مواضيع

المحاضرة العاشرة

قوله تعالى: <وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ۳۱ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ۳۲ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ۳۳ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۳۴ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ>[1].

ما هي وظائفنا تجاه المنافقين المعاصرين؟

أولًا: الوظيفة الأساس؛ هي الرصد الذكي والتقييم المستمر والحذر منهم ومحاولة إحباط مؤامراتهم وخططهم الماكرة الهادفة لتضعيف جبهة الإسلام وإيجاد الفرقة وتخذيل المؤمنين عن الجهاد وغيرها من الأهداف الخبيثة <هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ>[2].

ثانيًا: المحافظة على التماسك والوحدة والوئام لجبهة المؤمنين.

ثالثًا: طالما أنّ المنافقين يتظاهرون بأنّهم مع جبهة الحقّ وجبهة الإيمان والحالة الإسلامية العامّة، فإذا لم يرفعوا سيفًا ولم ينقضوا بيعةً بالعمل، فلا يوجد تكليف في مواجهتهم إلّا بالجهاد البياني، ولكن إذا نقضوا البيعة ورفعوا سيفًا ضدّ الدولة الشرعية وضدّ حاكم المسلمين وضدّ الحالة الإسلامية وضدّ المقاومة الإسلامية في زماننا، فيجب التصدّي لهم ودفع كيدهم وشرّهم وإسكاتهم وإحباط مؤامراتهم، ومثال ذلك التكفيريون والدواعش في زماننا، فهؤلاء طالما لم يرفعوا سيفًا ولم يقاتلوا ولم يقتلوا مؤمنًا، فالكلام معهم فقط على مستوى بيان أنّ التكفير غير صحيح وليس من شيم المسلم، ولكن عندما رفعوا السيف وقتلوا، فدفاعًا ودفعًا لشرهم وكيدهم كان يجب التصدّي لهم، والتصدّي ليس على مستوى استئصالهم؛ بل على مستوى دفع شرهم وإعادتهم إلى رشدهم إن التفتوا.

كما تحدّثت الآية الشريفة في قصة هابيل وقابيل عن ذلك، فقابيل أخذه الحسد والطغيان وتسويل الشيطان والجهل ورفع السيف ضدّ هابيل. والمنافقون هذا حالهم، يتأثّرون بالجهل وتسويل الشيطان وتأخذهم حالة الحقد والكراهية والبغظ والحسد كقابيل، إنّهم أبناء قابيل وعلى خطه، فقد قال الله تعالى نقلًا عن هابيل الشهيد المظلوم: <لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ>[3]، فالتصدّي في مواجهة هؤلاء يكون على مستوى رفع شرّهم ودفعه فقط، كما حدث لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في مواجهته للناكثين والقاسطين والمارقين، فالحرب ضدّ هؤلاء لم تكن حرب استئصال، فعندما انتصر على الماكثين، أرجع زوجة النبيّ (ص) بعزٍّ واحترام إلى المدينة، وهكذا بالنّسبة إلى باقي الحروب وخوارج النهروان، وعندما كانوا يحضرون في المسجد ويوجّهون النقد اللاذع لأمير المؤمنين (ع)، ما كان يتصدّى لهم؛ بل يقول لهم أنتم لكم سهم من بيت المال، وحالكم حالنا ما دمتم لم ترفعوا السيف ضدّنا، ولكن عندما رفعوا السيف تصدّى لهم، وهذا طبعًا بعد جهاد التبيين؛ فقد كان يرسل ابن عباس والآخرين لإقناعهم، ورجع كثير منهم ربما يصل عددهم إلى أحد عشر ألف شخص من خلال جهاد التبيين الذي قام به أصحاب أمير المؤمنين (ع)، وبعد ذلك استأصلهم، وهرب قسم منهم. هذه خلاصة الكلام بالنسبة للمنافقين في زمن النبيّ (ص)، فقد كان التصدي لهم في ذاك الزمان على مستوى الجهاد البياني.

يقول الله تعالى: <يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ>[4]، جهاد الكفّار الأعداء؛ مثل مشركي قريش، بالسيف، وجهاد المنافقين كان باللسان. نعم؛ في حالات استثنائية نادرة، عندما كانوا يريدون الإطاحة بالإسلام أو النيل منه، كان النبيّ الأكرم (ص) يتصدّى لإحباط مؤامراتهم، كما في قضية مسجد ضرار وأمثال ذلك.

التأويل والتنزيل

ثمّ هناك عبارة نقرأها نحن في دعاء الندبة وهي: أنّ النبيّ الأكرم (ص) يقاتل على التنزيل وأمير المؤمنين (ع) يقاتل على التأويل، ومعنى ذلك أنّ مهمّة رسول الله (ص) كانت تأسيس الإسلام، فكلّ عمل يتنافى مع التأسيس يتصدّى له الرسول الأكرم، وكلّ عمل لا يتنافى مع ذلك يتركه على حاله، فالتأسيس يعني بيان مشروع وخطة الإسلام وآفاق الإسلام فقط، لكنّ تطبيق هذا الإسلام هو مهمّة القيادة الصالحة بعد رسول الله (ص)، والتطبيق هو المقصود بالتأويل هنا، وأمير المؤمنين (ع) يقاتل على التأويل.

وهذا التأويل يختلف عن التأويل القرآنيّ الذي تحدّثنا عنه؛ فالتأويل القرآني بمعنى بيان حقيقة الآية وتجسيدها الواقعي، بيدَ أنّ التأويل هنا الوارد في الدعاء بمعنى تطبيق الإسلام وإقامة الدين. هذه نقطة.

ثمّ إنّ التأمّل في الآيات معناه التفكّر، والتأمل مقدّمة للتفكر، التفكر يعني فهم الدلائل والحجج، والتأويل معرفة الحقائق، لكنّ التدبّر معرفة عواقب الأمر واستشراف المستقبل، وكما قلنا: هو ربط الماضي والحاضر والمستقبل، والتدبّر يتوقّف على التفسير ومعرفة الظواهر. وهذه نقطة أخرى. ًاوليتضح الأمر أكثر نضرب لكم مثالًا: وهو الآية المعروفة: <قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ>[5]. فالمعنى الظاهري للآية أنّ ارتكاب المعاصي والآثام والذنوب والفسق والفجور بالخفاء أو بالعلن، هو حرام <حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ>، لكنّ أبا بصير يسأل الإمام الصادق (ع) ويقول له: ما هو معنى هذه الآية؟ الإمام يرجع معنى الآية إلى معنى باطني، معنى يتعلّق بالتأويل، فما هو المعنى الباطني؟ يقول الإمام الصادق (ع): إنّ جميع ما أحلّ الله في القرآن هو الظاهر، والباطن من ذلك هم أئمة الحقّ، وإنّ جميع ما حرّم الله في القرآن هو الظاهر، والباطن من ذلك هم أئمة الجور.

ما هو الربط بين قيادة الحقّ وقيادة الباطل وبين الطاعة وارتكاب المعاصي؟

بحسب الظاهر لا ربط، لكن إذا نتأمّل وندقّق ونفكّر ونتدبر في الآية، نتوصل إلى المعنى الباطني؛ فمثلًا أذكر لكم جانبًا من جوانب هذا التفسير والتأويل الباطني، فأقول: المعصية تفرح الشيطان وتفرح قادة الباطل من الجن والأنس، وطاعة الله تفرح الله والرسول (ص) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) وقادة الحقّ، وهناك تعارض بين خطّ الرحمن وخطّ الشيطان؛ فمثلًا النساء اللاتي يرتدين الحجاب في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أو المجتمع المسلم في أوروبا أو أمريكا حينما يتظاهر بالشعائر الإسلامية؛ مثل ماركة الحلال وأكل الحلال والسوق الإسلامي وإقامة الصلاة حتى في الشوارع، فهذا يبغض الأنظمة الطاغوتية الجائرة الكافرة الأوروبية، ويعتبرون أنّ هذا الأمر تحدٍّ صارخٌ لأنظمتهم مع أنّهم يتبجّحون بالليبرالية وحرية الأديان وحرية المذاهب وحرية المعتقدات وما إلى ذلك، لكنّ هذا العمل يُعتبر مناقضًا لثقافتهم ويهدمها، ممّا أدّى إلى أن يفكروا في منع ارتداء الحجاب وفرض ضريبة على من ترتدي الحجاب، ومنع من ترتدي الحجاب حتى من الدخول إلى الجامعات والمدارس خصوصًا في فرنسا، ثمّ بعد ذلك أخذوا يفكّرون بإسلام آخر؛ لأنّ هذا الإسلام لا يرضيهم، أخذوا يفكّرون بإسلام فرنسيٍّ، بإسلام ألمانيّ، بإسلام بريطانيّ لندنيّ.. فأيُّ إسلام هذا؟ إنه الإسلام الذي لا يضرُّ بمصالحهم ولا يتعارض مع ثقافتهم؛ فمثلًا: قال رئيس جمهورية فرنسا: نحن نريد إسلامًا لا يتعارض مع الثقافة الفرنسية؛ فمثلًا من الآداب الفرنسية أن يتناولوا القهوة الفرنسية، فيقول رئيس جمهوريتهم: حتى إنّه في نهار شهر رمضان لا بأس بشرب القهوة الفرنسية. فأيّ رمضان هذا؟!

هذا يدلُّ على أنّ الإسلام وإقامته يشكّلان خطرًا عليهم، كما يقول الله تعالى: <أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ>[6]، إنّ المشركين يستوحشون من تطبيق الإسلام والتظاهر بالإسلام، فأئمّة الباطل لا يرتضون طاعة الله تبارك وتعالى اليوم في عالمنا المعاصر، ويعتبرون التظاهر بالأحكام الإسلامية وتطبيق الإسلام في العالم هو لصالح الجمهورية الإسلامية ولصالح القيم الإسلامية ولصالح الحكومة التي تنادي بتطبيق أحكام الإسلام، وعلى العكس من ذلك هنا عندنا في الجمهورية الإسلامية، فعندما تتظاهر بعض النساء مثلًا بالسفور وأمثال ذلك، فهذا له رسائل، من تلك الرسالة أنّنا لا نريد أن نلتزم بأحكام الإسلام. مؤخرًا هناك امرأة بهائية كان والدها سفير نظام الشاه في ألمانيا، وهي تعيش في ألمانيا، وهي رئيسة وعميدة فرع الإسلام والتشيّع وإيران في جامعة كلن الألمانية، كتبت كتابًا حول هذه الاضطرابات التي حدثت في إيران وعنوان كتابها (إيران بلا إسلام حقيقة الثورة ضدّ الحكومة الدينية). ومعنى ذلك أنّ البهائية والمنافقين والسافاك وجماعة الشاه والمتضررين من هذا الحكم الديني، يحاولون عن طريق التخطيط والبرمجة الأمريكية والصهيونية الفصل بين الإسلام ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من جانب، وبين إيران من جانب آخر، وهذا لم ولن يتحقّق بإذن الله؛ لأنّ الإسلام ومحبّة أهل البيت (عليهم السلام) متجذران في عمق وجود الشعب الإيراني الرسالي المسلم، ولا يمكن الفصل بين إيران والإسلام؛ لأنّ إيران بلا إسلام ليست هي إيران، كما أنّ الإسلام القائم على مدرسة أهل البيت في هذا الزمان امتلك قاعدة لنشر الإسلام المحمدي الأصيل، وهي نظام الجمهورية الإسلامية.

اليوم؛ هو الثاني عشر من الشهر الأول الهجري الشمسي الذي يتزامن مع يوم التصويت للجمهورية الإسلامية قبل ثلاثة وأربعين عامًا، وقد صوّت الشعب الإيراني بنسبة 98.2% للجمهورية الإسلامية، وخلال هذه الفترة من قيام الجمهورية الإسلامية، كل مرّة يشارك فيها الناس في الانتخابات، يعتبر ذلك نوعًا من التصويت؛ ناهيك عن الحضور في المظاهرات مثل 22 بهمن، ويوم القدس، والمظاهرات ضدّ أهل الفتنة والمنافقين. هذه هي الحالة الإيمانية العامّة. نعم؛ الاضطرابات موجودة، ومؤامرات الأعداء موجودة، لكنّ ذلك بإذن الله لن يضر الله شيئًا ولن يضرّ الجمهورية الإسلامية.

الأقوال في الأخبار

في قوله تعالى: <وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ>[7]، ما هي الأقوال في معنى الأخبار؟

القول الأول: نبلو أخباركم؛ يعني جميع أعمال البشر التي تنتشر كالأخبار، فكلّ عمل يعمله الإنسان ينتشر بعنوان خبر اليوم، ففي مجلس كذا صار كذا، فالله تبارك وتعالى يجعل هذه الأخبار امتحانًا لنا.

القول الثاني: الأسرار الداخلية، نبلو أخباركم؛ يعني نمتحنكم من خلال الأسرار.

القول الثالث: الأخبار؛ العهود التي عاهدتم الله تبارك وتعالى عليها، هل لازلتم على العهد؟ فهذا امتحان، كما يقول الله تعالى: <وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ>[8].هل أنتم صامدون في الجبهة أو لا؟ وهل أنتم على العهد أو لستم عليه؟ وكما يقول الله تعالى أيضًا: <وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا>[9]؛ يعني أنّهم لا يلتزمون عملًا.

الأقوى أنّ المقصود من <أَخْبَارَكُمْ> جميع هذه الشؤون؛ للإطلاق، وليس عندنا دليل خاصٌّ يخصص الكلمة بخبر دون آخر، مضاف ومضاف إليه يُفيد العموم أيضًا. أمّا البلاء فيعني الامتحان والاختبار، يقول سبحانه وتعالى: <وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۱۵۵ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ>[10]، ما الذي يعطيه الله لذلك الإنسان الذي ينجح في الابتلاء الإلهيّ بالمصيبة؟ <أُوْلَـئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰت مِّن رَّبِّهِم>، هذا أولًا، <وَرَحْمَةٌ> ثانيًا، <وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ> ثالثًا، الله يهديهم. ويقول الله تعالى: <أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ>[11]؛ أي يظنُّ الناس عندما قالوا: نحن مؤمنون، أنهم لا يمتحنون، فنجيبهم <وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ>[12]. ما هو سبب تلك الفتنة والامتحان؟ <فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ>[13]، الله يريد أن يعرف الصادق من الكاذب، <أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ>[14]، أصحاب الذنوب والمعاصي هل يسبقون الله؟ وهل يغلبون الله؟ كلا وحاشا.

طبعًا؛ البلاء الإلهيّ سُنةٌ إلهيّة لا تقبل الاستثناء؛ فيمتحن الله سبحانه الأنبياء، والأولياء الصالحين، والصدّيقين، والمجاهدين، والمقاومين، والعلماء، والنُّخب، والمثقفين، وعوام الناس؛ بل كلّ إنسان في أي موقع من المواقع كان، هذه سنّة إلهيّة مطرّدة ومطلقة، وليست سنّة مشروطة.

أقسام سنن الله تعالى

إنّ سنن الله تعالى على قسمين: سنن مشروطة، وسنن مطلقة؛ فالسنن المشروطة مثل قوله تعالى: <يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم>[15]، أو كما في قوله تعالى: <وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ>[16]، فإذا أصبحتم مؤمنين وأهل عمل صالح، فستحصلون على الخلافة الإلهيّة، فتلك سنّة مشروطة.

وعندنا سنُّة مطلقة وقانون إلهيّ مطّرد لا يقبل الاستثناء؛ مثل سُنّة الاختيار، فالله خلق الإنسان مختارًا <إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا>[17]، لا إكراه في الدّين يرجع إلى هذا الأمر: <قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ>[18]، وسنّة الابتلاء المرتبطة بالتكليف والاختيار والمسؤولية هي أيضًا سنّة مطلقة، ترجع هذه السُّنة بالأصل إلى سُنّة الإرادة والاختيار؛ لأنّ الله تبارك وتعالى خلق الإنسان مختارًا ومسؤولًا ثم ابتلاه <لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا>[19]؛ أي أيّكم يعمل بالتكليف أفضل من الآخر.

الهدف من البلاء الإلهي

هنا يطرح هذا السؤال: ما هو الهدف من البلاء الإلهي؟ ولماذا يمتحننا الله؟ الأستاذ يمتحن تلاميذه عادة ليعرف مستواهم، وحتى يرى أيّ شخصٍ يرسب وأيّ شخص ينجح، لكنّ الله سبحانه هو عالم بالخفايا والأسرار والجزئيات، فما هو الغرض من الامتحان الإلهيّ؟

 أولًا: التربية؛ فالامتحان الإلهيّ هدفه أنّ الإنسان من خلال خوضه للمغامرات وللمشاكل وللصعوبات يتدرّب وينجح ويتوفّق؛ فالعسكر مثلًا ربما يهاجمهم العدو، فيأمرهم القائد بضرورة أن يقوموا بمناورات عسكرية وتدريب، وإن تسبّب هذا التدريب لهم بالعطش والجوع والصعوبات، فيتسلّقون الجبال مثلًا، لكنه مقدّمة لخوضهم المعركة؛ لأنّ انتصارهم يتوقّف على القيام بتلك المناورات. إذًا؛ الهدف هو التربية، لا لأجل العلم في مقابل الجهل؛ أي إيجاد الأرضية لأداء الوظيفة والكمال، وذلك يشبه المناورات العسكرية للاستعداد للقتال.

وإن كان سبحانه وتعالى أعلم بهم من أنفسهم، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحقّ الثواب والعقاب، فالبلاء الإلهيّ حتى يرتّب الله سبحانه الثواب والعقاب على أساس العدل الإلهيّ حسب ما يعمل الإنسان.

ثانيًا: الصبر والمقاومة؛ فمن خلال الاختبار يتعود الإنسان على الصبر والمقاومة. والآن في زماننا أيضًا إذا أرادوا أن يربوا الشباب على المقاومة والصبر وتحمل مصاعب ومشاق الحياة، يأخذونهم إلى مخيّمات ثقافية وتربوية وتدريبية.

ثالثًا: التوجّه إلى التوحيد والمعاد؛ في البلاء والمصائب، يتوجّه الإنسان إلى الله تبارك وتعالى من باب إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

رابعًا: امتياز المجاهدين عن غيرهم؛ وخوض الجهاد الأصغر والأكبر والكبير <وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا>[20].

خامسًا: الاعتبار من التاريخ؛ الإنسان يعتبر من الابتلاءات التي حصلت عبر التاريخ <كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى‌ ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا>[21].

 سادسًا: التوجّه إلى حقيقة علم الله؛ كما حصل مع نوح (ع) عندما قال له الله تعالى: <وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا>[22].

أو كما في قول سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) في كربلاء: «هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله»، كما هو مذكور في المقاتل.

إذًا؛ تقول الآية الشريفة: <لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ>[23]. في ميدان الجهاد يُعرف الإنسان الثابت المقاوم المضحّي من الكذّاب المنافق الذي يخاف الموت؛ لذلك، يجعل القرآن الكريم فرقًا بين المسلم الذي هاجر قبل الفتح، وبين المسلم الذي هاجر بعد الفتح؛ فالذين هاجروا إلى المدينة قبل الفتح ، وهم المهاجرون والأنصار، قدّموا التضحيات، بينما أولئك الذين أسلموا بعد الفتح ربما أسلم قسمٌ منهم نفاقًا؛ أي أنّهم استسلموا ولم يُسلموا، كالذين حملوا بغض أمير المؤمنين (ع) في قلوبهم، الذين تحدّثنا عنهم سابقًا.

فشل أعمال جبهة الباطل

ثمّ إنّ الله سبحانه وتعالى قال أيضًا: <إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ>[24]، إنّ تلك المواصفات هي المواصفات المذكورة في بداية هذه السورة <الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ>[25]، وهي إشارة إلى قيادة مشركي قريش، وطمأنة لجبهة الحقّ والإيمان بأنّ العداء والمكائد والمؤامرات والخطط الماكرة لأعداء الإسلام وأعداء الدين، تبوء بالفشل، ولن تضرَّ الله شيئًا؛ أي لا تضرُّ الدين ولا تضرُّ جبهة الحق، فهذا الكلام يُطمئن جبهة الحق، <هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ>[26]، و<يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ>[27] لا يتمكّنون من ذلك، والدين يستمر، والله سبحانه وتعالى يقول هنا: <وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ>.

إنّ إحباط العمل أخصُّ من إضلال العمل، فإحباط العمل؛ يعني إفشال العمل وإفساد العمل وتضييع العمل بشكل مطلق؛ دنيويًا كان أو أخرويًا؛ فأمّا الدنيوي، فهو يشمل حتى الأعمال التي هي حسب الظاهر صالحة، كما لو قدّموا خدمةً للبشرية المتضرّرة بوقوع زلزال مثلًا أو حريق، وأمثال هذه الأمور، فهي لا تنفعهم يوم القيامة أيضًا. وأمّا أعمالهم الأخروية، فكما لو كانوا يتظاهرون بالإسلام والإيمان ويُصلّون ويصومون، فهذه العبادات أيضًا لا تنفعهم.

عوامل حبط الأعمال

تحدّثنا سابقًا عن عوامل حبط الأعمال واليوم سنذكر نماذج أخرى أيضًا لعوامل حبط الأعمال، فمنها:

أولًا: المنُّ والأذى <لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى>[28]، فالمنُّ والأذى يبطلان العمل، مثاله لو قام أحد الأشخاص بمساعدة بعض الناس، ثمّ يقول له: أنا ساعدتك! ولولا مساعدتي إيّاك لأصابك كذا وكذا.

ثانيًا: العُجب؛ فالعُجب أيضًا يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، ففي يوم من الأيام كان رسول الله (ص) يحدّث الناس، فقال: «من قال: سبحان الله، غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الحمد لله، غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: لا إله إلا الله، غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الله أكبر، غرس الله له بها شجرة في الجنة، فقال رجل من قريش: يا رسول الله! إنّ شجرنا في الجنة لكثير، فقال: نعم؛ ولكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيرانًا فتحرقوها»[29].

ومن ذلك أيضًا: «إياكم والحسد؛ فإنَّ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النارُ الحطبَ»[30].

ثالثًا: عدم الإبقاء على العمل، الإبقاء على العمل والحفاظ أشدّ صعوبة من نفس العمل، فالإنسان إذا شرع بمشروع، فلابدَّ له أن یستمرّ به ويكمله، فلا يجعل مشروعه مشروعًا ناقصًا، الآية الشريفة تقول: <يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ>[31]، إطاعة الله تعالى تعني الالتزام بالأحكام الشرعية، وإطاعة الرسول (ص)، بقرينة تكرار كلمة الطاعة <وَأَطيعُوا الرَّسُولَ>، هي طاعته في الأوامر الولائية القيادية، فتارةً يقول الله تعالى: <أَطيعُوا اللهَ والرَّسُولَ>[32]، فتكون إطاعة الرسول هنا في الأوامر الشرعية، وأخرى قد تتكرر كلمة الطاعة مثل <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ>، فالمقصود هنا الإطاعة في الأمور الولائية، <وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ>، تكرار آخر لبطلان العمل.

طبعًا؛ بالنسبة إلى المراد من إبطال العمل هناك أقوال أخرى؛ أحدها أنّ المقصود من <لَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ> هو النهي عن إبطال العمل العبادي الذي يقوم به؛ أي مثلًا إذا كنت تُصلّي فلا تقطع الصلاة، وإذا كنت صائمًا، فلا تقدم على الإفطار بذرائع واهية. لكنّ هذا القول ليس صحيحًا؛ وذلك لأنّ أحد الأدلّة على أنّ المعنى الذي ذكرناه هو الصحيح هو سياق الآية، فسياق الآية <أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ>؛ يعني إذا لم تطيعوا الرسول (ص) في أوامره الولائية، فستبطلون أعمالكم، وهذا يعني أنّ عدم الطاعة للقيادة الشرعية يسبّب إبطال العمل.

روايات في بطلان العمل بدون ولاية

ثمّ إنّ هذا الأمر المهم عندنا فيه روايات كثيرة، ففي وسائل الشيعة المجلد الأول، باب 29 تحت عنوان (بطلان العبادة بدون ولاية الأئمة)، وفي المجلد الأول من وسائل الشيعة توجد 19 رواية تتحدّث عن بطلان العمل بدون الولاية؛ سواء كانت ولاية محمد (ص) أو آل بيت محمد (عليهم السلام)، فكما قلنا: هذه السورة هي سورة التولي والتبرّي وتتحدّث عن الأوامر الولائية. هنا أذكر لكم بعض الروايات في هذا الباب:

الرواية الأولى: نقلًا عن الكليني محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم – فمن ناحية السند، بإمكاننا أن نقول: صحيحة محمّد بن مسلم – قال: سمعت أبا جعفر (ع) الإمام الباقر (ع) يقول: «كلُّ مَنْ دَانَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِعِبَادَةٍ یُجْهِدُ فِیهَا نَفْسَهُ وَلَا إِمَامَ لَهُ مِنَ اللَّهِ، فَسَعْیُهُ غَیْرُ مَقْبُولٍ، وَهُوَ ضَالٌّ مُتَحَیِّرٌ، وَاللَّهُ شَانِئٌ لِأَعْمَالِه – يعني أنّ الله سبحانه يبغض أعمال الإنسان الذي ليس لديه وليّ، وإن مات على هذه الحال، مات ميتة كفر ونفاق – «وَاعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ – يعني محمّد بن مسلم – أَنَّ أَئِمَّةَ الْجَوْرِ وأَتْبَاعَهُمْ لَمَعْزُولُونَ عَنْ دِينِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وأَضَلُّوا فَأَعْمَالُهُمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى‏ شَيْ‏ءٍ- ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ»[33]؛ يعني أنّه يعمل ويقرأ القرآن، ويصلّي، ويجهد نفسه، ويساعد، ولكن ليس عنده قيادة شرعية، وليس ملتزمًا بالقيادة الشرعية. وفي الوقت الحاضر، هؤلاء الذين هم ملتزمون بالقيادة الشرعية ربما ملتزمون بالقيادة الشرعية فيما يتعلّق بالتاريخ الماضي فقط، فنلحظ أنّ بعضهم معتقد برسول الله (ص) وبأهل البيت (عليهم السلام)، فنسألهم: من يمثّل هذا الخط الآن؟ وإذا بهم يخوضون معركة ضدّ المرجعية الرشيدة، وضدّ نواب بقية الله الأعظم العامّين الصالحين، وضدّ ولاية الفقيه، ويحاولون أن يطرحوا إسلامًا بلا مراجع دين، وإسلامًا بلا قيادة علمائية، ففصلوا بين الإسلام وبين القيادة العلمائية. إنّ هذا الإنسان ليس من المعلوم أنّه يمثّل خطّ أمير المؤمنين، فهو نفسه لو كان في زمن أمير المؤمنين (ع) أو يأتيه صاحب العصر والزمان ويتكلّم معه، فإنه أيضًا لن يأخذ بكلامه! واقرؤوا وطالعوا في التاريخ، ستجدون أنّ أول نقطة تركّز عليها جميع الفِرق المنحرفة من بداية غيبة الإمام الحجّة إلى يومنا هذا هي الفصل بين المؤمنين وبين علماء الدين والقيادة العلمائية الصالحة، وهذا الخطر لابدَّ أن ننتبه إليه. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة جماعات يملكون قنوات فضائية يقومون بنشر هذا الخطّ من خلالها، ويروّجون لبعض الأفكارالخاطئة ، مدّعين أنّنا لسنا بحاجة إلى علماء الدين، فنستطيع أن نراجع القرآن مباشرةً، ونراجع الروايات ونفهما بأنفسنا، إلا أنّهم في الواقع لا يفهمون. أو يقومون ببثّ الشائعات والأباطيل والأكاذيب والأراجيف المنحطّة ضدّ علماء الدين، أو يسلّطون الأضواء على شخص منحرف يرتدي العمامة مثلًا، ويعمّمون سلوكه وتصرفاته الشاذّة على الكلّ؛ لتضعيف جبهة علماء الدين، فمثل هذا ينبغي أن نكون منه على حذر وفهم.

الرواية الثانية: وهي رواية معروفة أيضًا، أذكرها وأختم بها الكلام، وهي صحيحة زرارة عن أبي جعفر (ع) في حديث قال: «ذِرْوَةُ اَلْأَمْرِ – يعني علو الأمر – وَسَنَامُهُ – مثل سنام الإبل؛ المكان المرتفع للإبل – وَمِفْتَاحُهُ وَبَابُ اَلْأَشْيَاءِ وَرِضَا اَلرَّحْمَنِ، اَلطَّاعَةُ لِلْإِمَامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ، أمّا لَوْ أنَّ رَجُلًا قام لَيْلَهُ وصامَ نَهارَهُ وتَصَدَّق بِجَميعِ مالِهِ وَحَجَّ جَميعَ دَهْرِهِ وَلَمْ يَعْرِفْ وِلايَةَ وَلِي اللّهِ فَيُوالِيِه ويكون جَميعُ أعمالِهِ بِدِلالَتِهِ مِنْهُ إلَيْهِ، ما كانَ عَلىَ اللّهِ حَقٌّ في ثَوابِهِ ولا كانَ من أهْلِ الإيمانِ»[34].

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعرّفنا وليّه ويرزقنا محبّة أوليائه واتّباعهم وشفاعتهم بمغفرة الذنوب. وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.


  • [1] محمد: 31-35
  • [2] المنافقون: 4
  • [3] المائدة: 28
  • [4] التوبة: 73
  • [5] الأعراف: 33
  • [6] الشورى: 13
  • [7] محمد: 31
  • [8] الأحزاب: 15
  • [9] الأحزاب: 13
  • [10] البقرة: 155-156
  • [11] العنكبوت: 42
  • [12] العنكبوت: 3
  • [13] نفس المصدر
  • [14] العنكبوت: 4
  • [15] محمد: 7
  • [16] النور: 55
  • [17] الإنسان: 3
  • [18] البقرة: 256
  • [19] الملك: 2
  • [20] العنكبوت: 69
  • [21] الأنعام: 34
  • [22] هود: 37
  • [23] محمد: 31
  • [24] محمد: 32
  • [25] محمد: 1
  • [26] الصف: 9
  • [27] التوبة: 32
  • [28] البقرة: 264
  • [29] وسائل الشيعة، ج7، ص186
  • [30] الكافي، ج8، ص45
  • [31] محمد: 33
  • [32] آل عمران: 132.
  • [33] الكافي، ج1، ص184
  • [34] الوافي، ج4، ص90
المصدر
كتاب تفسير سورة محمد | آية الله الشيخ عباس الكعبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى