مواضيع

أهم الأزمات الكبرى التي تعصف بالإنسان المعاصر وسبل تجاوزها

الخسارة الشاملة للبشرية

تجسد سورة العصر مجمل تعاليم الإسلام، وهي سورة مكية تختصر مبادئ العقيدة، وأسس الأخلاق، وتوجهات الإسلام الكبرى. ففي السور المكية، تُطرح القضايا الجوهرية للعقيدة والأخلاق، مع التأكيد على الثبات على الحق. وهذا يعني أنه رغم كل أشكال التعذيب والمعاناة والأسر، لا بد من الصمود والتمسك برسالة الإسلام ونصرة النبي.

تبدأ السورة بقَسَم (والعصر)، حيث يُشير العصر إلى الزمن بوصفه خلاصة لأحداث الأزمنة؛ بل حتى قد يُرمز به إلى زمنٍ خاص يبلغ فيه البشر الكمال، وهو زمن ظهور الإمام المهدي.

تشدد السورة على أنّ الإنسان يظل في خسران وهلاك إلا إذا سار على النهج الإسلامي؛ حيث تقول: <إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ>[1] ولا فرق بين إنسان الجاهلية الأولى البسيطة وإنسان الجاهلية المعاصرة المعقدة؛ فالخسارة تطال الجميع، شرقًا وغربًا، بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو الفكرية؛ إذ إن أي حضارة تبتعد عن طريق الله، يكون مصيرها الهلاك والدمار. وبما أنّ عصرنا يشهد سيطرة الحضارة الغربية، فقد خلقت هذه الحضارة أزماتٍ كبرى تهدد البشرية. ومن خلال التأمل في سورة العصر، يمكننا التعرف على هذه الأزمات الكبرى وإيجاد حلولٍ للخروج منها.

ما معنى الأزمة؟

الأزمة هي مشكلة معقدة تترافق مع أضرار جسيمة تستدعي حلولًا عاجلة. قد تكون الأزمة بسيطة؛ مثل الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات، أو قد تشمل قضايا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية يصعب حلها. ونقصد هنا الأزمات التي يواجهها الإنسان في نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين. والسؤال المحوري هو: ما هي الأزمات الكبرى التي تهدد الإنسان اليوم، والتي إذا حُلَّت حُلَّت معها بقية مشاكل البشرية؟ هذا السؤال الجوهري يلعب دورًا محوريًا في فهم الأزمات العالمية والعمل على حلها.

الأزمات الكبرى التي تهدد العالم المعاصر

هناك، من وجهة نظري، أربع أزمات كبرى جعلت حياة الإنسان المعاصر شبيهة بجاهلية معقدة تختلف عن الجاهلية البسيطة قبل الإسلام، وأسفرت عن خسائر كارثية في حياة البشر، ويتوجب علينا التركيز على حل هذه الأزمات؛ لأن حلها سيحقق الحياة الطيبة التي تتميز بالأمان والسلام والعدالة والسعادة في الدنيا والآخرة. وهذه الأزمات الكبرى هي:

1-   الإلحاد النظري والعملي

الإلحاد النظري والعملي يشكلان الأزمة الأولى والأكبر التي تعدّ أساسًا لكل الأزمات الأخرى. فالإلحاد النظري هو إنكار لوجود الله، وإنكار للمعاد، ورفض للإيمان بخطة الأنبياء ورسالتهم. مع ذلك، يسعى الملحدون لتقديم حجج مشوشة وغير منطقية لدعم معتقداتهم؛ فقد كان الماركسيون اللينينيون في الماضي ينكرون الله والدين بصورة صريحة، واليوم يماثلهم بعض الأتئيست (الملحدين) الذين ينشرون أفكار الإلحاد ويدافعون عنها.

لكن الإلحاد العملي يتجاوز هذا الإنكار النظري ليشكل تحديًا أكبر؛ فالديمقراطية الليبرالية والنظام الرأسمالي، على سبيل المثال، يظهران احترامًا ظاهريًا للعقائد السماوية، حيث يدعيان الإيمان بالله وبالأنبياء الـ 124 ألفًا، وكذلك الإيمان بالجنة والنار، والآخرة، والموعود. كما يزعمون أنّ الأديان والمذاهب محترمة ومصانة، وأنّ الإنسان حرّ في اختيار دينه دون إكراه، وأنه لا عداوة بينهم وبين الدين. وفي مشهد رمزي، يهنّئ رئيس الولايات المتحدة المسلمين بعيد الفطر، ويدعوهم أحيانًا إلى مائدة الإفطار. وفي بعض المناسبات، تُفتتح الاجتماعات بتلاوة من القرآن الكريم؛ بل وحدث أنّ شخصًا قرأ القرآن أمام الرئيس بايدن بصوت شجي، في حين ظهر الرئيس بمظهر متواضع وخاشع.

إلا أنّ الواقع الفعلي يخالف هذا التصوير؛ إذ يُروّج للإلحاد ويُشجع على انتشار الفكر غير الديني. ويستند هذا الترويج إلى إنكار دور النبوة والإمامة في حياة الناس اليوم. ففي حين يتصادم الإلحاد النظري مع الله بصورة مباشرة ويُنكر وجوده، يتجنب الإلحاد العملي المواجهة المباشرة، مكتفيًا بالإعلان عن إيمانه بالحقائق، ولكنه ينفي الحاجة إلى برامج النبوة في عصرنا الحالي. يقول هذا الإلحاد العملي: «لسنا بحاجة إلى الأنبياء، نحن من نتحكم في شؤوننا بأنفسنا؛ سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو علمية أو طبيعية. علينا بناء عالمنا بأيدينا دون تدخل إلهي».

وبذلك، يصبح الإلحاد العملي أسلوبًا لإدارة شؤون العالم بعيدًا عن خطط الأنبياء وتعاليمهم. وأساس هذا النهج هو العلمانية، التي تعني فصل مجالات الحياة المختلفة عن الوحي وتوجيهات الأنبياء، محولةً الإنسان إلى المسؤول الوحيد عن مصيره دون تدخل خارجي.

أسس الإلحاد العملي

  1. العقل المستقل

العقل المستقل هو العقل المنفصل عن الوحي الإلهي، والذي يعتمد في قراراته وتحليلاته على الذات وحدها. يُعرف هذا النهج بالعقلانية أو «راسيونالية»؛ حيث يُعتمد على العقل الشخصي مع إضافة تجارب الآخرين إليه، وذلك ضمن أطر جماعية كالتصويت والرأي العام. لكن، في نهاية المطاف، تُفصَل هذه التحركات جميعها عن الوحي الإلهي وتُعرّف بمعزل عنه، مما يجعلها تتخذ منطقًا مستقلًا لا يستند إلى أي توجيه ديني.

  • الليبرالية

تشير الليبرالية هنا إلى حرية لا تقيّدها التزامات دينية، بل إنها تطرح حريةً منفصلة عن المسؤولية وعبودية الله، بحيث يتحرر الإنسان من أي قيود دينية وتُصبح هذه الحرية قيمة ثقافية شائعة. تتبنى الليبرالية ثقافة «افعل ما يحلو لك»؛ حيث لا يحق لأحد تقييد حرية الآخرين. في هذه الرؤية، تصبح الحرية، حتى لو تعارضت مع الدين، مبدًا أساسيًا: ففي حالة التعارض، يجب إقصاء الدين لصالح الحرية. ولليبرالية فروع عديدة تشمل المجالات الثقافية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وغيرها.

  • التجريبية

التجريبية أو «العلموية» (scientism) هي التي تعتمد على التجربة والعلم كمصدر وحيد للمعرفة، بعيدًا عن الإيمان والدين. ففي العلوم الطبيعية والدقيقة، يُعتبر النهج التجريبي مهمًا؛ لأنه يتعامل مع ظواهر ملموسة قابلة للقياس والتكرار والمقارنة، ما يسمح باستخلاص قوانين علمية عامة. وقد ساهم هذا النهج بشكل كبير في تطور العلوم والهندسة في العصر الحديث.

لكن التساؤل هنا: هل يمكننا تطبيق هذه الطريقة على حياة الإنسان؟ الإجابة تكون بالنفي؛ فالإنسان ليس مجرد ظاهرة طبيعية، ولا يمكن مساواته بالطبيعة. غير أنّ الفكر العلماني، المبني على أسس التجريبية، يُعامل حياة الإنسان كما تُعامل الطبيعة؛ حيث تُصاغ «العلوم الإنسانية» على نمط العلوم التجريبية، رغم أنها لا تمتلك الخصائص نفسها؛ بل إنّ بعض المفكرين يفضّلون تسميتها «علوماّ اجتماعية»، وآخرون يعتبرونها «علوماً سلوكية». من منظورنا، لا تنتمي العلوم الإنسانية إلى العلم التجريبي؛ بل هي من باب المعرفة التي لا تستطيع بمفردها تقديم حلول كاملة لحياة الإنسان دون الاستعانة بالوحي. التجريبية هنا تعتمد على الظن والاحتمال، وهذا ما يتناقض مع اليقين الديني؛ حيث يقول تعالى: <إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا>[2].

  • الإنسانية (الأومانية)

الأومانية هي النهج الذي يجعل الإنسان إلهًا لنفسه، متخذًا مكان الله في إدارة شؤونه، ومع مرور الوقت وتحت تأثير العلمانية، يشعر الإنسان بعدم حاجته إلى الله ويعتقد أنّ العلوم كافية لحل جميع مشاكله. إذا احتاج إلى استشارة نفسية، يلجأ إلى عالم النفس، وإذا واجه مشاكل اقتصادية، يتبع نظريات الاقتصاد الرأسمالي أو الاقتصاد المركزي. وهكذا، تُنظم جوانب حياة الإنسان بشكل منفصل عن الدين، بحيث يتم إقصاء الله من عملية إدارة الكون، ليُستبدل الإنسان بدلًا منه كمدبر لشؤونه.

الإلحاد النظري والعملي؛ أعمق أزمة تعاني منها البشرية

يُعد الإلحاد النظري والعملي أكبر أزمة وجودية يعاني منها الإنسان. وفي هذا السياق، كتب الشهيد باهنر كتابًا يحمل عنوان «ممرات الإلحاد»؛ حيث يسلط الضوء على مظاهر الإلحاد في العصر الحديث، مما يجعل قراءته موصى بها بشدة. عندما ينتشر الإلحاد في المجتمع، يشرع البعض في كتابة فلسفات تافهة لتبرير ذلك. وإذا لم نعد بحاجة إلى الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) في إدارة حياتنا، فإنه يُسعى لتبرير أسلوب حياة يتماشى مع هذه النظرة. تشهد كتب الفلسفة التافهة إقبالًا كبيرًا في العالم، ويُختار لها أسماء جذابة تحجب حقيقتها. على سبيل المثال؛ يعتبر كتاب «الإنسان العاقل» الذي كتبه المؤلف الصهيوني نوح هراري من أكثر الكتب مبيعًا عالميًا؛ حيث يركز على تبرير الانحلال والانفتاح والتوجهات الجنسية غير التقليدية. وقد تم بذل جهود كبيرة في وسائل الإعلام لتعزيز هذا الكتاب.

ما حدث في الأولمبياد يُظهر فلسفة ونمط حياة المرتبطين بالإلحاد، كما يشير القرآن الكريم بقوله: <تأتون في ناديكم المنكر>[3]؛ أي أنّ ما تقومون به في تلك الأندية لن يجلب سوى القبح. الإنسان المنفصل عن رسالة الوحي هو إنسان مُشوه الهوية، ولا يمكن اعتباره إنسانًا حقيقيًا. لذا؛ فإن الأزمة الكبرى للإنسان المعاصر تكمن في الإلحاد المادي والمعنوي.

2-   الفردية المفرطة

تُعتبر الفردية المفرطة، وهي الأزمة الكبرى الثانية التي تنبع من الأزمة الأولى، بمثابة عدم شعور الإنسان بأي التزام تجاه الآخرين. إذ لا يُعير الابن، أو العائلة، أو المدينة، أو المحافظة، أو البلاد، أو العالم، أو البشر الآخرين أي اهتمام، ويصبح كل ما يهمه هو نفسه فقط. تظهر هذه الفردية المفرطة بوضوح في الجيل المعاصر، الذي تأثر بثقافة الغرب تحت مظلة الإلحاد النظري والعملي، ويُطلق عليه الجيل الصامت أو الجيل زد. وهناك عناصر رئيسية تُميز هذا الجيل المعاصر؛ منها:

  1. الفوضى وعدم التنظيم
  2. السعي للثروة والتمتع: يطمحون إلى كسب الثروة والعيش في الرفاهية، والسعي للحصول على الملذات، خاصة في مجالات الموسيقى، والرياضة، والشهوات الجنسية، فيعتبرون الحصول على الثروة وسيلة للاستمتاع بهذه الأمور.
  3. السرعة: دائمًا ما يشعرون بالعجلة، ويستفيدون من التكنولوجيا السريعة لمنافعهم الشخصية. إن عصرنا هو عصر السرعة والتكنولوجيا؛ حيث يبحثون عن أنفسهم أو عن أشخاص مشابهين لهم أو يسعون لإبراز أنفسهم.
  4. الأنانية وعدم الشعور بالمسؤولية
  5. الانشغال الدائم: ليس لديهم وقت؛ حيث تنشغل أذهانهم بأعمالهم الشخصية.
  6. الذكاء والقدرة على الابتكار: يمتلكون ذكاءً وإبداعًا، لكن هذه الابتكارات لا تعود بالنفع على المجتمع؛ بل تُستخدم فقط للملذات الشخصية.

3-   العلاقات الطاغوتية السائدة المبنية على الظلم والجرائم

يُدار العالم اليوم بطريقة سيئة، إذ يهيمن الطاغوت على المشهد. الشيطان الأكبر، ونظام الهيمنة العالمي، وأمريكا، كلها تسيطر على العالم، فيما تُعتبر الصهيونية تابعًا لها. يُدمر هذا النظام الطاغوتي الإيمان، ويقضي على الحياة الطاهرة، ويُسبب أزمات متعددة؛ كأزمة الأسرة، وأزمة الأخلاق، وأزمة البيئة، وأزمات الماء والغذاء والأمن. ويُعتبر رفض الأنظمة الطاغوتية مقدمة للإيمان؛ حيث يقول القرآن الكريم: <فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ>[4]؛ بمعنى أنه إذا لم تُقاتل الطاغوت، فلن تكون مؤمنًا. يُدير الظالمون العالم، وقد تبدلت أماكن الظالم والمظلوم.

4-   تشويه الهوية الإنسانية

تُعتبر الأزمة الكبرى الرابعة هي تشويه الهوية الإنسانية، وهي نتيجة للأزمات الثلاث السابقة؛ حيث يظهر إنسان شبيه الحيوان، ويسعى لإضفاء الشرعية على وجوده من خلال الاستعراض، ويقوم بإجراء جراحة تجميلية ليجعل ملامحه مشابهة للحيوانات. هناك عشرات الآلاف من الأشخاص هكذا في أوروبا. تُظهر العبودية الجديدة والمعاصرة أشكالًا وأبعادًا جديدة. إن إنسانية الإنسان في خطر، وقد أدرك الغربيون أنفسهم هذه الحقيقة، فبسبب انعدام الثقافة، تضررت إنسانية الإنسان. لدى نيكسون كتاب بعنوان «الانهيار الثقافي»؛ حيث يدّعي أنّ غياب الثقافة كعنصر من عناصر الحكم أدّى إلى انهيار المجتمع، والآن تُصنع القيم للبشر في ظل منافسات الرفاهية والتفاخر.

طرق كبرى للخروج من الأزمات الكبرى

تُعبر هذه الأزمات الأربع الكبرى عن المعاناة التي يعيشها الإنسان المعاصر، لكن الحلول لهذه الأزمات لا تتجاوز أربع كلمات. وقد جُمعت هذه الأزمات الأربعة والحلول المقترحة في سورة صغيرة من القرآن الكريم تُسمى (سورة العصر).

بسم الله الرحمن الرحيم، والعصر، إنّ الإنسان لفي خسر: الإنسان، أيّ إنسان؛ سواء كان رجلًا أو امرأة، سواء كان يعيش في العصور القديمة أو في العصر الحديث، سواء كان أمريكيًا أو أوروبيًا أو شرقيًا أو آسيويًا، مع أي توجه أو نمط حياة، هو في خسر. بمعنى أنه غارق في هذه الأزمات الكبرى، إلا إذا قام بتطبيق هذه  الاستراتيجيات الأربع:

  1. الإيمان: <إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا>؛ الإيمان يُلغي الإلحاد النظري والعملي.
  2. الأعمال الصالحة: <وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ>؛ العمل الصالح يُعد التزامًا ومسؤولية؛ حيث يُربي الإسلام الفرد ليضحّي بنفسه من أجل المجتمع، ويجعل المجتمع يسخّر إمكانياته من أجل تقدم الأفراد. العمل الصالح هو حرية مقترنة بالمسؤولية والعبودية لله.
  3. التضامن من أجل تحقيق الحق وإقامة العدل ومكافحة الطاغوت: <وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ>؛ التواصي بالحق له تأثير إيجابي على نمو وتكامل الإنسان. تُعزز النشاطات والمقاومة السياسية ضد الاستبداد والطاغوت والظالمين في العالم نمو الإنسان والمجتمع وتحقيق العدالة.
  4. الصبر على كرامة الإنسان: <وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ>؛ يُعتبر الصبر الشخصي، والصبر الاجتماعي، والصبر المقترن بالولاية، والصبر الأخلاقي، وغيرها.. من صور الصبر.

  • [1] العصر: 2
  • [2] النجم: 24
  • [3] العنكبوت: 29.
  • [4] البقرة: 256.
المصدر
كتاب تفسير سورة العصر بمنظور حضاري | آية الله الشيخ عباس الكعبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى