منع الاستكبار للتطور العلمي والاقتصادي للشباب الشرقي
ثقافتنا – كما تعلمون جميعًا – هي ثقافة صنعها الأجانب لنا، وكذلك الأمر بالنسبة لنظامنا واقتصادنا، وهذا الأخير هو الأسوأ حالاً. كل هذه الأمور أصبحت الآن في قبضة الآخرين وتحت تصرفهم. وبلدنا اليوم هو بلد منقسم، بلد يخضع لرقابة الآخرين وهيمنتهم، ينهبون ما كان من منافعه ويأكلون منها بغير حساب، وفوق ذلك يقومون بتخريب أبنائنا وهدر طاقاتهم ويحولون دون تحصيلهم العلمي وتطوّرهم. وقد التقيت ببعض أولئك الذين قدموا من الخارج من الذين ذهبوا هناك لدراسة الطاقة الذريّة، وقد كانوا يشتكون من عدم سماحهم لهم بالحصول على التعليم المناسب، وحاولوا إبقاءهم في مستوىً هو أدنى من مستواهم الحقيقي، وحالوا دون تحصيلهم العلمي، وهو ما يقومون به حتى في جامعاتنا. لقد حصروا تحصيلهم العلمي في حدود معيّنة لئلا يتجاوز أحد من شبابنا ذلك الحد فيقف في وجههم. فهجرة الشباب ورحيلهم سيؤدي إلى زوال هذا الانقسام، وتحقّق الاستقلال وإرساء أركانه[1].
[1] في لقاء مع الجالية الإيرانية المقيمة في الخارج، 15/11/1978.