المحاضرة الحادية عشرة
قوله تعالى: <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ۳۳ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۳۴ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ۳۵ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ>[1].
في بحثنا في هذه الآيات الشريفة وصل بنا المقام إلى قوله تعالى: <وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ>، وكنا قد تحدّثنا عن موارد بطلان العمل وأنّ عدم الطاعة والانصياع والاستماع والاتباع للأوامر الولائية لرسول الله (ص) وللقيادة الشرعية، سبب لبطلان العمل، وذكرنا الروايات في ذلك.
الأقوال الأخرى في بطلان العمل
نريد أن نتحدّث هنا عن بطلان العمل بدون الولاية، فهناك أقوال أخرى حول <وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ>، وهي بنظرنا ليست صحيحة، فمن جملة هذه الأقوال أنّ المقصود: لا تبطلوا أعمالكم بالكبائر، والقول الآخر: لا تبطلوا أعمالكم بالمن بالإسلام.
أمّا القول الأول ، فهو مذهب المعتزلة، فإنّهم يقولون: إنّ الإنسان إذا ارتكب كبيرة تبطل أعماله كلّها، وهذا ليس صحيحًا؛ فنحن عندنا <إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ>[2]، وليس عندنا قاعدة تقول: إنّ السيئات يذهبن الحسنات. نعم؛ لدينا بحث يتعلّق بحبط الأعمال، فبعض الأمراض القلبيّة تُسبّب حبط الأعمال كما هو واضح. ومن جملة تلك الأمراض القلبية، الحسد، والعُجب، والبخل، وأمثال هذه الأمراض. لكن هذا ليس معناه أنّ من يرتكب كبيرة تبطل أعماله، فكلام المعتزلة هذا غير صحيح؛ خصوصًا أنّ الكبائر تزول بالتوبة وبالشفاعة «ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي»[3]. هذا ما يتعلّق بالنقطة الأولى.
وأمّا القول الثاني، وهو (لا تبطلوا أعمالكم بالمن بالإسلام)، فيشير إلى قوله تعالى: <يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ>[4]. ويناقش بأنّ المنُّ بالإسلام بنفسه لا دليل فيه على بطلان العمل، إلّا اللهمّ أن يؤدّي هذا المنّ بالإسلام إلى ترك طاعة الرسول (ص)، فإذا أدّى إلى ترك طاعة القيادة، فهو يُسبّب إبطال العمل، فالبعض يقومون بإنجازات للإسلام وللأمة الإسلامية وينصرون القيادة الصالحة، ولكن بدلًا من أن يكون هذا عمل منهم في سبيل الله وقربةً إلى الله يجعلونه منّةً على الإسلام وعلى الأمّة الإسلامية وعلى القيادة الصالحة، بأنّنا نحن فعلنا كذا، وفعلنا كذا، فلولا فِعلنا هذا لما وصلتم إلى نتيجة. ثمّ إنّهم يطالبون بِعوَض وكأنّما الأمر غنيمة. طبعًا؛ هذا التصرف مذموم من الناحية الأخلاقية، ولكن إذا أدّى بهم الأمر إلى ترك طاعة القيادة الشرعية، فهذا يسبّب بطلان عملهم، وإلّا فلا.
وقيل: <لَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ> النهي عن ترك العمل المتقرّب به إلى الله، وقد أشرنا إليه سابقًا؛ مثل ترك الصلاة من دون مبرر، وإبطال الصلاة أو إبطال الصوم أو إبطال الحج أو إبطال أيّ فعل عباديّ إن ابتدأ به الإنسان، فهو غير جائز وحرام بنفسه حرمة تكليفية حتى لو يستأنف العبادة من جديد، اللهمّ إلّا إذا كان لعذر؛ فمثلًا يوجد حريق ولا يستطيع أن يطفئ الحريق إلّا بإبطال الصلاة، فيجب عليه أن يُبطل الصلاة، أو يتوقف إنقاذ نفس مؤمنة على إبطال الصلاة، فيجب إبطال الصلاة، هذه استثناءات وحسب، وتوجد في هذا المقام بحوث فقهية كثيرة لا نريد أن نخوض فيها. وهذا الكلام أيضًا وإن كان صحيحًا في نفسه إلا أنّ الآية الشريفة محل البحث لا تدل على ذلك، فالآية الشريفة لها سياق، وسياقها يدلّ على ترك الأوامر الولائية لرسول الله (ص) وللقيادة الشرعية <أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ ولا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ>[5].
القول المختار
فالقول الصحيح هو الذي اخترناه من خلال سياق الآية، وهو ترك الطاعة للأوامر الولائية للقيادة الشرعية المتجسّدة بقيادة رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (عليهم السلام)، أو من يمثّلهم؛ مثل حكم الحاكم، فحكم الحاكم لا يجوز نقضه حتى لمجتهدٍ آخر، هذه فتوى المرحوم المرجع المحقّق الراحل السيّد الخوئي؟رضو؟، كما في منهاج الصالحين، وعليه فتوى باقي المراجع أيضًا، وفتوى الإمام وفتوى القائد المعظم وفتوى المراجع جميعًا، ومن بين المراجع المعاصرين المرجع الأعلى في النجف الأشرف السيد السيستاني حفظه الله وغيره. وهذا المطلب بديهي، فالأحكام الولائية لا يجوز نقضها؛ لأنّ الرواية تقول: «الراد عليهم كالراد علينا، والراد علينا كالراد على الله، وهو على حدّ الشرك بالله»، فهذا امتداد لعدم الطاعة لرسول الله (ص) وعدم الطاعة للأئمة الأطهار (عليهم السلام).
يقول الله تعالى في تتمة الآية: <إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ>[6]. المراد من <ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ> زعماء جبهة الباطل والشرك المتمثّلة بمشركي قريش، كأبي سفيان وحزبه. الله تبارك وتعالى يقول عن هؤلاء: إنّهم إذا ماتوا على الكفر وعلى مجابهة الإسلام، كما تحدّثت عنهم الآيات الشريفة <يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ>[7]، <يَنْهَوْنَ> بمعنى ينهون الآخرين عن أن يتقرّبوا للإسلام، <وَيَنْأَون>؛ يعني يبعّدونهم عن الإسلام، فهم يبتعدون ويبعّدون الآخرين، هذا هو معنى الصّد عن سبيل الله تعالى، فعمل هؤلاء لا يحبط في الدنيا فقط، بل أضلّ أعمالهم، وقد قلنا: الحبط أخصّ من إضلال العمل.
وإذا ماتوا على كفرهم، لن يغفر الله لهم؛ أي أنّ الكفر والصّد عن سبيل الله وعداوتهم للرسول (ص) لا تنفعهم في الدنيا ولا بعد الموت في الآخرة؛ لأنّ أعمالهم تحبط، ولن يغفر الله لهم كما هو واضح.
تفسير قوله تعالى: <فَلا تَهِنُوا …>
وصلنا إلى الآية الشريفة: <فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ>[8]، تفريعًا على ما مرّ في هذه السورة المباركة من خذلان الله تعالى للمشركين، فالله تبارك وتعالى يبطل أعمالهم ويمنون بضياع أعمالهم وعثرتهم وهلاكهم، تقول الآية الشريفة: <فَتَعْسًا لَّهُمْ>[9]، تعسًا: يعني يعثرون ويهلكون ويخرّون على وجوههم، وهو الوعيد لهم بهلاكهم كالأقوام السابقين <دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا>[10]، إنّ الله يدمّرهم. وتفريعًا على وعد الله <يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم>[11]. وتفريعًا على أمر المؤمنين بالقتال بأنّه يجب مجابهة هؤلاء وقتالهم. وتفريعًا على قوله تعالى: <بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ>[12]؛ يعني أنّ الله يرعى المؤمنين بولايته الخاصّة ويثيبهم الجنّة <إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ>[13]. وتفريعًا على مواصفات المنافقين، وتفريعًا على سُنّة الله في البلاء <وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ>[14]. تفريعًا على هذه الأمور كلّها، يصدر الله تبارك وتعالى لنا مجموعة تكاليف لجبهة الإيمان وجبهة الحقّ، من هذه التكاليف: <فَلا تَهِنوا>، النّهي عن الفتور والخواء والتخلخل وسيطرة اليأس والقنوط والكآبة داخل جبهة الإيمان، فهذا حرام تكليفًا، ويجب الابتعاد عنه، فلاحظوا في أثناء غزوة أحد بعدما تركوا الجبهة لجمع الغنائم، وفرّت مجموعة من المقاتلين من الجبهة، واستُشهد من استشهد وجُرِح من جُرِح، وكان أمير المؤمنين (ع) يدافع عن رسول الله (ص) والسّيدة الزهراء (عليها السلام) تضمّده، والشيطان قد صاحَ: إنّ النبيّ قُتل، فانتشرت الإشاعة بأنّ النبيّ قُتل، ونزلت الآية الشريفة <وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ>[15]، في هذه الأجواء، الأجواء التي تسيطر فيها حالة الضعف والفتور والكآبة والحزن والانكسار على جبهة الحقّ، يصدر الله تبارك وتعالى أمرًا لنبيّ الإسلام محمّد المصطفى (ص) أن اجمع هذه القوى المتبقّية من المجروحين ومن الباقين من الجنود الأحياء، واذهبوا إلى حمراء الأسد واستعدّوا للقتال مرّةً أخرى، ونزلت الآية الشريفة: <وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ>[16]؛ يعني لا يجوز لكم الفتور والتوقّف والضعف والحزن والكآبة وأنتم الأعلون؛ أي الغالبون، بشرط الإيمان والاعتماد على الله تبارك وتعالى. وهكذا كان الأمر، فعندما ذهبوا إلى حمراء الأسد، رأى جيش أبي سفيان وجماعته من خلال المتغلغلين استعدادًا جديدًا، فانهزموا إلى مكة وظنّوا أنّه قد جاءت قوّة جديدة من المدينة إلى المسلمين، وهذه الآية تتحدّث عن الأمر نفسه، فتقول: طالما أنّ الله معكم ينصركم ويخذل الكفّار ، كما مرّ علينا في هذه السورة، وأنتم على استعداد لانتصار نهائي وتريدون أن تنتصروا وقدّمتم ضحايا، وشهداء، فالله سبحانه يقول: إنّه لن يُضيع أعمال الشهداء <سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ>، وقدّمتم وتقدّمتم في جبهة الحقّ ومواجهة الباطل، إذًا؛ لماذا يصيبكم فتور وضعف وتراجع إلى الوراء؟! لا يجوز لكم <فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السِّلْمِ>[17]، فمن هذا المنطلق، لا يجوز أن تدعوا إلى السلم، فالدعوة إلى السِّلم هنا بعد حالة الاسترخاء والراحة المؤدّية إلى الضعف، هي سقوط في ميدان المنافقين، فهنا تحذير من مكائد المنافقين؛ حيث يحاول المنافق دائمًا إيجاد الفتور والانتكاسة في جبهة الحقّ، كأن يقول للمؤمنين: لابدَّ أن تستريحوا من القتال مدة من الزمن، وأمثال ذلك حتى يحصل الفتور.
المراد بالدعوة إلى السِّلم في الآية
إنّ هذه الآية الشريفة تقول: <فَلا تَهِنوا وَتَدعوا إِلَى السِّلمِ>[18]، والمراد بالسِّلم هنا ليس الصلح المشرّف؛ بل المراد منه الاستسلام، فتقول: أنتم على وشك الانتصار النهائي فلا تستسلموا. والاستسلام يختلف عن التهدئة، فالهُدنة لمصلحة الإسلام والمسلمين، وهي من خيارات ولي الأمر والقائد الشرعيّ، لكنّ الهُدنة ليست بمعنى الاستسلام؛ فالاستسلام الناشئ من الفتور والكآبة والضعف حرام، خصوصًا أنّكم قاب قوسين أو أدنى من الانتصار النهائي، فلماذا يصيبكم الفتور والضّعف؟ <فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السِّلْمِ>؛ يعني أنّ الفتور يسبّب الدعوة إلى السِّلم بمعنى الاستسلام.
<وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ>[19]؛ أي أنتم الغالبون وأنتم المنتصرون، كقوله تعالى لموسى: <إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى>[20]؛ يعني أنّك أنت الغالب، أو قوله تعالى: <وَاللَّهُ مَعَكُم>؛ أي جعلكم غالبين.
عدم جواز الاستسلام
ثمّ هناك سؤال في هذا الخصوص؛ وهو: الوهن دليل على أي شيء؟
الجواب: هو دليل على الاستسلام، والاستسلام دليل على الهزيمة. أما إذا لم يكن هناك ضعف وفتور، فإنّكم تكونون أقوياء، والقوّة سبب للانتصار والغلبة، والله معكم ويساعدكم، وطمأنكم بالمساعدة والانتصار، وهذه المعيّة – كما قلنا – معيّة الرعاية ومعيّة الإعانة والنصرة ومعيّة الرحمة الخاصّة الإلهيّة، وهي غير المعيّة القيمومية، فتختلف مع <هُوَ مَعَكُمْ أَیْنَ مَا كُنتُمْ>[21]، وتختلف أيضًا مع المؤمنين ومع المتّقين؛ فمع المؤمنين تكون بالرحمة الخاصّة وباللطف الإلهيّ، لكن هنا <وَاللَّهُ مَعَكُم> تعني: الله ينصركم، فاعتمدوا على قوّة الله.
رحم الله الإمام الراحل؛ حيث كان قد قال مقولته العجيبة في السنوات الأولى من انتصار الثورة بعد أن اقتحم الطلاب الجامعيون من خطّ الإمام وكر التجسس الأمريكي أو ما يُسمّى بالسفارة الأمريكية. في حينها أصاب الذعر الكثير من الجماعات من هنا وهناك، وأخذوا يدعون إلى التفاوض مع أمريكا في تلك الظروف، ونحن كنّا في بداية الثورة، ولم تكن لدينا قوة عسكرية ظاهرية، فتكلم الإمام بكلمة تاريخية عجيبة قال فيها: «إنّ أمريكا لا تستطيع أن ترتكب أيّ حماقة». فلماذا تكلّم الإمام بهذه الكلمة؟ كما أنّ هذه الكلمة لها تكملة أخرى، وعادةً لا يذكرونها، فما هي هذه التكملة؟
الإمام (رحمه الله) قال: «إنّ جميع القوى في العالم هي قوى وهميّة اعتبارية، إنّ القوّة الحقيقية هي قوّة الله، إذًا؛ أمريكا لا تستطيع أن ترتكب أيّ حماقة، أمريكا هي الشيطان الأكبر». هذا اعتماد على الله، فالآية الشريفة هنا تقول: <وَاللَّهُ مَعَكُم>؛ أي أنّ الله ينصركم، ويرعاكم، إنّ الله مولاكم، وولاية الله ولاية خاصّة لكم، إذًا لماذا تدعون إلى الاستسلام؟!
القائد المعظّم السيّد الولي الإمام الخامنئي (حفظه الله) قد سار أيضًا على نهج المقاومة ومجابهة أمريكا والصهيونية، ولم يتنازل بمقدار ذرّة عن هذا المنهج، فأنا أذكر في زمن الولاية الثانية لرئاسة المرحوم الشيخ الهاشمي الرفسنجاني، قال وزير الإرشاد آنذاك – وهو المخوّل من قبل الشيخ الهاشمي بكثير من الأمور – عطاء الله مهاجراني الذي هو الآن موجود في لندن: لابدَّ من أن تُمرّر ولاية الشيخ الهاشمي – ولو كان الأمر خلافًا للدستور – دورة ثالثة حتى يستطيع الشيخ الهاشمي أن يُنجز برنامجه الذي يتعلّق بالتنمية الشاملة، وإضافةً إلى ذلك أن نجري مفاوضات مباشرة مع أمريكا، وننهي هذا الملف الأمريكي، وطُرح هذا البحث بشكل جدّي في المجلس الأعلى لأمن الجمهورية الإسلامية. السيّد القائد عندما اطّلع على الأمر، قال لهم: ما لم يتوافق مع الدستور فلا يجوز، أمّا أن تتحدّثوا لمجلس الأمن القومي للجمهورية الإسلامية عن إجراء المفاوضات مباشرةً مع أمريكا – كان هذا الاقتراح ذاك الوقت بشكل سرّي -، فهذا بمعنى الاستسلام والتنازل عن المبادئ، وهذا لا يجوز، واعتبِروه طريقًا مسدودًا، وابحثوا عن حلول أخرى لا تؤدّي إلى التنازل والاستسلام لأمريكا. هذا كان كلامه.
وأذكر لكم نماذج أخرى من هذا القبيل، فأحمدي نجاد في الولاية الثانية له كان عنده برنامج للتفاوض والتنازل، على الرّغم من الشعارات التي كان يرفعها ضدّ أمريكا والصهيونية، وهو من الناحية العمليّة يعني الاستسلام لأمريكا وبعض الخطّ الغربي، كان متغلغلًا فيه، فأوعز إلى بعض المسؤولين الكبار أن يكتبوا رسائل سريّة للسيّد القائد بأنّ الوضع الاقتصادي في الجمهورية الإسلامية متأزّم بسبب العقوبات ووصل إلى طريق مسدود بنحوٍ لا يمكن التخلّص منه إلّا بأن نجري المفاوضات، وهذا يعني أن تكون النتيجة هي أنّنا ننتصر وهم ينتصرون على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، فنتنازل وهو نوع من أنواع التعامل. وقيل إنّ بعضهم قد كتب رسالة ورسالتين وثلاث أو أربع للسيّد القائد، فاستدعاهم السيد القائد (حفظه الله)، وهذه القضية لم تبث على شاشات التلفاز وفي الإعلام، استدعى جميع هؤلاء المسؤولين الأساسيين في الحكومة في الولاية الثانية لأحمدي نجاد، ولا أريد أن أذكرهم بالأسماء، وقال لهم: ماذا لديكم؟ فأخبروه بأنّ الحظر الاقتصادي خانق، ولا يمكن أن تتحرّك السفن ولا يُسمح لها أن تُبحر؛ فماذا نصنع والبلاد على وشك أن تتوقف عجلة الاقتصاد فيها؟ فتصدير النفط سوف يصل إلى الصفر، ويصبح عندنا حالة شلل مائة بالمائة في الاقتصاد وغير الاقتصاد، فليس لدينا طريق إلّا التفاوض المباشر مع أمريكا.
قال لهم السيّد الولي القائد: في زمان حرب صدام، كانوا يضربون السفن، والآن السفن محمّلة بالنفط ولا تستطيع أن تبحر وتبيعه، اذهبوا وابحثوا عن حلول، وتوسّلوا ببقية الله المنتظر صاحب الأمر والزمان سوف تجدون حلًا بلا شك، ثمّ ذكر لهم هذا الدعاء وهذا التوسّل المعروف: «يا مَنْ إذا تَضايَقَتِ الأُمورُ فَتَحَ لها بابًا لمْ تَذْهَبْ إلَيْهِ الأوهامُ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لأُموري المُتَضايِقةِ بابًا لمْ يَذْهَبْ إليْهِ وَهْمٌ يا أرحَمَ الرَّاحِمين». هذا الدعاء موجود في كتاب قصص الأنبياء لقطب الدين الراوندي في ذيل دعاء الفرج، وهو من الأدعية المجرّبة في الشدائد والملمّات، وكان السيّد القاضي الكبير وبعده المرحوم آية الله بهجت والمرحوم السيّد الكشميري ملتزمين بقراءته على أنه دعاء الحجّة. وفي حرب تموز حرب الثلاثة والثلاثين يومًا، كان هذا الدعاء قد عُمِّم على المقاتلين في الجبهة؛ إضافةً إلى زيارة عاشوراء ودعاء الجوشن الصغير والتوسلات الخاصّة بالحجة، وهو سبب الانتصار على ما يقول قادة حزب الله، ومنهم القائد الكبير الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله (حفظه الله).
إنّ السيّد مرشد الثورة الإسلامية يرى أنّ المقاومة هي رمز الانتصارات الكبرى ورمز التطوير والتقدّم، والضريبة التي يدفعها الإنسان بالاستسلام أكثر من الضريبة والمشاكل التي يدفعها من خلال المقاومة. والكلام يطول حول هذا الأمر.
إلى أن يقول تعالى في الآية الشريفة: <وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ>[22]؛ أي لم ولن يترككم في أعمالكم وحدكم وترًا بدون تسديد؛ يعني لن ينقص أعمالكم بل يكملها لكم. إذًا؛ لماذا تدعون للاستسلام؟! فإنّ الدعوة إلى الاستسلام لا تجوز.
إذًا؛ في هذه الآية الشريفة عدّة مطالب:
المطلب الأول: حرمة الوهن والفتور <فَلَا تَهِنُوا>.
المطلب الثاني: عدم جواز الدعوة إلى الاستسلام بذريعة السّلم والراحة <وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ>.
المطلب الثالث: <وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ>، أنتم الغالبون.
المطلب الرابع: <وَاللَّهُ مَعَكُمْ>، الله ينصركم.
المطلب الخامس: <وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ>؛ أي لن ينقص أعمالكم بل يكملها. وكلّ جملة من هذه الآية دليل على الجملة الأخرى <وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ> لن ينقصها؛ لأنّه معكم، ولأنّه معكم <وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ> أنتم الغالبون، ولأنّكم أنتم الغالبون، فلا تدعوا إلى الاستسلام والسّلم، وكونوا على استعداد فلا يصيبنّكم الوهن؛ بل يجب إنتاج القوّة وتحويل الضعف إلى قوّة.
دعوى المنافاة بين آية رفض السّلم وآية قبوله
ربّما يقول البعض: إنّ هذه الآية الشريفة تتنافى مع الآية الشريفة في سورة الأنفال، وهي قوله تعالى: <وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ۶۱ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ۶۲ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ> …إلخ[23]، فهل يوجد تنافٍ بينهما فعلًا كون هذه الآية تدعو إلى قبول السلم إذا دعا إليه الكافر المحارب؟
الجواب: لا تنافي بين الآيتين، ووجه عدم التنافي أنّ هذه الآية في هذه السورة المباركة (محمد) التي بدأنا بها تفرض أنّنا نحن ندعو إلى الاستسلام، أما الآية (61) من سورة الأنفال، فهي تفرض أنّ جبهة الإيمان في موقع القوة، وليست في موقع الضعف، فإذا دعا الكافر إلى السِّلم من موقع ضعفهم وقوتنا، فحبذا بالسِّلم، والمقصود أنّ الكافر هو الذي يستسلم، وليس أنت المؤمن، فلا منافاةَ بين هذه الآية وتلك الآية كما هو واضح وبيّن. ومن هنا؛ قال أمير المؤمنين (ع) في رسالته لمالك الأشتر: «لاَ تَدْفَعَنَّ صُلحًا دعاكَ إليه عَدُوك وللَّهِ فيه رِضى». فالعدو إذا كان يدعو إلى الصلح الحقيقيّ، وكان هذا الصلح فيه رضا الله تبارك وتعالى، فلا ترفضه. لماذا؟ لأنّ في الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك وأمنًا لبلادك.
وهذا الكلام لأمير المؤمنين يتعلّق بأصل الصلح بما هو صلح، فالصلح جيّد، كما أشارت إليه الآية التي بدأنا بها في تفسير السورة المباركة <حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا>[24]، فهو أحد أسباب وضع أوزار الحرب. إنّ فلسفة الجهاد إنهاء حالة الحرب وإيجاد الصلح العالمي، وتحقيق الصلح على ضوء العدل والأمن العالمي إنما يكون من خلال الجهاد والمقاومة وامتلاك القوة، فالجهاد والمقاومة جسر لتحقيق هذا الصلح. وقد وضع الإسلام أحكامًا خاصة بالهدنة والصلح بحسب تقدير المصلحة التي يراها إمام المسلمين للأمة.
النهي عن حبّ الدنيا
المطلب الآخر: تقول الآية الشريفة: <إِنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْـَٔلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ>[25]. هذه الآية بيان لعلة دعوة البعض للتنازل والاستسلام. لماذا يدعون للاستسلام ولا يريدون خطّ المقاومة؟ يقول: لأنّهم في الواقع مأخوذين بحبّ الدنيا، والآية تؤكّد على أن لا يأخذكم حبّ الدنيا والاعتماد عليها لتتركوا الجهاد ومواجهة العدو بسببها، وهذا معنى قوله تعالى: <إِنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ>. وتؤكّد على أنكم إذا آمنتم بأنّ الله ينصركم واتقيتم الله في نصرة دينه وعدم التنازل عن المقاومة، يؤتكم أجوركم، فالله تعالى يثيبكم ولا يسألكم أموالكم؛ فهو سبحانه لا يريد أن يأخذ أموالكم منكم، وهو تأكيد على هذا الأمر.
مراحل حياة الإنسان
توجد آية أخرى حول هذا المطلب تشرح لنا الدنيا وتقول: <أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ>[26]. العلامة الطباطبائي (رحمه الله) ينقل في الميزان عن الشيخ البهائي أنّ هذه الآية تشرح مراحل حياة الإنسان، فحياة الإنسان تبدأ بالطفولة: <أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ>، ثمّ <لَهْوٌ> في زمن الصّبا، <وزِينَةٌ> في زمن الشباب، <وتَفَاخُرٌ> في الزمن الذي يصل فيه الإنسان سنّ الكهولة، <وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ>، فعندما يكبر ويطعن في السنّ يحسب الأموال كذا والسلطة كذا والشُّهرة كذا، وهذا الأمر مهم له. هذه هي الأدوار الخمسة للدنيا المتمثّلة في الشهوة، والثروة، والسلطة، والشهرة، والقوّة. يقول الله تبارك وتعالى: إنّ هذه المراحل الخمسة <كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ>[27]، مثل الغيث والمطر الذي يُعجب به الكفار؛ أي يعجب الزرّاع، <ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ>[28]، في الآخرة، هذه هي الدنيا التي يركع لها الإنسان، تتحوّل إلى عذابٍ شديدٍ، <وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ>[29]، وعوضًا هذه الدنيا توجد مغفرة من الله ورضوان من خلال الجهاد، <وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ>[30]، لا تغرّنكم الدنيا، <سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ>[31]، إلى أن يقول الله تعالى: <وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ> قد يكون الباعث للسّلم والاستسلام هو الدعوة إلى حبّ الدنيا وحبُّ الاحتفاظ بالأموال التي من المفترض أن تُنفق في الجهاد، فالله تبارك وتعالى يؤكّد على أنه لكي تكون عندكم تقوى في الحضور في ميدان الجهاد وتقوى في إنفاق أموالكم، فإنّه سبحانه لا يريد أن يأخذ أموالكم كلّها، فالنهي عن الوهن والأمر بالتوجّه إلى علوّهم وغلبتهم، دعوة إلى الإيمان والتقوى، والدعوة إلى التقوى من خلال الكف عن السِّلم والاستسلام، فهذا نوع من التقوى، وقوله تعالى: <وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ>؛ لأنّه ليس بحاجة إليها، وإذا أمركم الله بالإنفاق في سبيله فذلك لمصلحتكم.
التقوى خلاصة خير الدنيا والآخرة
التقوى كلمة مختصرة تختصر في حروفها خير الدنيا والآخرة؛ لذلك، فإنّ خطيب الجمعة يدعو المؤمنين في الخطبتين إلى تقوى الله باعتبار أنّ صلاة الجمعة عبادة من اللازم أن ينبّههم فيها على تقوى الله؛ أي اتقوا الله في المصاديق المتنوعة؛ اتقوا الله في لقمة الحلال، واتقوا الله في الحضور في ميدان الجهاد، واتقوا الله في الكفّ عن المعاصي، واتّقوا الله في إقامة الدين، واتقوا الله في الصغيرة والكبيرة، حتى فلسفة الصيام هي التقوى. هذه التقوى التي تجمع خيرات الدنيا والآخرة، الله تبارك وتعالى يذكّرنا بها في آيات عديدة.
وأنا سأذكر من خلال هذه الآيات اثنتي عشرة خصلة وصفة للتقوى، ويوجد أكثر من هذا العدد، ولكن من باب التذكير لنفسي وللمؤمنين، فأقول:
أولًا: المدح والثناء في القرآن <إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ>[32].
ثانيًا: الحفظ <وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا>[33].
ثالثًا: التأييد والنصر <إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا>[34]، هذه معيّة النصرة.
رابعًا: النجاة في الشدائد والرزق الحلال <وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ>[35].
خامسًا: صلاح العمل <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۷۰ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ>[36].
سادسًا: غفران الذنوب <يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ>[37].
سابعًا: محبّة الله <فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ>[38].
ثامنًا: قبول الأعمال <إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقین>[39].
تاسعًا: الإكرام والإعزاز <إِنَّ أَكرَمَكمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكمْ>[40].
عاشرًا: البشارة عند الموت <الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ 63 لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ>[41].
حادي عشر: النجاة من النار <وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها>[42]، إلى أن يقول: <ثُمَّ نُنَجِّي الَّذينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمينَ فيها جِثِيًّا>[43].
ثاني عشر: دخول الجنة؛ <وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ>[44]، فالجنة أعدّت للمتّقين. إذًا؛ هذه الآية هنا تأكيد أيضًا على <وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْـَٔلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ>[45].
سنتحدث – إن شاء الله تعالى – عمّا بقي من الآية والآيات الشريفة المتبقية في الجلسة القادمة والأخيرة. وصلّى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
- [1] محمد: 33-36
- [2] هود: 114
- [3] وسائل الشيعة، ج15، ص334
- [4] الحجرات: 17
- [5] محمد: 33
- [6] محمد: 34
- [7] الأنعام: 26
- [8] محمد: 35
- [9] محمد: 8
- [10] محمد: 10
- [11] محمد: 7
- [12] محمد: 11
- [13] محمد: 12
- [14] محمد: 31
- [15] آل عمران: 144
- [16] آل عمران: 139
- [17] محمد: 35
- [18] نفس المصدر
- [19] نفس المصدر
- [20] طه: 68
- [21] الحديد: 4
- [22] محمد: 35
- [23] الأنفال: 61-63
- [24] محمد: 4
- [25] محمد: 36
- [26] الحديد: 20
- [27] نفس المصدر
- [28] نفس المصدر
- [29] نفس المصدر
- [30] نفس المصدر
- [31] الحديد: 20-21
- [32] آل عمران: 186
- [33] آل عمران: 120
- [34] النحل: 128
- [35] الطلاق: 2
- [36] الأحزاب: 70-71
- [37] الصف: 12
- [38] آل عمران: 76
- [39] المائدة: 27
- [40] الحجرات: 13
- [41] يونس: 63-64
- [42] مريم: 71
- [43] مريم: 72
- [44] آل عمران: 133.
- [45] محمد: 36