صلاة الليل
جدول المحتويات
أحبتي .. إن التهجد والقيام بالليل من أجل صلاة الليل علامة يمتاز بها أهل الله والمتقون .. <كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ 17 وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ>[1]، إنه الحب لله الذي يجعل الإنسان يهجر طيب المنام ولذيذ النوم من أجل الخلوة والحديث مع ربّ العباد تشكو له الأحزان، وتطلب منه الغفران وتسأله أن يكتبك من أهل الجنة، ويخلّصك من جهنم والنيران.
فضل صلاة الليل
فضل صلاة الليل وثوابها لم يبيّن في القرآن .. <فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ>[2]؛ فلعظم ثوابها لا يقدر الملائكة على إحصاء حسناتها فالحساب عند الله تعالى! ففي يوم القيامة يحصل الإنسان على «قُرَّةِ أَعْيُنٍ» من الله نفسه عندما يقوم لصلاة الليل.
بركات صلاة الليل
- صلاة الليل تُمحي سيئات النهار؛ فعندما يقع الإنسان في خطأ وتزل قدمه في النهار، فصلاة الليل تُكفّر وتُمحي السيئات حتى يرجع الصفاء للنفس والطهر للقلب.
- صلاة الليل تجلب الرزق في النهار وتأتي بالخير، سواء كانت أرزاقاً مادية أم أرزاقاً معنوية.
- صلاة الليل تجعل الأبدان صحيحة سليمة وغير مريضة، وتجعل الوجه جميلاً، فالذي يختلي مع الله الجميل يُرزق البهاء والجمال.
- صلاة الليل تجعل العزيمة قوية والهمّة عالية، والنفس قادرة على تحمل الصعاب والمشاكل في النهار، فنعم المعين للجهاد ومقارعة الطغاة صلاة الليل.
كيفية صلاة الليل
صلاة الليل تتكون من (إحدى عشر ركعة)، ثمان ركعات نافلة الليل، وركعتان للشفع، وركعة واحدة للوتر.
وهي كالتالي:
- نافلة الليل: هي 8 ركعات، ركعتان ركعتان ركعتان ركعتان، مثل صلاة الصبح، والاختلاف في النية فقط حيث تقول «أصلي نافلة الليل قربةً إلى الله تعالى».
- ركعتا الشفع: هما ركعتان مثل صلاة الصبح، والاختلاف في النية فقط حيث تنوي «أصلي ركعتي الشفع قربةً إلى الله تعالى»
ملاحظة: لا يوجد «قنوت» في صلاة الشفع.
- ركعة الوتر: هي ركعة واحدة، وهي كالتالي: تنوي «أصلي ركعة الوتر قربة إلى الله تعالى»، ثم تكبر تكبيرة الإحرام، ثم تقرأ الحمد وسورة[3]، ثم تأتي بالقنوت[4]، ثم تركع، ثم تسجد السجدتين، ثم تتشهد وتُسلّم.
قصة العلامة الطباطبائي
يقول العلامة الطباطبائي(قدس سره): عندما كنتُ شاباً توجهت إلى النجف الأشرف من أجل الدراسة الحوزوية، فلمّا وصلتُ نظرت إلى قبّة الإمام علي (علیه السلام) وخاطبته: يا أمير المؤمنين، أنا وحيد في هذه البلدة، فأعنّي و وفقني.
ويقول في أحد الأيام وبينما كنتُ أتوضأ من حوضٍ كان موجوداً في المدرسة، وإذا بعالمٍ كبير وهو (السيد القاضي) يضع يده على كتفي ويقول: بُنيّ إذا أردتَ الدنيا فصل صلاة الليل، وإذا أردت الآخرة فصل صلاة الليل.
أحبتي .. إن بركات صلاة الليل تشمل الدنيا والآخرة، وهي تصنع أمثال العلامة الطباطبائي(قدس سره)صاحب أكبر تفسير في الإسلام وهو «الميزان في تفسير القرآن» الذي كتبه في 20 عاماً. فلم يصل إلى المقامات المعنوية العالية من غير العروج بصلاة الليل واتخاذ الليل مطية لذلك ..
إن الطريق إلى الله سفرٌ لا يُدرك إلا بامتطاء الليل ..
قصة عشق الأميرة أم الله
يروى أن شابة تُعرف بـ«أوهرشاد» وهي أميرة من بنات الملك، وكانت تجمع بين الجمال الظاهري والجمال الباطني حيث كانت مؤمنة، وفي يومٍ من الأيام وبينما كانت تُشرف على المسجد الذي كان يُبنى باسمها، وإذا بشاب فقير كان يعمل بنّاءاً في المسجد ينظرإليها وتعلّق قلبه بها، حتى فكّر بالزواج منها! فقال لأمه: أريد الأميرة لتكون زوجاً لي!
فقالت أمه: أين أنت والأميرات؟
ولكن ولأنه أصرّ حتى امتنع عن الطعام وكاد أن يموت، فإن الأم توجهت إلى قصر الأميرة وطلبت من أبيها زواج ابنها من ابنته! فلمّا سمع الملك ذلك ارتفع صراخه غضباً رافضاً ذلك! ولكن الأميرة سمعت بالأمر، فرضت ولكن بشرط: وهو أن يصلي الشاب 40 يوماً صلاة الليل.
أحسّ الشاب بالحب الإلهي والتعلق بالله تعالى. وبعد أن انقضت الأربعون يوماً لم يفكّر في الأميرة! ولمّا سألت الأميرة والدته: لماذا لم تأتِ لتطلبي يدي مرةّ ثانية من أبي؟
فقالت الأم: أن ابني لا يريد الزواج منكِ؛ لأنه وجد الحب في العروج لله .. إنه يعيش العشق والحب مع الله ببركة صلاة الليل!!
أحبتي .. هناك أمورٌ لابدّ من الالتفات إليها وعدم الغفلة عنها، حيث تدخل في صلب تكوين «الشخصية الإيمانية»، وهي سلوكيات فردية واجتماعية هامّة، ولذلك لزم التنبيه عليها في هذه الأوراق المتبقية ..
[1]- الذاريات: 17-18 [2]- السجدة: 17 [3]- يستحب بعد قراءة الحمد أن تقرأ: الناس ثم الفلق ثم التوحيد 3 مرات [4]- يستحب في القنوت:
- أن تستغفر لأربعين مؤمن فتذكر أسماءهم.
- أن تقول 70 مرة استغفر الله وأتوب إليه.
- أن تقول 300 مرة العفو.
تعليق واحد