اختلاف الدول الإسلامية بشأن القضيّة الفلسطينية

إنّ العالم الإسلامي بحاجة إلى التفاهم والتعاطف والتعاون. لماذا يُحدثون كلّ هذا الاختلاف بين الدول الإسلاميّة؟ لماذا الدول الإسلامية ليست مستعدة للاتفاق على حلٍّ واحد ونقطة واحدة بشأن مشكلة مشتركة كمشكلة القضية الفلسطينية؟ أ ليست قضية فلسطين، قضية كبيرة؟ مجموعة من الناس بعيدون عن أي دين – هؤلاء ليسوا يهوداً على الإطلاق؛ اليهود الذين يؤمنون بالدين اليهوديّ يُعلنون براءتهم من الحزب السياسي الصهيوني ـ اغتصبوا قطعة من الأرض الإسلامية ـ التي هي قبلة المسلمين الأولى ـ المركز الروحيّ المقدس بالنسبة للإسلام، وطردوا أصحاب الأرض من بيوتهم وعرّضوهم لأنواع الضغوط اليوميّة.
العالم الإسلامي يعاني من هذا الطاعون منذ أكثر من ستين عاماً. حسناً؛ لفترة من الوقت كان الفلسطينيون أنفسهم غافلين وصامتين، اليوم وبعد أن نهضوا، اليوم وبعد أن صاروا يندبون ويطلبون النصرة، اليوم وبعد أن صاروا يطلبون المساعدة والعون من العالم الإسلامي؛ لماذا لا يفعل العالم الإسلامي شيئاً ويقف صامتاً إزاء ما يجري عليهم؟ أ لم يقل النبي؟ص؟: «مَن أَصبَحَ وَلَم يَهتمَّ بِأُمورِ المُسلِمينَ، فَلَيسَ بمسلم»[1]؟ أ ليس هذا من موارد الاهتمام بأمور المسلمين؟ في مثل هذه المسألة الواضحة، كلّ هذا الظلم الذي يجري على المسلمين في فلسطين، حيث يُظلم الفلسطينيون المسلمون والمسيحيون على حدٍ سواء؛ إلا أنّ العالم الإسلامي لم يتخذ موقفاً واحداً ومشتركاً؛ لماذا؟ من أين يأتي هذا الاختلاف؟ هذه هي من مهمات الحجّ؛ فينبغي أن يكون الحج مظهراً من مظاهر الوحدة، وينبغي أن يكون مظهراً من مظاهر التفاهم، وينبغي أن يكون مظهراً من مظاهر الحوار، وينبغي أن يكون مظهراً من مظاهر التعاطف والتعاون والتقريب بين المسلمين[2].
[1] أصول الكافي، ج۲، ص ۱۶۳ .
[2] في لقاء مع مسؤولي الحج بتاريخ 9-10-2010م.