مواضيع

الإيمان والحضارة

تفسير الإيمان من منظور حضاري

الإيمان، والأعمال الصالحة، والتواصي بالحق، والصبر، يمكن أن تحمل أبعادًا فردية بالإضافة إلى أبعاد سياسية واجتماعية. ومن الممكن تناول هذه المفاهيم من زوايا متعددة؛ أحدها هو المنظور الحضاري. إذ إنّ الإيمان يسعى إلى تحقيق حياة طيبة في جميع جوانب الثقافة، والسياسة، والاجتماع، والاقتصاد، والأمن، وفي مختلف المجالات.

لكي تتحقق عناصر الحضارة الإسلامية، ينبغي أن تكون مسيرتنا موجّهة نحو بناء مجتمع قائم على الإيمان والأعمال الصالحة. ويجب أن يكون الشباب في الخطوة الثانية من الثورة الإسلامية هم قادة بناء الحضارة الإسلامية الجديدة؛ حيث يجب أن يتجه مسارهم نحو تحقيق هذا الهدف السامي.

أبعاد الحضارة

عند الحديث عن الحضارة، يجب أن نميز بين بعدين رئيسيين: الشكل والمحتوى. يتمثل شكل الحضارة في التقدم المادي الذي نشهده في العالم المعاصر، والذي يتحقق على الصعيدين العلمي والتكنولوجي، مما يؤدي إلى تحول في الصورة الظاهرة للمجتمع. بينما يُمثل البعد المحتوي للحضارة مجموعة الأهداف، والمهام، والسياسات، والبرامج التي ينبغي أن يتحرك المجتمع نحو تحقيقها.

مثلًا؛ قد يقوم شخص بجمع أفضل المنازل، والأطعمة، والملابس، والأدوات ليعيش حياة مريحة. لكن ما هو الأهم هنا؟ هو محتوى الحياة نفسها، فالمعنى الحقيقي للحياة يتجلى في ذلك المحتوى، وليس في الشكل الخارجي للحياة. نحن نعتبر هذا المحتوى حياة طيبة؛ أي حياة نقية، والعنصر الأساسي في الحياة الطيبة هو الإيمان.

كما أنّ للدين بُعدين: دنيوي وآخروي. ومهمة الدين تكمن في إصلاح العالم والسعي نحو الكمال الآخروي. أما البعد المحتوي للحضارة فيُعرف بالثقافة. ومن ثم، فإنّ الحضارة تتكون من بُعدين: العمران والثقافة. العمران يمثل الشكل الخارجي للحضارة، بينما الثقافة هي روحها. لا يمكن أن يحدث أي عمران أو ازدهار دون ثقافة.

عناصر الثقافة الذاتية

تتكون الثقافة أيضًا من بُعدين رئيسيين أو عنصرين ذاتيين: العنصر الأول؛ هو مجموعة من المعتقدات التي تشكل الفكر، والاعتقاد، والقلب، والعاطفة، والشعور لدى الإنسان. أما العنصر الثاني؛ فيتمثل في مجموعة من السلوكيات التي تتشكل بناءً على تلك المعتقدات. وهذا يعني أنّ العناصر الذاتية للثقافة تتمثل في الفكر والسلوك المرتبط به.

ولكن الثقافة تحتوي أيضًا على مجموعة من العناصر العرضية وغير الأساسية؛ مثل اللغة، والعادات والتقاليد، والسلوكيات الاجتماعية، وهذه العناصر لا تشكل الهوية الذاتية للثقافة. الهوية الذاتية للثقافة الإنسانية تتكون من مجموعة من المعتقدات والقيم المبنية على هذه المعتقدات.

معنى الإيمان وعلاقته بالثقافة

يمكن تلخيص المعتقدات والقيم في كلمة واحدة هي «الإيمان». ويختلف الإيمان عن العلم؛ إذ يعني وجود اعتقاد عميق في داخل الإنسان. الإيمان هو التصديق العميق بمجموعة من المعتقدات التي تتطلب التزامًا عمليًا، فالاعتقاد دون التزام لا يُعتبر إيمانًا. والإيمان الحقيقي له آثار في الدنيا والآخرة. لذا؛ فإن للإيمان ثلاثة عناصر أساسية:

  1. الاعتقاد العميق
  2. الالتزام العملي
  3. الآثار الدنيوية والآخروية

الإيمان يعني الاعتقاد العميق بمجموعة من المفاهيم المتعلقة بالعالم والوجود، وبالإنسان وعلاقته بالعالم. ومن خلال هذه المعتقدات، يجب علينا الالتزام بمجموعة من القيم الرفيعة التي تُحقق آثارًا إيجابية في الدارين. وقد قال رسول الله (ص):«اَلْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ»[1]، فالإيمان هو اعتقاد داخلي يجمع بين التعبير عنه والتطبيق العملي.

الإيمان: أساس بناء الحضارة الإسلامية

إنّ الإيمان بالله والملائكة، والإيمان بالأنبياء الإلهيين وخارطة طريقهم، والإيمان بالآخرة والعالم الغيبي، بالإضافة إلى هذا العالم المادي، يشكل الحضارة الحقيقية للبشرية. يُعتبر الإيمان هو العنصر الأهم في بناء الحضارة، لكنه يتطلب عناصر أخرى أيضًا. فالإيمان من دون علم يؤدي إلى التأخر، والعلم من دون إيمان يُنتج جريمة وفسادًا وانحطاطًا خطيرًا للبشرية. الحضارة الإسلامية التي نتحدث عنها هي حضارة تدمج بين ثنائيات مثل العلم والإيمان، والعقلانية والروحانية، والحرية والمسؤولية، والقوة والرحمة، وحب الإنسانية، إلى جانب بناء الحياة الإنسانية والتصدي للطغاة.

من السمات المميزة للحضارة الغربية، الإلحاد الفكري والعملي. الإلحاد الفكري يُعتبر إنكارًا لوجود الله، أما الإلحاد العملي، فقد يترافق مع الإيمان بالله والأنبياء، لكنه يسعى إلى استبعاد الإرادة الإلهية من مجالات الحياة والحضارة، واستبدال العقل البشري الناقص بها.

إنّ أحد العناصر الحضارية التي نحتاج إليها في الخطوة الثانية من الثورة الإسلامية هو بناء المجتمع على أساس إيمان راسخ.

لقد كانت الثورة الإسلامية في 22 بهمن 1357 (12 شباط 1979) ثورةً باسم الله ومن أجل الله، وتهدف إلى تحقيق أهداف الله في حياة البشر. إنّ إيمان الأمة، وقيادة الأمة، وصمود الأمة، وتضامن الأمة من أجل مشروع جديد في العالم المعاصر، هو ما جعل الثورة الإسلامية تتخذ شكلًا عالميًا، فهي تدعو إلى حضارة تقوم على الإيمان. في عالمٍ يتوزع بين الشرق والغرب، أُطلق شعار «لا شرقية ولا غربية»، وكانت نقطة انطلاق هذه الثورة حضارة عالمية قائمة على الإيمان. لذا؛ كلما كان الإنسان مُحصّنًا بإيمان قوي بالله والأنبياء واليوم الآخر، كان ثوريًا. وكلما ضعف إيمانه، كان غير ثوري.

نموذج حركة النبي: بناء الدولة على أساس الإيمان

في صدر الإسلام، وعندما نزل الوحي على النبي محمد (ص)، كانت قوة الإيمان وضعفه من المعايير الرئيسية لتقييم المجتمع. عند بداية الوحي، أُمر النبي (ص) بإبلاغ أمير المؤمنين (ع) والسيدة خديجة (ع)، ثم صلوا معًا، وبعد ذلك تجمع بعض الأفراد في بيت ابن أرقم. كان يجتمع في هذا البيت المستضعفون والمحرومون، حيث كان النبي (ص) يتلو الآيات الإلهية عليهم ليقوّي إيمانهم. كان بين هؤلاء الأفراد شخص ثري واحد وهو مصعب بن عمير، شاب وسيم وأنيق وذو رائحة عطر، ولكنه كان مسؤولًا.

خلال ثلاث سنوات، سعى النبي (ص) لجذب الأفراد. وبعد أن قوي إيمان هؤلاء، جاء الأمر من الله بدعوة الآخرين والإعلان عن دعوته. خلال تلك السنوات الثلاث، آمن حوالي أربعين شخصًا بالنبي (ص). هؤلاء الأربعون شكلوا النواة الأساسية للحضارة الإسلامية النبوية. كانوا بهذا القدر من القوة، حتى لو اجتمعت السموات والأرض ضدهم، لما استطاعوا أن يُثنوهم عن عزيمتهم. هكذا يعمل الإيمان في الإنسان.

إنّ الثقة بالله، والقلوب المشرقة والمضيئة، مصحوبةً بالأمل، جعلتهم يصمدون، ويحتملون الصعوبات؛ من تعذيب، وسجن، وتهديد، وقمع، واختطاف، ولم يُثنهم كل ذلك عن موقفهم. وقد أبلغ الله تعالى نبيه بقوله: <وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ>[2]، <فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ>[3]؛ أي: اجعل دعوتك علنية. من بين هؤلاء، هناك من استشهد مثل ياسر وسميّة، وآخرون حُبِسوا في شعب أبي طالب، وبعضهم هُجِّروا إلى الحبشة. وبفضل الإيمان الراسخ، نمت الثورة النبوية في المدينة على مدى 13 عامًا، مُعِدَّةً الأرضية لتعبئة طاقات المجتمع النبوي لتأسيس دولة النبي (ص). إذاً؛ كان الإيمان هو الأساس الأول لبناء دولة النبي (ص)، إيمان مستند إلى الإسلام النقي، الذي نزلت بواسطته رحمة الوحي الإلهي على قلب النبي. اجتمع النبي ورفاقه وجماهير الناس جميعًا حول محور الإيمان. لذلك؛ يمكن للإيمان أن يبني المجتمع ويُحركه، وهو عنصر أساسي حضاري.

ثلاثة أنواع من المجتمعات في منطق الإسلام

يسعى الإسلام إلى تحقيق الحضارة الإسلامية القائمة على الإيمان، لكن لا يصبح الجميع مؤمناً، فيتبعون سياسات أخرى في بناء المجتمع والحضارة. وفقًا لذلك، يتم تقسيم المجتمع في المنطق الإسلامي إلى ثلاث فئات:

  1. المجتمع الإيماني
  2. المجتمع المنافق: النفاق له مقاييس متعددة، ويمكن أن يشمل الأفراد والمجتمعات والدول والحضارات. يتنوع النفاق إلى أنواع متعددة:
    1. النفاق الاعتقادي: أي عدم الإيمان بتعاليم الإسلام، ولكنّ البيئة الاجتماعية تكون بحيث لا يستطيع الشخص أن يُظهر عدم إيمانه، ويتأثر بالضغوط الاجتماعية والأخلاقية، فيظهر الإيمان.
    1. النفاق السياسي: هذا النوع من النفاق يخص أولئك الذين يسعون إلى السمعة والمال والسلطة والثروة، ولكنهم في قلوبهم ليس لديهم اعتقاد بمبادئ النظام الإسلامي.
    1. النفاق الاجتماعي: هؤلاء هم الذين يتبعون النظام الطاغوتي والاجتماعي قبل الثورة، ولكنهم يظهرون أنفسهم كأنهم من الثوار.
    1. النفاق الأخلاقي: وهو مرض في القلب؛ أي ضعف الإيمان. الشخص يريد أن يكون مؤمنًا، لكنه ضعيف الإيمان ويحتاج إلى علاج.
  3. المجتمع الكافر: الكفار أيضًا يقسمون إلى فئتين:
    1. الكفار غير الحربيين: هم الكفار الذين يتعاملون بسلام وصدق مع المجتمع الإسلامي ولا يسعون للحرب ضدهم، فهم محايدون، وقد قال الله إنه لا يمنعكم من الإحسان إليهم وإقامة العدل بينهم، والقتال ضد هؤلاء الكفار غير جائز: <إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ >[4].
    1. الكفار الحربيون: هناك أيضًا بعض الكفار المعتدين الذين لا يمكنهم تحمل الإيمان ويقفون ضد المجتمع الإيماني، يظلمون المؤمنين، ويريدون إدارة المجتمع بطرق ملحدة، ولا يمكنهم تحمل اسم الله في المجال الحضاري. قد يذكرون اسم الله بشكل صوري، ولكنهم يقاومون الله الذي يُحدث التغيير في المجتمعات. إنّ مواجهة هؤلاء الكفار هي من المهمات الملقاة على عاتقنا.

الإيمان: مصدر إنتاج التقدم والاحتياجات الأساسية

في المجتمع الإسلامي، يُنتج الإيمان القوة والعزة والحركة والنشاط والتقدم والأمل والعدالة والمثل العليا الإلهية. تُحقَّق المثل العليا الإلهية من خلال الإيمان في المجتمع. إذا تمسك الإنسان بالإيمان، يصبح مثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) <وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ>[5]. إذا وقف الإنسان مع الإيمان، يصبح كالحسين بن علي (ع) الذي تمتد شهرتُه حتى التحولات العالمية، ويظل هذا اللواء الحسيني مرفوعًا في جميع النضالات العالمية الإلهية.

الإيمان هو الركن الأساس والعنصر الرئيسي لبناء المجتمع في إطار الحياة الطيبة في جميع الأبعاد. نحن بحاجة إلى الإيمان في مراحل بناء الذات، وبناء المجتمع، وبناء الحضارة. يجب على كل شخص أن يُحدد نقاط ضعفه وقوته في مجال الإيمان، وأن يسعى إلى تحسينها.

السمات الرئيسية للقوى الدافعة وبناء الحضارة

لبناء الحضارة الإسلامية، نحتاج إلى مجموعة من الشباب المؤمنين، المجاهدين، المتواجدين في الميدان، كما أوصى قائد الثورة الإسلامية في عدة تصريحات بأننا بحاجة إلى قوى مؤمنة، ثورية، ومستعدة للعمل. وإذا كان في المجتمع الإيراني الذي يتألف من 85 مليون نسمة، من 8 إلى 10 ملايين من المؤمنين والثوريين الحقيقيين؛ أي المجاهدين في سبيل الله، يعملون بجد، فإنّ هذه الثورة ستتصل بثورة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، ولن يصيبها أي ضرر.

إنّ وجود 8 إلى 10 ملايين من القوى الرائدة، الدافعة، والعناصر المتقدمة في الخط الإيديولوجي هو أمر ضروري لتحقيق هذا الهدف.

أود أن أشارككم تجربة مهمة: على مدار 45 عامًا الماضية، شهدنا العديد من التغيرات؛ إذ مررنا بفترات من الضعف والنمو. وقد كانت حالات النمو لدينا أكثر بكثير من حالات الضعف. درست حياة أولئك الذين تخلوا عن الثورة وابتعدوا عن عائلتها – عمومًا؛ ليس بشكل مطلق، لكن العدد كان ملحوظًا – فوجدت أنّ إيمان هؤلاء الأفراد كان سطحيًا وعاطفيًا؛ حيث دخلوا ساحة الثورة بدافع الحماس والمشاعر، دون أن يمتلكوا قاعدة إيمانية راسخة. لذا؛ بمجرد أن انتهت فترة الحماس، انهار إيمانهم.

الإيمان هو ما يُقوّي الإنسان، فالشخص المؤمن يكون قويًا كالجبل، لا يتزعزع أمام العواصف والأحداث الاجتماعية والأخلاقية والسياسية وغيرها. نحن بحاجة إلى إيمان بهذا المستوى من القوة لبناء الحضارة.

الشخص الذي يمتلك هذا النوع من الإيمان الراسخ يربط نظام حساباته بالله، ويضع الله في مقدمة جميع حساباته، ويثق بالله أيضًا، ويتواصل معه، فتكون صلاته صحيحة. كما أنه لا يغفل، ويستمر في أخذ العبر، فتقويه المحن والشدائد. مثل هذا الشخص لا يفقد الأمل؛ لأن الإيمان هو مصدر الأمل. نحن بحاجة إلى قوى دافعة كهذه لبناء المجتمع وتحقيق الحضارة.

إنّ قوى التقدم الحضاري لدينا هم المؤمنون، المجاهدون في سبيل الله، المتواجدون في الميدان حتى حدود الشهادة. إنّ الإيمان والجهاد والشهادة، هي ثلاث سمات رئيسية للقوة الدافعة الحضارية. المجاهد لا يعرف الليل من النهار، وهو حاضر في ساحة الخطر حتى حدود الشهادة في سبيل الله.

المؤلفات الرئيسية لإيمان بناء الحضارة

  1. الإيمان العبادي: يُعَدّ الإيمان العبادي تجلّيًا لعبودية الله، ويظهر في ذكره، ونجاة النفس من الغفلة، من خلال الصلاة، وتلاوة القرآن، وصلاة الليل، والممارسات الروحية. إذا كانت هذه المعايير تدل على مستوى عالٍ من الإيمان، فهذا يعني أنّ الإيمان قوي. أما إذا كانت أدنى، فهو ضعيف. الإيمان العبادي هو ذلك الإيمان الذي يدفع الإنسان نحو الروحانية والعبادة. كما قال الله تعالى: <إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ>[6]. تشير «إنما» في اللغة العربية إلى الحصر، مما يعني أنّ الإيمان هو حصرًا في هذا المعنى. المؤمن الحقيقي هو الذي يرتعش قلبه عند ذكر الله، وليس خوفًا من السلطان؛ بل تذكّرًا لتقصيراته. ومع تلاوة آيات الله، يزداد إيمانه، وهذا يعني أنّ الإيمان ليس ثابتًا؛ بل يُمكن أن يملك درجات ومراحل متعددة مثل النور، ويكتسب المؤمن التوكل على الله.

في بداية الثورة، كانت الولايات المتحدة تتبجح كثيرًا، وكنا ضعفاء من حيث الإمكانيات المادية. قال الإمام (ره): «أمريكا لا تستطيع فعل شيء، فكل القوى في العالم واهية، والقوة الحقيقية هي لله»؛ أي أنّ الاعتماد على قوة الله يعني أنّ أمريكا لا تستطيع فعل شيء، وليس الاعتماد على الثروات المادية. ومع ذلك؛ يجب علينا إنتاج القوة المادية، فهذا واجب في سبيل الله: <وَأَعِدُّوا مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ>[7]. الله تعالى يرتب على هذا الإيمان ثلاثة آثار: المغفرة الإلهية، والدرجات العالية، والرزق الكريم، مما يُساهم في حل المشكلات المعيشية، وهؤلاء الأفراد ليسوا من أهل الطمع والحرص؛ لذا يجب أن يكون الثائر عابدًا.

  • الإيمان السياسي: وهو يعني الولاء والاتباع للولي؛ أي أن يكون الإنسان مطيعًا لأمر الولي. كما أنّ الصلاة تُعتبر معيارًا، فإن تنفيذ أوامر الولي أيضًا يُعَدّ معيارًا للإيمان. هل يمكن لشخص يؤمن بالله تعالى ويعترض على الوضع الحالي أن يترك صلاته؟ الجواب هو «لا»؛ لأن الأمرين لا يرتبطان ببعضهما. لذا؛ المتدين حتى وإن كانت تدينه سطحيًا، لا يمكنه أن يدّعي أنه لا يشارك في الانتخابات بدافع الاعتراض على الوضع الحالي.

الآية التي تدل على هذا النوع من الإيمان موجودة في سورة الحجرات: <إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ>[8]. بمعنى أنّ المؤمن الحقيقي بالله وبالرسول لديه إيمان حقيقي، وفي الأمور العامة والقضايا الاجتماعية والسياسية الكبرى، يتبع أوامر الولي. الولي هو رسول الله (ص)، وبعده الأئمة الأطهار (ع)، وبعدهم الولي الفقيه. الأمر الجامع له مصاديق متعددة مثل الحرب والسِّلم، وصلاة الجمعة، والانتخابات، وتضامن المؤمنين، والشعارات السنوية، والحضور في الميدان، والعديد من القضايا الأخرى.

تجلّي الإيمان ليس فقط في الأمور العبادة؛ بل يتجلى أيضًا في القضايا السياسية والاجتماعية التي يتزعمها الولي <إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ>[9]، أولئك الذين يستأذنون من الولي ويتحركون بناءً على أوامره، لديهم إيمان حقيقي. نُسمّي هذا الإيمان بالإيمان السياسي.

  • الإيمان الاجتماعي: وهو يعني التضامن والتعاون والتعاطف على أساس الإيمان بالله، مع شعار الأخوّة والمحبة. قال الله تعالى: <إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ>[10].

السعي للدفاع، والتعاطف، والتضامن على أساس الإيمان، يجب أن يتم دون النظر إلى القوميات، أو الطبقات، أو الأحزاب، أو الفئات، أو الجنس، أو أي تمييز آخر. المؤمنون إخوة، ويرتبطون بعقد الأخوة، ويشعرون بالمشاعر الأخوية. كما ورد في قوله تعالى: <مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ>[11].

يتبادلون المحبة، وهذا جزء من الإيمان ومعاييره، إذ أنّ الآية الكريمة استخدمت كلمة «إنما» التي تدل على الحصر. لذا؛ يجب حل المشكلات بين المجتمع على أساس الأخوّة، وعدم ترك أي اختلاف. بالطبع؛ يتطلب ذلك تقوى؛ لأن هوى النفس والمصالح الدنيوية قد يعيق ذلك. التعصبات الباطلة والنظرات الضيقة تمنعنا من الإصلاح على أساس الأخوّة؛ لذا يجب أن نتجاوز كل ذلك.

في ظل الإيمان الاجتماعي، تتجلى رحمة الله. الإنسان المؤمن لا يفكر بشكل قومي؛ بل يفكر بشكل عالمي. بناء الأمة الإسلامية هو أولويته: <إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ>[12]. وإذا نظر بشكل قومي، وعشِق الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية وهذا البلد، فهو يفعل ذلك لأنها مصدر الإيمان، ومصدر الإسلام، والقاعدة المركزية للمؤمنين على مستوى العالم. إنّ هذه الدولة تُشبه دولة رسول الله (ص) في زمنه.

الجمهورية الإسلامية في عصر الغيبة تُعتبر دولة أهل البيت (ع) ودولة الأمة الإسلامية. يجب أن نمتلك هذه النظرة العالمية حتى نتمكن من بناء الحضارة الإسلامية.

  • الإيمان المقاوم: <إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا>[13]. تشير عبارة «لم يرتابوا» إلى أنهم لا يسمحون للتردد بالدخول إلى نفوسهم، ولا يتوقفون في منتصف الطريق، ولا يتركون المجال للشكوك. إنّ التردد والارتباك يمكن أن يدمران المجتمع المؤمن. لذلك؛ يجب ألا نسمح للتردد بالدخول إلى قلوبنا. يجب أن نعزز معتقداتنا، وأن يكون إيماننا إيمانًا مقاومًا. <الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا>[14]. من يربط نفسه بالله يجب ألا يتردد أو يشعر بالخوف.

عوامل نشوء التردد

من الضروري أن نتعرف على العوامل التي تؤدي إلى خلق التردد ونتصدى لها. وسأشير باختصار إلى بعض العوامل المهمة التي تخلق التردد:

  1. الشائعات: تنتشر الشائعات في المجتمع عبر المرجفين، وتؤدي إلى إضعاف الإيمان.
  2. الابتلاءات والصعوبات: على سبيل المثال؛ إذا كنا على حق، فلماذا هُزمنا ولم يساعدنا الله؟ <مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا>[15]. عندما حدثت غزوة الأحزاب، أصيب العديد من ضعيفي الإيمان بالتردد والارتباك وهرعوا من الجبهة.
  3. التحليل الخاطئ.
  4. المعلومات الناقصة.
  5. عدم وجود أفق واضح ورؤية صحيحة.
  6. اختلال النظام الحسابي نتيجة الحرب النفسية ووسائل الإعلام المعادية.

نماذج الإيمان

إنّ نموذج الإيمان الذي يبني الحضارة هو إيمان الإمام الخميني. إنه إيمان قائد الثورة الإسلامية والسيد حسن نصر الله. إيمان الأبطال العظام؛ مثل الشهيد الحاج قاسم سليماني وعماد مغنية. يمكن أن ينتج الإيمان نماذج على مستويات مختلفة؛ مثل إيمان الشهيد حججي والشهداء في فترة الدفاع المقدس ومدافعي الحرم.

لقد كان الشهيد آية الله رئيسي يتمتع بإيمان حقيقي. خلال هذه السنوات، لم نشعر لحظة أنه فقد إيمانه أو أمله. في اللحظات الحرجة، كانت تُجرى مناقشات جدية معه، لكنه كان يفتح آفاقًا ورؤى جديدة. الإيمان يجعل الإنسان مفعمًا بالأمل وقويًا، ويخرجه من الأوهام؛ كمثال الشهيد الحاج محسن (سيد فؤاد شكر) الذي كان يأتي ويطرح أسئلة دينية متكررة، وكانت أسئلته تهدف لتعزيز إيمانه وبصيرته.

إنّ الأشخاص الذين يرغبون في أن يكونوا بناة حضارة وركيزة الحضارة الإسلامية الجديدة في العقود المقبلة يجب أن يبنوا لأنفسهم إيمانًا قويًا قائمًا على هذه العناصر الأربعة: الإيمان العبادي، الإيمان السياسي، الإيمان الاجتماعي، والإيمان المقاوم أمام الشدائد والمحن. يمكن استخدام المعول لنحت الجبال، لكنّ إيمان المؤمن أصعب من الجبل وأشد تحصينًا. إنّ إشادة قائد الثورة الإسلامية في بيان الخطوة الثانية بأنّ الثورة دخلت الآن المرحلة الثانية من الذاتية، وبناء المجتمع، وبناء الحضارة، إنما تؤكد أنّ الأساس الرئيسي لهذه الأمور الثلاثة المهمة هو تعزيز أسس الإيمان. فتعزيز أسس الإيمان يشبه تقوية أساسات البناء. لبناء أكبر، نحتاج إلى أساسات أقوى يمكن أن تتحمل الزلازل.

كيف يتحقق الإيمان؟

  1. خطة علمية ودراسات: كلنا نريد أن نكون مؤمنين، وأن نمتلك بنية فكرية وإيمانًا لا يمكن اختراقه وشخصية قوية، لكن كيف يتحقق هذا الإيمان فينا؟ يجب أن ندرك أولًا أننا نملك نوعين من التدين: التدين الطقوسي، والتدين المعرفي.
    1. التدين الطقوسي: يعني الالتزام بالآداب وأداء الشعائر الإسلامية، مثل زيارة الأربعين، وزيارة الشهداء، والحضور في مجالس العزاء، والشعور والعاطفة تجاه أهل البيت (ع)، وما إلى ذلك. إنّ التدين الطقوسي ليس سيئًا، ولكنه غير كافٍ، ولا يمكنه بمفرده بناء شخصيتنا على أساس الإيمان. بالطبع؛ يمكنه توجيه مشاعرنا في الاتجاه الصحيح.
    1. التدين المعرفي: بالإضافة إلى الجوانب العاطفية، يجب أن نصمم عقلنا وروحنا وأفكارنا ومعتقداتنا وذهننا بناءً على معتقدات صحيحة، والذي يحتاج إلى عمل علمي ودراسة، وبدون خطة دراسية لا يمكن تحقيقه.

محاور رئيسية في البرنامج الفكري والعلمي

في إطار الخطة العلمية والدراسية، هناك محاور أساسية ذات أهمية وضرورة، وسنوجزها فيما يلي:

  1. سلسلة دروس في أسس الفكر الإسلامي «مشروع الولاية»: من خلال التجربة، يمكن القول بأنّ مشروع «الولاية» يمثل نقطة تحول تاريخية في حياة وشخصية المشاركين فيه. فالمشروع هو مركزٌ يجمع بين العلم، والإيمان، والمعرفة، والتفكير الحر، والعقلانية، والروحانية. وبإمكاننا وصفه بأنه القوة الدافعة لبناء المجتمع الإسلامي والسير نحو حضارة إسلامية وإنسانية جديدة.

كان العلامة مصباح (ره) مدركًا أنّ التعليم الديني لا يمكن تطويره عبر المحاضرات فحسب؛ بل يجب أن يُقدّم كمنظومة متكاملة لدراسة الإسلام. وكان يقول دائمًا: «لم أجد خلال مسيرتي العلمية ما يُضاهي بركة مشروع «الولاية»، وأعتبره ذخيرةً من الأعمال الصالحة التي ستنفعني في الآخرة».

في البداية، كنا نستغرب عندما كنا نسمع هذه الكلمات من العلامة مصباح، ولكن مع مرور الوقت وظهور آثار وبركات هذا المشروع، أصبح واضحًا لنا بالتجربة أنّ مشروع «الولاية» يمكن أن يكون واحدًا من أهم وأقوى البرامج لتربية جيل مؤمن، ثوري، ملتزم ومستعد لخدمة الثورة الإسلامية، وقادر على دفع مسيرتها إلى الأمام[16].

  • خطة لدراسة كتب الشهيد مطهري: أقترح البدء بقراءة الكتب التي تتناول علم الإنسان؛ مثل: الإنسان والإيمان، الإنسان في القرآن، الإنسان والمصير، الإنسان الكامل، الإمام علي (ع) في قوتيه الجاذبة والدافعة، الولاءات والولايات. بعد ذلك، يُنصح بالانتقال إلى دراسة موضوع الوحي والنبوة، خاصة الجزء الأخير الذي يوضح معالم الإسلام، ثم الدخول تدريجيًا إلى موضوعات التوحيد، ومن ثَم إلى القضايا الاجتماعية؛ مثل: دور الله في الحياة الاجتماعية للإنسان.
  • التعمق في المنظومة الفكرية لقائد الثورة: إذا جُمعت دروس طرح الولاية مع الطرح العام للفكر الإسلامي في القرآن وكتاب (إنسان بعمر 250 سنة)، الذي يوثق تاريخ الإسلام بقلم قائد الثورة الإسلامية، مع متابعة الخطب والمنظومة الفكرية التي يطرحها القائد في المناسبات المختلفة، فستكون هذه مجموعة فكرية غنية ومتكاملة تشكل زادًا كبيرًا للشباب الساعين لبناء إيران الإسلامية العظيمة وتحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة. يجب على الشباب أن يشكّلوا حلقات لتحليل خطابات القائد، ويتعاملوا معها بروح استكشاف المهام، إذ لهذا تأثير كبير على سلامة الإنسان حسن الخاتمة.
  • قراءة الكتب التي ترد على الشبهات والأسئلة: ملاحظة مهمة: الإيمان يختلف عن العلم؛ فالإيمان يعني أن تكون الروح والعقل والنفس على قناعة عميقة بحقيقة معينة، والإيمان هو ارتباط العلم بالروح. العلم وحده لا يكفي لبناء شخصية إيمانية؛ بل يجب دعمه بعوامل أخرى. قد يملك المرء معرفة واسعة، لكن بدون إيمان حقيقي. وللتوضيح، قدّم الإمام (ره) مثالًا لشخص يقضي ليلة وحيدًا في غرفة مع ميت؛ فرغم معرفته أنّ الميت لا يشكّل أي خطر، إلا أنّ خوفه لا يزول. نتحدث هنا عن علم يمهد للإيمان، وتحقيقه يتطلب خطة دراسية تشتمل على النقاش والتحليل العميقين، مما يساعد في بناء شخصية إيمانية متكاملة.
  • المواظبة على قراءة القرآن والروايات: القرآن والروايات لهما دور كبير في تقوية الإيمان؛ خاصة إذا اختيرت الآيات والروايات المناسبة لحالتنا النفسية. أنشئوا دفترًا، واختاروا فيه أربعين آية ورواية تتناسب مع شخصياتكم الروحية، وداوموا على مراجعتها مع الالتزام بتطبيقها. القرآن هادٍ في جميع مجالات الحياة، وخصوصًا في تعزيز الإيمان، وخاصة الآيات التي تبدأ بخطاب <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا>، إذ ينبغي قراءتها بتدبر وتمعن.
  • الاستعانة بمرشد إيماني: المرشد الإيماني هو شخص يمتلك حكمة وخبرة تمكّنه من الإجابة عن أسئلتكم، إذ لا ينبغي تراكم الشبهات والأسئلة دون الحصول على إجابات؛ لأن هذا يضعف الإيمان. أما إذا تمت الإجابة عنها، فإن ذلك يقوي الإيمان. طرح الأسئلة والحصول على الأجوبة له أهمية كبيرة في بناء الشخصية الإيمانية، وهناك كتب تجمع الأجوبة على هذه الأسئلة؛ مثل كتاب الأسئلة والأجوبة للعلامة مصباح.
  • التوسل بأهل البيت (عليهم السلام): الإيمان شأن عظيم، وإذا توسلنا في هذا السبيل بأهل البيت (عليهم السلام)، لا سيما بالإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، فإنّ الله سبحانه وتعالى سيمدّ لنا يد العون. وفي زيارات الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، نلتمس منهم، إلى جانب سائر حاجاتنا، أن يقووا إيماننا، ويزيدونا نورانية، وأن تبقى قلوبنا طاهرة نقية. فلنجعل طلباتنا الروحية حاضرة، جنبًا إلى جنب مع باقي أمنياتنا..
  • العبادة والطاعة لله
  • الالتزام بطاعة الولي
  • تعزيز الروابط الأخوية الإيمانية والخدمة الاجتماعية
  • الثبات أمام الصعاب: على الإنسان أن يكون صلبًا في مواجهة الشدائد مثلما كانت السيدة زينب (ع) في واقعة كربلاء؛ حيث أظهرت بعدين لشخصيتها؛ البعد الأول كان قبل ظهر عاشوراء، إذ كانت في حالة من الحزن والأسى لفقدان سندها، بينما بعد الظهر أظهرت بعدها الآخر، فتمكنت من إدارة الأزمة وتحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة، والتهديدات إلى فرص. حولت قافلة الأسرى إلى قافلة للأحرار، وتحدثت بثبات في مجلس الطاغية، وأظهرت أسمى مراتب الإيمان بقولها الشهير «ما رأيت إلا جميلًا».
  • الاطلاع على سير حياة الشخصيات العظيمة؛ مثل الشهداء وأمهاتهم وزوجاتهم
  • قراءة القصص الإيمانية؛ مثل كتب الشهيدة بنت الهدى الصدر

في النهاية، يجب أن يكون تعزيز الإيمان من الأهداف الأساسية في حياة الإنسان حتى لا تهزه أي ريح أو زلزال. تعزيز الإيمان هو مشروع ضروري لكل شخص. أحيانًا يكون هذا المشروع مرتبطًا بالجانب الشخصي، وأحيانًا بالجوانب الاجتماعية. إذا أدركنا أنّ الإيمان هو الأساس لتحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة وظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، وجب علينا التفكير في إطلاق مشاريع لتعزيز الإيمان في المجتمع. إذا كنا نطمح في رضا الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، فيجب علينا تقوية إيماننا وإيمان الآخرين؛ لأن ذلك هو السبيل لنيل رضاه؛ خاصة عندما نواجه الأحداث بوعي وثبات.


  • [1] عيون الأخبار، ج1، ص 226.
  • [2] الشعراء: 214.
  • [3] الحجر: 94.
  • [4] الممتحنة: 9.
  • [5] البقرة: 207.
  • [6] الأنفال: 2.
  • [7] الأنفال: 60.
  • [8] النور: 62.
  • [9] نفس المصدر.
  • [10] الحجرات: 10.
  • [11] الفتح: 29.
  • [12] الأنبياء: 92.
  • [13] الحجرات: 15.
  • [14] فصلت: 30.
  • [15] الأحزاب: 12
  • [16] بدأت دورة «طرح الولاية» أو برنامج «تعليم مبادئ الفكر الإسلامي» بتوجيهات وإرشادات قائد الثورة الإسلامية الحكيم، وبجهود العلامة الفقيه السيد مصباح اليزدي؟ره؟ منذ عام 1996م. تهدف هذه الدورة إلى تقديم تعليم مكثف وشامل لستة كتب في مواضيع جوهرية: علم المعرفة، التوحيد، علم الإنسان، فلسفة الأخلاق، فلسفة الحقوق، وفلسفة السياسة، وذلك خلال مدة 40 يومًا.
  • تتميز دورة «طرح الولاية» بعدة خصائص تجعلها فريدة مقارنةً بالبرامج الأخرى، من أبرزها: التعليم المنهجي للدين، وتكوين منظومة فكرية متكاملة لدى المتعلمين، ومعالجة القضايا الأساسية في الحياة الفردية والاجتماعية، بالإضافة إلى اعتمادها منهجًا عميقًا بعيدًا عن السطحية في فهم الدين.
  • على مر السنين، حظيت هذه الدورة بدعمٍ وتأييدٍ كبيرين من قائد الثورة الإسلامية، حتى وصل الأمر إلى مطالبة الجهات المختصة بضرورة تعميمها وتعزيز انتشارها.
المصدر
كتاب تفسير سورة العصر بمنظور حضاري | آية الله الشيخ عباس الكعبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى