تصاميم فنية

المصداقية في الخطاب السياسي

#أستاذ_البصيرة عبدالوهاب حسين

الحالة الأولى
تعمد الخطيب الكذب على الجماهير وخداعها، فيقول ما يعلم بأنه سوف يخالفه في العمل (اختياراً) سراً وعلانية، وهذا عمل قبيح ومدان عند الله والعقلاء من الناس .. وهو يدل على الغدر والخيانة والنفاق.

الحالة الثانية
أن يكون مراد الخطيب الصدق والوفاء، ثم تأتي الظروف التي تحيل بينه وبين الوفاء (قسراً) رغم شدة حرصه على الوفاء بما وعد به الناس وكامل استعداده للتضحية من أجل الوفاء بوعده، وهذا الخطيب معذور عند الله وعند العقلاء من الناس.

الحالة الثالثة
أن يكون مراد الخطيب الصدق والوفاء، ثم تواجهه ظروف صعبة في وقت العمل تتطلب منه الصبر والتضحية، فيتراجع ويلغي إرادته (اختياراً) تحت تأثير الضعف والخوف، وهذا عمل قبيح ومدان عند الله والعقلاء من الناس، وصاحبه مستحق للوم والتوبيخ (إسلامياً) وبعيد عن حقيقة الإيمان، ومبغوض عند الله والحالة تدل على نقص الكفاءة والتربية الصالحة.

الحالة الرابعة
أن يكون مراد الخطيب الصدق والوفاء، ثم يفي بما قاله مادام قادراً على الوفاء، وإن تطلب منه الوفاء بذل التضحيات التي يقرها العقلاء من الناس. وهذا هو الخطاب الوحيد ذو المصداقية، القادر على مواجهة الانحرافات والتحديات الصعبة في المجتمع، وتغيير الإنسان والتقدم بالحياة العامة إلى الأمام وصياغتهما (الإنسان والحياة) إسلامياً ليكونا تجسيداً حياً للمشروع الإسلامي العظيم في أبعاده الفردية والمجتمعية، وهذه الحالة هي الحالة التي تمثل خط الخطباء من الثوار المؤمنين الذي أراد اللـه لهم السير فيه.

المصدر
كتاب قراءة في بيانات ثورة الإمام الحسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟