دعم صدّام ونظام البعث
- عدوان صدام العسكري على إيران بدعم من الشيطان الأكبر وإخوانه
- ضرورة الكشف عن الدافع الحقيقي وراء خداع أمريكا لصدام لمهاجمة إيران
- صمت أمريكا أمام جرائم صدّام في إيران والعراق
- دعم الإعلام والمحافل الدولية الفارغة لاعتداءات صدام على إيران
- غرور صدام وتحريض أمريكا، سبب ان لبداية الحرب
- انتقال سيف الجريمة الأمريكي من محمد رضا شاه إلى صدّام الأسود المخمور
- إبراز مدى التزام صدام لأمريكا من خلال جرائمه ضد المسلمين
- سعي أمريكا للتلاعب بالحكومات الأخرى في المنطقة
عدوان صدام العسكري على إيران بدعم من الشيطان الأكبر وإخوانه
مع الأسف؛ فإنّ أيادي الظلم الأجنبية تعمل باستمرار، وكانت منذ البداية تحاول منع استقرار هذه الحكومة الإسلامية، ومنع شعوب بقية البلدان الإسلامية من تولّي زمام الحكم. هذا الشخص الذي مارس كلّ أنواع الظلم والجور في العراق، اعتدى على إيران طمعًا في كسب ودّ القوى العظمى، وبالتحديد هاجم المناطق التي يقطن فيها العرب. لقد حارب جرثومة الفساد هذا[1] الإسلام باسم العروبة، ففعل بالشعب العربي وعرب إيران ما فعله محمد رضا بإيران كلها وأكثر. لقد قتل عرب إيران وشرّدهم وذبح نساءهم وأطفالهم، من أجل العروبة المزيفة، لكنّه في الواقع فعل ذلك من أجل الشيطان الأكبر وإخوانه[2]، لقد ارتكب الكثير من المجازر حتى تضاعفت مقابر إيران. وفي ظل حكم هذا الطاغية المتعطّش للدماء، ليس هناك خيار آخر سوى وحدة الكلمة والتوكل على الله سبحانه وتعالى[3].
ضرورة الكشف عن الدافع الحقيقي وراء خداع أمريكا لصدام لمهاجمة إيران
ونحن على أعتاب «أسبوع الحرب المفروضة» سنتكلّم عن أبعادها المختلفة، ودوافعها ونتائجها، وعن الأيادي المجرمة لحزب البعث العراقي الكافر وصدام العفلقي، وعن الثمار الحلوة والمرّة للصراع بين الحق والباطل والإسلام والكفر. وفي هذا الأسبوع، سيقوم الكتّاب والمتحدّثون والمجاهدون والمبلغون والفنّانون بدراسةٍ شاملةٍ يوضّحون فيها أبعاد هذا الحدث التاريخي. إنّ ما لا ينبغي أن يخفى على المفكّرين حول دوافع صدام البعثي وحزب البعث العراقي هو أنّ القوى العظمى المجرمة، وعلى رأسها أمريكا، قد توصلت إلى أنّ هذه الثورة الإسلامية للشعب الإيراني هي ثورة تختلف اختلافاً جوهرياً عن سائر الثورات غير الإلهية عبر التاريخ، فقد وجدوا بعد تحليل ودراسة انتصارها الباهر أنّ سرّها يكمن في ارتكازها على الإسلام. وشعورهم بوحدة الكلمة ونهضة كل شرائح الشعب في الإسلام العظيم، وإحساسهم بالخطر الكبير الذي يكمن في تصدير الثورة وشعاع الحق في العالم الإسلامي؛ بل في عالم المستضعفين أيضاً، قد بثّ فيهم الرعب. الرعب الذي رأوا فيه قطع أيدي مجرميهم عن الدول الإسلامية؛ بل عن الدول المظلومة الخاضعة للهيمنة في أرجاء المعمورة، ورأى فيه خبراؤهم الشياطين دقّ ناقوس الخطر إيذانًا بسقوط إمبراطوريتهم العالمية. ولذلك؛ كلما طال أمد الثورة ومؤامراتهم لإسقاط الإسلام، تزايد هذا السر الإلهي في تفكيك أجهزة الظالمين والناهبين، إذ لم يجدوا من بين حكومات المنطقة حكومة معارضة للإسلام بشكلٍ كامل ومصمّمة على قمعه إلا حزب البعث العراقي وشخص صدام، فاستدرجوه إلى هذا الفخ من خلال وعود واهية بالفتح والنصر والأمل بهزيمة الإسلام. ولكن وخلافًا لرغبتهم، فقد ظهر بحمد الله قبح ماهيّته لسائر المسلمين وإلحاده وكفره بفتوى فقيه ذلك العصر، بعد أن كان ظاهرًا لمسلمي العراق[4].
واليوم؛ شعرت أمريكا والاتحاد السوفييتي وفرنسا بالتهديد من الإسلام، ولهذا السبب أطلقوا دعايتهم الداعمة لصدام. فهم يخشون أنه إذا ما استقرت الجمهورية الإسلامية واستمرت، فلن يبقى لهم موطئ قدم، وسيُقطع دابرهم من هذه المنطقة بأسرها، وهذا الأمر صحيح[5].
صمت أمريكا أمام جرائم صدّام في إيران والعراق
هذه هي أمريكا التي قامت بهذه المأساة من قبل في أماكن أخرى، وهي التي أجبرت العراق على فعل ما هو أسوأ من هذه المأساة في إيران، ولم تنبس ببنت شفة. ماذا فعل العراق وحكومته بإيران حتى الآن بل بالعراق نفسه؟ كم قُتل من هذين البلدين المسلمين؟ وكم تعرض منهم للقصف؟ هذه المناطق التي لم تكن لها علاقة بالحرب على الإطلاق. وما يقال من أنّ إيران قد هاجمت المكان الفلاني كذبٌ محض، وعندما تنقل المحطّات الإذاعية كلامه، فإنها تبدأ قوله بأنّ إيران استهدفت هذه الأماكن، ونحن بدورنا هاجمنا المناطق ذات التواجد العسكري، في حين أنّهم يعلمون جميعًا أنّ هذه المدن التي يقصفونها ليس لها أيُّ خلفية عسكرية. وقد كان صدّام بعد كل هزيمة يهاجم ويقتل عدداً من الأبرياء؛ رجالاً ونساءً، وأطفالاً وشيوخاً، وأمريكا لم تقل كلمةً واحدة عن هذا لأنهم إنسانيون! ولكن إنسانيّون مع من يكون مقبولًا لدى أمريكا، ومع من يستفيدون منه ويخدم مصالحهم! وقد فعلت أمريكا نفس الشيء عندما أسقط العراق الطائرة الجزائرية، والتي كان على متنها أفراد مدنيون من الشعب بالإضافة إلى أحد الوزراء، إذ لم يكن لأمريكا أي ردة فعل على هذه الحادثة[6].
دعم الإعلام والمحافل الدولية الفارغة لاعتداءات صدام على إيران
العالم اليوم يعاني من الإمبريالية والناهبين الذين يحرقون الدول وينهبونها، وأيضا يعاني من تابعيهم الذين يضحّون بمصالح شعوبهم ودولهم من أجل مصالح القوى العظمى، وكذلك يعاني من المنظمات التي تتبع القوى الكبرى – خاصة أمريكا – وتخدمهم تحت أسماء فارغة؛ مثل مجلس الأمن والعفو الدولية وحقوق الإنسان ومفاهيم فارغة أخرى، وفي الواقع هي المنفذة لأحكامهم وأهدافهم والمسؤولة عن إدانة المستضعفين والمظلومين في العالم لصالح القوى الكبرى التي تستغل العالم. الجميع يعلم أنّ صدّام يقتل وينهب ويدمّر إيران منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. لقد استولى على جزءٍ من أرضنا منذ البداية وهو الآن منهمكٌ في خيانة الشعب المظلوم، وإلى الآن لم تقم هذه المنظمات الدولية بإدانته ولو لمرّة واحدة. لقد كان صدّام يعرض السلام كذباً في الوقت الذي كانت إيران تحت غارات الصدّاميّين المتعطشين للدماء؛ إذ كان يهدف من خلال هذا الأمر إلى احتلال خوزستان في أسرع وقت ممكن. ومع وجود موارد النفط الضخمة تحت تصرّفه ودعم القوى الاستكبارية، سيجر المنطقة إلى مستنقع من النار والدم؛ لأنّ شيطان نفسه الحيوانية الجامح لا يعرف حدودًا، ومادامت المنطقة مدنّسة بوجوده الخبيث، فلن تنعم بالأمن على الإطلاق. الكلّ يعلم أنّ يد صدام تتلطخ كلّ يوم بدماء المئات من أبناء شعبنا المظلوم، ومع ذلك لا تكفّ وسائل الإعلام والمنظمات التابعة للقوى العظمى وخاصّة أمريكا، عن تمجيد صدام ومدح مدى حبّه للسلام؛ والحال أنّ رغبة صدام في السلام والجهود التي تبذلها أميركا وغيرها من الغزاة ومن يسمّون بمؤيدي حقوق الإنسان لإرساء الأمن في العالم، هي من القماش ذاته. وطالما أنّ العالم مبتلىً بهؤلاء الباحثين عن السلام والمدافعين عن حقوق الإنسان، فلن ينعم بالأمن والسلام والطمأنينة أبدًا[7].
غرور صدام وتحريض أمريكا، سببان لبداية الحرب
لقد كانت غطرسة صدام وغروره واستعلاؤه وحبه الشيطاني لنفسه حاضراً منذ بداية الحرب، وقد تلاعبت به أمريكا وأقنعته بأنّ إيران لا تملك شيئاً، وأنّ جيشها مدمّر، وأنّ الحرس الثوري ليس بالشيء المذكور، كما أنّ الشعب لم يعد يهتم بهذه الأمور، فلتذهب وتحتلّ إيران، على أن يكون لك نفطها، وعندما يحدث ذلك، فكل المنطقة ستصبح لك وتحت قبضتك. فانخدع هذا البائس بمثل هذا الكلام وشن هجومه على إيران، ولم يكن أحد من هؤلاء يعرف إيران، فاعتقدوا أنها ما زالت كما كانت في السابق[8].
وبحجة أنّ إيران والإيرانيين فرس مجوس هاجموهم براً وبحراً وجواً بتحريض من أمريكا، إلّا أنّ شعبنا وقواتنا المسلحة الإسلامية قاموا بالتّصدي لهم. والآن؛ ومع اقتراب العام الثالث للحرب، مازال صدام هو المهاجم والمعتدي ونحن المدافعون[9].
انتقال سيف الجريمة الأمريكي من محمد رضا شاه إلى صدّام الأسود المخمور
لقد تخيّلت أمريكا أنّ القوميين والمنافقين وغيرهم من اليساريين واليمينيّين، سيقودون سياسة الثورة وسيادة النظام وإدارة البلاد في اتجاهٍ مُواتٍ لمصالحها، فبادرت إلى سياسة الترغيب والترهيب والتخطيط للانقلابات وتنفيذها، وتطبيق سياسة الضغط والترويج للشخصيات التابعة لها؛ فضلًا عن اغتيال شخصيات الثورة والثوريّين الحقيقيين في البلاد. وقد منّ الله علينا مجدّدًا حين سطّر شبابنا المشهد الملحمي للسيطرة على وكر الجواسيس، فأعلن الشعب الإيراني براءته مرة أخرى من أمريكا وأذنابها، ما حدا أمريكا مرة أخرى إلى وضع السيف الذي وضعته في يد محمد رضا في كفّ صدام، ذلك الأسود المخمور. ما الذي فعله صدام؟ أ لم يفعل صدام ما فعله الشاه قبل الثورة؟ أ لم يملأ الملك مقابرنا بشجر أرز الحرية الشامخ؟ أ لم يفعل صدام ذات الشيء وهو الذي كان أكثر قوّة وقدرة على المناورة؟ أ لم يبع الشاه بلادنا لأمريكا؟ أ لم يعمل صدام على بيع إيران لأمريكا بطريقة مختلفة؟ كنت قد قلت إنهم لو طال الأمر أكثر، فلن نتمكن من إعادة بناء ما دمّره الشاه خلال عشرين عامًا بجهود جميع العمال والشعب الشريف؛ فهل يمكن إعادة بناء ما دمّره صدام في أقل من عشرين عامًا؟[10]
إبراز مدى التزام صدام لأمريكا من خلال جرائمه ضد المسلمين
لقد أثبت صدام مدى التزامه لأمريكا ومدى دعمه للعرب من خلال ارتكابه لهذه الجريمة، كما أثبتتم أنتم أيضاً مدى إجرام هذا الشخص. مجرم يريد تدمير شعبَي إيران والعراق حتى يتمكن أسياده من تحقيق مطامعهم[11].
سعي أمريكا للتلاعب بالحكومات الأخرى في المنطقة
إنّنا إن أمهلنا صدام بعض الوقت الآن، ولو لمدة شهرين، فسيعيدون تسليحه وتجهيزه، وسيهاجم مرة أخرى في مكان آخر. لا يمكننا أن نسمح لهذا الوحش أن يفعل ما يشاء، وما لم يتمّ القضاء عليه، فإنّ حال المنطقة لن يستقيم أبدًا. والذين يساعدونه لا يدركون أنّ أمريكا تتلاعب بهم، وتجعل منهم أدواتٍ لمصالحها، تماماً كما فعلت مع صدّام؛ على الرغم من أنّ العراق، قوّة العراق، لا تقارن بالبلدان الأخرى في الخليج، وأمريكا تريد أن تفعل بهم نفس الأمر؛ لذا عليهم أن يفهموا ما هو تكليفهم تجاه الإسلام، ما هو تكليفهم تجاه إيران[12].
- [1] صدام حسين، رئيس جمهورية العراق.
- [2] دولتا إنجلترا وفرنسا.
- [3] في لقاء مع علماء العراق المجاهدين والمهجرين العراقيين، 09/04/1981.
- [4] في رسالة إلى الشعب الإيراني، 18/09/1981.
- [5] في لقاء مع أعضاء لجنة تنظيم الذكرى السنوية للحرب، 19/09/1983.
- [6] في لقاء مع أعضاء هيئة الثورة الثقافية، 06/09/1983.
- [7] في رسالة إلى الشعب الإيراني والمجاهدين، 10/02/1983.
- [8] في لقاء مع موظفي القوات الجوية والعاملين في شركات الطيران، 08/02/1983.
- [9] في لقاء مع جمع من الزعماء المسلمين في بنغلاديش، 08/09/1982.
- [10] في رسالة إلى مسلمي إيران والعالم وحجاج بيت الله الحرام، 28/07/1981.
- [11] في لقاء جمع من جرحى الثورة والحرب المفروضة، 04/02/1982.
- [12] في لقاء مع أعضاء مجلس تنسيق التبليغ الإسلامي، 02/04/1983.