العلاقة مع الإمام المهدي (عج)
جدول المحتويات
أحبتي .. لا ننسى أن لنا إماماً موجوداً، وإن غاب عن عيون أبصارنا، فهو شمسٌ تُشرق علينا بالهداية والبركات، وتضيء لنا طريق الصلاح ويحفظنا من دواهي أهل الزمان، إنها «شمس الولاية» التي منّ الله بها علينا، والإمام المهدي (عجل) هو خاتم الأوصياء والأئمة الهداة ..
فإمام الزمان .. حاضرٌ بين الناس، يعرفهم ولا يعرفونه، ويحضر في الحج كل عام يحجُّ مع الحجاج، وأكثر إقامته في كربلاء عند مرقد جدّه الإمام الحسين (علیه السلام)، وهو (عجل) يُسدّد الشيعة لما فيه صلاحهم، ويرفع عنهم الكرب عندما تنغلق الأبواب أمامهم، فيُنجي شيعته ويأخذ بهم إلى برّ الأمان، وهو (عجل) لا يخيّب من دعاه و توسل به واستعانه، فإذا كانت المصلحة في قضاء الحاجة، كان القاضي لحاجات الشيعة.
قصة صاحب الزمان قاضي الحاجات
ينقل أحد العلماء أنه في زمان حكومة الطاغوت الشاه في إيران، حيث كان الشاه يحارب الإسلام ويضطهد العلماء، يقول العالم: قررت السفر بالحافلة (باص)، فركبت ولم يكن أحد بجنبي، فتمنيتُ أن يجلس بجنبي شخصٌ صالح حتى لا يضايقني، وبينما أنا جالس وإذا بشاب جاء وجلس بجنبي، وكان شكله يوحي بأنه غير متديّن، فشكله وملابسه على هيئة (شباب الغرب)! فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. ولم أتحدث إليه وهو لم يتحدث إليّ، فسار الباص حتى أذّن المؤذن، وللأسف فإن السائق لم يتوقف للصلاة وهو لا يستمع لكلام العلماء، فلازمت الصمت لأني أعرف أنه لن يستجيب لي، وفجأة نهض هذا الشاب وقال للسائق: توقّف فقد حان وقت الصلاة.
فرفض السائق التوقف وقال للشاب: أين أنت و أين الصلاة؟! اذهب واجلس على الكرسي.
فقال الشاب غاضباً: إذا لم تتوقف فسوف أُلقي بنفسي من الباص.
فخاف السائق وتوقّف. فقام الشاب وقمت معه وصلّينا في أول الوقت وعندما رجعنا من الصلاة وجلسنا بجنب بعضنا، قُلت للشاب معتذراً: سامحني حيث لم أرحب بك الترحيب المناسب من البداية، ولكن هل تسمح لي بأن أسألك؟
فقال الشاب: تفضل.
فقال العالم: ما سرُّ إصرارك على الإتيان بالصلاة في أول الوقت؟
فقال الشاب: أنا شاب كنت أدرس في خارج إيران (أوروبا)، وكنت لا أعرف الصلاة ولا أهتم بها، فضلاً عن بقية العبادات، ولكن في آخر يوم من الامتحانات النهائية، وكانت الجامعة بعيدة عن منزلي و لم يتبق على موعد الامتحان إلا وقت قصير، و إذا بالسيارة تتعطّل، فباشر السائق إصلاح الخلل ولكن قال لنا: إنه يحتمل أن يطول الأمر. وهذا يعني أني لن أقدر على الوصول إلى الامتحان في الوقت المناسب! فاضطربت وتحيّرت. و هنا خطر على بالي أنّ جدتي كانت إذا وقعت عليها مصيبة تقول: يا إمام زمان. وبذلك تحلُّ مشكلتها. هنا انكسر قلبي، ولأني لا أعرف من الذي تناديه جدتي، قلت: يا إمام زمان جدتي، إذا أصلحت السيارة فعهدٌ مني أن لا أترك الصلاة في أول وقتها طول حياتي. وما هي إلا دقائق وإذا بالسائق يقول: اركبوا السيارة فقد تم إصلاحها. وهكذا استطعت أن أصِلَ إلى قاعة الامتحان وأقدّم الامتحان واَنجح فيه حتى تخرجت من الجامعة، وقد وفى لي «إمام زمان جدتي»، وها أنا الآن أفِي بعهدي: بأن أصلي الصلاة في أول الوقت طول حياتي.
أحبتي .. إن أعمالنا تعرض على إمام الزمان (عجل)، فلا ينبغي أن نكسر قلبه بأن ينظر في صحيفة أعمالنا وقد كُتب فيها ذنب أو معصية ..
وإمام الزمان .. الذي ننتظره، وهو ينتظرنا أيضاً، هل أعددنا أنفسنا بنصرته والجهاد بين يديه وتمنّي الشهادة تحت لوائه؟!
وإمام الزمان .. ما طالت غيبته إلا بسبب قلة الأنصار وكثرة الأعداء، فإذا كنّا نعيش الانتظار الحقيقي فلا بد أن نهيأ لظهوره بمقارعة الظلّام والطغاة، ونصبر على طريق ذات الشوكة، فيعلم منّا الصدق لنصرته واللياقة للحوق بركبه، وإقامة دولته العالمية ..