التفرقة بين دول العالم الثالث؛ عائق أمام مواجهة الاستكبار
عندما قدم الأجانب إلى هنا قبل مائتي أو ثلاثمائة عام، قاموا بالدراسة وبالبحث في كل شيء: درسوا عقلية الناس والأراضي والصحاري وما فيها وما ليس فيها، راجعوا التاريخ في هذا الصدد، لقد ركبوا الجمال – فلم تكن هناك في ذلك الوقت سيارات وما شابه – وجابوا كل تلك الصحاري المقفرة ودرسوها. درسوا أحوال الطوائف الموجودة في البلاد ابتداءً بالبلوش وانتهاء بالأكراد واللُّر، وكيف يمكنهم إبقاؤهم متخلفين وإقناعهم بأن لا يثوروا ضدّهم يوماً ما، ومنذ ذلك الحين ونحن نخضع لهيمنة أمريكا وأوروبا. في البداية كانت أوروبا وإنجلترا وما إلى ذلك، ثم جاءت أمريكا الآن، وهي أسوأ منهم. يريد كلٌّ من الاتحاد السوفييتي وأمريكا نهب ثرواتنا، وتدمير كلّ شيء واستغلاله لمصلحتهم، وإبقاءنا في حالة من التخلّف والبؤس. ولتحقيق هذا، قاموا بدارساتهم، وتوصّلوا إلى ضرورة التفريق بين المسلمين، واستغلوا الكثير من القضايا للتفريق بين العراق وإيران وأفغانستان وباكستان، وأشعلوا الحروب بينها، وشغلوهم عن أنفسهم حتى لا يتّحدوا للوقوف في وجه القوى العظمى[1].
[1] في لقاء مع الجالية الإيرانية المقيمة في الخارج، 31/10/1987