التدخّل الأميركي في شؤون المنطقة؛ نتيجة عدم الوحدة بين المسلمين

قد يتعرض الصهاينة لضربات وصفعات من الشباب العربي المسلم، والآن يريدون إحياءهم من جديد وتعويض هزيمة الصهاينة بطريقة ما، فيعقدون مؤتمر السّلام. هل هذا مؤتمر سّلام؟! ما هو معني السّلام؟! أن يحرموا شعباً من كافّة حقوقه؟ يحرمونه من بيته وحياته وأرضه ووطنه لصالح فئة محتلّة زائفة، ومن ثمّ يقمعونه ويصدرون قراراً بهذا المضمون «لا حق لكم في هذا البلد»! هل هذا هو الهدف من مؤتمر السّلام! ماذا استفاد الشعب الفلسطيني من المؤتمرات الماضية؟ تفضّلوا؛ تمّ اليوم انتخاب حكومة شعبية في غزّة. حسنًا؛ هذه الحكومة تحظى بشعبية كبيرة. هل هناك أيّ شكّ في هذا؟ أ لم يختر الشعب هذه الحكومة؟ حسناً؛ إذا كانت هذه حكومة قد اختارها الشعب الفلسطيني، فبأيّ حق تأتي الولايات المتحدة أو أيّ دولة تتبعها للتدخّل في شؤون ذلك الشعب واتخاذ قرار مختلف؟ إنّها دولة تنتمي إلى ذلك الشعب. الفلسطينيون قالوا نحن معارضون لذلك التدخل. فمن الواضح أنّ هذه مؤامرة ضدّ الفلسطينيين.
في السنوات الماضية، كانت تقول بعض الحكومات في المنطقة: إننا لسنا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، عندما قبل البعض تلك المؤتمرات الغادرة باسم الشعب الفلسطيني، وقبلها الفلسطينيون أيضاً. حسناً؛ لا تكن فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين! الآن يقول الفلسطينيون أنفسهم إننا لا نقبل بمؤتمر السّلام هذا، ويعتبرونه خُدعة وحيلة. فلماذا تتفق بعض الدول مع الولايات المتحدة في مثل هذه الخطوة التي هي ضدّ الشعب الفلسطيني، وضدّ العالم الإسلاميّ، وضد دول المنطقة؟ لماذا تتمّ هذه التدخلات؟ لأننا لسنا متّحدين؛ لأنّنا لسنا متظاهرين؛ لأنّ أيدينا ليست في أيدي بعضنا البعض. إذا تعاونت الدول الإسلاميّة في جميع أرجاء العالم الإسلامي وتكلّمت بكلمة واحدة رغم اختلاف لغتها وسكّانها، فلن تجرؤ أمريكا وغير أمريكا على التحدث والعمل ضدّ إجماع الأمّة الإسلامية وكلمتها الموحدة.