كلمة الشهید سماحة السيد حسن نصرالله في مهرجان طوفان الأحرار
لتحميل الخطاب لتحميل الخطاب بصيغة PDF اضغط هنا
أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا ونبينا خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السَّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
وأرحب الأخوة والأخوات وأشكركم على هذا الحضور الكبير في هذا اليوم الذي يعبر ونعبر فيه عن التزامنا وموقفنا ومقاومتنا وآمالنا العظام.
تكريم وتضحيات الشهداء في معركة المصير
نبدأ الحديث في يوم القدس أولاً عن الشهداء، الشهداء على طريق القدس في مختلف الميادين والساحات، في غزة، في الضفة، وما كان طوفان الأقصى إلا من أجل القدس والأقصى، في اليمن، في العراق، في إيران، في سوريا، في لبنان. الشهداء ما زالوا يتقدمون ويرتقون من ساحات وفي ساحات الجهاد المختلفة. يجب أن نخص بالذكر أن نتوقف عند شهداء الأيام الأخيرة في العدوان الإسرائيلي الغاشم على القنصلية الإيرانية في مدينة دمشق، والتي أدت إلى استشهاد عدد من الأعزاء الإيرانيين والسوريين وغيرهم، ومن بين هؤلاء الشهداء هناك شهداء قادة كبار أعزاء لهم قيمة تاريخية في مسيرتنا وليس قيمة عادية. اعني بالتحديد الشيخ الشهيد القائد اللواء محمد رضا زاهدي المعروف فيما بيننا بالحاج أبو مهدي أو الحاج مهدوي رضوان الله تعالى عليه، وإخوانه الشهداء العميد الشهيد حاجي رحيمي، الشهيد حسين أمان اللهي، الشهيد مهدي جلالتي، الشهيد محسن صداقت، الشهيد علي آغا بابائي والشهيد علي صالحي روزبهاني.
نتقدم في مناسبة استشهاد هؤلاء الأعزاء بأسمى آيات التبريك والتعزية كما تعودنا في الشهادة وفي الشهداء، نبارك ونعزي لسماحة الإمام السيد الخامنئي دام ظله الشريف والمسؤولين الكرام في الجمهورية الإسلامية وبالخصوص لقيادة حرس الثورة الإسلامية وقوة القدس ولعائلاتهم الشريفة فرداً فرداً وعائلةً عائلة. طبعاً شهادة هؤلاء الأعزاء هو أمز كبير جداً في نظرنا وأنا سأتطرق إلى هذا الموضوع في أثناء الحديث، لكن خصوصاً فيما يتعلق باللواء الشهيد زاهدي وبسبب فضله الكبير علينا على المقاومة في لبنان بالتحديد، وهو عاش معنا في مراحل متعددة ومتنوعة ولسنوات طويلة، طبعاً بعيداً عن الأضواء وفي الظل، وقدم خدمات جليلة لحركة المقاومة في لبنان بالتحديد ولكل حركة المقاومة في المنطقة. لذلك نحن إن شاء الله من اجل أن نعطي بعض الحق لهذا القائد الكبير المتفضل والمجاهد والمهاجر والشهيد سنقيم في هذا المكان أيضاً يوم الاثنين إن شاء الله في الساعة الرابعة احتفالاً تكريميا له ولإخوانه الشهداء.
وآمل من جميع الأخوة والأخوات إن شاء الله أن يشاركونا في احتفالنا التكريمي هذا لهؤلاء الشهداء العظام والكبار والقادة. طبعاً هذه الحادثة وبالتالي ما يتعلق بهذا الشهيد القائد وبهؤلاء الشهداء، ما يتعلق بسيرتهم بإنجازاتهم بمظلوميتهم بجهادهم بكرامتهم بموقعيتهم نتركه إن شاء الله ليوم الاثنين. طبعاً هذه الحادثة هي مفصل منذ ستة أشهر في حوادث طوفان الأقصى، هي مفصل لها ما قبلها ولها ما بعدها وهذه نقطة سأترك الحديث عنها لوحدها في سياق الكلمة إن شاء الله حول الرد الإيراني واحتمالات الرد الإيراني وتداعيات الرد الإيراني وما شاكل وتأثيره على مجمل هذه المعارك.
المحور الأول: الجمهورية الإسلامية ودعمها للمقاومة
يوم القدس العالمي وموقف الإمام الخميني
بالعودة إلى المناسبة الأساسية التي اجتمعنا من اجلها اليوم، يوم القدس آخر يوم جمعة من شهر رمضان كما أعلنه سماحة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، هذا الموقف الذي أعلنه الإمام في ذلك الحين في الحقيقة هو تعبير متقدم عن موقف قديم وتاريخي لجميع مراجعنا الدينية منذ إرهاصات قيام الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. يعني من قبل 48 لما بدأت ملامح الحركة الصهيونية والعصابات الصهيونية ومجازرها في فلسطين المحتلة وصولاً إلى تأسيس الكيان 48 وما بعده والى اليوم، مراجعنا الكبار والعظام في النجف الأشرف في العراق في قم في مشهد في إيران في لبنان في كل الأماكن. علماؤنا وأسماؤهم معروفة وكبيرة، كلهم اجمعوا وما زالوا وهذا هو المهم أيضاً وما زالوا حتى اليوم على هذا الإجماع على رفض هذا الكيان، عدم شرعية هذا الكيان على اعتبار إسرائيل دولة غاصبة ومحتلة لكل فلسطين من البحر إلى النهر، على حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه ومقدساته وإقامة دولته من البحر إلى النهر، على وجوب رفض هذا الكيان ومقاومة هذا الكيان وتحرير هذه الأرض والمقدسات، هذه أمور نهائية ومن موقع الإيماني والديني والشرعي والفقهي والقرآني والنبوي، ولا يتسلل إلى هذا الموقف أي تبديل أو تغيير أو تعديل. هذا أيضاً هو موقف كل المرجعيات الإسلامية الدينية في العالم الإسلامي منذ ذلك الوقت السنية والشيعية. نعم قد نجد بعض المشايخ بعض الأشخاص الذين ينتمون إلى مؤسسات دينية تابعة للحكام قد يُبدلون في موقفهم. أذا كان الموقف الإسلامي والديني والشرعي يستند إلى كتاب الله وسنة رسوله فهذا هو الموقف المُجمع عليه الذي لا تبديل فيه ولا تعديل حوله. أما إذا كان الموقف لا يستند إلى كتاب الله وسنة رسوله بل إلى رغبة الحكام ملوك أمراء رؤساء، من الطبيعي أن تتبدل الأحكام والفتاوى والمواقف بتبدل رغبات هؤلاء الحكام. هذه قضية من العظمة ومن الأهمية لا يمكن أن تُمس من الناحية الشرعية، الإمام الخميني قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران ومنذ تصديه للشأن العام في مدينة قم وتصديه للمرجعية وبدأه أيضاً للثورة في بداية الستينات القرن الماضي، الإمام الخميني موقفه من إسرائيل من أمريكا من الشعب الفلسطيني من المقاومة واضح وفتاواه واضحة. أريد أن أقول شيء مهم وتستطيعون أن تعودوا فيه لبيانات علمائنا ومراجعنا وفتاواهم، وهو شيء يُعبر عن مدى شرعية إيمانهم بهذه الشرعية، وهو الإجازات التي أعطاها هؤلاء المراجع بصرف جزء من الحقوق الشرعية للمقاومة الفلسطينية ولفصائل المقاومة الفلسطينية ولشؤون المهجرين واللاجئين من الشعب الفلسطيني، ونحن في فهمنا الديني الشرعي في الدائرة الشيعية نعرف مدى حساسية مراجع الدين عندما يأذنون في إعطاء إجازات وتصرف في الأموال الشرعية والحقوق الشرعية. هذا يؤكد العمق الديني والشرعي والفقهي والأخلاقي والإنساني لهذا الموقف وليس للاعتبارات السياسية. الإمام الخميني هذا هو أيضاً موقفه كان، لكن ما هو الجديد في يوم القدس؟ الجديد أن موقف الإمام الخميني هذا هو بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، بعد أن اصبح هناك دولة اسمها الجمهورية الإسلامية في إيران، عندما يصبح لديك دولة وحكومة ونظام ومسؤولية عن شعب بعشرات الملايين حينئذ يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تبعات الموقف، هل تبدل الموقف؟ هل تغير الموقف؟ على الإطلاق، هنا قيمة الإعلان من قبل الإمام عن الموقف من جديد، قبل انتصار الثورة الإسلامية وقيام نظام الجمهورية الإسلامية في إيران قد يقول قائل أنتم مراجعكم علماؤكم يُصدرون الفتاوى والبيانات والمواقف وليس لديكم ما تخسرونه، ليس لديكم دولة ولا حكومة ولا نظام عندكم كم مدرسة دينية وكم مسجد وكم حسينية، فتستطيعون أن تفتوا وتدعوا الناس إلى الجهاد وتحمل تبعات الجهاد. أهمية هذا الموقف الجديد للأمام بعد انتصار الثورة انه يتكلم من موقع قيادة الثورة الإسلامية في إيران من موقع قيادة الأمة من موقع قيادة نظام اسمه الجمهورية الإسلامية في إيران، وهذا الموقف له تبعات في العلاقات الإقليمية وفي العلاقات الدولية كما حصل بالفعل، والجمهورية الإسلامية في إيران منذ انتصار الثورة ومنذ قطعها العلاقات مع إسرائيل، وكلنا يعلم أن الشاه ونظام الشاه كان على علاقة استراتيجية مع إسرائيل والسفارة الإسرائيلية في طهران كانت من اهم واكبر السفارات، منذ قطع العلاقات مع الكيان وتحويل السفارة إلى سفارة فلسطين منذ ذلك اليوم وإعلانه الحاسم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل فصائله، ورفضه المطلق للكيان الصهيوني ولوجود هذا الكيان، كم تحملت الجمهورية الإسلامية من تبعات وأعباء هذا الموقف العقائدي، الإيماني، الإخلافي، الإنساني، السياسي، الجهادي، الاستراتيجي وما شنت عليها من حروب وما فرض عليها من حصار وما.. وما.. وما.. كل ما تعرضت له احد الأسباب الرئيسية (بالتأكيد ليس هو السبب الوحيد طبعاً هناك أسباب أخرى) عندما تقطع ايدي أمريكا الناهبة عن إيران، طبيعي هذا السبب، عندما يصر الشعب الإيراني على سيادته الحقيقية وليس السيادة الشعارية «اللي كل واحد بيركض على السفارات وعلى أجهزة المخابرات» السيادة الحقيقية على الحرية الحقيقية، من الطبيعي أن يواجه ما يواجه. لكن أحد الأسباب الكبرى في شن الحروب على إيران وعن العداء لإيران ومحاصرة إيران الجمهورية الإسلامية هو هذا الموقف في موضوع إسرائيل والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية منذ عام 1979.
هنا الإضافة النوعية في موقف الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه والتميز عن الموقف التقليدي لكل مراجعنا خلال الفترة الماضية وهذا الموقف ما زال مستمر، سماحة الإمام الخامنئي دام ظله في كل مناسبة يؤكد على هذا الموقف، قبل أيام قليلة في ظل الشهداء الذين قضوا في القنصلية في دمشق أكد على هذا الموقف، مراجعنا الدينية في كل مكان في العالم يؤكدون على هذا الموقف وهذه الرؤية اتجاه إسرائيل والكيان الصهيوني والمشروع الصهيوني، لنعرف نحن أين في أي سياق هذا يعني موقف حزبي بالنسبة لنا وهذا موقف حزب الله أو موقف حركة أمل المنطلق هو موقف حزبي أو حركي أو سياسي أو له علاقة بالمصالح السياسية والمكاسب السياسية، والله لا هذا موضوع أعمق بكثير هنا عندما أتحدث في الدائرة الشيعية.
التضحيات الإيرانية وموقفها الثابت
الجمهورية الإسلامية قدمت في سبيل هذا الموقف التضحيات الجسام على كل صعيد سياسيا، اقتصاديا، عسكريا، أمنيا، كل العمليات القتل والاغتيال والأحداث التي حصلت في إيران والاعتداءات من يقف خلفها؟
قتل العلماء النوويين السلميين من يقف خلفه كله هذا يدفع ثمن هذا الموقف وآخرها الشهداء القادة والشهيد اللواء زاهدي رضوان الله عليهم أجمعين قبل أيام.
الكل يعرف أن إيران اليوم لو جاءت وقالت للأمريكان وبالمناسبة حتى الآن إيران ترفض أي لقاء مباشر مع الأمريكيين وأي تفاوض مباشر مع الأمريكيين في الوقت الذي تسعى اغلب دول العالم ولا أريد أن أقول كل دول العالم يتمنون أن يلتقوا مع الأمريكان ويتحدثوا مع الأمريكان ويتفاوضوا مع الأمريكان الجمهورية الإسلامية في إيران حتى في الملف الحساس لها والذي له أهمية عالية جدا وهو الملف النووي حتى الآن ترفض التفاوض المباشر، طبعا هذا له فلسفته لا ليس موضوع عناد أو ما شاكل له فلسفته، وله رؤيته المرتبطة بالتفاوض مع الأمريكيين وطريقة الأمريكان بالتفاوض والإملاءات والضغوط وفرض الشروط وما شاكل.
لو جاءت إيران الآن وأريد أن أنتهي من المقطع الإيراني بداية وأعود لفلسطين، لو جاءت إيران اليوم وقالت نحن حاضرين أن نتفاوض مع الأمريكان أصلا الأمريكان يقتلون أنفسهم في زمن ترامب وفي زمن بايدن، وترامب تذكرون حتى عندما مزق الاتفاق النووي كان يقول للإيراني أنا جاهز وأنا حاضر وحاضر للتفاوض ونتفاهم ونصل لنتيجة، منذ اليوم الأول الذي جاء فيه بايدن ولم يترك صديق مشترك ولا قناة إلا وارسل للإيرانيين تعالوا لنتحدث وجها لوجه ونستطيع الوصول للنتائج المطلوبة، لكن الإيرانيون لا يُخدعون لا يُخدعون، في كل الأحوال لو جاءت إيران اليوم وقالت تفضلوا نجري تفاوض مباشر، حتى الآن حتى بالتفاوض المباشر إيران ترفض الحديث عن ملفات المنطقة وكل ما تقرأونه بالصحف يا إخوان مع احترامي للمحللين والكاتبين والدارسين إما هم يخترعون من «دماغاتهم» وإما لديهم مصادر معلومات، إذا من دماغكم هذه أوهام وإذا مصادر معلومات فهذه مصادر معلومات خاطئة لا تعرف غير صحيح، الجمهورية الإسلامية لم تفاوض ولا تفاوض على الملفات الإقليمية أبدا مع الأمريكان لا بموضوع اليمن، ولا سوريا، ولا العراق، ولا لبنان، ولا فلسطين ولا.. ولا.. أي شيئ، وعندما تفاوض تكون جزء من تشكيل علني، مثلا تذكرون أيام أحداث أفغانستان كان هناك إطار اسمه خمسة زائد واحد أو خمسة زائد 2 ضمن إطار دولي نعم كانت إيران تشارك، في مرة بالعراق وبطلب من الحكومة العراقية في ذلك الحين قبلت إيران أن تجلس مع الأمريكان على طاولة واحدة، ولكن وضعوا شرط أن يكون الوفد العراقي حاضرا يعني صار اللقاء ثلاثي لم يكن لقاء ثنائي، لذلك كل من يحلل الآن يقول لك ما يجري في غزة وفي فلسطين وفي جبهة لبنان واليمن والعراق و.. و.. و.. والانتخابات الرئاسية في لبنان ويمكن غدا يقولوا الانتخابات البلدية أيضا في لبنان أنها تنتظر المفاوضات الإيرانية الأمريكية، يا أخي لا يوجد مفاوضات إيرانية أمريكية لها صلة بالملفات الإقليمية، الآن ما بدكم تصدقوا يصطفلوا.
لكن أنا أتحدث من موقع المعرفة الدقيقة في هذه الأمور، فالسؤال الذي كنت أطرحه لو الآن إيران تقول لهم تفضلوا تفاوض مباشر ونتحدث بالملفات الإقليمية، يبقى الضغط والحرب والحصار على إيران مثلما هو أين تصبح إيران في المنطقة؟ وأين يصبح الآخرين في المنطقة عند الأمريكان؟ إذا جاءت إيران تريد التفاهم والحديث مع الأمريكان وتقوم بترتيب للمنطقة مع الأمريكان الباقين أين يُصبحون؟ بقية اللاعبين في أي ملعب في أي قاعة يوضعون عندها؟ أحببت أن أقول هذه الفكرة حتى أجيب على سخافة نسمعها دائما نسمعها نحن في لبنان كنا دائما نسمعها قبل عام 2000 وفي ال2000 وفي 2006 وبعد ال2006 واليوم، لكن الآن بعد طوفان الأقصى لأنني أريد تركيز حديثي على طوفان الأقصى سخافة أن كلما يجري هنا في المنطقة من طوفان الأقصى وما بعده وجبهات المساندة كله هذا مسرحية أمريكية إيرانية سيناريو أمريكي إيراني توزيع أدوار أمريكي إيراني، حتى قرأت كلاماً لا اعلم كيف يمكن أن تصفه أن القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق هو جزء من سيناريو أمريكي إيراني لترتيب وضع المنطقة، تعرفون هؤلاء بماذا تحاججهم، هؤلاء مثلما قيل سنة 2000 أن هزيمة إسرائيل هو اتفاق إيراني إسرائيلي أمريكي لأنه هناك ناس غير قادرين أن يقبلوا أن إسرائيل تُهزم، لأنه عندها ينفضحون، يفضح كل تفكيرهم ومواقفهم وتاريخهم وحياتهم وسلوكهم ومستقبلهم، ولذلك لا يستطيع أن يستوعب أن الانسحاب من جنوب لبنان هزيمة إسرائيلية سنة 2000، أن الانسحاب من قطاع غزة هزيمة إسرائيلية مقابل الفلسطيني، لا يستطيع أن يستوعب أن هذه المقاومة أو أن هذه الشعوب أن الشعب اللبناني أو الشعب الفلسطيني أو الشعب العراقي أو السوري أو اليمني أو.. أو.. يمكنه أن ينتصر.
أي شيئ ظاهره الانتصار يُفسر عند هؤلاء المتخاذلين الضعفاء الأذلاء في أنفسهم، الذين يعيشون عقدة الحقارة في نفوسهم يفسر بأن هذا سيناريوهات ومسرحيات وكلام فاضي من هذا القبيل.
وهذا سمعناه خصوصا بالأيام الأخيرة كثيرا، بأي منطق بعض الإخوان يقولون لي جيد أن نرد عليهم يا خي هؤلاء بما تحاججهم، هذا عقل هذا عمى، هؤلاء معتوهون هنا في شخص معتوه الذي يتحدث بهذه اللغة وهذا المنطق، إيران تقدم خيرة قادتها شهداء وتتحمل الحصار وظروف اقتصادية ومعيشية صعبة وضغط على العملة الوطنية و.. و.. و.. الخ.
في النهاية هذا كله سيناريو بين أمريكا وإيران أي مجانين يتحدثون بهذه اللغة وأي مجانين يقبلون بهذه اللغة، هذا هو مستوى المعتوهين الذي وصلنا إليه في هذا الزمان، هذا مستوى من الجنون من الجهل من الحقد.
موقف الجمهورية الإسلامية الثابت في دعم المقاومة الفلسطينية
الجمهورية الإسلامية موقفها واضح وموقفها حاسم تُعمده دماء الشهداء، مثلما عندما بدأ باليمن يستهدف السفن الإسرائيلية الذاهبة إلى فلسطين المحتلة، خصوم أنصار الله في اليمن ماذا قالوا؟ هذا سيناريو أمريكي مع أنصار الله، وبعض دول الخليج وبعض الإعلام الخليجي سيناريو سيناريو هذه مسرحية هذا لعب، لعب! عمليات وصواريخ ومسيرات وتعطيل ميناء إيلات وضرب للاقتصاد الإسرائيلي ومخاطرة يواجهها الأمريكان والإنجليز اه اه يشرب قهوة ويقول لك هذه مسرحية سيناريو هذا لعب.
ما هذا المستوى هذا أي عقل وصل إليه هؤلاء القائلين أو يتقبله هؤلاء المستمعين.
على كلٍ، الجمهورية الإسلامية في موقفها ومواقفها كانت سندا حقيقيا منذ 1979 لكل من يقاتل هذا الكيان ويواجه هذا الاحتلال ويقاوم في لبنان، في فلسطين، في المنطقة والجمهورية الإسلامية بموقفها وبدعمها ومساندتها غيّرت الكثير من المعادلات خصوصا بعد خروج مصر في كامب ديفيد وأسقطت الكثير من مشاريع الهيمنة، وساعدت في إسقاط الكثير من مشاريع الهيمنة، وساهمت في انتصارات المقاومة في لبنان، وفلسطين، والمنطقة، وفي عشرية النار أسقطت أكبر مؤامرة تاريخية على أمتنا وعلى شعوبنا وعلى دولنا وعلى مستقبلنا وعلى أجيالنا وعلى مقدساتنا، وقدمت أعز رجالها على هذا الطريق الشهيد القائد الحج قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه، هذه هي إيران.
وهذا الموقف أنا أحب أن أؤكد لكم قبل قصف القنصلية وبعد قصف القنصلية ومهما جرى على إيران، إيران لو كانت تريد أن تبدل في موقفها لفعلت ذلك خلال عشرات السنين الماضية أمام ما واجهته من أخطار وحروب وصعوبات وما زالت تواجهه، هذا الموقف الراسخ الصامد الصلب والذي عبر عنه أيضا الشعب الإيراني ويعبر عنه في كل المناسبات وفي خروجه اليوم في أكثر من 2000 مدينة وبلدة إيرانية، هو يعبر عن التزامه بموقف القيادة الحالية وموقف الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه.
لذلك لكل المقاومين الذين يسندون ظهرهم إلى الجمهورية الإسلامية بعد الله سبحانه وتعالى يجب أن يشعروا دائما بالطمأنينة وبالسكينة وبالثقة أن هذه القلعة الإلهية الراسخة الصلبة الإيمانية الجهادية لا يمكن أن تخذل ولا يمكن أن تطعن ولا يمكن أن تخون ولا يمكن أن تبيع ولا يمكن أن تتخلى عن إيمانها وعن دينها وعن أصدقائها وعن المظلومين خصوصا المظلومين في هذه المنطقة.
وأمرٌ آخر يجب أن نحسمه أيضا نحن حسمناه منذ زمن لكن يجب أن أقوله مجددا، هذه قصة والله بالإعلام اللبناني وبالإعلام الخليجي وبالإعلام العربي وأنتم جماعة إيران وأنتم إيران وإيران وإيران وكل شيئ نعمله إيران، أقول لهم احكوا كما تريدون وتعبوا قلبكم كما تريدون واكتبوا بقدر ما تريدون وصرخوا مهما تريدون، بالنسبة لنا وبالنسبة لكل مقاوم شريف في هذه المنطقة نحن نشعر ويجب أن نشعر أن العلاقة مع إيران والصداقة مع إيران والتحالف مع إيران هو عنوان الفخر هو عنوان الشرف هو عنوان الكرامة الإنسانية في هذا الزمان.
الذي يجب أن يخجل هو من يُطبّع مع إسرائيل، هو من يُقيم العلاقات مع إسرائيل، هو من يُدافع عن إسرائيل، هو من يُسوّغ ويُبرّر لإسرائيل جرائمها، الذي يجب أن يخجل هو من يُقيم علاقات صداقة – أريد أن أفتح الملف على الأخير – هو من يعتبر أنّ العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولة الأولى عن كلّ الجرائم، عن حرب الإبادة، عن كل حروب المنطقة على لبنان وفلسطين وسوريا والعراق والكويت واليمن وإيران وأفغانستان والمنطقة، هذه الدولة المسؤولة عن كلّ المجازر والجرائم البشعة، اخجلوا من العلاقة معها، اخجلوا من الصداقة معها، اخجلوا من التحالف معها، بايدن يداه ووجهه وكلّ إدارته ليس فقط مُلطّخة بل غارقة في دماء الأطفال والنساء في غزة وفي لبنان وفي المنطقة، العلاقة مع القتلة، مع المجرمين، مع مرتكبي الإبادة الجماعية، مع ناهبي بلادنا وشعوبنا هي العلاقة التي تدعو إلى الخجل، هي العلاقة التي تُعبّر عن العيب، أما العلاقة مع من يُساند ويدعم وينصر المظلومين والمستضعفين ويُقوّيهم ويمدّهم بالمال والسلاح والموقف ويتحمّل معهم كلّ التبعات هذه علاقة شرف، هذه علاقة أخلاق، هذه علاقة كرامة، هذه علاقة إنسانية، هذه علاقة وفاء، من يمد لكم يد المساعدة والعون لتستعيدوا أرضكم ومقدساتكم ونفطكم ومياهكم وسيادتكم كيف تُعاملونه؟ من أبسط المبادئ الأخلاقية الشكر، شكر المُنعم، خالق أو مخلوق، شكر المُفضل، شُكر الداعم، شكر المساند، من أبسط المبادئ الأخلاقية الوفاء. لذلك هذا الموضوع نحن مُتجاوزينه، والبعض الذي يعتبر في لبنان وفي غير لبنان أنّه إذا يبقى حامل هذه الراية بالعكس، بالعكس، نحن عندما يُقال لنا جماعة إيران نحن نكون أعزاء ومبسوطين ومكيفين، لا تظنون أنكم تشتموننا، كلا، أنتم تظنون ذلك.
المحور الثاني: الجبهة الفلسطينية
طوفان الأقصى كشف هشاشة الكيان
يوم القدس يأتي هذا العام مُختلفًا بسبب طوفان الأقصى، ستة أشهر مضت من الحرب، نصف عام من القتال المتواصل في غزة وفي جبهات الإسناد ومن الصمود الكبير الشعبي لأهل غزة ولأهل فلسطين عمومًا. لا شكّ أنّ مفصل طوفان الأقصى يعني سبعة تشرين هو مفصل في تاريخ منطقتنا، كيف نقول 1948 قيام الكيان، نكسة 1967، حرب 1973 مصر وسوريا، دخول مصر في كامب ديفيد هذا مفصل تاريخي، انتصار الثورة في إيران 1979 مفصل تاريخي، اجتياح لبنان 1982 مفصل تاريخي، تحرير عام 2000، حرب 2006، هذه مفاصل تاريخية. سبعة تشرين هو مفصل تاريخي، وما قبل طوفان الأقصى ليس كما بعد طوفان الأقصى على كل صعيد، بالنسبة للعدو وبالنسبة للصديق وبالنسبة للمنطقة، حتى بالنسبة للعالم، وأنتم تشاهدون ذلك. الأهم أنّ الإسرائيلي يُسلّم بهذه النتيجة، وسمعنا الكثير من المسؤولين الإسرائيليين يتحدّثون ويقولون أنّه نحن منذ عام 1948 لم نشاهد مثل هذا، وهذا حدث ضخم كبير وتاريخي، لذلك هم سمّوا معركتهم أو حربهم حرب البقاء الثانية أو حرب الوجود، يعني نحن أمام حدث جعل – وهم يتحدّثون الصح، عادة نقول الإسرائيلي يُبالغ ويكذب ويُخادع، لكن هنا يتحدّث الصح – أنّ طوفان الأقصى جعل بقاء إسرائيل ووجود إسرائيل في دائرة الخطر، وكشف هشاشتها وضعفها وفشلها الأمني والعسكري والسياسي والمعنوي، هو في حالة ضياع وفي حالة انهيار وفي حالة تشتّت لساعات لولا أن تداركها الشيطان الأكبر، بكل قوته بايدن والإدارة الأمريكية والأساطيل الأمريكية والاتصالات الأمريكية والتهديدات الأمريكية والاستعداد الأمريكي للدخول في الحرب، لماذا؟ أتحتاج القصة من الأمريكي كل هذا؟! لولا التقييم المشترك الأمريكي الإسرائيلي أنّ ما جرى في سبعة تشرين يكاد أن يُدمّر ويُوقع ويُسقط هذا الكيان. وهذا يجعلنا نفهم أيضًا مستوى الوحشية في ردّ الفعل، بأنّ الحرب التي بدأت على غزة هي ليست حرب عقل سياسي ولا عقل عسكري ولا واحد عامل أهدافه ويسعى لتحقيق الأهداف، وإنّما هي حرب من فقد عقله، ناس مجانين، ناس «خوت»، ناس يريدون الانتقام، متوحشين، مجرمين، قتلة، جزارين، يريدون أن يستعيضوا عن هذا الذي حصل بهذه الطريقة، قتل الناس وتدمير كلّ شيء. ولذلك هذه أيضًا من أسباب الفشل في الحرب، لأنّ إسرائيل لا تقود الحرب بعقل، طبعًا هناك أسباب أخرى، المقاومة، الصمود، العناية الإلهية أولًا وأخيرًا، لكن هذا من الأسباب العلمية والموضوعية. بعد ستة أشهر من الحرب ما زال نتنياهو وغالانت وكثيرون فاقدين لعقولهم، أصلًا تشاهدهم على التلفاز، من عيونهم، من كلامهم، ما زال «مسطل» من سبعة تشرين، ما زال ضائعًا. ولذلك مواصلة الطريقة التي يواصلون فيها القتال هي أعمال ناس فقدوا كلّ شيء. مثلًا من مظاهر ذلك، هو في الحقيقة من مظاهر الفشل، أنّ لم يُحقّق أيّ هدف، الآن ماذا باقي عنده؟ تجويع، حصار واستمرار المجازر، حتى عندما جاءت بعض الدول ترمي المساعدات من السماء، يذهبون الشباب الفلسطينيين ليلتقطوا المساعدات أو تدخل الشاحنة ويتجمعون حولها، فيأتي الطيران الإسرائيلي ويقصفهم، أول مرة بالخطأ، ثاني مرة بالخطأ، هذا ليس بالخطأ، كل يوم، كل يوم، اليوم شاهدنا عالتلفاز وأمس شاهدنا على التلفاز، حتى الشباب عاديين يعني، فقط يحمل حصّة تموينية ويركض فيها فيقتله ولا يسمح له بالقيام ولا الرحيل، هذا القتل لماذا؟ هذا من أجل التجويع، من أجل الضغط، من أجل الإرهاب، لأنه لم يبقَ عنده شيء، بالميدان ما عنده أفق، في غزة انتهى، الآن يقول لك رفح وما رفح، أنا تحدثت المرة الماضية، افترض يا أخي ذهب وقام بعملية رفح وخير إن شاء الله، ما هو دخل غزة وخرج ودخل على خان يونس وخرج، ويدخل على رفح ويخرج وخير إن شاء الله، هذا لا يعني أنّ المقاومة بحماسها وجهادها وبكل فصائلها الشريفة قد انتهت في غزة. اليوم كبار الجنرالات في إسرائيل يقولون له لا يمكن القضاء على المقاومة في غزة بهذه الطريقة التي تعمل بها.
في الميدان واضح، الآن ما هو في غزة هو عمليات، لم يعد هناك حرب بمعنى الحرب، نعم هناك عمليات ولكن هناك ارتكاب لمجازر بالقصف الجوي والقتل للمدنيين وتدمير الأبنية ومنع المساعدات والتجويع. في الميدان لم يصل لنتيجة، وبالمفاوضات أيضًا لم يصل لنتيجة، وكل الضغوط على المفاوض الفلسطيني وكل التهديد وكل التهويل وكل المجازر لم تُضعف المفاوض الفلسطيني ولم تجعله يُقدّم تنازلًا في القضايا الأساسية التي لا يمكن التنازل عنها والتي من جملتها عودة النازحين إلى شمال غزة بلا قيد وبلا شرط، هذه من جملة الشروط، الموضوع ليس فقط موضوع أسرى.
إذًا لا في الميدان ولا في المفاوضات ولا في الضغوط، حسنًا إلى أين؟ في آخر المطاف يجب أن يتوقف نتنياهو وسيعجز عن تحقيق الأهداف التي أعلنها. حسنًا، هذه بعد ستة أشهر، بعد ستة أشهر نرى، تتذكرون بالأسابيع الأولى؟ اليوم هناك مقالات في كيان العدو تسأل نتنياهو وغالانت وهاليفي، تقول هؤلاء 360 ألف جندي احتياط الذين أخذتموهم من بيوتهم ومدارسهم وحقولهم ومصانعهم وجامعاتهم ماذا فعلتم بهم؟ أين هم؟ أين أصبحوا؟ ماذا فعلوا؟ ماذا أنجزوا؟ هؤلاء إضافة على الجيش النظامي.
حسنًا، وهو عجز حتى الآن عن تحقيق أيّ من الأهداف التي أعلنها، بعد ستة أشهر عجز عن القضاء على المقاوم وبالتحديد على حماس التي يُكرّر اسمها، وبعد ستة أشهر لم يتمكن من استعادة الأسرى، استعاد بعضهم بالمفاوضات، وبعد ستة أشهر ليس لدى نتنياهو ولدى حكومة العدو التي تُدير الحرب تصورًا أو خطة لليوم التالي، لا يعرفون كيف ستكون غزة؟ كيف ستدار غزة في اليوم التالي؟ ضائعين، ساعة يقول لك دول عربية وجيوش عربية وساعة نأتي بالسلطة، وساعة غير موافقين على السلطة، ساعة عشائر، ساعة عائلات، ساعة نقوم بالاحتلال ونعيد المستعمرات، ساعة لا نخرج ونقوم بهيمنة أمنية، حتى الآن ضائعين الإسرائيليين، فليأتي أحد ويقول رسميًا هذه خطة اليوم التالي، هذا دليل ماذا إخواني وأخواتي؟ هذا دليل الفشل ودليل الوهن ودليل الارتباك ودليل الضياع عندما الشخص لا يعرف ماذا يريد أن يفعل، مُقابل من؟ مُقابل غزة، ماذا سيفعل؟ ما هو اليوم التالي؟ ما هي صورة غزة بعد أن تقف الحرب؟
نتنياهو وحكومته بين وهم النصر والانهيار الداخلي
نتنياهو وحكومة العدو ليس لديهم خيار، الآن متل ما تحدثت بآخر الكلمة الموضوع موضوع وقت وعض أصابع، لكن فلنكن واقعيين وأقول بعض الأرقام السريعة، لأنّ عناوينها سريعة وإلا كل عنوان له تفصيله.
نتنياهو طبعًا بدل أن يبدأ بالنزول عن الشجرة ذهب إلى الأمام، بدأ الحديث عن النصر المطلق، النصر الكامل، الإخوان أرسلوا لي لائحة طويلة عريضة بمسؤولين كبار وجنرالات احتياط وصحفيين وباحثين ومُعلّقين يسخرون من نتنياهو، أن اشرح لنا ماذا يعني النصر المطلق، بعد ستة أشهر تتحدث عن النصر المطلق؟ ماذا يعني النصر المطلق؟ الجيش الذي يريد أن يُحقّق النصر المطلق أو النصر الكامل؟
إذا أخدنا المعطيات التالية، وضعية الجيش المتعب الذي يحتاج إلى ضباط وجنود جدد، مشكلة تجنيد وقانون التجنيد والمشكل مع الحريديم، مئات آلاف الذين غادروا – أنا لا أريد أن أقول رقمًا – هناك كلام عن 500 ألف غادروا الكيان، هناك كلام عن 800 ألف وهناك كلام عن 900 ألف. قرأت قبل أيام استطلاع رأي، استطلعوا آراء الإسرائيليين الذين غادروا كلّيًا، يعني خرجوا من فلسطين، أنّ 80% لا يريدون العودة، مئات آلاف المهجرين في الداخل، داخل فلسطين المحتلة، من الجنوب ومن الشمال، استطلاعات الرأي في مستعمرات الشمال، في بعض المستعمرات القريبة من الحدود، 80% لا يريدون العودة و40% بعضهم لا يريدون العودة، وكثيرون منهم رتّبوا حياتهم واستأجروا بيوتًا واشتروا بيوتًا وباعوا بيوتهم ونقلوا أولادهم على المدارس والجامعات، وهذا سيُوجّه ضربة لفكرة الاستيطان في المستوطنات الشمالية، لأن موضوع الاستيطان هو مشروع استراتيجي أمني وليس موضوع إسكاني عادي، تأثيرات الوضع الاقتصادي والمالي نتيجة البحر الأحمر والبحر العربي وما يفعله الأخوة في اليمن والمعركة في غلاف غزة والمعركة في جنوب لبنان وشمال فلسطين، الوضع داخل الحكومة المتضاربة والمتشاتمة، انتهاء فترة السماح أول شهر شهرين ثلاثة قالوا معركة وجود وبقاء من المفترض أن نطوّل بالنا على نتنياهو وعلى الحكومة ونتضامن تضامن وطني كي نجتاز هذه المرحلة هذه معركة السماح انتهت، الآن لابيد يريد انتخابات مبكرة وغانتس أيضًا والأميركان كذلك الأمر وهذا يشكّل ضغط كبير على نتنياهو وائتلافه، انتهاء فترة السماح، الدعوة إلى انتخابات مبكرة، تراجع كبير في تأييد الإسرائيليين لمواصلة الحرب لماذا؟ لأنه أول شهر، وثاني شهر، وثالث شهر، سادس شهر، لا يوجد هناك شيء ولا أفق، فإذا إلى أين تأخذنا أنت؟ يبدأ الرأي العام ينزل إلى حد ارتفاع الأصوات التي تقول: أوقف الحرب وخلصّنا، الأولوية لإطلاق سراح الأسرى ولاحقًا نتكلّم بموضوع حماس وغزة وماذا نريد أن نفعل.
الكيان الإسرائيلي بين خسارة الدعم الدولي وضغوط الحليف الأمريكي
خسارة الوضع الدولي هذه أوّل مرة بتاريخ الكيان منذ 48، كيان العدو يشعر بهذه الخسارة على المستوى الدولي، ممكن أحد أن يقول لها قيمة أو لا ولكن هذه واحدة من النتائج، اليوم منظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي من غير شر يأخذ قرار وقف إطلاق نار ولا يرد عليه الإسرائيلي وليست أوّل مرة، كثير من الدول بعض الدول قطعت علاقتها مع الكيان الإسرائيلي وكثير من الدول بدأ النقاش بوقف بيع السلاح، صورة إسرائيل في العالم، ولذلك ترامب أمس وهو الصديق المخلص والوفي لإسرائيل ولنتنياهو شخصيًا، تعرفون الصداقة بينهم وإن كان نتنياهو قد خانه وترامب عندما سقط بالانتخابات سبّه لنتنياهو وقال له أنت واحد بلا وفاء وتتذكرون ذلك اليوم، والآن عاد وتذكّر صداقته وقال له أمس: أدعوك إلى وقف الحرب فورًا والذهاب إلى الوضع السلمي لأنك تخسر في حرب العلاقات العامة في العالم، جزء من العلاقات العامة الإعلام، العلاقات الدولية الموقف الدولي، أمس بالاتصال الذي نقله على ذمة الذي نقله أن بايدن يقول لنتنياهو أنت خسرت العالم وحتى حلفاؤك وأصدقاؤك بدؤوا يُبلغوننا بأنهم سيبدأون بإعادة النظر بسياستهم اتجاه الكيان، هذا كم تحمله إسرائيل هذا ممكن نتنياهو يتحمله ولكن إسرائيل كم ستتحمّله، حراجة الموقف الأمريكي، الأمريكان أعطوك وقت شهر إثنين ثلاثة أربعة، كانوا يأتون إلى لبنان ويقولوا آخر كانون الثاني وانتهى كانون الثاني، بشعبان أنه قبل رمضان ستقف الحرب، مع ذلك أعطوا وقت شهر إثنين ثلاثة ستة فإذا أنت فاشل، وعاجز، وأحمق، وغبي، ولا تفهم نفسك ماذا تفعل، وليس لديك وضوح في اليوم التالي، وأنت تنفذ جرائم وجرائم ومجازر أن هذا الحليف الذي يغطيك ويتبنّاك بالنهاية لديه انتخابات ومحرج وبالنهاية هناك يوجد ناس ولديهم صوت ورأي، وهذا الذي نقل أمس عن اتصال بايدن مع نتنياهو يعبّر عن هذه الحالة وإن كان يجب أن لا نغتر، موضوع النفاق الأميركي يبيعون كلام للعرب وللفلسطينيين وللعالم ولدول العالم ويهدد ويرعد وبعدها قوافل طائرات الصواريخ والقنابل والتسليح لإسرائيل والمال لإسرائيل على قدم وساق، لكن في النهاية أيضًا هذا عامل حاضر ومؤثّر.
أزمة العدو وعجزه عن إيقاف الحرب
عجز العدو لا خطة لليوم التالي تكلمت عنها وهذه أيضًا تشكّل إرباك، بالنهاية إلى أين؟ سيضطر إلى وقف الحرب، العجز عن إغلاق الجبهات الأخرى، بذلوا الكثير من الجهد لإيقاف جبهة لبنان، الأمريكان هددوا وبقوا يهددوا، دول أوروبية نقلت رسائل تهديد وبعضها هدد ولم يفيد، تهديد بالحرب الشاملة على لبنان لم يوقف الجبهة، الأصوات الداخلية التي هي عن عمد أو عن غير عمد، عن قصد أو عن غير قصد، وهذه البلبلة التي صارت في البلد أنه هذا يشكّل ضغط داخلي على المقاومة لتوقف الجبهة ولم تتوقف ولن تتوقف، إذًا جبهة لبنان، أبدًا مربوطة ومحسوم هذا الشيء بموضوع جبهة غزة، بموضوع اليمن أنه قال للإسرائيلي دع اليمن عليّ وأتت الأساطيل الأمريكية والبريطانية والأطلسية ولم يستطع أن يفعل شيء، يتغنوا الأمريكان الجنرالات يقولون لك نعم نحن خففنا، ماذا خففت يا حبيبي؟ عندما تقوم كبريات شركات العالم بعدم إرسال سفنها، والسفن الإسرائيلية صارت تتجنّب أن تمر بالبحر الأحمر وبطبيعة الحال عدد العمليات سيقل لأنه هناك إنجاز أنه حقيقة استطاع الأخوة في اليمن أن يمنعوا الكم الأكبر من السفن من العبور، وبالتالي هو ليس محتاج يعني إذا لم يكن هناك سفينة ذاهبة إلى فلسطين المحتلة، يعني أنصار الله لازم من المفترض أن يخرجوا ليقوّصوا هكذا؟ يريد ضرب صواريخ ومسيّرات وهذا إنجاز محقق، وكل التهويل والتهديد الأمريكي والبريطاني والدولي والمجتمع الدولي أيضًا للأسف لم يستطع إيقاف هذه الجبهة، جبهة العراق الفعّالة والقوية تجاه فلسطين المحتلة هذا كان هو الأصل في الحقيقة، إذاً لم يستطع إيقاف الجبهات هذا أيضًا ما زال يشكّل عامل ضغط، ولذلك هو عنده بالشمال مشكلة، وبإيلات مشكلة، وبالاقتصاد مشكلة، وبنقل البضائع مشكلة، وبالأمن العام لديه مشكلة، وعندما تقف الحرب أيها الأخوة والأخوات سيكون الكيان أمام الاستحقاقات الكبرى، استقالات، التحقيقات، لجان التحقيق، المحاكمات، الله أعلم اليوم التالي في الكيان ماذا سيكون عندما تقف الحرب وهذا ما يهرب منه نتنياهو ليربح الوقت ويمد بالحرب، لذلك نحن نرى بالمنطق وبالمعطيات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والمعنوية، الآن لا نتكلّم لا مغيّبات ولا نقول فلان أهل كشف وفلان رأى منام وفلان متفائل، ولا نتكلّم فقط انطلاقا من الخلفية الإيمانية وإن كانت الخلفية الإيمانية تبقى حاضرة بشكل دائم، لكن عندما نتحدّث بالمعطيات السياسية والميدانية والعسكرية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية والمحليّة والإقليمية والدولية نرى بوضوح ما كان يقول عنه سماحة القائد منذ الأيّام الأولى، أنّ إسرائيل هذه ستهزم، وأن غزّة ستنتصر وأنّ المقاومة ستنتصر.
نتنياهو وائتلاف نتنياهو لا خيار أمامهم سوى أن يأتي وقت لوقف الحرب، وعندما تقف الحرب هذا بحد ذاته هزيمة لإسرائيل وانتصار للمقاومة، بمعزل عن كل التفاصيل الثانية الممكن واحد أن يحكيها لاحقًا والتداعيات على الكيان، والخسائر الإستراتيجية، وزلزلة أسس الكيان التي تكلمّنا عنها في السابق ولا نريد أن نعيد ولكن هناك فرص لاحقًا للحديث أكثر، هذا نحن نراه وعندما نقاتل في جبهة لبنان أو في جبهة العراق أو في جبهة اليمن، إسنادًا للمعركة الميدان الأصلي الذي يقاتل فيه أخواننا الفلسطينيّون نحن نقاتل برؤية نصر واضحة وبيّنة ومشرقة وآتية والموضوع فقط هو موضوع وقت.
بتضحيات المقاومة سنصل للانتصار الكبير
نعم في هذه المعركة يوجد تضحيات يوجد شهداء يوجد معاناة يوجد آلام، في كل الأحوال أنا أعتقد ونحن نعتقد أن الأمريكي سوف يصل لهذه النقطة، العالم طبعًا كلّه وصل لهذه النقطة، مجلس الأمن عندما يقول إطلاق النار فورًا ولم تردّ إسرائيل يعني المجتمع الدولي كلّه وصل لهذه النتيجة ما زال هناك الأمريكان، إذا صح ما نُقل أن بايدن قال له وقف إطلاق نار، إذا صح ما نقل أن ترامب قال له أوقف هذه الحرب يعني هذه كل أمريكا، هذا الجمهوري وهذا الديموقراطي، وداخل الكيان هذا الصراخ العالي والمظاهرات التي بدأت تصعد وتكبر في وجه نتنياهو. إذًا كل المعطيات توصلنا لهذه النتيجة لكن المهم أن نواصل وأن نصمد وأن نثبت وأن نتابع في غزة، في الضفة، في جنوب لبنان، في اليمن، في العراق، في الموقف السياسي، في إيران، في سوريا، في لبنان بأمل واضح وكبير أنه لا هذه معركة نحن متجهين فيها لنصر، الذين افتكروا هذه المعركة أنه ذاهبون فيها على هزيمة أنا أدعوهم إلى أن يعيدوا حساباتهم في لبنان وفي المنطقة، الخصوم يعيدوا حساباتهم والأصدقاء يعيدوا حساباتهم، محور المقاومة في هذه المعركة ذاهب إلى انتصار كبير وتاريخي إن شاء الله.
المحور الثالث: الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق
تبقى مسألة التي وعدت أن أعود لها وهي الرد الإيراني، طبعًا اليوم نحن اليوم بكرا بعد بكرا أسبوع عشرة أيام عشرين يوم، شهر، أكثر أقل لا أعرف، لأنه مع الأخوة الإيرانيين ليسوا مثلنا نحمى بسرعة، الأخوة الإيرانيين يجلسون ويفكرون ويحسبون ويدرسون بهدوء احتمالاته إلى آخره، فلذلك بموضوع الوقت لا أحد يستعجل ويقول: لقد تأخروا، ولم يفعلوا ولم يساووا سآتيكم بالحديث.
الرد الإيراني على استهداف القنصلية قادم
موضوع القنصلية الإيرانية هو مفصل في الأحداث التي حصلت من 7 تشرين إلى اليوم، عندما نسمع كلام سماحة القائد ونحن نعرفه جيدًا وعايشناه عشرات السنين، ونسمع كلام مسؤولين في إيران نستطيع أن نستنتج بوضوح يعني لا حاجة أن يأتي أحد ويقول أن قالوا له شيء أو بلغوه شيء أو لديه معلومات خاصة ضعوا هذا جانبًا، يكفي أن نستمع لبيان سماحة القائد وخطابه اللاحق بحيث أنه تحدّث مرة أو اثنين بعد البيان عن الرد عن رجال إيران الشجعان، عن الندم الإسرائيلي، وعن الصفعة التي ستتلقاها إسرائيل، نستطيع أن نستنتج لكل القاعدين ويسألون ويحكون على مواقع التواصل وبالإعلام لا تعذبوا أنفسكم، وكونوا أكيدين ومتيقنين أن الردّ الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق آتٍ لا محالة على إسرائيل، هذا الرد آتٍ لا محالة.
ليس المهم هؤلاء جماعة التواصل الاجتماعي أن يقتنعوا أو لا المهم الإسرائيلي بماذا مقتنع، والإسرائيلي مقتنع ولذلك بدأت التدابير بالكيان، المواد الغذائية التعاونيات مولدّات الكهرباء الأدوية تأمين الأماكن نتحدث هنا بالوسط وليس بالشمال وبالجنوب، في غوش دان وفي تل أبيب، مما اضطر المتحدّث الرسمي للجيش الإسرائيلي يخرج وقول: “طولوا بالكم نحن نخبركم، شو بطولوا بالكم حبيبي، ليش أنت لك مصداقية؟ هذا لوحده بحث في مقالات مصداقية المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي، عند الإسرائيليين كذاب أشر باستطلاعات الرأي”.
تطورات الرد الإيراني وتداعياتها على المنطقة
الإسرائيلي يريد أن يعرف ماذا هناك في غزة وبشماله يرى المقاومة ولا يرى المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي، ومن الآن استدعوا كل احتياط جنود الدفاع الجوي واستدعوا من وقفوا إجازات الجنود، أنا أعتقد أنهم سيعملون خطوات لاحقة وبدأ تشويش على «الجي بي اس» بكل المنطقة، طبعًا هذا شيء خطر، والآن جالسين منتظرين، الآن القصة على همّة الإيراني «أيمتى بتطلع معه إنت يا ولد إنت؟»، هذا جزء من المعركة يا أخوان، وليس كل شي واحد عشرة. فهناك واحد اثنين ثلاثة أربعة للوصول إلى عشرة. هذا جزء من المعركة، هذا تلف الأعصاب وتلف الدماغ واستنزاف العدو نفسيًا ومعنويًا وإلى آخره. إذًا الأصل محسوم، أين؟ كيف؟ متى؟ الحجم؟ ماذا؟ هذا أصلا نحن غير معنين أن نسأل عنه ولا أن نتدخل فيه وهذا عند سماحة السيد القائد والمسؤولين في الجمهورية الإسلامية واليوم إيران كلها على قلب رجل واحد، لا أعتقد أن هناك أحدا في إيران حتى لو لديه مشكلة مع الحكومة أو الدولة أو النظام يتحمل أن تتعرض قنصلية إيرانية تابعة لوزارة الخارجية لدولته لعدوان سافر من قبل إسرائيل بهذه الطريقة ويتحمل قتل هؤلاء القادة بهذه الطريقة، انتم تعرفون الإيرانيين، لكن إذا كان هناك احد يراهن على أن هذه الضربة ستحدث خلافا داخل ونزاع داخل إيران، كلا عندما يمس بالسيادة الإيرانية وسيادة الجهورية الإسلامية هذا موضوع فوق الخلافات السياسية، الإيرانيون لا يقدمون الصغائر على الأولويات الكبرى، مثلما هو عندنا بلبنان وغير لبنان، لذلك هذا الأمر آتٍ لا محالة إن شاء الله، ونحن بانتظاره، على ضوئه الأمر الثاني الذي هو مهم، كيف سيتصرف الإسرائيلي؟ يبلع الموضوع أو لا يبلعه؟ هل يقوم برد فعل أو لا يقوم بذلك؟ ما هو رد الفعل؟ ما هو رد الفعل على رد الفعل؟ هنا هذا يعني أن المنطقة دخلت إلى مرحلة جديدة، أنا أحببت أن أصل إلى هذه النقطة، وبالتالي ما يدس أحد رأسه بالتراب، الكل يجب أن يرتب وأن يحضر نفسه وأن يرتب أموره وان يحتاط بالحد الأدنى، كيف يكمن أن تذهب الأمور وكيف يمكن أن تسير الأمور، يجب أن نكون جاهزين فيها لكل الاحتمالات، وإن شاء الله هذا التطور، يعني هذه الحماقة التي ارتكبها نتنياهو في القنصلية في دمشق، هذه الحماقة كان الإمام الخميني يقول: الحمد لله الذي جعل أعدائنا من الحمقى، إن شاء الله هذه الحماقة ستفتح باباً للفرج الكبير، لِحسم هذه المعركة والانتهاء منها قريبا إن شاء الله.
المحور الرابع: الجبهة اللبنانية
جاهزية وتضحيات جبهة لبنان والبيئة الحاضنة
في جبهتنا وفي كل جبهات المساندة في يوم القدس، التحية لليمن، لمقاتليه، لجنوده وقيادته الشريفة والحكيمة والشجاعة، ولشعبه الذي لا يكل ولا يمل، في شهر رمضان وصوم ودائما في الساحات، للعراق ومسيراته وصواريخه، للجبهة في لبنان، لإيران وسورية على الموقف الصامد والتحمل وفي جبهتنا اللبنانية، نتكلم كلمتين عن جبهتنا اللبنانية، المقاومين في يوم القدس نوجه لهم التحية، وطبعا حتى الآن أبلوا بلاء حسنا وموجودين في الخطوط الأمامية وموجودين على الحدود وعلى مقربة من الحدود، وكونوا مطمئنين وأحب أن أطمئن كل الناس، الإسرائيلي قصف كثيرا وضرب أماكن وضرب أهداف، نتكلم لاحقا عن طبيعة الأهداف التي ضربها، وسقط للمقاومة شهداء، ولكن المقاومين موجودين، وجاهزون، وتعرفون عندما نريد أن نقوم برد فعل، نحن فقط نحتاج إلى اتصال مع الإخوان في الجبهة، إلى هذا المستوى الجهوزية قائمة، تقول له أنك تريد 100 صاروخ على الجولان، يرمي 100 صاروخ وليس فقط 10، تقول له انك تريد 100 صاروخ على الجولان، بدقائق معدودة الشباب ينفذون ذلك، وهكذا دواليك، جهوزية كونوا مطمئنين كاملة ، معنويات المجاهدين عالية جدا، الاندفاع للحضور في الجبهة الأمامية على درجة عالية، وليس لدينا مشكلة على هذا الصعيد خلافا لما يحاول البعض أن يثيره أن القصف الإسرائيلي والشهداء وما الشهداء..، هذه معركة، هذه معركة، نحن معتادون في معاركنا على هذا المستوى من التضحيات، عوائل الشهداء وثباتهم وموقفهم واعتزازهم بشهدائهم، هذه من نقاط القوة، الجرحى وثباتهم ولغة الجرحى ومنطقهم، الصامدون الذين ما زالوا في القرى الأمامية والنازحون من القرى الأمامية الذين ما زالوا يشكلون البيئة الحاضنة، نحن نقدر أن هذا شيء مجهد لهم، هذا صحيح، مرة تكون مدة القضية أسبوع وأسبوعين أو شهر وشهرين، يتحمل الناس ذلك، ولكن شهر وإثنان وثلاثة وأصبحنا 6 أشهر وها نحن داخلون بالشهر السابع وغير معلوم، لكن مع ذلك هذه البيئة التي تتعرض بشكل مباشر للنزوح والاستهداف موقفها مشكور وكبير وعظيم، وهم على كل حال يعرفون وعلى الشعب اللبناني أن يعرف أن إنجازات هذه المعركة التي تشكل جبهة جنوب لبنان جزءا منها، إنجازاتها لن تعود بالبركات فقط على غزة وعلى الشعب الفلسطيني، أو على المقاومة في لبنان، بل على كل لبنان، لان هذا فيه قوة للبنان ويوجد فيه تعزيز لموازين الردع في لبنان، غدا سنصل إلى موضوع الحدود البرية وموضوع النفط والغاز «المتوكل» بشكل أو بآخر، كيف هذا يعني؟ انه رسمنا الحدود في البحر ويا فرحتنا أصبح لدينا حقول، هذه اللعبة سنعود ونتفرغ لها قصة شركة توتال وموتال وما شاكل، يعني الإسرائيلي يستخرج من كاريش ونحن لا زلنا نجلس مكاننا ورحمة العالم علينا، هذا الموضوع بحاجة إلى علاج بكل الأحوال، إنجازات النصر أمنيا واستراتيجيا وبريا وبحريا وسياديا ستعود بركاته على كل لبنان وعلى كل الشعب اللبناني، موقفنا بموضوع الجبهة لم يتغير عندما تقف في غزة تقف عندنا، كل الأحلام التي يحلمها والثياب التي يُخيطونها لمنطقة جنوب الليطاني كله كلام فارغ، في نهاية المطاف الميدان والوقائع ونتائج هذه الحرب وهذه المعركة هي التي ستفرض النتائج ولبنان في موقع القوة، وكل من عادوا في الأيام الماضية وأنتم لاحظتم إن التهويل عاد، طبعا كل مواعيد الحرب التي يضعها بعض اللبنانيين للأسف ونأسف أن في لبنان يوجد ناس من هذا الصنف، هم سعيدون بذلك، هم يدعون إسرائيل إلى القيام بحرب على لبنان، وهذه حرية رأي بالمناسبة!! إذا أستدعى القضاء أحدهم هذا يعني أن حزب الله طلب ذلك!! أصلا نحن لا يهمنا.
استعداد المقاومة في مواجهة التهديدات
الإخوان يعرفون رأيي أنا، أنا أقول لهم من يتكلم ومن يقول ومن ومن، يا أخي دعوهم يقولون ما يشاؤون «لا تقرأوهم» لا تعبروهم، ولا تسألوا عنهم، أنت تخوض معركة بالإقليم ومعركة كبرى، جزء من معركة كبرى، سترسم مستقبل المنطقة، يخرج لك من يحركش بك من هنا وهناك، دعهم، لا تعبرهم، بعض الناس من عندنا يغتاظون، يا أخي لماذا تغتاظ، دعهم هم يغتاظون، أنه هناك من يخرج ويقول «دع إسرائيل تأخذ جنوب الليطاني وتدمر جنوب الليطاني وتدمر لبنان نعيد إعماره»، ما شاء الله عليك ما شاء الله عليك، لبنان هذا أغرقتموه في حرب أهلية انتم أخذتم القرار وليس الدولة اللبنانية من أخذت القرار، هذا ملف في بعض الأصدقاء أرسل لي أفكار حول هذا الموضوع، ليس من المناسب اليوم في «يوم القدس» أن أتكلم به سأتكلم به لاحقا، الحروب العبثية التي أنتم أخذتم القرار بها ودمرتم لبنان بها، هل استطعتم أن تعمروه من بعدها؟ وكم حملتم بسببها الخزينة اللبنانية كي تعيدوا إعمار هذا البلد؟ هذا بحث يطول، لكن يخرج من يدعوا إسرائيل لشن وحرب واجتياح الجنوب الليطاني وتدمر حزب الله، هذه حرية رأي! ويكتب ويطلع على الشاشات، ممنوع على أحد أن يتكلم معه، ممنوع، على كل حال، هذا كله لا يقدم ولا يؤخر، لكن هذه الأثارة أن الإسرائيلي والكلام مجددا عن الحرب الشاملة باتجاه لبنان، أنت بغزة لم تخلص، وتريد عسكر وتقاتل الحريديم والماريديم والمالية والدفاع على تجنيد 20 ألف و14 ألف و 500، ورفح تصورها على أنها برلين، أن تريد أن تشن حربا على لبنان يا أخوت يا مجنون؟ لكن في نهاية المطاف من واجبنا أن نقول للعدو الذي يعرف وللصديق أيضا الذي يعرف ليزداد إيمانا ولهؤلاء التافهين لنقول للجميع: هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حربا ولا تخاف من الحرب وإنما أدارت معركتها خلال الأشهر الستة حتى الآن ضمن رؤية واستراتيجية مكملة للمعركة القائمة في المنطقة بما يحقق النصر ويحفظ لبنان، ولكنها على أتم الاستعداد والجهوزية معنويا ونفسيا وإراديا وعسكريا وبشريا لأي حربٍ سيندم فيها العدو لو اطلقها على لبنان. لا يقلق أحد ولا يتردد، مثلما كان يقول إخواننا، السلاح الأساسي لم نخرجه بعد، القوات الأساسية لم نستخدمها بعد، لمعلوماتكم نحن لا زلنا لم نحجز قواتنا شبابنا يشتغلون في الجبهة خدمة إجازة، يعني ذلك، أنه يخدم إجازته ثم يعود إلى بيته فيذهب بديله يخدم وقته ثم يعود إلى منزله وهكذا، ومع ذلك، نحن حققنا الإنجازات التي حققناها في الشمال واسألوا الإسرائيليين عنها، هذا يدلك عن إنجازات جبهة لبنان، عن الحزام الأمني داخل فلسطين المحتلة، عن 230 ألف مهجر، عن إماتة الشمال، عن خسران الشمال، هذا حققناه بالسلاح المتواضع المعروف المعلن ومن دون استنفار ومن دون حجز قوات وبإدارة هادئة، أما إذا أتينا إلى الحرب، الذي قلناه سنقوله من جديد، يا هلا ومرحب، يا هلا ومرحب، هذه الحرب التي هرب منها الإسرائيلي منذ اليوم الأول، ليس لأن الأميركيين لا يريدون ذلك، لأن قيادة العدو العسكرية تعرف ماذا يعني الذهاب إلى حرب مع لبنان، أنا دائما لا أنفي هذا الاحتمال ولكن أؤكد دائما أن المقاومة قوية وان لبنان قوي، بهذه المقاومة وبالمعادلة الذهبية وبهذا التضامن في بيئة المقاومة، التضامن الكبير في بيئة المقاومة وفي قدراتها وإمكاناتها، ولذلك هذا الأمر لا يمكن أن نخشاه، لا نريد أن ندخل في سجالات في الداخل اللبناني، لنرى هذه المعركة إلى أين ستصل، كنت أريد أن أقرأ لكم شيء من خطاب لأمير المؤمنين، هل تحملونني دقيقتين أو ثلاثة؟ لأقول الخلفية، هذا كله نقوم به لا نفتش به على مكاسب سياسية، هؤلاء من يخافون أن إيران غدا سوف تجلس وتفاوض، انظروا إلى صغر حجم عقولهم، ما بأثر، هم يقولون أن إيران ستجلس مع الأميركيين وتتفاوض معها على الرئاسة بلبنان والحكومة في لبنان، ما هذا الكلام الفارغ!!، من يقول مثلا «لا نرضى أن تتم تسوية في لبنان على حساب لبنان» هو يقصد على حسابه هو، أتعرفون ماذا يعني هذا؟ يعني انهم غير واثقون بالأميركيين ولا بحلفائهم ولا أصدقائهم، لماذا نحن لا نخاف من التسوية؟ لأننا واثقون بحليفنا، لا نخاف، إذا قالوا لي أو لكم أن الإيرانيين والأميركيين جلسوا لكي يناقشوا ملفات المنطقة، أنا لا أخاف، ولا أقلق وأضع قدماي في مياه باردة، ولكن الفريق السياسي الآخر أصدقاء أميركا، لا نريد أن نقول أكثر من ذلك، نريد أن نبقى لائقون ومحترمون والدنيا صيام، أصدقاء أميركا في لبنان يرعبون، يرعبون، واحدة من إيجابيات هؤلاء من يكتبون المقالات يقول لك، المفاوضات الإيرانية الأميركية، هؤلاء يموتون رعبا، ويفرح عندما لا يكون هناك مفاوضات بين أميركا وإيران، لأنه يطمئن أنه ليس هناك شيء على حسابهم، انتم لا تثقون بحليفكم، ماذا أفعل لكم أنا؟
موقفنا إسلامي إيماني في معركة المقاومة
نحن لا نسعى خلف مكاسب سياسية، نحن موقفنا مثلما بدأت الخطاب، موقفنا إسلامي إيماني شرعي نبوي، اليوم لو جاء ادم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى السيد المسيح ورسول الله محمد وكل أنبياء الله إلى العالم الآن، وكل والأوصياء والأولياء وتم سؤالهم أمام الذي يجري في غزة عن موقفهم، ماذا يكون جوابهم؟ الحياد؟ لا دخل لنا؟ سوف نقول لكم جملتين فقط ونختم بهم الخطاب، الأمير عليه السلام هذه أيام شهادته، تعرفون انه في الأخير بعد صفين وبعد التحكيم وبعد النهروان الوضع أصبح صعباً وجيش معاوية بدأ يُهجم على أطراف العراق، هذه الخطبة المعروفة بخطبة الجهاد والتي عندما كُنا بالمدرسة في لبنان كانت موجودة بالأدب العربي، الآن لا أعرف إذا ما زالت موجودة أم لا، لكنني أتذكر عندما كنا بالمدرسة بالتعليم كانت موجودة.
التي أولها: أَمَّا بَعْدُ فَإنَّ الْجِهَاد بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ..، أنظر إلى ماذا يقول: فَوَاللّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إلَّا ذَلُّوا. فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتِ الْغَارَاتُ عَلَيْكُمْ وملكت عَلَيْكُمُ الْأَوْطَانُ. وَهْذَا اخُو غَامِدٍ (أحد قادة معاوية) قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الْأَنبَار (الأنبار المعروفة وقد دخل إلى الأنبار والتي كانت تابعة لولاية الكوفة)َ وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ ابْنِ حَسَّانَ الْبَكْرِيَّ وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا وَلَقَدْ بَلَغَنِي (هنا الشاهد يا إخواني وأخواتي، أنظروا هذا هو الإسلام وليس داعش) أَنَّ الرَّجُلَ مَنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَالْأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ- أي التي لها عهد مع الدولة الإسلامية- ( يعني قلبه ليس فقط على المسلمة بل وعلى المسيحية وحتى على اليهودية) فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا وَرِعَاثَهَا( أي الحلى والأساور والعقود، فيأخذ الحلق من أذنيها) مَا تَمْتَنع مِنْهُ (تدفعه عنها) إلَّا بِاِلاسْتِرْجَاع (إنا لله وإنا إليه راجعون) وَالاِسْتِرْحَامِ (طلب الرحمة) ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلاً مَنْهُمْ كَلْمٌ (يعني لم يصب أحد بجراح أو أذى) وَلَا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ.
أسمعوا ماذا يقول علي ابن أبي طالب أيها المسلمون عموماً، أسمعوا ما يقوله علي ابن أبي طالب، وبالخصوص أسمعوا يا شيعة علي ابن أبي طالب: فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِما مَاتَ مَنْ بَعْدِ هذَا اسَفا مَا كَانَ بَهِ مَلُوما بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيرا. فَيَا عَجَبا وَاللّهِ يُمِيتُ الْقَلْبَ، يعني ماذا يقول الإمام عليه السلام أمام هذا الحدث الذي أسمه دخلوا على النساء ولم يخلعوا عنهم ثيابهم ولم يغتصبوهم ولم يعتدوا عليهم، بل ضربوهم وأخذوا الحلق من أذنيهم ومدوا أيديهم على أيديهن وأخذوا الأساور وعلى صدورهن من فوق الثياب وأخذوا العقود، الإمام ماذا يقول: فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، أصلاً منذ ستة أشهر هذا الذي يحصل في غزة، على نساء غزة وعلى أطفال غزة وعلى أهل غزة، كيف لشخص أن يقول عن نفسه أنه مسلم وهو قادر أن يعيش وينبسط ويكيف ويعمل حفلات أغاني ويكمل ترفيه وكأنه لا يوجد شيء والدنيا كلها بألف خير، كيف؟ كيف؟ كيف؟ أتكلم إنسانياً.
نحن أيها الإخوة في هذه المعركة في جنوب لبنان التي نُقدم فيها خيرة شبابنا الشهداء والجرحى، وتُدمر فيها بيوتنا وأرزاقنا، وسيعوضها الله إن شاء الله، ونتحمل فيها التهجير والضغوط والطعن في الصدر وفي الظهر و.. و.. و..، هذه بالنسبة إلينا هو معركةٌ منطلقها إيمانيٌ نبويٌ رساليٌ أخلاقيٌ إنسانيٌ جهاديٌ إخلاصيٌ، ولن نتردد فيها على الإطلاق وسنواصلها نحن وأنتم في يوم القدس، هذا عهدنا لكل شهدائنا، للسيد عباس، للشيخ راغب، للحج عماد، للشهيد قاسم سليماني، لِقادتنا، لسماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، لكل الأحباء والأعزاء سنكمل هذه المعركة حتى تنتصر المقاومة وحتى تنتصر غزة وحتى تُهزم إسرائيل، هذا الصبح آتٍ أيها الإخوة، أليس الصبح بقريب.
كل عام وأنتم بخير إن شاء الله، والآن على كل حال من هنا قاعدون كلنا وننتظر أليس كذلك الرد الإيراني وما بعد الرد الإيراني نرى نحن وإياكم المنطقة أين سنكون، وموعدنا لا تنسوا، موعدنا الاثنين في حفل تكريم القائد الشهيد اللواء زاهدي وإخوانه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.