خطابات

كلمة الشهید سماحة السيد حسن نصرالله بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك




بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ…، نحن اليوم بهذه الروح، نحن نواجه المعركة اليوم، وهذه ليست معركة جديدة، هذه معركة ممتدة منذ ما قبل ‏‏1948 منذ قيام هذا الكيان. لنتكلم قليلاً عن التطورات والأحداث ونختم إن شاء الله. ‏

المحور الأول: طوفان الأقصى

صمود غزة ومعجزة المقاومة

نحن دخلنا في الشهر السادس للمعركة القائمة في غزة، وأيضاً لمعارك جبهات الإسناد في لبنان واليمن ‏والعراق. في غزة، ما زالت غزة تقاوم بشجاعة، بصلابة، تقاتل، تصمد، مقاتلوها، مقاوموها، فصائلها، ‏وأيضاً شعبها، رجالها، نساؤها، أطفالها، الصمود الأقرب إلى المعجزة لأنه بحسب المعادلات العادية ‏والطبيعية أن إسرائيل بجيشها وإمكاناته الضخمة مع كل قوات الاحتياط والدعم الأميركي الهائل والجسر ‏المفتوح، وما زالت حتى الآن تقاتل في الشهر السادس لغزة المحاصرة التي تصل إلى 400 كلم ومشاكل، ‏هي أشبه بالمعجزة، هذا الصبر الذي نراه من الناس، من المجاهدين، من الأطفال، من النساء، والذي أذهل العالم وجعل ‏الكثيرين في العالم يتساءلون كيف يفكر هؤلاء؟ ما هي ثقافة هؤلاء؟ هي ثقافة القرآن. هي ثقافة الصبر. ‏والتوكل والاحتساب والثقة بالله سبحانه وتعالى.

على كل حال، ما يجري حتى اليوم خصوصاً في غزة هو درس عظيم لكل البشر ولكل شعوب العالم وحجة ‏إلهية على كل شعوب العالم. إلى جانب التضحيات الجسام، يجب دائماً أن نؤكد على الإنجازات العظيمة ‏التي حققها طوفان الأقصى وما بعده من 7 تشرين إلى اليوم، إنجازات استراتيجية تمس أصل وجود هذا ‏الكيان، وبقاء هذا الكيان، ومستقبل هذا الكيان، ومقدرات هذا الكيان، وأشرت لها في خطب سابقة فلا أعيد، بمعزل عن الموضوع التكتيكي الذي يكون أحياناً مرتفعاً وأحياناً منخفضاً، ولكن عندما نذهب إلى النظرة ‏الاستراتيجية، حتى كبار خبراء العدو يسلمون بالخسارات الاستراتيجية التي تحدثنا عنها في خطب سابقة ‏ويتحدث عنها الآخرون.

قوة الموقف وصلابة المقاومة في غزة

اليوم، في الشهر السادس، يقف نتنياهو ليقول إن لم نذهب إلى رفح فقد خسرنا الحرب. وأنا أفول له حتى لو ‏ذهبت إلى رفح، أنت خسرت الحرب، لأنه بعد خمسة أشهر قتال لم تستطع أن تقدم مشهد نصر وصورة ‏نصر من كل الأهداف التي أعلنتها. كل الأهداف التي أعلنها لم يحقق هدفاً واحداً، وهو يوغل في الخطأ ‏عندما بدأ يتحدث من مدة عن نصر مطلق، ونصر كامل، وكثيرون في كيان العدو جادلوه، أن هذا عمل غير ‏قابل للتحقق. ‏
اليوم، حتى الأمريكيين، حتى الأوروبيين، حتى جزء من الإسرائيليين، يقولون لنتنياهو وللمتطرفين معه: لا ‏يمكنكم القضاء على المقاومة في غزة، لا يمكنكم القضاء على حماس وعلى الجهاد، لا يمكنكم بعد خمسة ‏أشهر، ستة أشهر، بالرغم من كل المجازر إذا كنت تطمع أن يستسلم لك شعب غزة ويرفع الإعلام البيضاء ‏لكان استسلم منذ البدايات، أمام كل المجازر والدمار وأعداد هائلة من الشهداء والجرحى والخسائر والحصار والجوع، ما زال أهل ‏غزة يحتضنون المقاومة، وكل اللعب على قصة عشائر وعائلات، وكل ما تقوم به، للأسف الشديد بعض ‏الفضائيات العربية من أدوار سيئة وخبيثة ومثبطة للعزائم ومفرقة للصفوف ومثيرة للفتنة وطارحة للأسئلة ‏الخاطئة، مع ذلك ما تمكنوا أن ينالوا من لحمة وصلابة وصمود وتماسك الموقف في غزة.

أفول لكم أيها الأخوة، واحدة من علامات النصر للمقاومة، واحدة من علامات الهزيمة عند العدو انه منذ أول ‏هدف أعلنه من الأيام الأولى عندما جن جنون إسرائيل وبدأت تدمر بنايات بمن فيها وتحت نظر العالم، بل ‏ليس سكوت العالم، بل تأييد العالم، أميركا، أوروبا. ما هو أول وأكبر هدف أعلنه؟ القضاء على حماس؟ ‏حسناً، اليوم نحن في الشهر السادس، من تفاوضون؟ حماس. في الشهر السادس من تفاوضون؟ حماس. ‏القطري والمصري مع من يجلس ويتفاوض بالنيابة أو بالوساطة مع الأمريكي والإسرائيلي، مع حماس. ‏حماس تفاوض بالنيابة عن كل الفصائل الفلسطينية، بل أفول لكم عن كل محور المقاومة وعن كل جبهات ‏المقاومة، اليوم، نفس أن حماس هي التي تفاوض، هذا يعني أن المقاومة قوية وموجودة وصلبة وفي موقع ‏الانتصار وفي موقع الاقتدار، بل أكثر من ذلك، تفاوض وليس من موقع الضعف، تقول نعم ولا، وترفض ‏وتضع الشروط كما يجري في المفاوضات الأخيرة. ‏

النفاق الأمريكي في المفاوضات ورفض الحلول المؤقتة

في المفاوضات الأخيرة هناك شيء يجب أن أقوله أيضاً للتدليل على النفاق الأمريكي الذي تكلمنا عنه كثيراً ‏في الخطابات السابقة. الأمريكان ماذا قالوا؟ قالوا نحن طرحنا حلا في إطار التسوية لمعالجة وقف إطلاق ‏نار عبر هدنة 45 يوماً ونتنياهو متجاوب لكن الكرة في ملعب حماس. طبعا ً، هذا كذب محض، كذب ‏محض. انظروا ماذا يقول الإسرائيليون؟ الإسرائيليون يقولون هذا كذب، الذي يعطّل الوصول إلى نتيجة ‏هو نتنياهو. حسناً، هدف هذا الكلام الأمريكي، إعفاء نتنياهو من الجريمة، والقول انه نحن الأمريكان نبذل ‏جهداً لدق أسفين بين أهل غزة وبين حماس، أن الناس يسألون يا أخوان بحماس ماذا تفعلون؟ لماذا لا ‏تقبلون؟ لماذا لا تتجاوبون؟ لماذا تصعّبون المفاوضات؟ هذه الجملة التي من الممكن أن يكون كثر مروا ‏عليها انه «والله بايدن أو بلينكن قال أن هناك مساع والمبادرة مطروحة ونتنياهو كان متجاوباً ولكن حماس ‏عقّدت، والكرة في ملعب حماس، سطرين ثلاثة، لكن تنضح بالخبث وباللؤم وبالمكر وبالخداع وبالتضليل ‏والتزوير، والحقيقة عكس ذلك».‏

 اليوم، كل الفصائل الفلسطينية مجمعة، وهنا كما قلت، حماس تفاوض بالنيابة عنهم جميعاً، كلهم مجمعون، ‏واعتقد أن إرادة أهل غزة أيضاً هي كذلك، انه نحن نريد وقف العدوان، نحن لا نتكلم عن وقف إطلاق نار ‏مؤقت، أسبوع، اثنان، ثلاثة. منذ فترة حصل وقف إطلاق النار مؤقت، ثم عادت المذابح والمجازر وهدم ‏الابنية وما شاكل، والقتل الذريع، والتجويع، واستمر الحصار. ‏

حسنا، المعركة قائمة وقائمة، والمقاومة تملك مجموعة من عناصر القوة، ومن جملتها كل الأسرى، فليكن ‏التفاوض هدفه الحقيقي هو وقف العدوان، وهذا أمر عقلائي وعقلي وأخلاقي وإنساني وشرعي وأخوي، ‏وكل المنطق معه، وهذا الذي تصر عليه حماس. لماذا ترفضون وقف العدوان؟ إذا كان المطلوب الانتقام، ‏ألا يكفي أكثر من 32 ألف شهيد و7 آلاف مفقود و70 ألف جريح انتقام؟! والله لديكم 1000 قتيل، 1200 ‏قتيل، بعد كل هذا الدمار وهذه المجازر المهولة، هم مصرون على مواصلة الحرب.

شرط آخر تصر عليه المقاومة، هو انسحاب العدو من قطاع غزة. شرط آخر مهم، عودة أهل شمال غزة ‏إلى شمال غزة، ونتنياهو يقول عودة تدريجية ويعيد النساء والأطفال وكبار السن فقط، يعني تمزيق ‏العائلات، يعني أي إنسانية، وأي عقل وأي منطق وأي دين يسمح للمقاومة أن تقبل بتسوية من هذا النوع ‏تمزق فيها العائلات التي ستكون هي أحوج ما تكون إلى من يعيلها عندما تعود إلى شمال غزة. لذلك المسألة ‏هي ليست مسألة فقط تبادل أسرى بأسرى حتى يثار هذا الغبار، المسألة موقف المقاومة اليوم في غزة عندما ‏تصر على وقف نهائي للعدوان هو الموقف الإنساني، الأخلاقي، الجهادي، الرفيع والشريف والصحيح ‏‏100% ونحن معها في هذا الموقف، من الممكن أن هناك الكثير حتى في لبنان أو في غير لبنان، يا أخي نريد وقف إطلاق نار ولو كان مؤقتاً من ‏أجل أن «نأخذ نفس» أيضاً. المسألة هنا ليست مسألة أن أخذ نفس بضعة أيام، المسألة هي أن ينتهي هذا ‏العدوان وهذا القتل وهذه المجازر، وهذا الهدف سيتم الوصول إليه إن شاء الله. ‏

لذلك نحن أيضاً نؤكد من جبهتنا اللبنانية المساندة، وقوفنا إلى جانب إخوتنا في المقاومة الفلسطينية مع كل ‏فصائل مقاومة، مع كل شعب غزة وأهل غزة وبالخصوص مع قيادة حماس التي تفاوض بالنيابة عن ‏الجميع ونقول لهم: هذه الشروط محقة وطبيعية وإنسانية، والقرار لكم انتم الذين تقدرون، جبهات المساندة ‏سوف تبقى في موقع المساندة أيا تكن التبعات والتضحيات والوقت الذي سيأخذه هذا الأمر.

طبعا للتأكيد على النفاق الأمريكي يجب أن نلفت إلى لعبة المساعدات من السماء والميناء البحري، طبعاً ‏الميناء البحري لاحقاً من الممكن أن تظهر أهدافه، لكن من يصدق أن بايدن لا يستطيع أن يوقف الحرب ‏على غزة؟ من؟. أنا لا اعتقد أنه يوجد أحد على الكرة الأرضية يصدق أن بايدن لا يستطيع أن يوقف ‏الحرب على غزة. الآن «بشحطة قلم» تقف الذخائر والقذائف والصواريخ لإسرائيل، تقف الحرب، لأنه لن ‏يبقى عنده قذائف ليضرب! لا على غزة ولا على لبنان. «شحطة قلم» يستطيع أن يذهب إلى مجلس الأمن ‏‏(وينهي الأمر)، من يضع الفيتو؟ ليس مطلوباً أن يصوت مع القرار، لكن أن لا يضع الفيتو. (في حال ‏صدور) قرار دولي (عن مجلس الأمن) سوف يقف العالم كله بوجه إسرائيل ليفرض عليها أن توقف ‏الحرب. هذه قصة أن نرمي القليل من المواد الغذائية لنضحك على العالم، هذه بالحقيقة ليس فقط نفاق ‏أمريكي، هذا غباء أمريكي، هذه إدارة غبية، غبية، غبية إذا كانت تتصور أنها من خلال إرسال بعض ‏المواد الغذائية من الجو ستقنع الشعب الفلسطيني أو ستقنع الشعوب العربية أو ستقنع أحرار العالم أو ستقنع ‏الذين يأخذون موقفاً في أمريكا من المسلمين والعرب والأمريكيين من غير المسلمين، مسيحيين وغيرهم من ‏الذين يمتلكون موقفاً من سياسة بايدن تجاه غزة، أن هذا سيغير لهم موقفهم، هذا غباء، المطلوب من الإدارة ‏الأمريكية، وقف الحرب ووقف العدوان.‏

المحور الثاني: جبهات الإسناد لفلسطين

 جبهة الإسناد اليمنية والعراقية

كلمة أخيرة بالنسبة لجبهتنا وجبهات المساندة، طبعاً، جبهات المساندة مستمرة، كلها تقوم بوظيفتها وبدورها ‏المطلوب منها. جبهة اليمن ما شاء الله لم يتمكن الأمريكي ولا الأساطيل الأمريكية ولا الطيران الأمريكي ‏ولا البريطاني ولا من لحق به الآن من بعض الأوروبيين أيضاً، من أن يمنعوا الأخوة المجاهدين في اليمن ‏من مواصلة ضرب السفن الإسرائيلية أو السفن المتوجهة إلى فلسطين المحتلة بالرغم من الغارات اليومية ‏المتكررة في أماكن عديدة في اليمن، هذا الموقف، هذا الإصرار الذي يحظى باحتضان شعبي هائل في اليمن، آثاره وبركاته عظيمة جداً على ‏هذه المعركة، وبالخصوص على اقتصاد الكيان الإسرائيلي الذي بدأ يهتز وبدأ يتأثر والكثير من ‏الإحصائيات والدراسات تؤكد ذلك، المقاومة الإسلامية في العراق ومواصلة إرسال مسيرات وصواريخ باتجاه أهداف في الكيان، أيضاً هذا أمر ‏متواصل.

دور الجبهة اللبنانية في دعم المقاومة في غزة

أصل إلى جبهتنا اللبنانية، أريد أن أتكلم كلمتين، طبعاً في الجبهة اللبنانية خصوصاً في الأسابيع الأخيرة ‏ازداد انفعال العدو وغضب المستوطنين، غضب المستوطنين، صراخهم عالي، اليوم، خصوصاً في ‏الأسابيع الأخيرة بفعل تواصل وتصاعد عمليات المقاومة في لبنان. هذه الجبهة تؤدي وظيفتها في الضغط ‏على العدو بشرياً ومادياً واقتصادياً، وتقوم بدورها بالكامل في هذه المعركة. طبعاً نحن في لبنان يبقى عندنا ‏نقاشات وجدالات، وهذا طبيعي، يعني نحن لا نستغرب هذا الموضوع، نتعاطى معه أيضاً أنه شيء طبيعي.‏

هناك شيء وزع في هذه الأيام، أنا أتمنى أن تأتوا بالنص الكامل، النص الكامل لسماحة الإمام السيد موسى ‏الصدر أعادة الله بخير موجود في خطاب له يوم عاشوراء في كانون الثاني 1975، طبعاً يتكلم عن معاناة ‏الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية والقتال الذي كان دائراً مع الإسرائيليين، ويشبّه ما يجري في ‏فلسطين بكربلاء الإمام الحسين عليه السلام، هذا من؟ سماحة الإمام السيد موسى الصدر وقتها. المقطع الذي ‏أريد أن اقرأه طويل، وقتها لم يكن هناك إيران عام 75، ما كانت الجمهورية الإسلامية، كانت إيران الشاه ‏حليفة إسرائيل. لأن الآن ودائماً توجد نغمة «إيران قالت لهم افتحوا الجبهة» و»إيران تقول لهم اقفلوا ‏الجبهة» و»إيران تقول لهم صعّدوا» وإيران تقول لهم… هذه ثقافتنا وهذا ديننا وهذا انتماؤنا وهذا تاريخنا. ‏حسناً في عام 75 شاهدوا سماحة الإمام السيد موسى الصدر ماذا يقول؟ وعلى من يرد؟ على من يقول ما ‏علاقتنا بفلسطين؟ وما علاقتنا بالفلسطينيين؟ وما علاقتنا بالشعب الفلسطيني؟ لأن وقتها، الجنوب في عام ‏‏75 كان يقصف وتدمر البيوت ويهجر الناس. تتذكرون في السبعينات للذين عاشوا تلك الفترة. الإمام ‏الصدر يقول: «هذا قدرك، انت لا تعرف طول بالك، بيجي بقل لك الحق على الفلسطينيين هم الذين ‏ورطوك أي فلسطينيين». يقول الإمام الصدر: «أنا واجبي أن أموت في سبيل القدس، وليس الفلسطيني، أنا ‏موسى الصدر، أنا واجبي أن أموت في سبيل القدس وليس الفلسطيني، أنا مسؤوليتي أن أحمي الأرض ‏المقدسة ولو كنت لبنانياً، يكتر خير الفلسطينيين الذين تحملوا المسؤوليات، هذا واجبنا، هذا واجب كل ‏مسلم، وواجب كل مسيحي، وواجب كل إنسان، انتم فكرتم انه نحن خدعنا بهذه الحدود التي وضعت (يقصد ‏الحدود بين لبنان وفلسطين) مصيرنا واحد، ديننا واحد، هدفنا واحد، معركتنا واحدة، إسرائيل عدوتنا أيضاً ‏تماما كالجزار الذي يأخذ اليوم خروفاً والخرفان الأخرى سعيدة انه الحمد لله لم يأت إليها لكنه غداً آت». ‏

هذا في عام 1975، ما كان في جمهورية إسلامية في إيران، هذا إمام المقاومة وإمام الشيعة في لبنان، الآن ‏الذي يحاول أن يعطي الموضوع انه هذا موقف شيعي خاص، لا، هذه ثقافتنا وهذا طريقنا. على كل، في ‏هذه الجبهة أو بين الحين والآخر وفي المدة الأخيرة، في الأسابيع الأخيرة، اصبح هناك كلام كثير، يعني ‏كان في هجمة، أنا عادة أراقب كل وسائل الإعلام، تصريحات الأحزاب والسياسيين، كتاب، مواقع تواصل، ‏عملوا هجمة مجددة للقول إن كل ما تقومون به في الجبهة في الجنوب ليس له فائدة أو طائل. لم يفعل ‏شيء، لم يقدم شيء، لم يؤخر شيء، لم يساعد بشيء لغزة، وواضح أن هذا المضمون معمم على الجهات ‏المعروفة في لبنان، واشتغلوا عليها، وقاموا بمؤتمرات صحافية ومقابلات تلفزيونية وكتبوا مقالات وإلى ‏أخره. طبعا، تعرفون رأيي الآن انه لا أريد أن أتكلم لأقنع هؤلاء، هؤلاء لن يقنعوا أصلاً، لن يسمعوا، يعني ‏يمكن أن لا يعطوا وقتاً، لا أن يسمعوا ولا أن يقرؤوا الذي أقوله أو يقوله أحد آخر مثلي، لكن إنما أقول ‏هذا باختصار مجدداً ليزداد الذين آمنوا إيماناً، وإذا يوجد أحد يتأثر ويتشوش بالرأي العام من هذا السيل من ‏التضليل نكون قمنا بواجبنا، أن نبين له ونوضح له بالدليل والمنطق والأرقام. أن ما يقال هو تضليل وخداع ‏وليس صحيحاً على الإطلاق.‏

خسائر العد والصهيوني في الجبهة اللبنانية

من أين أريد أن أنطلق، أنا أريد أن أقول ليت هؤلاء وغيرهم يسمعون للمسؤولين الإسرائيليين ‏ونرى ‏المسؤولين الإسرائيليين سواء كانوا وزراء أو جنرالات أو جنرالات سابقين أو رؤساء ‏وزراء سابقين أو ‏رؤساء أحزاب، محللين أو مراقبين، ماذا يقولون عما يجري في هذه المعركة ‏وعما يجري خصوصًا في ‏الجبهة الشمالية. أصلًا هؤلاء الذين تحدثوا خلال هذه الفترة، أنا متأكد ‏هم لم يقرأوا ولم يسمعوا ولم يدرسوا ‏ولم يناقشوا، هم أخذوا موقفاً مسبقاً للتبخيس، ولذلك هم ‏قالوا الذي قالوه، أريد أن أخذ شواهد من ‏الإسرائيلي، أنا لن أقول رأيي، بل سأقول ما يقول ‏الإسرائيلي وطبعًا نحن نتابعه، في الجبهة الشمالية، ‏واضح أن كل إسرائيل وإعلام إسرائيل ‏يعرف، وكذلك وسائل الإعلام في المنطقة، أنه هناك تكتم شديد على الخسائر ‏البشرية والمادية ‏في الجبهة الشمالية. كم شاهدتم دبابات؟ هل اعترف بدبابة دمرت؟ كم رأيتم آليات، قتلى، ‏‏جرحى، حتى الآن هو يتحدث عن 8، 9، 10، قتلى، طبعًا يتحدث عن المدنيين أما عن العسكر ‏أبدًا أنه منذ ‏الخمسة أشهر لليوم لا يوجد جندي قُتل ولا جندي جرح، طبعًا هذا بسبب التكتم، لكن ‏في كلام للأمير عليه ‏السلام يقول مضمونه : ما أخفى الإنسان من شيء إلا وظهر في فلتات ‏لسانه وصفحات وجهه». في الأسبوعين ‏اللذين مضيا، طبعًا وزير الحرب الإسرائيلي يريد تبريراً ‏عن سبب حاجته لعسكر من جديد، يريد احتياط ‏وتجنيد. رئيس الأركان كذلك الأمر، سبحان الله ‏استخدم الاثنان الجملة نفسها، يمكن أن يكون هناك حرف ‏زيادة أو حرف ناقص، ولكن الجملة ‏نفسها، يقولها وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش في ‏مناسبتين مختلفتين: إن جنودنا ‏يقاتلون في جبهة غزة وفي الجبهة الشمالية ويتكبدون أثمانًا باهظة. ‏بعض رؤساء الأحزاب في ‏لبنان وغيرهم هل سمعوا هذا التصريح أو لم يسمعوه؟ لم يقل فقط عن ‏جبهة غزة، قال: إن ‏جنودنا يقاتلون في جبهة غزة وفي الجبهة الشمالية ويتكبدون أثمانًا باهظة، ويعترف بذلك. ‏

الجيش الإسرائيلي المستنزف وتحديات الجبهة الشمالية

نأتي الآن للجيش الإسرائيلي، الجيش الإسرائيلي اليوم، جيش متعب، ‏جيش مستنزف في كل ‏الجبهات، نقدّم هذه الصورة قليلًا حتى ليس فقط كي نرى أنه هنا يوجد شهيد، ‏وهنا بيت تدمّر ‏وهنا غارة وهناك جوع في غزة، هذا جزء من المشهد، دعونا نرى الجزء الثاني، أولًا ‏أعداد ‏القتلى والجرحى الإسرائيليين في الجيش الإسرائيلي عدد كبير جدًا وهناك إجماع بالمستشفيات ‏‏وبالصحافة والإعلام الإسرائيلي أن الأعداد أكبر بكثير مما يعلنه الجيش الإسرائيلي، أحدهم يقول ‏لك 3 ‏أضعاف وآخر يقول لك خمسة أضعاف. نأخذ شواهد، اليوم يخرج رئيس الأركان أو وزير ‏الحرب يقول: ‏نحن مضطرون أن نجنّد، نريد 7500 ضابط جديد ونريد 7000 جندي، هؤلاء ‏أتوا إلى الخدمة وليسوا ‏احتياط، ويصبحوا موظفين ثابتين، ويخرج وزير المالية، راقبوا هنا ‏الوضع المالي والاقتصادي، يقول له: أنا ‏أستطيع خدمتك ب2000، وأنا لست قادراً أن أؤمّن لك ‏‏14500، فإذا ما هذا الجيش الذي لا يقاتل جيوشاً ‏عربية؟ بل يقاتل في غزة فصائل مقاومة، ‏حماس والجهاد وبقية الفصائل، وفي لبنان حزب الله والإخوان في ‏حركة أمل والجماعة ‏الإسلامية و كتائب القسام وسرايا القدس بين الحين والآخر ‏مع مراعاة الحساسيّة اللبنانية، إخواننا ‏في الحزب القومي والسرايا إلى آخره، الناس التي تقاتل في لبنان، هو ‏لا يقاتل جيوشاً، الجيش ‏الإسرائيلي العظيم بعد 5 أشهر لديه نقص في الضبّاط، ونقص في الجنود، ويريد ‏‏7500 ضابط ‏و 7000 جندي، ويريد أيضًا تجنيد الحريديم، هؤلاء الحريديم الذين هم متدينون، يهود شرقيين، ‏‏وهؤلاء يعتقدون أنّ دورهم ووظيفتهم أن يقرأوا ويدرسوا التطورات لأنهم قاعدون ويأخذون ‏معاشاتهم من ‏الدولة، ولا يذهبون إلى التجنيد، وهذه الصفقة وقعت في زمن بن غوريون وهذه ‏قصة طويلة، في هذا ‏التوقيت تعمل مشكلة كبيرة داخل مجتمع الكيان، ورأيتم عندما قال أنه يريد ‏أن يأتي الحريديم إلى التجنيد ‏الإجباري، خرج الحاخام التابع لهم وقال: إذا أردتم أن تأخذوني إلى ‏التجنيد نحنا كلنا نرحل من إسرائيل. ‏ممتاز، وعظيم، هذه بشرى. أصلًا هذا هو مستقبل إسرائيل ‏الذي قاله حاخام الحريديم، هذا هو مستقبل ‏إسرائيل، حقيقية أن الناس ستضب حقائبها وترحل، ‏هذا المستقبل. وبعدها ماذا يقول لهم؟ إذا أخذتمونا إلى ‏التجنيد، نحن نرحل، وهذه طائفة كبيرة ‏جدًا من اليهود، وأدى هذا الأمر إلى مشكلة وطنية طويلة وعريضة، لماذا يضطر ‏وزير الحرب ‏لأن يفتح هذه المشكلة في هذا التوقيت؟ لأن لديه مشكلة في العدد ومشكلة بالمقاتلين وعنده ‏مشكلة ‏بالجنود والضباط، يقول أنه إذا أتى الحريديم إلى التجنيد يزيد عندي 105 كتائب، وهو يحتاج ‏‏إلى هذه الكتائب، وسأعود إلى جبهة لبنان، تسمع الإعلام الإسرائيلي يقول لك هناك ثلاثة ألوية ‏تقاتل في خان ‏يونس، أصبحت متعبة ومستنزفة ومرهقة ويجب أن تخرجوها من الميدان. “جالس ‏نتنياهو ويعنتر” يريد ‏الذهاب إلى رفح، فماذا يقول له رئيس الأركان؟ سنستدعي الاحتياط الذي ‏سرحّناه. طبعًا هذه مشكلة كبيرة ‏في المجتمع الإسرائيلي العودة إلى استدعاء الاحتياط من جديد، ‏يريد الذهاب إلى رفح، مدينة أصغر من المدن ‏الأخرى التي دخلوا إليها، ومع ذلك يعتبر أن ‏الألوية الموجودة حاليًا غير مهيأة للدخول إلى رفح، هذا حال ‏الجيش الإسرائيلي، فعندما نأتي إلى ‏الجبهة عندنا، يا إخوان هؤلاء القاعدون، مئة ألف جندي قاعدين، من ‏البحر إلى جبل الشيخ على ‏الحدود ليلًا نهارًا، في الثلج والبرد والغابات ومضطرون أن يحرسوا كل ‏الحدود وخلف ‏الخطوط خشية تسلل مجموعات من المقاومة من لبنان، هذا لا يشكل استنزافاً لهذا الجيش؟ ليس ‏قادراً أن يسحب أحداً من هؤلاء ال 100 ألف، حتى أنه أتى بـ لواء غولاني من غزة إلى ‏الشمال، إذا كان الذي ‏نفعله في الجنوب غير مفيد، يعني أن نتوقف عن القيام به كما تطالبون ‏أنتم (أي المعارضين لفتح الجبهة) عندها سيكتفي العدو بالشرطة ‏والميليشيات في المستوطنات، ‏لأن كل سكان المستوطنات هؤلاء ميليشيات مسلحة، ويأخذ العسكر ‏إلى غزة وليس مضطرًا أن ‏يفعل مشكلة مع الحريديم، وليس مضطرًا أن يأتي بمتطوعين أو أن يستدعي الاحتياط من ‏جديد ‏ويفتح مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية لمجتمعه، ولا أي شيء من هذا القبيل. فإذًا هو ‏يعترف ‏بالخسائر الباهظة في الجبهة الشمالية دون أن يقدم أرقام، وهذا حقه. راقبوا هناك أشياء تكتيكية ‏‏تحصل اليوم في جبهتنا، هو حقه أن يتكتم ونحن حقنا أن نتكتم، يعني مثلا عندما يضرب أمس ‏أو أول أمس، ‏مبنى قريبا من بعلبك، يخرج الإعلام الإسرائيلي ويقول: هذا المبنى تابع للقوة ‏الجوية، وكان عندهم ‏طيارات نوعية، وكان عندهم سلاح، وكان عندهم مستودع، ودمرناه ‏ومحوناه، وهو فرح بنفسه كثيرًا وأنا ‏أسكت، يعني هل من اللازم أن أخرج للتأكيد أنه صحيح أو ‏غير صحيح؟ من الطبيعي هذا جزء من ‏المعركة. الذي يفعله العدو عندما يتكتم صحيح ، وفيما ‏نتكتم عنه نحن أيضًا صحيح، وإن كنا نحن لا ‏نتكتم على شهدائنا، نزف شهدائنا ونقيم لهم ‏الأعراس ونفتخر بهم، ونعلنهم وعلى البث المباشر يوميًا، لكن هو ‏يخفي قتلاه، هذا عنوان له ‏علاقة بواقع الجيش.‏

اليوم هذا الجيش الإسرائيلي مستنزف في غزة وفي الجبهة ‏الشمالية، يعني شمال فلسطين، الجبهة ‏الجنوبية اللبنانية، وفي الضفة الغربية اضطر أن يرسل 24 كتيبة إلى ‏هناك، ولذلك رئيس وزراء ‏العدو السابق لابيد ماذا يقول للذين يريدون شن حرب على لبنان؟ يقول أنه إذا ‏فتخنا حرباً على ‏لبنان ليس لدينا العديد الكافي لفتح الحرب مع لبنان، هذه من نتائج طوفان الأقصى، وهذه ‏أيضًا ‏من نتائج الجبهة الشمالية، الجبهة اللبنانية، ليبرمان ماذا يقول؟ ليبرمان وزير حرب سابق وزير ‏المالية ‏السابق رئيس حزب ورئيس كتلة نيابية في الكنيست الإسرائيلي كل يوم ‏يتحدث، لقد ‏خسرنا الشمال. مسؤولون كبار بالكيان ماذا يقولون؟ لأوّل مرة من سنة 1948 إسرائيل تقيم ‏حزامًا ‏أمنيًا داخل فلسطين المحتلة، هم يقولون داخل إسرائيل، «طول عمره» الحزام الأمني داخل ‏الأراضي اللبنانية، أما اليوم ‏داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم تجرؤ حتى الآن أن تتقدم ‏بريًا خطوة واحدة إلى الأمام، حتى الآن، ‏المسؤولون الإسرائيليون ماذا يقولون؟ حزب الله دون ‏أن يخطوا خطوة إلى داخل فلسطين المحتلة قام ‏بتهجير 100 ألف و230 ألف وباتوا مهجرين، ‏قرابة 5 أشهر وما زال الأفق غير واضح لست أنا من يقول ‏بل هم، الإسرائيليون هم يتحدثون ‏عن الكوارث الاقتصادية في الشمال. الآن يخرج أحد ويقول لي يا سيد ‏نحن لدينا خسائر ‏بالجنوب. صحيح، لدينا بيوت تهدم وحقول احترقت، لكن الخسائر الاقتصادية عندنا ‏لا تقاس لأنه ‏عندنا في المنطقة الأمامية من غير شر هي منطقة كانت مهملة من الدولة، ليس لدينا سياحة كما ‏هو موجود في ‏جبل الشيخ وجبل حرامون، وليس لدينا مصانع، ولا حتى مشاريع زراعية ‏ضخمة، ولا مؤسسات ضخمة، ولا ‏مصانع ضخمة، لدينا هذه البيوت وجهد الفلاحين ‏والمزارعين من أهل الجنوب وأهل القرى ‏الأمامية. أغلب المنطقة الأمامية بالأعم الأغلب هكذا، ‏لكن في شمال فلسطين المحتلة هذا جزء أساسي ‏وجوهري من اقتصاد الكيان، من إنتاجهم ‏الزراعي والصناعي، والسياحة، والتمويل، وهذا له تأثير كبير على ‏اقتصاد العدو، ونكتفي بهذا ‏القدر، كي أقول من يريد أن يقيّم ما تقوم به المقاومة في الجبهة اللبنانية، طبعًا ‏إضافة إلى نتائج ‏أخرى ذكرناها سابقًا ولكن الآن أحببت أن أتحدث عن أرقام لأنه من جملة النتائج الأخرى ‏للجبهة ‏اللبنانية هي ردع العدو عن الذهاب إلى حرب مع لبنان، ردع العدو حتى الآن عن الذهاب إلى ‏حرب ‏مع لبنان والكثير منهم متخوّفون ومتهيّبون ويفهمون حتى الآن ماذا استفادت المقاومة، وما ‏الذي تخفيه وما ‏زالت للمواجهة الكبرى. الرّهان أيها الأخوة والأخوات يعني آخر شيء إلى أين؟ ‏هذه غزة تقاوم وتقاتل ‏وتصمد، وشعبها يتحمل. هذا الجنوب اللبناني، جبهته مفتوحة وشهداء من ‏فصائل المقاومة ومن الناس ومن ‏المدنيين وبيوت تهدّم والغارات وصلت إلى البقاع. هذا اليمن ‏يتحمل تبعات هذه الحرب، تبعات كبيرة ‏وخطيرة جدًا، هذه المقاومة في العراق، إيران وسوريا ‏تتعرضان لضغوط هائلة، الخيار الطبيعي والمنطقي ‏في المعارك من هذا النوع هو عض أصابع، ‏الغلبة، النصر، والظفر لمن يصبر ولمن يصمد ولمن يتحمّل.‏

صمود المقاومة وانتظار النصر الإلهي

أنا أقول لكم، يحتاج الأمر إلى بعض الوقت، مجتمع هذا العدو، فمن الآن بدأت ظواهر التعب ‏عليه، تحدثت ‏قبل قليل عن الجيش، إذا جيشه تعب بهذا المستوى من التعب، مجتمعه واقتصاده ‏تعب، وسياسيوه تعبوا، ‏والمشكل الداخلي كبير، ما ستؤول إليه الأوضاع في هذا الكيان، المزيد ‏من الصبر والمزيد من مواصلة ‏العمل، والمزيد من الثبات، المزيد من الصمود، سيفرض على ‏العدو في نهاية المطاف أن يوقف عدوانه ‏وأن يهزم وأن يعترف بفشله، ومع ذلك قبله وبعده ‏ومعه العون الإلهي، واللطف الإلهي، والرحمة الإلهية، الله ‏سبحانه وتعالى بالوعد القرآني ‏وبتجارب التاريخ مع الأنبياء وأيضًا بتجربتنا، لا يترك عباده المخلصين ‏المجاهدين المضحين ‏الصابرين الثابتين المتوكلين المحتسبين، يجعل لهم مخرجًا ويرزقهم من حيث لا ‏يحتسبوا. هو ‏يقدّر الأمور بقدر، ولكن الله غالبٌ على أمره. الله سبحانه وتعالى هو الذي يفتح هذه الأبواب ‏‏عندما ستكون حكمته تقتضي أن يفتح هذا الباب، حتى ذلك الحين، نحن وظيفتنا جميعًا مسؤوليتنا ‏جميعا، ‏المثابرة، الصمود، محور المقاومة وفصائل المقاومة في موقع القوة. العدو في موضع ‏الضعف. طبعًا حتى ‏الأميركي اليوم ما يقوم به كثير ممن يتظاهرون في أمريكا طبعًا يجب أن ‏يوجه لهم الشكر والتحية، والذين ‏أعلنوا أنهم سواء كانوا عرباً أو مسلمين أو غير مسلمين من بقيّة ‏الأحرار الأمريكيين، مسيحيين وغيرهم في ‏الحزب الديمقراطي الذي كتب لبايدن أنه غير ملتزم ‏بانتخابك هؤلاء مؤثّرون جدًا الآن في هذه المرحلة.‏

قضية غزة وضغط الانتخابات على بايدن

هذه أهم نقطة ضغط اليوم على إدارة بايدن، هو ليس خائفاً من العالم ولا من المجتمع الدولي ولا ‏من الله ولا ‏التاريخ ولا من شيء، بايدن الآن خائف من قضية واحدة، أنّ سياسته وأداؤه في غزة ‏يؤدي إلى سقوطه في ‏الانتخابات الرئاسية، ولذلك هو جالس و»يخبّط” وينافق ويلعب، في حال ‏استمر هذا الموقف الضاغط ‏والمعارض داخل الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا هذا يمكن أن ‏يفتح بابًا للأمل، طبعًا مواقف الدول التي ‏قاطعت إسرائيل وأدانت إسرائيل واتهمتها بالإبادة، مثل ‏البرازيل وفنزويلا وكوبا وجنوب أفريقيا وكلّها ‏مواقف مشكورة وأيضًا تساعد في إضافة الضغط ‏على إسرائيل، ولكن في نهاية المطاف الموقف الأمريكي ‏هو الموقف الحاسم.‏

 أيّها الأخوة والأخوات أيها الكرام في هذا الشهر المبارك إن شاء الله نحن وأنتم نتزود من كتابه، ‏من ‏روحانيته، من الدعاء، من الصلاة، من الصيام، من التبتّل، من التوسّل، من الوقوف بين يدي ‏الله سبحانه وتعالى ‏لنستعين بها على أنفسنا الأمّارة بالسوء على شياطين الجن والإنس وعلى ‏معركتنا القائمة نقاتل ونقرأ الدعاء، ‏نقاتل ونصوم ونصلّي ونقرأ القرآن، ونسأل الله سبحانه ‏وتعالى أن يجعل فرجه لأهل غزة، لأهلنا في فلسطين، ‏لشعوب منطقتنا، لأحبائنا هنا في لبنان، ‏للنازحين، للصامدين، للعائلات التي تأثّرت من جرّاء هذه المعركة وهي ‏ثابتة وصامدة ومشكورة ‏أن يعجّل الفرج، إن شاء الله فرج النصر وفرج الخلاص من هذا العدوان ومن هذا ‏العدو ‏المتوحّش والهمجي والمفتضح، وفقكم الله وتقبّل الله تعالى منكم والسلام عليكم ورحمة الله ‏وبركاته.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى