العمال، الحديث: 5704

[4] نفس المصدر، الحديث: 5705

المصدر
كتاب معرفة النفس طريق لمعرفة الرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟