مواضيع

تقسيم الاستكبار العالمَ إلى قسمين

الحقيقة هي أنّ الدول الاستكبارية في الشرق والغرب، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، قد قسمت العالم عمليًّا إلى قسمين: عالم حر، وآخر محجور عليه سياسيًا. ففي القسم الحر من العالم، وهم القوى العظمى، لا تعترف حدود قانونية، وتعتبر التعدي على مصالح الآخرين واستعمار الشعوب واستغلالها واستعبادها أمراً ضرورياً ومبرراً ومنطقياً ومنسجمًا المبادئ والمعايير الدولية المصطنعة. أمّا في القسم المحجور عليه حيث تقبع معظم دول العالم الضعيفة، وخاصة المسلمين، ليس هناك حق في الحياة والتعبير عن الرأي؛ فكل القوانين واللوائح والصيغ هي نفسها القوانين المُمْلاة والمرغوبة للأنظمة العميلة والتي تضمن منافع الاستكبار. وللأسف؛ فإن غالبية الوكلاء التنفيذيين في هذا القسم هم من الحكام المفروضين أو التابعين للسياسة العامّة للاستكبار، الذين يعتبرون مجرّد صرخة الألم داخل هذه الأسوار والسلاسل جريمة وذنبًا لا يغتفر. ومصالح الإمبريالية تقتضي ألا يكون لأحد حق التفوّه بما يُضعّفهم أو يقضّ مضاجعهم[1].


[1] في رسالة إلى الشعب الإيراني، 19/05/1988.

المصدر
كتاب مقاومة الاستكبار في فكر الإمام الخميني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى