الصلاة
أحبتي .. الصلاة عمود الدين، فإن قُبلت قُبِل ما سواها، وإن رُدّت رُدّ ما سواها، والصلاة قربان كل تقي، ومعراج الصالحين، ومركب السفر إلى الملكوت، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتدعو إلى الصلاح وإلى كلّ خير ..
الصلاة في أول وقتها
لا ينبغي لأحدٍ أن يؤخّر الصلاة عن وقتها، بل لا بد من الحرص على أن نؤديها في مواقيتها، حتى لا نُكتب من الذين يستخفون بالصلاة المتهاونين فيها، وشفاعة الائمة (علیهم السلام) لا تنال من يستخف بالصلاة، وعذاب الله ينزل على من ضيّع الصلاة.
أحبتي .. تواصوا فيما بينكم بالإتيان بالصلاة في أول وقتها، خصوصاً صلاة الفجر فالكثير يضيّع صلاة الصبح ولا يُصلّيها إلا قضاءاً، فالحذر من مثل هذا العمل الشنيع إذا ضيّعنا صلاة رب العالمين!!
الصلاة جماعة
إن فضل الصلاة جماعة لا يُقدّر بقدر، حتى أن الملائكة لا يقدرون على إحصاء ثواب المصلين جماعة إذا بلغوا عشرة فما فوق!! ويكون الحساب عند الله المتعال، فلا تحرموا أنفسكم من صلاة الجماعة، وقدّموا شخصاً عادلاً يُحسن القراءة وصلُّوا خلفه.
أحبتي .. إن في إقامة صلاة الجماعة البركات العظيمة حيث تتآلف القلوب وتجتمع النفوس وتقوى العلاقات بين الأفراد، وبالجماعة نلتفتُ إلى مشاكل بعضنا ونحلّها فـ«يد الله مع الجماعة».
الاعداد للصلاة
الصلاة تحتاج إلى إعدادٍ خاص؛ فنحن سوف نقف بين يدي الله تعالى، وهذا المحضر جليل القدر؛ فنحن نقف بين يدي مالك السماوات والأرضين .. فلا بد أن نسعى إلى عمل التالي قبل الصلاة:
أولاً: لا بد أن يكون اللباس محتشماً ونظيفاً، فلا نصلّي باللباس القصير ولا القديم البالي، بل ننتخب للصلاة أفضل الملابس؛ فنحن ضيوف عند الله.
ثانياً: لا بد أن يكون المكان هادئاً ومناسباً؛ حتى نتمكن من الخشوع والتوجه في محضر الله تعالى، فالإزعاج يشتت الفكر.
الخشوع في الصلاة
أهم شيء في الصلاة أن يكون القلب خاشعاً متوجهاً إلى الله تعالى، متفهماً لما تقول وتفعل:
- فلنعش عظمة الحضور: نحن نقف أمام الله تعالى ونخاطبه ونتحدّث إليه، فلا يناسب ولا يليق أن نغفل عنه ولا نعظّمه.
- لنستشعر عز ربوبية الله وذلة عبوديتنا: نحن العبيد وهو الرب، وها نحن نقف بين يديه أذلاء منكسرين، نطلب منه أن يعفو عنا ويسامحنا؛ فقد قصّرنا وتعدّينا وتجاوزنا حدودنا، وها نحن الآن جئنا لنقف بين يدي الله ونطلب منه أن يستر علينا ويصفح عن كلّ ما بدر منّا من معاصي وذنوب.
- ليكن قلبنا حاضراً ولا يغفل أثناء الصلاة: إن بركات الصلاة تحصل بالحضور القلبي والانقطاع إلى الله تعالى والاعراض عمّا سواه.
قصة ابن سينا والصلاة
يُنقل من سيرة الفيلسوف الكبير (ابن سينا) أنه كلمّا عرضت عليه مشكلة فكرية ومسألة غامضة لم يتمكن من حلّها على الرغم من ذكائه المفرط والحاد، فإنه كان يتوضأ ويتوجه إلى الجامع ويصلّي لله تعالى ويتوسل إلى الله تعالى وعندها يتمكن من الإجابة على ما كان صعباً عليه!
أحبتي .. استعينوا بالصبر والصلاة، فالصلاة تُعين على تحمّل المصائب وتجعل المصلين أكثر صلابة وقوة وقدرة؛ فالصلاة عروجٌ بالمصلي إلى الله تعالى والتزود من فيضه والاستمداد من قدرته وعزته وكبريائه ..