مواضيع

أمريكا؛ رأس الاستكبار العالمي

أمريكا؛ الشيطان الأكبر

ورد في رواية عن النبي  (ص) أنّه لمّا بُعث صاح الشيطان الأكبر وجمع الشياطين حوله، وأخبرهم أنّ الأمور ستصبح من الآن فصاعداً أكثر صعوبة[1]. وكذلك كانت ردّة فعل أمريكا؛ وهي الشيطان الأكبر، على هذه الثورة، فقد أثارت صخبًا كبيرًا بصراخها، وحشدت الشياطين من داخل إيران وخارجها حولها.

وأنتم تعلمون أنّ إيران كانت في عهد هذين الخبيثين[2] – اللذين كان حكمهما مخالفًا للقانون أيضًا – خاضعة لإنجلترا ثم أمريكا بعدها؛ ولأمريكا بشكلٍ أكبر[3].

أمريكا؛ العدو الأول للشعوب المحرومة والمستضعفة في العالم

من أهمّ القضايا المؤلمة التي تواجهها الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية الواقعة تحت الهيمنة، هي قضية أمريكا. فالحكومة الأمريكية، باعتبارها أقوى دولة في العالم، لا تدّخر أي جهد لمواصلة نهب الثروات المادية للبلدان الخاضعة لهيمنتها.

أمريكا هي العدو الأول للشعوب المحرومة والمستضعفة في العالم، فهي لا تتورّع عن ارتكاب أي جريمة من أجل الحفاظ على هيمنتها السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية على العالم، وتستغلّ شعوب العالم المضطهدة من خلال دعايتها الواسعة التي تنظمها الصهيونية العالمية، وتمتصّ دماء الضعفاء بواسطة أياديها الغامضة والخائنة، كما لو أنّ الحقّ في الحياة يقتصر عليها وعلى أتباعها دون غيرهم. فإيران التي أرادت قطع العلاقات مع هذا الشيطان الأكبر على جميع الجبهات، تواجه الآن الحروب المفروضة. لقد أجبرت أمريكا العراق على سفك دماء شبابنا، وأجبرت دولاً أخرى خاضعة لنفوذها على محاصرتنا اقتصادياً بهدف تدميرنا[4].

أمريكا على رأس الإجرام العالمي

القوى الكبرى في المنطقة منشغلة بالفساد والعدوان، فالاتحاد السوفييتي من جهة يعتدي على كلّ ما تطاله يده في أفغانستان ويضطهد شعبها المظلوم، والحمد لله أنّ الشعب الأفغاني وقف وقفةً بطوليّة في وجه هذه القوة العظمى. ومن جهة أخرى؛ تتدخّل أمريكا – رأس الإجرام – في شؤون جميع الدول المضطهدة وخاصة الدول الإسلامية وتعتدي عليها، ومن أقاصي العالم مارست ظلمها على الشعوب التي ينبغي أن تكون مستقلّة، والمؤسف أنّ هذه الشعوب رضخت لهذا الظلم[5].

اعتراف كارتر بتقديم المصالح الأمريكية على حقوق الإنسان

هل أمريكا حقا تدافع عن حقوق الإنسان؟ أو أنه مجرّد شعارٍ رفعه لانتخابه رئيسًا للولايات المتحدة؟ أو أنه شعار ضد بعض السجناء السوفييت؟ هل تدافع حقًا عن حقوق الإنسان وهي تدعم الشاه وأعوانه الخونة الذين يقومون بسفك الدماء في إيران؟! أ لا ترى هذه المذبحة اللامحدودة للشاه في جميع أنحاء إيران؟ لابدّ أن السيد كارتر يعتبر أنّ دعم هؤلاء المجرمين الذين بيّضوا وجوه جلادي التاريخ، هو دفاعٌ عن حقوق الإنسان. وكان كارتر قد قال مؤخرًا إنّ مصالح الولايات المتحدة تأتي قبل حقوق الإنسان[6].

هيمنة الشيطان الأكبر غير الشرعي على الشعوب الإسلامية

يواجه شعبنا اليوم قوة شيطانية كبرى هيمنت على الشعوب الإسلامية وشعوب المشرق طوال ثلاثمائة عام بشكل غير شرعي. وخلال الخمسين عامًا من حكم رضا خان ومحمد رضا، اللذين ظلما وخانا فيها هذا الشعب، وتصاعدت وتيرة جرائمهما في الآونة الأخيرة، كانت هذه الجرائم بدعمٍ من القوى العظمى، بحيث لم يعد لشعبنا القدرة على تحمّلها[7].

تصميم أمريكا على زعزعة الأمن في المنطقة الإسلامية

انظروا إلى ما يحدث في لبنان اليوم وما يعانيه الشعب اللبناني، الكثير من الجرائم تحدث هناك. بالأمس؛ على أيدي الصهاينة مباشرة، والآن على يد «أمين الجميّل»[8] وحكومته. وهذا يعني أنّ أمريكا هي من يقف وراء هذا الأمر. أمريكا لا تريد للمنطقة أن تهدأ وتفكر فيما يجب فعله، فحيثما تستطيع التدخل تتدخل، وحيثما لا تستطيع، ترسل أياديها لإثارة الفتنة بين الناس على الأقل. هؤلاء المنافقون الذين أرادوا خلق مثل هذه الأحداث والجرائم في إيران بل فعلوا ذلك ولاذوا بالفرار، وهناك بقية منهم، يسيرون على نفس الطريق[9].

جرائم أمريكا سببها الشعور بالخطر من الإسلام والمسلمين

بالأمس كانت البلاد الإسلامية تحت قبضة إنجلترا وأذنابها؛ واليوم بين أيدي أمريكا وعملائها. فأميركا هي التي تدعم إسرائيل والموالين لها، وتمنحها القدرة على تهجير العرب المسلمين، وتفرض وكلاءها على الشعب الإيراني بشكل مباشر أو غير مباشر. وهي التي تعتبر الإسلام والقرآن الكريم مضرّين بدولتها؛ لذا، تريد أن تزيلهما من طريقها. أمريكا هي التي تعتبر رجال الدين عقبةً في طريق الاستعمار، ويجب سجنهم وإذلالهم، وهي التي تضغط على البرلمان والحكومة الإيرانية لإقرار وتنفيذ مثل هذا القرار المخزي[10] الذي ينتهك كل المفاخر الإسلامية والوطنية، وهي التي تتعامل معاملة همجية مع الأمة الإسلامية[11].

إسرائيل؛ مندوب أمريكا في قمع المسلمين واستعمارهم

إسرائيل هي وليدة تواطؤ وتشاور الحكومات الاستعمارية الغربية والشرقية، وقد أُنشئت لقمع الشعوب الإسلامية واستعمارها، وهي اليوم تحظى بدعم وتأييد جميع المستعمرين. ومع التعزيز العسكري والسياسي ووضع الأسلحة الفتاكة في يد إسرائيل، فإنّ بريطانيا وأمريكا تحرّضانها وتجبرانها على ارتكاب الاعتداءات المتكررة على العرب والمسلمين، ومواصلة احتلال فلسطين وغيرها من الأراضي الإسلامية[12].

أنواع الدعم للسعودية لصالح إسرائيل وعلى حساب المسلمين

نحن نعلم أنّ أمريكا وضعت هذه الطائرات تحت تصرف السعودية لخدمة مصالحها ومصالح إسرائيل. وكما رأينا، فإن طائرات الأواكس الأمريكية قدّمت تقارير كاذبةٍ عن قيام إيران بقصف مراكز النفط في الكويت من أجل زرع الفتنة بين إيران وبقية العرب المسلمين. وللأسف؛ فإن هذا الإهمال منتشر بين عموم حكومات الدول الإسلامية، حتى أنّ أيادي الدول العظمى الخائنة والإجرامية أبعدت المسلمين وخاصة المسؤولين منهم عن التدخل في السياسة والاهتمام بشؤون المسلمين؛ إلى أن أصبح المسلمون في مركز السياسة الإسلامية يساقون إلى السجون بحكمٍ من وعاظ السلاطين ويتعرضون للتعذيب لتدخلهم في السياسة؛ بل لرفعهم شعارات ضد أعداء الإسلام والقرآن الكريم[13].

صمت أميركا ومساهمتها في مآسي لبنان

انظروا إلى ما يحدث اليوم في لبنان، وأي حمّام دمٍ  يتسببون! وأي بلاء يصبّه «أمين الجميّل» الخائن وحكومته على رؤوس اللبنانيّين ومن خلفهم إسرائيل؛ ومع ذلك لم نسمع لأمريكا صوتًا؛ بل قامت بإرسال مسلّحيها إلى هناك تحت عناوين مزيّفة لمساعدته على ارتكاب هذه الجرائم؛ لتختلق بعض التمثيليات، بأن يلقوا قنبلة أو اثنتين أو يزرعوها في أحد الأماكن ليسقط بعض الجرحى، فيجدوا لأنفسهم مبرّراً لاقتحام المنازل واعتقال الشباب وسجنهم وقتلهم. مثل هذه المآسي تحدث في العالم وأمريكا تتغاضى عنها بل وتؤججها. والأمر الأكثر مدعاةً للأسف هو وقوف المسلمين موقف المتفرج[14].


  • [1] نهج البلاغة، الخطبة 234 (الخطبة القاصعة).
  • [2] رضا خان وابنه (محمد رضا بهلوي).
  • [3] في لقاء مع موظفي التأمين المركزي الإيراني، 05/11/1979.
  • [4] في رسالة إلى مسلمي العالم والحجّاج، 12/09/1980.
  • [5] في لقاء مع علماء قوافل الحج ومسؤولي وزارة الإرشاد، 16/08/1990.
  • [6] في مقابلة مع كراك كروفت، 28/12/1978.
  • [7] في لقاء مع ضباط الجيش الباكستاني، 22/11/1979.
  • [8] أمين الجميّل عام 1982، وبعد مقتل شقيقه بشير الجميّل، أصبح رئيساً للبنان، وخلال فترة حكمه التي استمرت عامين، أصبح لبنان ساحة للانقلابات العسكرية الأمريكية والفرنسية.
  • [9] في لقاء مع المسؤولين وشرائح الشعب المختلفة، 18/09/1983.
  • [10] يقصد قانون الحصانة القضائية.
  • [11] في رسالة إلى رجال الدين والشعب الإيراني، 26/10/1964.
  • [12] في رسالة إلى الطلاب المسلمين المقيمين في الخارج، 08/08/1972.
  • [13] في رسالة إلى ملك السعودية، 10/10/1981.
  • [14] في لقاء مع أعضاء مقر الثورة الثقافية، 06/09/1983.
المصدر
كتاب مقاومة الاستكبار في فكر الإمام الخميني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى