Site icon دار الوفاء للثقافة والإعلام

النفاذ في الأمور

يعد من الفضائل الفذة في الشخصية الإنسانية، ومن صفات الأنبياء الكرام والأوصياء المطهرون(عليهم السلام) والعباد الصالحون وأصحاب العزائم الثابتة، وأحد مؤهلاتهم الرئيسية، ويعني: إمضاء الأمور الإلهية والمهمة، والنهوض بالمسؤوليات وعدم تعطيلها والتخلي عنها، والتحلي بالجد والصبر والمثابرة والثبات وقوة الشكيمة والإيثار والتضحية وقرن الأقوال بالأفعال وعدم التراجع عن القرارات الصائبة بسبب الضعف النفسي والروحي وتحت تأثير الترهيب والترغيب والمجاملة والكلل ونحو ذلك، الأمر الذي يحتاج إلى البصيرة ووضوح الرؤية وضبط النفس وتهذيبها وإلى الحزم الذي يعني ضبط الأمر وإتقانه والحذر من فواته، وإلى الثبات والصمود وقوة الإرادة والتأييد والتسديد الإلهي، ونحوه.

نتائج مهمة

وتترتب على النفاذ في الأمور أمور عديدة، منها:

العوائق التي تمنع النفاذ في الأمور

هناك مجموعة عوائق تمنع النفاذ في الأمور، وتحمل الإنسان على التراجع والتراخي ومخالفة ما يعتقد أنه حق وصواب وفضيلة، منها:

وقفة مع دعاء الإمام زين العابدين(ع)

يقول الإمام زين العابدين: «اللهمّ صلّ على محمد وآله، وألهمني علم ما يجب لهما (الوالدين) عليَّ لهما، واجمع لي علم ذلك كله تماماً، ثم استعملني بما تلهمني منه، ووفقني للنفوذ فيما تبصرني من عمله، حتى لا يفوتني استعمال شيء علمتنيه، ولا تثقل أركاني عن الحفوف فيما ألهمتنيه»[3].

في الدعاء المذكور: يسأل الإمام السجاد(ع) ربه بأمور عديدة، منها:

ودعاء الإمام زين العابدين(ع) يدل على أن النفوذ في القيام بالطاعات والأعمال الصالحة، يتطلب أموراً عديدة، منها:

وكما سبق: فإن النفاذ في الأمور من أعظم الفضائل وأجلّ الخصال وأحسنها، التي يتحلى بها الأنبياء الكرام والأوصياء المطهرون(عليهم السلام) والعباد الصالحون وأصحاب البصائر واليقين وذوو العزائم ومن مؤهلاتهم الرئيسية المهمة وأسس استحقاقهم، لكن الجهلة والضعفاء والمذبذبين في سلوكهم ومواقفهم وعلاقاتهم – بسبب جهلهم وضعف أرواحهم والحجاب على قلوبهم – يعدونه عناداً وتعصباً ومكابرة ونحو ذلك، ويعتبرون التراجع عن القرارات الصائبة والتذبذب والتراخي في المواقف تحت تأثير الضغوط: الترهيب والترغيب والكلل والملل والكسل لطول المدة وتعب النفس ونحوه، يعدونه مرونة وتسامحاً وواقعية ونحو ذلك من الأوهام ووساوس الشيطان وحبائله وخدعه وقانا الله(عز وجل) شرها، فيجعلون الفضيلة رذيلة ويجعلون الرذيلة فضيلة، فإنا لله وإنا اليه راجعون.


[1] تحف العقول، ص: 223

[2] الكافي، ج:2، ص:235

[3] دعائه لأبويه، الصحيفة السجادية

Exit mobile version