مواضيع

وضع فلسطين الحالي؛ نتيجة عدم وحدة الأمة الإسلامية

إنّ أكبر مشاكل العالم الإسلامي والدول الإسلامية اليوم؛ هو أنّه بدلاً من التعاون مع بعضها البعض والوقوف ضد أعداء الإسلام، تتأثّر الحكومات الإسلامية بفتن ووساوس الطغاة الدوليين، فتصبح ـ وللأسف الشديد ـ قلوبهم متفرقة، وبتبعها مواردهم في أيدي الدول المعادية للإسلام؛ علينا أن نحلّ هذه المشكلة. ينبغي أن يعلّمنا عيد الفطر أنّ الأمّة الإسلامية، أمّة عظيمة، وأنّ هذه الأمّة وبهذا العدد الهائل، وهذه القوّة البشريّة الوفيرة، ومع هذه المرافق الطبيعية والسياسية والجغرافية المتاحة لها، تستطيع أن تمضي قدما في جميع مجالات العزّة والشرف والرقيّ. لماذا يأتي السياسيون المستكبرون والجبابرة من ذلك الجانب من العالم ويضعون كلّ يوم خطة وبرنامجاً للبلدان الإسلامية، ويجبرونهم على اتباعها؟ لو كانت الأمّة الإسلامية متحدة، لما كان اليوم الوضع في فلسطين على هذا النحو.

الشعب الفلسطيني، الشعب التي تمّ طرده من وطنه، الشعب الذي تمّ قمعه في بيته، الشعب الذي يُحرم من أبسط مرافق الحياة في البلد الذي ينتمي إليه، هذا الشعب جالس وينتظر العالم الإسلامي أن يُنقذه؛ إلا أنّ العالم الإسلامي صامت ولا يحرّك ساكناً! ومن ناحية أخرى؛ يأتي الأمريكان وبعض الحكومات الاستكبارية فيعدّوا خطة لفلسطين! فإذا تحدّث شخص بأدنى شيء ضدّ المغتصبين الصهاينة ـ نظراً للدعم والإمكانيّات المتاحة لهم ـ يتم إطلاق صيحات الاستهجان عليه من جميع أنحاء العالم بأنك تريد القضاء على دولة عضوة في الأمم المتحدة! أيّ دولة هذه؟! دولة غاصبة؛ دولة مزيّفة ووهمية! يقولون كذباً إنكم تريدون القضاء على إسرائيل بالتجهيزات العسكرية. الشعب الإيراني ليس ممن يستخدم المنشآت العسكريّة في هذه المجالات؛ بل لدينا خطّة واضحة للدفاع عن الشعب الفلسطيني؛ خطة بشريّة، خطة معقولة، وقد طرحناها في المحافل العالمية.

يقولون إنكم تريدون القضاء على الكيان الصهيوني؛ في حين أنّ الكيان الصهيوني قد قضى بالفعل على شعب بأكمله؛ لقد سحق وحطم بلاداً بأسرها تحت. أ لا يصل هذا إلى أسماع المطالبين بحقوق الإنسان؟! هؤلاء لا يفهمون! وهذه النقطة هي من أهم أسباب عداء الاستكبار للجمهورية الإسلاميّة؛ هذا الدفاع عن المظلومين، لأنّنا ندافع عن المظلومين. وهذا هو حكم القرآن، وحكم الإسلام، ومن اقتضاءات الطبيعة البشرية السليمة. فاليوم؛ في جميع أنحاء العالم، يشعُر أصحاب الضمير بالأسف والألم على الشعب الفلسطيني؛ حتى في البلدان غير الإسلامية ـ كما ترون ـ يشعُر الناس العاديون بالألم على أهل غزّة، يحزنون من أجل شعب غزة المضطهد والمناطق الأخرى في فلسطين المحتلّة، فهل يمكن للأمّة الإسلاميّة أن تجلس متفرجة دون أن تتخذ أيّ إجراء في هذا الأمر؟! أو أنها تتخد إجراءً ينتهي إلى مصلحة العدوّ! ما السبب وراء هذا؟ السبب هو اختلاف العالم الإسلامي؛ عدم الانسجام والوحدة في العالم الإسلامي. نحن بحاجة إلى الوحدة، علينا أن نقترب من بعضنا.

لقد عرف العدو الحلّ! متى ما شاء يستخدم سياسة التخويف من الإسلام، في موارد أخرى يستخدم سياسة التخويف من إيران بشتى الطرق والحيل، وبكل أنواع الافتراء والخداع، لكي يخيف الدّول الإسلاميّة من النظام الحاكم في الجمهوريّة الإسلاميّة. هذه هي سياسة الاستكبار الحاليّة؛ هذه هي السياسة التي يتبعها الأمريكان في وقتنا الحاضر[1].


[1] في لقاء مع مسؤولي الدولة الإسلامية بمناسبة عید الفطر السعید بتاريخ 20-9-2009م.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى