تصاميم فنية

إنه انتحار صريح في العرف العسكري

الأسير أحمد العرب

وقف الشهيد علي أمام البوابة على مسافة لا تتعدى السبعة أمتار! إنه انتحار صريح في العرف العسكري، فالمسافة جنونية إضافة إلى أنه كان عاري الصدر وليس له ساتر يحتمي به، كان هدفاً صريحاً لفوهات بنادق أولئك المرتزقة، ولكن ذلك لا يُشكّل مانعا لمن لبس قلبه درعاً على صدره، وليس عقبة أمام من طلّق دنياه، فقد ثبت الشهيد علي قدمه ورفع سلاحه ووجّه صلية نحو السماء لتنبئهم .. وقد فعلت بأن ألقت الرعب في قلوبهم، فتزلزلت أقدامهم، ولاذ بالفرار أغلبهم

▪️ وصاح من بقي منهم: «البوابة سكروا البوابة»، فحاولوا ولكن كان في ذلك حتفهم، فالشهيد علي كان منتظراً لخروج الشهيد القائد ورفاقه من نفس البوابة، فما كان من الشهيد علي إلا تصويب رصاصه نحوهم مباشرةً ليترك عددا منهم يقعون في جراحهم ويردي أحدهم صريعاً بينما هرب من بقي منهم إلى داخل السجن تاركين البوابة تحت سيطرة الشهيد علي الذي تسيّد الموقف طولاً وعرضاً وكأن الدار داره، كان يصول فيهم ولا كأنه في قعر دارهم! وفي حصنهم الحصين!

▪️ كان رجال الشرطة يهربون من بأس الشهيد علي إلى داخل السجن في اتجاهات متفرقة إلا أحد المرتزقة الأردنيين فقد قادته رجلاه إلى حيث لا يشتهي، فقد انقاد إلى الممر الذي يقدم منه الشهيد رضا ورفاقه التسعة، تفاجأ ذلك المرتزق بالشهيد وصحبه، فقام برفع سلاحه الفردي بعد أن التصق به الشهيد القائد ووجهه مباشرة إلى صدر الشهيد رضا! كان موقفاً رهيباً ففوهة السلاح ملتصقة بصدر الشهيد؛ أي أن ضغطة زناد واحدة من شأنها أن تنهي كل شيء

▪️ توقفت عقارب الساعة لدى أفراد المجموعة فقادهم على حافة الشهادة ولكنه رضا، فكان منه ما لا يحدث إلا من مثله، لقد قام بحركة بديهية سريعة بإزاحة السلاح من صدره وتثبيت ذلك المرتزق في الحائط، لقد حصل ذلك في محض ثوان قليلة افترس بعدها رفاق الشهيد رضا ذلك المرتزق إلى أن تبقى منهم بطل! بقي ملتحما مع ذلك المرتزق ليجرده ذلك السلاح الذي هُدّدت به حياة قائده.

المصدر
كتاب فارس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟