مواضيع

بعض عداوات أمريكا والاستكبار مع إيران الإسلامية

دعم النظام البهلوي

تأييد أمريكا وإنجلترا للشاه؛ خدمة لمصالح الاستكبار

لقد نصّب الاستكبار هذا المتمرّد علينا. جميع القوى الكبرى – إنجلترا وأمريكا والصين والاتحاد السوفيتي – تدعمه لمصلحتها الخاصة. ولن تجد خادمًا أكثر حمقًا وأفضل منه، أعطاهم كل ما لشعبه بالمجّان؛ فالاتحاد السوفييتي ينهب الغاز الطبيعي، وأمريكا وإنجلترا تتقاسمان نفطه، وكلٌّ مشغول بالنهب من جهة. كما سلّم مراعينا الخضراء الخصبة لملكة إنجلترا وعدد قليل من الأفراد؛ حتى أنهم نقلوا لي أنّه وهب غابتنا لإحدى الشركات الأجنبية. لقد أصبحت ثروات‌ البلاد فريسة لناهبي النفط والطامعين الذين افترسوها من كل جانبٍ كالكلاب المسعورة. والمنفذ لكل هذه الأمور هو محمد رضا بهلوي[1].

انتقام الشاه من الشعب وقتله بدعم من أمريكا

لقد استعمل الشاه كلّ قوته الجهنمية لسحق الشعب المظلوم بدعمٍ مع أمريكا إلى أن أصبحت إيران اليوم شبيهة بالمقبرة، وذلك مع انتشار الاضطرابات العامة في جميع أنحاء البلاد. ويسعى الشاه الذي يلفظ آخر أنفاسه إلى الانتقام من هذا الشعب المستضعف، فقد خيّم شبح الحكم العسكري المشؤوم على الشعب وأُطلق العنان لوحدات الكوماندوس لقتل الرجال والنساء، صغارًا وكبارًا[2].

أبعاد النشاط الأمريكي ضد ثورة الشعب الإيراني

السؤال: [تُعارض واشنطن الثورة الإيرانية وتعتبرها حركة ضد الحداثة، فما هو موقفكم من نشاطات أمريكا المعادية للثورة؟]

الجواب: مرّة أخرى، ومن خلال انقلاب عسكري[3]، فرضت أمريكا الشاه على إيران من جديد بحجة تحديث البلاد وأعطت الضوء الأخضر للانقلاب، ورأينا أن نتيجة هذا الانقلاب الكليّة كانت تدمير إيران لصالح أمريكا. لقد تم تدمير الزراعة في البلاد، وأصبحت إيران سوقًا لاستهلاك المنتجات الأمريكية. كما تم نهب الموارد الباطنية من نفطٍ ونحاسٍ وغيرها من الثروات، وفي المقابل تمّ تزويد إيران بأسلحة عديمة النفع والفائدة. الضرر الآخر الذي سبّبه هذا الانقلاب هو فرض أكثر من 40 ألف مستشار عسكري بنفقات هائلة، والذي بصرف النظر عن إلحاقه العار بجيشنا، فقد عهد إليهم بكل مقدرات البلاد، وأصبحت إيران بيد هذا الشاه قاعدة عسكرية أمريكية. وبأموال هذا الشعب جعلوا منه شرطيّ منطقة الخليج الفارسي. وهذا نزرٌ قليل من الفظائع التي ارتكبتها أمريكا بحق شعبنا. وعليه؛ لمَ لا تتحرّك واشنطن ضد ثورة الشعب الإيراني؟![4]

إعاقة أمريكا لمحاكمة الشاه المجرم

يعتبر كلّ من ظلم الشعب ونهب أمواله في جميع القوانين مجرمًا ويجب أن يُحاكم في ذلك المكان نفسه الذي ارتكب فيه جريمته، ولكن السيد كارتر يتعنّت في هذه المسألة، وهذا يكشف عن أنه رجل عنيد يرفض أن يدرك حقيقة الأمور، وهو على استعداد لإشعال النار في بلاده وبقية العالم من أجل رجلٍ واحدٍ كان صديقه، وكان يملأ جيوبه. فهو يخشى أن يأتي إلى هنا ويخضع للمحاكمة ويُكشف أنّ جيوب السيد كارتر أيضًا مملوءة بأموال الشعب، فتتم مطالبته[5].

أكبر جرائم الحكومات الأمريكية وسبب نفور الشعب الايراني

السؤال: [ما هي المصائب التي جلبها عليكم الأمريكيون وتعترضون عليها؟]

الجواب: إنّ أكبر الجرائم التي قامت بها الحكومات الأمريكية هي أنها فرضت علينا هذه السلالة البهلوية ونهبت ثرواتنا بأيديهم. وفي المقابل لم تقدم لنا أي شيء ينفعنا، كما وضعت جيشنا تحت وصايتها حتى يثور ضد شعبنا..، وأقامت قواعد خرقت بها استقلالنا وسيادتنا. ونحن لن نحظى بحياةٍ سليمة مع وجود حكومة هذا الشاه، فأميركا هي التي تدعم الشاه، والآن يعلن رئيسها دعمه أيضًا[6].

دعم صدّام ونظام البعث

عدوان صدام العسكري على إيران بدعم من الشيطان الأكبر وإخوانه

مع الأسف؛ فإنّ أيادي الظلم الأجنبية تعمل باستمرار، وكانت منذ البداية تحاول منع استقرار هذه الحكومة الإسلامية، ومنع شعوب بقية البلدان الإسلامية من تولّي زمام الحكم. هذا الشخص الذي مارس كلّ أنواع الظلم والجور في العراق، اعتدى على إيران طمعًا في كسب ودّ القوى العظمى، وبالتحديد هاجم المناطق التي يقطن فيها العرب. لقد حارب جرثومة الفساد هذا[7] الإسلام باسم العروبة، ففعل بالشعب العربي وعرب إيران ما فعله محمد رضا بإيران كلها وأكثر. لقد قتل عرب إيران وشرّدهم وذبح نساءهم وأطفالهم، من أجل العروبة المزيفة، لكنّه في الواقع فعل ذلك من أجل الشيطان الأكبر وإخوانه[8]، لقد ارتكب الكثير من المجازر حتى تضاعفت مقابر إيران. وفي ظل حكم هذا الطاغية المتعطّش للدماء، ليس هناك خيار آخر سوى وحدة الكلمة والتوكل على الله سبحانه وتعالى[9].

ضرورة الكشف عن الدافع الحقيقي وراء خداع أمريكا لصدام لمهاجمة إيران

ونحن على أعتاب «أسبوع الحرب المفروضة» سنتكلّم عن أبعادها المختلفة، ودوافعها ونتائجها، وعن الأيادي المجرمة لحزب البعث العراقي الكافر وصدام العفلقي، وعن الثمار الحلوة والمرّة للصراع بين الحق والباطل والإسلام والكفر. وفي هذا الأسبوع، سيقوم الكتّاب والمتحدّثون والمجاهدون والمبلغون والفنّانون بدراسةٍ شاملةٍ يوضّحون فيها أبعاد هذا الحدث التاريخي. إنّ ما لا ينبغي أن يخفى على المفكّرين حول دوافع صدام البعثي وحزب البعث العراقي هو أنّ القوى العظمى المجرمة، وعلى رأسها أمريكا، قد توصلت إلى أنّ هذه الثورة الإسلامية للشعب الإيراني هي ثورة تختلف اختلافاً جوهرياً عن سائر الثورات غير الإلهية عبر التاريخ، فقد وجدوا بعد تحليل ودراسة انتصارها الباهر أنّ سرّها يكمن في ارتكازها على الإسلام. وشعورهم بوحدة الكلمة ونهضة كل شرائح الشعب في الإسلام العظيم، وإحساسهم بالخطر الكبير الذي يكمن في تصدير الثورة وشعاع الحق في العالم الإسلامي؛ بل في عالم المستضعفين أيضاً، قد بثّ فيهم الرعب. الرعب الذي رأوا فيه قطع أيدي مجرميهم عن الدول الإسلامية؛ بل عن الدول المظلومة الخاضعة للهيمنة في أرجاء المعمورة، ورأى فيه خبراؤهم الشياطين دقّ ناقوس الخطر إيذانًا بسقوط إمبراطوريتهم العالمية. ولذلك؛ كلما طال أمد الثورة ومؤامراتهم لإسقاط الإسلام، تزايد هذا السر الإلهي في تفكيك أجهزة الظالمين والناهبين، إذ لم يجدوا من بين حكومات المنطقة حكومة معارضة للإسلام بشكلٍ كامل ومصمّمة على قمعه إلا حزب البعث العراقي وشخص صدام، فاستدرجوه إلى هذا الفخ من خلال وعود واهية بالفتح والنصر والأمل بهزيمة الإسلام. ولكن وخلافًا لرغبتهم، فقد ظهر بحمد الله قبح ماهيّته لسائر المسلمين وإلحاده وكفره بفتوى فقيه ذلك العصر، بعد أن كان ظاهرًا لمسلمي العراق[10].

واليوم؛ شعرت أمريكا والاتحاد السوفييتي وفرنسا بالتهديد من الإسلام، ولهذا السبب أطلقوا دعايتهم الداعمة لصدام. فهم يخشون أنه إذا ما استقرت الجمهورية الإسلامية واستمرت، فلن يبقى لهم موطئ قدم، وسيُقطع دابرهم من هذه المنطقة بأسرها، وهذا الأمر صحيح[11].

صمت أمريكا أمام جرائم صدّام في إيران والعراق

هذه هي أمريكا التي قامت بهذه المأساة من قبل في أماكن أخرى، وهي التي أجبرت العراق على فعل ما هو أسوأ من هذه المأساة في إيران، ولم تنبس ببنت شفة. ماذا فعل العراق وحكومته بإيران حتى الآن بل بالعراق نفسه؟ كم قُتل من هذين البلدين المسلمين؟ وكم تعرض منهم للقصف؟ هذه المناطق التي لم تكن لها علاقة بالحرب على الإطلاق. وما يقال من أنّ إيران قد هاجمت المكان الفلاني كذبٌ محض، وعندما تنقل المحطّات الإذاعية كلامه، فإنها تبدأ قوله بأنّ إيران استهدفت هذه الأماكن، ونحن بدورنا هاجمنا المناطق ذات التواجد العسكري، في حين أنّهم يعلمون جميعًا أنّ هذه المدن التي يقصفونها ليس لها أيُّ خلفية عسكرية. وقد كان صدّام بعد كل هزيمة يهاجم ويقتل عدداً من الأبرياء؛ رجالاً ونساءً، وأطفالاً وشيوخاً، وأمريكا لم تقل كلمةً واحدة عن هذا لأنهم إنسانيون! ولكن إنسانيّون مع من يكون مقبولًا لدى أمريكا، ومع من يستفيدون منه ويخدم مصالحهم! وقد فعلت أمريكا نفس الشيء عندما أسقط العراق الطائرة الجزائرية، والتي كان على متنها أفراد مدنيون من الشعب بالإضافة إلى أحد الوزراء، إذ لم يكن لأمريكا أي ردة فعل على هذه الحادثة[12].

دعم الإعلام والمحافل الدولية الفارغة لاعتداءات صدام على إيران

العالم اليوم يعاني من الإمبريالية والناهبين الذين يحرقون الدول وينهبونها، وأيضا يعاني من تابعيهم الذين يضحّون بمصالح شعوبهم ودولهم من أجل مصالح القوى العظمى، وكذلك يعاني من المنظمات التي تتبع القوى الكبرى – خاصة أمريكا – وتخدمهم تحت أسماء فارغة؛ مثل مجلس الأمن والعفو الدولية وحقوق الإنسان ومفاهيم فارغة أخرى، وفي الواقع هي المنفذة لأحكامهم وأهدافهم والمسؤولة عن إدانة المستضعفين والمظلومين في العالم لصالح القوى الكبرى التي تستغل العالم. الجميع يعلم أنّ صدّام يقتل وينهب ويدمّر إيران منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. لقد استولى على جزءٍ من أرضنا منذ البداية وهو الآن منهمكٌ في خيانة الشعب المظلوم، وإلى الآن لم تقم هذه المنظمات الدولية بإدانته ولو لمرّة واحدة. لقد كان صدّام يعرض السلام كذباً في الوقت الذي كانت إيران تحت غارات الصدّاميّين المتعطشين للدماء؛ إذ كان يهدف من خلال هذا الأمر إلى احتلال خوزستان في أسرع وقت ممكن. ومع وجود موارد النفط الضخمة تحت تصرّفه ودعم القوى الاستكبارية، سيجر المنطقة إلى مستنقع من النار والدم؛ لأنّ شيطان نفسه الحيوانية الجامح لا يعرف حدودًا، ومادامت المنطقة مدنّسة بوجوده الخبيث، فلن تنعم بالأمن على الإطلاق. الكلّ يعلم أنّ يد صدام تتلطخ كلّ يوم بدماء المئات من أبناء شعبنا المظلوم، ومع ذلك لا تكفّ وسائل الإعلام والمنظمات التابعة للقوى العظمى وخاصّة أمريكا، عن تمجيد صدام ومدح مدى حبّه للسلام؛ والحال أنّ رغبة صدام في السلام والجهود التي تبذلها أميركا وغيرها من الغزاة ومن يسمّون بمؤيدي حقوق الإنسان لإرساء الأمن في العالم، هي من القماش ذاته. وطالما أنّ العالم مبتلىً بهؤلاء الباحثين عن السلام والمدافعين عن حقوق الإنسان، فلن ينعم بالأمن والسلام والطمأنينة أبدًا[13].

غرور صدام وتحريض أمريكا، سببان لبداية الحرب

لقد كانت غطرسة صدام وغروره واستعلاؤه وحبه الشيطاني لنفسه حاضراً منذ بداية الحرب، وقد تلاعبت به أمريكا وأقنعته بأنّ إيران لا تملك شيئاً، وأنّ جيشها مدمّر، وأنّ الحرس الثوري ليس بالشيء المذكور، كما أنّ الشعب لم يعد يهتم بهذه الأمور، فلتذهب وتحتلّ إيران، على أن يكون لك نفطها، وعندما يحدث ذلك، فكل المنطقة ستصبح لك وتحت قبضتك. فانخدع هذا البائس بمثل هذا الكلام وشن هجومه على إيران، ولم يكن أحد من هؤلاء يعرف إيران، فاعتقدوا أنها ما زالت كما كانت في السابق[14].

وبحجة أنّ إيران والإيرانيين فرس مجوس هاجموهم براً وبحراً وجواً بتحريض من أمريكا، إلّا أنّ شعبنا وقواتنا المسلحة الإسلامية قاموا بالتّصدي لهم. والآن؛ ومع اقتراب العام الثالث للحرب، مازال صدام هو المهاجم والمعتدي ونحن المدافعون[15].

انتقال سيف الجريمة الأمريكي من محمد رضا شاه إلى صدّام الأسود المخمور

لقد تخيّلت أمريكا أنّ القوميين والمنافقين وغيرهم من اليساريين واليمينيّين، سيقودون سياسة الثورة وسيادة النظام وإدارة البلاد في اتجاهٍ مُواتٍ لمصالحها، فبادرت إلى سياسة الترغيب والترهيب والتخطيط للانقلابات وتنفيذها، وتطبيق سياسة الضغط والترويج للشخصيات التابعة لها؛ فضلًا عن اغتيال شخصيات الثورة والثوريّين الحقيقيين في البلاد. وقد منّ الله علينا مجدّدًا حين سطّر شبابنا المشهد الملحمي للسيطرة على وكر الجواسيس، فأعلن الشعب الإيراني براءته مرة أخرى من أمريكا وأذنابها، ما حدا أمريكا مرة أخرى إلى وضع السيف الذي وضعته في يد محمد رضا في كفّ صدام، ذلك الأسود المخمور. ما الذي فعله صدام؟ أ لم يفعل صدام ما فعله الشاه قبل الثورة؟ أ لم يملأ الملك مقابرنا بشجر أرز الحرية الشامخ؟ أ لم يفعل صدام ذات الشيء وهو الذي كان أكثر قوّة وقدرة على المناورة؟ أ لم يبع الشاه بلادنا لأمريكا؟ أ لم يعمل صدام على بيع إيران لأمريكا بطريقة مختلفة؟ كنت قد قلت إنهم لو طال الأمر أكثر، فلن نتمكن من إعادة بناء ما دمّره الشاه خلال عشرين عامًا بجهود جميع العمال والشعب الشريف؛ فهل يمكن إعادة بناء ما دمّره صدام في أقل من عشرين عامًا؟[16]

إبراز مدى التزام صدام لأمريكا من خلال جرائمه ضد المسلمين

لقد أثبت صدام مدى التزامه لأمريكا ومدى دعمه للعرب من خلال ارتكابه لهذه الجريمة، كما أثبتتم أنتم أيضاً مدى إجرام هذا الشخص. مجرم يريد تدمير شعبَي إيران والعراق حتى يتمكن أسياده من تحقيق مطامعهم[17].

سعي أمريكا للتلاعب بالحكومات الأخرى في المنطقة

إنّنا إن أمهلنا صدام بعض الوقت الآن، ولو لمدة شهرين، فسيعيدون تسليحه وتجهيزه، وسيهاجم مرة أخرى في مكان آخر. لا يمكننا أن نسمح لهذا الوحش أن يفعل ما يشاء، وما لم يتمّ القضاء عليه، فإنّ حال المنطقة لن يستقيم أبدًا. والذين يساعدونه لا يدركون أنّ أمريكا تتلاعب بهم، وتجعل منهم أدواتٍ  لمصالحها، تماماً كما فعلت مع صدّام؛ على الرغم من أنّ العراق، قوّة العراق، لا تقارن بالبلدان الأخرى في الخليج، وأمريكا تريد أن تفعل بهم نفس الأمر؛ لذا عليهم أن يفهموا ما هو تكليفهم تجاه الإسلام، ما هو تكليفهم تجاه إيران[18].

السعي إلى إضعاف الثورة والنظام الإسلامي

سعي أتباع الاستكبار إلى إعادة إيران إلى الوراء

إنّ هؤلاء الذين يتغلغلون بينكم ويريدون نشر الدعاية المغرضة، إمّا باسم التعاطف مع العمال أو بمسمّيات أخرى، هم خونة لشعبنا. هؤلاء لا يتعاطفون مع العمال، هم يريدون لبلدنا أن يتعكّر صفوه وتعمّه الفوضى حتى يتسنّى لهم الصيد في المياه العكرة. هؤلاء هم أتباع أمريكا والبلدان الاستكبارية الأخرى، الذين يريدون إعادتنا إلى ذلك الاختناق والتبعية[19].

أمريكا؛ المتهم الرئيسي بالدعاية ضد تقدّم إيران الإسلامية

لماذا يقومون بنشر الدعايات المغرضة بين أصحاب المصانع ويمنعونها عن العمل؟ كل هذه القضايا تُظهر أنّ هناك أشخاصًا يتلقون أوامر من بلدان أجنبية – وأنا أرجّح أنها أمريكا – بعدم السماح لإيران بأن تكون بلدًا آمنًا ومستقرًا. فإذا استطاعوا القيام بهذه المهمة في المصانع، فسيقومون بها في الزراعة وفي الجامعات وبين هؤلاء الناس البسطاء الذين وإن كانوا متعلّمين أو يزاولون دراستهم، إلا أنّهم شباب ويسهل التأثير عليهم[20].

المؤامرة الأمريكية من أجل التبعية الإيرانية الدائمة

يريدون جعلنا متزلّفين لأمريكا إلى الأبد، بحيث يأتينا كل شيء منها، لا يريدون لثقافتنا أن تنمو وتزدهر، ولا لأحدٍ منّا أن ينهض ويبطل كيدهم. لا يريدون لاقتصادنا أن يكون سليماً، ولا لجيشنا أن يصبح مستقلاً. هذا ما يكيده الخونة بإلهام من أمريكا ومثيلاتها[21].

استدعاء الشيطان الأكبر لفراخه من أجل بثّ الفرقة

في إطار قطع أيادي الظالمين الغربيّين والشرقيّين عن إيران بسرّ وحدة الكلمة والثقة بالله العظيم والاجتماع تحت راية الإسلام والتوحيد، استدعى الشيطان الأكبر فراخه لبثّ الفرقة بين المسلمين وجرّ أمّة التوحيد وإخوة الإيمان إلى الخلاف والعداوة وفتح باب الهيمنة والنّهب؛ مستخدمًا كلّ حيلة يمكن تصوّرها. الشيطان الأكبر الذي يخشى من تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى غيرها من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، وبالتالي قطع يده الخبيثة عن الدول الخاضعة للهيمنة، وفي الوقت الذي يواصل فيه حصاره الاقتصادي وهجماته العسكرية، لجأ إلى حيل أخرى لتشويه ثورتنا الإسلامية في أعين مسلمي العالم، وتحريض المسلمين بعضهم على بعض، والاستمرار في ظلمه ونهبه للبلاد الإسلامية[22].

حشد القوى العظمى لخلق خلافات داخلية في إيران

واليوم عندما نهضت إيران معتمدة على الله تعالى، شعرت القوى العظمى بل رأت كيف استطاع شعبٌ أعزلٌ متسلّحٌ بقوة الإسلام والإيمان ووحدة الكلمة أن ينتصر على الشياطين، الذين رغم امتلاكهم لكل المعدّات والأسلحة الحديثة، وتمتّعهم بدعم الحكومات الكبرى مثل أمريكا وإنجلترا، إلا أنّهم فشلوا في الإبقاء على الشاه. لقد أحسّوا بوحدة الكلمة؛ فما كان نظريًا في السابق أصبح الآن وجدانيًّا وملموسًا؛ ولذلك، حشدوا قواتهم بشكلٍ أكبر لخلق الخلافات في إيران. فهم يريدون خلق الخلافات في كلٍّ من كردستان وبلوشستان وخوزستان تحت مختلف الذرائع والأسباب. وهذا ما جعلهم يسعون إلى منع تحقّق الوحدة بين الإخوة المسلمين، من خلال إجبار الحكومات على الاقتتال فيما بينهم، وزرع أنصارهم في البلاد الإسلامية[23].

ارتكاب المتآمرين لخطأ اغتيال قادتنا سعيّا لإضعاف النهضة

لا يظنّن الأعداء أنّ هذه النهضة ستخمد باغتيالهم لقادتنا؛ بل هي مشتعلة وقائمة حتّى تقلع جذور الفساد من أصلها، وستستمر حتى النصر النهائي، ومتى ما كان هناك احتمال للضعف والوهن، فإنّ الله تعالى سيقوّيها بفضله. ويخطئ أعداؤنا في الاعتقاد بأن قتلنا سيعيد النظام المشؤوم، إنّ مثل تلك الأوضاع لا رجعة إليها، والشعب الإيراني لن يقبل بها بعد الآن. لقد أخطأ الأمريكيون والبريطانيون وغيرهم من المتآمرين، فهذه المؤامرات ليس لها أي تأثير. لقد استطعنا هدم السدّ العظيم وهذه القطرات الصغيرة ليست بالشيء المذكور[24].

مخطط المستكبرين للنفوذ والانقلاب في إيران الإسلامية

إن كانت لكم علاقات مع المصانع، فأبلغوا العمّال ألا يسمحوا لهم باختراقهم. إنهم لا يريدون لإيران أن تكون مستقرّة؛ بل يريدونها مضطربةً ومتزعزعة حتى ينعكس في الخارج أنّ إيران لا تنمو ولا تستطيع أن تدير نفسها بنفسها، ثم لا سمح الله، سيقومون بالانقلاب، وسيعود الأمر إلى ما كان عليه في السابق[25].

المؤامرات وتدخلات الاستكبار الشيطانية بديلاً عن التدخل العسكري

أمريكا عاجزة عن التدخل العسكري، فهناك مشاكل تمنعها من ذلك. فلو كان بإمكانهم التدخل عسكريًا لأبقوا على الشاه. وعلى الرغم من استنزاف جميع القوى الدعائية للحفاظ على الشاه، إلا أنّ شعبنا لم يكترث لذلك على الإطلاق، واستطاع أن يقف في وجه جميع القوى التي تكاتفت للحفاظ على الشاه، ولم يتمكنوا من ذلك؛ لأن الشعب إذا ما أراد شيئًا، فلا يمكن لأحد أن يوقفه أبدًا مهما فعل. فلا تسألوا شبابنا عن هذا الأمر، فهذا تدخلٌ عسكريّ، إنّ تدخلاتهم دائمًا ما تكون تدخلات شيطانية وتآمريه[26].

السفارة الأمريكية، مركز التجسس والمؤامرة في بلادنا

والآن؛ بعد أن تم الكشف عن وكر الفساد هذا، هناك الكثير مما يجب كشفه لشعبنا. وللأسف؛ في الساعات القليلة التي لم يتمكن شبابنا الأعزاء من فتح الابواب – لأن الأبواب كانت موصدةً بحيث لا يمكن فتحها ولم يكونوا يعرفون الشيفرة – تخلصوا تمامًا من كمية هائلة من الوثائق التي تحتوي على معلومات عن أنشطتهم التجسسية وجرائمهم والخونة الذين تعاونوا معهم، فأتلفوا تلك الوثائق وجعلوها هباءً منثوراً، إلا أنّ بعضها، الذي لم تتح لهم الفرصة لإتلافه، يحتاج إلى متخصّصين للكشف عنه وفهم ماهيته، والكثير من العلب والصناديق مشفّرة يحتاج فتحها إلى خبراء، وهؤلاء الشباب أنفسهم لا يعرفون كيف، ولكنهم يريدون أن يُقدِموا قدر استطاعتهم، وقد فعلوا. لقد أنشأوا مركز تآمر وتجسس في البلاد. وليس للسفارات الحق في جلب الجنود، فحمايتهم تقع على عاتق الحكومة نفسها، ولكنهم امتلكوا الجنود والأسلحة هناك. كما ليس للسفارات الحق في التجسس والتآمر، ولكنهم كانوا يتجسّسون[27].

محاولة أمريكا لمنع انعكاس حقائق الثورة

بادئ ذي بدء، يجب أن أقول كلمة فيما يتعلق بما قاله[28] من أنّ الشعب الياباني غير مطّلع على الوضع في بلادنا، وهي أنّه ما الذي يجعل اليابانيّين والصحافة اليابانية وقسم الدعاية اليابانية غير مطّلعين على الحدث الأهم في العالم وعلى الظلم الذي تعرضنا له على مدى خمسين عامًا، وعلى هذا الانتهاك الذي ارتكبته الحكومة الأمريكية  ضدنا؟ لماذا لا تنعكس هذه الأمور حتى يكون الشعب على اطلاع بما يجري؟ يجب أن أضع احتمال أنّ لأمريكا يدًا في هذا الأمر، فهي لا تسمح لقضايانا بالوصول إلى العالم. وللأسف؛ مع اعترافك بأنّ الشعب الياباني غير مطّلع على قضايانا، يأتي احتمال أن يكون هذا النشاط يجري في اليابان أيضًا لمنع وصول قضايانا أو انعكاسها هناك[29].

سعي الشيطان الأكبر لإضعاف رجال الدين وقوى إنفاذ القانون

احذر أيها الشعب الشريف! إنّني أرى آثار أقدام ذلك الشيطان الأكبر والشياطين الأخرى في جميع أنحاء البلاد التي تخطط بعناية لنفس الخطة من زمن رضا خان وتسعى بشراسة لتنفيذها، وتلك الخطة هي تضعيف رجال الدين الملتزمين وتضعيف القوى النظامية باسم السافاك والمرتبطة بالنظام الطاغوتي.[30]

ما أودّ أن أقوله للشعب هو أن يعلموا أنّ أعداء الإسلام وأعداء بلدكم يريدون تنفيذ مآربهم بأي طريقة كانت؛ فعلى سبيل المثال: يتآمرون من خلال إثارة الفوضى والفساد وغير ذلك من الأمور التي أنتم على علم بها. ومن الطرق الأخرى التي يعتمدون عليها؛ هي إضعاف هذه المراكز التي ترتبط برجال الدين والشعب وإزالتها تدريجياً[31].

سعي قادة الاستكبار لمحاصرة إيران اقتصاديًّا

لقد تعرض كارتر إلى هزيمة سياسية في هذه القضية التي يطرحها في العالم اليوم، ولابد أنكم سمعتم في الصحف أنه أرسل وزير خارجيته في جولة، هذا الرجل المدّعي للإنسانية! الذي من شدّة إنسانيته، أخذ محمد رضا إلى ذلك المكان، وبدأ التآمر من هناك. هذا الرجل يريد حشد العالم كله ليجعلنا نموت جوعًا وهو يظن أنه قادر على ذلك حقًّا. للأسف؛ يا سيد كارتر وزير الخارجية هذا الذي أرسلته في جولة لم يلق اهتمامًا من أحد، لقد رفضوا ما جاء به وقالوا إنّ هذا لا يمكن أن يحدث. وحتى في بلده أيضًا – الذي كان يقول إنه يجب أن نفرض الحصار الاقتصادي – واجه معارضة من قبل بعض الوزراء هناك[32].

بعد الهزيمة في إيران، استخدمت أمريكا حلفاءها الغربيين في أوروبا لفرض حصار اقتصادي علينا وفعلت كل ما في وسعها، ونحن استقبلنا ذلك بحرارة[33].

خلق المشاكل السياسية

وحدة رؤية القوى العظمى في قمع النهضة الإيرانية

لقد اتحدت الصين الحمراء أو الثورية، كما يصطلح عليها، وأمريكا مظهر الاستغلال العالمي، والاتحاد السوفييتي مصدر النفاق والكذب، وإنجلترا المستعمر القديم، من أجل الدفاع عن الشاه وقمع شعب يريد الوقوف دون أن يميل إلى الشرق أو الغرب. ومع هذا الوضع وبكلّ وقاحة، يصف الشاه الشعب الإيراني الأعزل بأنه مزيج من الشيوعيين الحمر والمتخلفين السود، لكنني متأكد من أنّ نصر شعبنا الواعي حتمي[34].

الصمت المغرض للمنظمات الدولية تجاه قتل الشعب الإيراني

هذه المنظمات الدولية، كمنظمة العفو الدولية التي طلبت المجيء إلى إيران لترى الإعدامات وتعطي رأيها لصالح القوى العظمى، هل لديها معلومات عن إيران؟ هل تعلم شرّ هؤلاء المنافقين؟ اعلموا أنهم على علم بالانفجارات التي تحدث. أ ليسوا مدركين للمذابح والحرائق التي تودي بالناس إلى الفناء وتدمير ممتلكاتهم؟ أ لا يعلمون أنهم يحرقون الحافلات والأطفال داخلها ويقتلونهم؟ أ لم يسمعوا من وكالات الأنباء أنه في الأمس في شيراز فقط، أحرق الأشرار – نفس الأشرار الذين تم القبض على بعضهم ونالوا جزاءهم – حافلة واستشهد طفلان وجُرح ثلاثون أو أربعون شخصًا، بعضهم في حالة خطيرة؟ كيف لا يتكلّمون كلمة واحدة عن هذه الشرور؟ لماذا لا تعتبر منظمة حقوق الإنسان الإيرانيين بشرًا، وهم يُقتلون بأيدي أمريكا وبمؤامرات القوى العظمى لمجرد أنهم يريدون أن يعيشوا هذه الحياة الفقيرة بحريّة واستقلال؟ لماذا لا تتحدث هذه المنظمات الدولية الفاسدة عن هذه الأمور؟ ولكن عندما يُعدم مجرم قضى حياته في ارتكاب الجرائم؛ من أمثال «هويدا» و«نصيري» اللذين أعدمتهما إيران بسبب جرائمهما العديدة، يرتفع صوتهم؟! كيف لا تصدر هذه المنظمات أي صوت عندما يحدث انفجار في حزب الجمهورية ويُحرق أكثر من سبعين شخصًا من العلماء والمتقين والمسلمين الأبرياء؟! وعندما يُحرق في رئاسة الوزراء شخصان ملتزمان ومؤمنان؟! لِمَ لا يُسمع أي صوت عن هذه الأحداث؟ ولكن عندما يُعدم عدد قليل من الأشخاص المسلّحين الذين نزلوا إلى الشوارع لقتل الناس الأبرياء، بعد القبض عليهم ومحاكمتهم، وثبوت ضلوعهم في القتل، يرتفع صوتهم؟![35]

حشد المحافل الدولية لتدمير الجمهورية الإسلامية

أيها الإخوة والأخوات الكرام الذين قدِمتم من مختلف الأماكن! اعلموا أنّ جميع القوى الشيطانية، وجميع التابعين لها؛ مثل منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات، قد اتحدوا جميعًا لخنق هذه الجمهورية الإسلامية هنا ومنعها من الازدهار، وهم يخشون أن تُصدَّر هذه الثورة إلى أماكن أخرى حيث توجد مصالحهم، ويحاولون أن يثبّطوا حماستكم ويضعفوا عزيمتكم[36].

ازدواجية المعايير للحكومات الإمبريالية في الحرب المفروضة

خلال ما يقرب من عامين، عندما اعتدى صدام العفلقي على الدولة الإسلامية في إيران ودمر المدن العربية المسلمة الإيرانية، وقتل الصغار والكبار بنيران المدافع والصواريخ والأسلحة الأخرى، لم تقم الدول الإمبريالية وأقاربها بإدانته، وكانت منظمات حقوق الإنسان وأمثالها ملتزمة للصمت، ولكن اليوم؛ بينما يلفظ صدام وحزبه البعثي الكافر أنفاسه الأخيرة في بغداد، أصبحت جميع الأبواق الدعائية ووسائل الإعلام التابعة لهم تدعو إلى السلام من خلال الدعايات والزيارات المتكررة، وتستنجد بإسرائيل ومصر والأردن، وأحيانًا؛ أمريكا تهدد إيران[37].

المنظمات الدولية، دُمى وأدوات القوى العظمى

العالم اليوم يعاني من الإمبريالية والناهبين الذين يحرقون الدول وينهبونها، وأيضًا يعاني من أتباعهم الذين يضحون بمصالح شعوبهم ودولهم من أجل مصالح القوى العظمى، وكذلك يعاني من المنظمات التي تتبع القوى الكبرى؛ خاصة أمريكا، وتخدمهم تحت أسماء فارغة؛ مثل مجلس الأمن والعفو الدولية وحقوق الإنسان ومفاهيم فارغة أخرى، وفي الواقع هي المنفذة لأحكامهم وأهدافهم والمسؤولة عن إدانة المستضعفين والمظلومين في العالم لصالح القوى الكبرى التي تستغل العالم.

الجميع يعلم أنّ صدّام يقتل وينهب ويدمّر إيران منذ ما يقرب ثلاث سنوات. لقد استولى على جزءٍ من أرضنا منذ البداية، وهو الآن منهمكٌ في خيانة الشعب المظلوم، وإلى الآن لم تقم هذه المنظمات الدولية بإدانته ولو لمرّة واحدة[38].

جرائم أخرى

جريمة ضرب أمريكا للطائرة المدنية الإيرانية

لقد كانت رسالة جنابكم[39] بمثابة تسكين لآلام كل من لحقهم أذى الشيطان الأكبر أمريكا الماكرة. لقد عانى أحرار العالم دائمًا من القوى العظمى، وخاصة أمريكا المجرمة، وما لم يصمّموا على مواجهة الكفر والشرك العالمي، فسوف يشهدون كلّ يوم جريمة جديدة. يجب على الشعب الإيراني الشريف أن ينتبه إلى أن اليوم هو يوم النضال ومحاربة جميع الشياطين الذين يستخدمون حقوق جميع الحفاة في العالم للاستمتاع وإعداد الأسلحة لحكم العالم الجائع إلى الأبد[40].

المناورة الحمقاء للشيطان الأكبر في طبس

يجب أن يعلم كارتر أنّ الهجوم على إيران هو هجوم على جميع بلاد المسلمين، وأنّ المسلمين في العالم لن يقفوا متفرجين في هذا الشأن. يجب عليه أن يعلم أنّ الهجوم على إيران سيؤدي إلى قطع النفط عن العالم بأسره وسيحرّض العالم ضده، وأنّ هذا الفعل الأحمق سيترك تأثيرًا على الشعب الأمريكي بحيث سيحوّل أنصاره إلى معارضين، وأنه بفعله الغبي هذا سيقضي على هيبته السياسية ويفقده الأمل في الرئاسة. كارتر بفعله هذا أثبت أنه فقد القدرة على التفكير وأصبح عاجزًا عن إدارة بلد كبير مثل أمريكا. يجب عليه أن يعلم أنّ شعبنا البالغ عدده 35 مليون نسمة نشأ في مدرسة عظيمة تعتبر الشهادة سعادة وفخرًا، وهو على استعداد للتضحية بحياته من أجل هذه المدرسة. عليه أن يعلم أنّ جميع الأسلحة الحديثة التي أعطتها أمريكا إلى إيران كقاعدة لها في زمن الشاه المخلوع، موجودة الآن وفي يد جيشنا العظيم والقوات الأمنية الأخرى وهي الموت الذي يهدّد حياته.

الآن؛ بعد أن قام الشيطان الأكبر بفعلته الحمقاء، يجب أن يكون شعبنا الشريف والمجاهد مستعدًا بكل قوته لأمر الله تبارك وتعالى بقتال أعدائه. يجب أن تكون قوات الأمن والجيش والدرك وحرس الثورة في حالة جاهزية، وعلى الجيش الذي يبلغ عدده 20 مليونًا والذي جهّز نفسه، أن يكون مستعدًا اليوم للتضحية من أجل الإسلام، حتى يتمكن من الدفاع عن بلاده الإسلامية عند الضرورة. ولا يجب أن يخافوا من هذه الحركة الحمقاء التي فشلت بأمر الله القادر؛ لأن الحق معنا والله هو ناصر الأمة المسلمة. أنا أحذّر كارتر أنه إذا قام بمثل هذا العمل الأحمق، فلن يكون بإمكاننا والحكومة التحكم في هذا الشباب المسلم المجاهد[41] الغيور الذي يحرس وكر الجواسيس، وهو المسؤول عن حياتهم[42].

اغتيال شخصيات البلاد ومسؤوليها، هو مؤامرة واضحة من الشيطان الأكبر

هذه الحوادث المؤلمة[43] التي تتم على يد العملاء الأمريكيين الجُناة في بلادنا والبلدان الإسلامية الأخرى، تكشف عن العداء الواضح والمؤامرات الفاضحة لهذا الشيطان ضد الإسلام والشعوب الإسلامية، وتجعلنا في غنىً عن تبرير الاتهامات والادعاءات الكاذبة التي يلقونها علينا – حتى إنهم لم يخجلوا مناتهامنا بشراء الأسلحة وإقامة علاقات مع الكيان الدموي والمحتل للقدس -، وتكشف الستار عن الطبيعة القذرة لهؤلاء المجرمين[44].

هذه الجرائم الفظيعة[45]، تكشف بوضوح لجميع المسلمين في العالم الوجه الحقيقي للشيطان الأكبر وزبانيته المعادين للإسلام، حتّى لا يقعوا في فخ دعايتهم السامة والكاذبة، ويتخلصوا من هيمنة هذا الشيطان المتعطّش للدماء في أقرب وقت ممكن[46].

انتقام البيت الأسود من الإسلام في جمعة مكة الدموية بأيدي آل سعود القذرة

هذه المأساة التي حلّت على نبي الإسلام  (ص)؛ بل على جميع الأنبياء والرسل من آدم إلى الخاتم، وبأمر من البيت الأسود[47]، أين هُتكت حرمة أرفع مقام قدسي بأيدي آل سعود القذرة، هؤلاء المجرمون هم أشقى من في هذا العصر. وإن كان ولي الله وأصحابه في عاشوراء الحسين قد قاتلوا واستشهدوا في سبيل الله تعالى، فقد فعل هؤلاء في عاشوراء الجمعة الدموية في مكّة المكرمة، بحقّ الله وبحقّ رسوله وبحقّ حجّاج بيت الله الحرام – الذين لم يكن لديهم أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم – ما كان لا يتأتى إلا على يد أمريكا الشيطان الأكبر وأذنابه. لقد انتقمت أمريكا وأتباعها في هذه المذبحة الوحشية من الإسلام العزيز ومهبط الوحي وبيت الله الآمن[48].

وصمة العار الأمريكية الأبدية على جبين الحكومة السعودية

لتكن الحكومة السعودية على يقين من أنّ أمريكا قد وصمت جبينها بعارٍ[49] لن يزول عنها حتى يوم القيامة وإن غسل بماء زمزم والكوثر، والدم الذي تدفق من قلب المحيط العظيم لشعبنا على أرض الحجاز، أصبح زمزم هداية لعطشى السياسة الأصيلة للإسلام، والتي ستروي الأمم والأجيال القادمة، وسيغرق المستبدون ويهلكون فيها، ونحن نعزو جميع هذه الجرائم إلى أمريكا، وبعونٍ من الله تعالى وفي الوقت المناسب، سنحاسبهم وننتقم لأبناء إبراهيم من نماردة العصر وشياطينه وأحفاد قارون. وأؤكد مرة أخرى أنّ هذا هو الثمن الباهظ للسيادة اللا شرقية واللا غربية والاستقلال والحرية ورغبتنا في الإسلام[50].

مؤامرة الشيطان الأكبر المخزية لعزل إيران

أنتم[51] الذين قاتلتم المستعمرين الدمويين لسنوات طويلة وقدمتم مئات الآلاف من الشهداء في سبيل النصر والاستقلال والحرية، تفهمون جيداً وضعنا في القتال ضد أمريكا المجرمة، وتعرفون جيداً أنهم لا يتوانون عن أي نوع من المؤامرات والاتهامات للحفاظ على هيمنتهم على الشعوب المستضعفة ونهب ثرواتهم وأموالهم، ويستخدمون كل طريق وحيلة لقمعهم. وبالتأكيد، تعلمون أنّ الشيطان الأكبر، إلى جانب مؤامراته الأخرى، ألقى مؤخراً علينا تهمة شراء الأسلحة وإقامة علاقات مع إسرائيل الغاصبة، وبهذه المؤامرة المخزية يسعى لعزلنا عن الإخوة العرب والمسلمين في العالم[52].


  • [1] في لقاء الجالية الإيرانية المقيمة في الخارج، 24/10/1978.
  • [2] في رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام، 17/08/1978.
  • [3] المراد به انقلاب 19/08/1953 المخزي.
  • [4] في مقابلة مع صحيفة السفير، 23/11/1978.
  • [5] في مقابلة مع صحيفة لوموند، 30/11/1979.
  • [6] في مقابلة مع قناة بي بي سي، 01/12/1978.
  • [7] صدام حسين، رئيس جمهورية العراق.
  • [8] دولتا إنجلترا وفرنسا.
  • [9] في لقاء مع علماء العراق المجاهدين والمهجرين العراقيين‌، 09/04/1981.
  • [10] في رسالة إلى الشعب الإيراني، 18/09/1981.
  • [11] في لقاء مع أعضاء لجنة تنظيم الذكرى السنوية للحرب، 19/09/1983.
  • [12] في لقاء مع أعضاء هيئة الثورة الثقافية، 06/09/1983.
  • [13] في رسالة إلى الشعب الإيراني والمجاهدين، 10/02/1983.
  • [14] في لقاء مع موظفي القوات الجوية والعاملين في شركات الطيران، 08/02/1983.
  • [15] في لقاء مع جمع من الزعماء المسلمين في بنغلاديش، 08/09/1982.
  • [16] في رسالة إلى مسلمي إيران والعالم وحجاج بيت الله الحرام، 28/07/1981.
  • [17] في لقاء جمع من جرحى الثورة والحرب المفروضة، 04/02/1982.
  • [18] في لقاء مع أعضاء مجلس تنسيق التبليغ الإسلامي، 02/04/1983.
  • [19] في لقاء مع أفراد القوات الجوية، 15/04/1979.
  • [20] في لقاء مع مسؤولي اللجان الثورية، 18/04/1979.
  • [21] في لقاء مع فئات الشعب المختلفة، 20/04/1979.
  • [22] في رسالة إلى مسلمي العالم والحجاج، 12/09/1980.
  • [23] في لقاء مع ممثلي أحزاب التحرير الإسلامية، 06/05/1979.
  • [24] في لقاء مع جمع من نساء جنوب طهران، 06/05/1979.
  • [25] في لقاء مع الأطباء ومجلس إدارة الهلال الأحمر في آراك، 12/05/1979.
  • [26] في لقاء مع طلبة كلية الاقتصاد في أصفهان، 07/11/1979.
  • [27] في لقاء جمع من موظفي بلدية الأهواز، 08/11/1979.
  • [28] المراد، الصحفي الياباني.
  • [29] مقابلة مع الصحفي الياباني، 26/11/1979.
  • [30] في رسالة لرئيس الجمهورية والمدعي العام للثورة، 18/03/1980.
  • [31] في لقاء مع رجال الدين وأئمة الجماعات، 11/07/1980.
  • [32] في لقاء جمع من حرفيي أصفهان، 12/12/1979.
  • [33] في رسالة إلى الشعب الإيراني، 11/02/1984.
  • [34] في ردّه على ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، 19/09/1978.
  • [35] في لقاء مجموعة من عوائل الشهداء، 18/10/1981.
  • [36] المصدر نفسه.
  • [37] في رسالة إلى الشعب الإيراني، 05/06/1982.
  • [38] في رسالة للمجاهدين والشعب الإيراني، 10/02/1983.
  • [39] رسالة تعزية آية الله منتظري.
  • [40] في جواب رسالة آية الله منتظري بشأن التعزية في انفجار طائرة الركاب (إيربص)، 04/07/1988.
  • [41] الطلاب المسلمون أتباع خط الإمام.
  • [42] في رسالة إلى الشعب الإيراني، 25/04/1980.
  • [43] شهادة السيّدين: رجائي وباهنر.
  • [44] رسالة شكر لرئيس وزراء الجزائر، 06/09/1981.
  • [45] شهادة آية الله مدني، إمام الجمعة في تبريز.
  • [46] رسالة شكر لرئيس جمهورية غينيا، 17/09/1981.
  • [47] في إشارة للبيت الأبيض في واشنطن، مقر إقامة الرئيس الأمريكي.
  • [48] في رسالة إلى الشعب الإيراني بشأن مجزرة الحجاج الإيرانيين في السعودية، 22/09/1987.
  • [49] المقصود، مجزرة الحجاج الإيرانيّين في 6 ذي الحجة 1407هـ.
  • [50] في رسالة إلى القيّم على الحجاج الإيرانيّين، 03/08/1987.
  • [51] الشاذلي بن جديد، رئيس الجمهورية الجزائرية.
  • [52] في رسالة شكر لرئيس الجمهورية الجزائرية، 06/09/1981.
المصدر
كتاب مقاومة الاستكبار في فكر الإمام الخميني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى