مواضيع

جهود العدوّ في بثّ الفرقة في العالم الإسلامي

أمّا بالنسبة لقضيّة الوحدة، وقضيّة الانسجام، وقضيّة الاتجاه الواحد في العالم الإسلامي، وقضية «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا»[1] التي أمرَنا بها القرآن؛ فللأسف لم تكن كما ينبغي، وهذا بسبب فعل العدو. الشعوب الإسلامية ترغب في  الاتحاد، إلأ أنّ العدو يبذل جهداً خاصّاً لعرقلة هذا الأمر؛ أي أنّه وبطرق مختلفة؛ كالقيام بالاستثمارات المادية والروحية الخاصّة، يعمل من أجل بثّ الفرقة والاختلاف؛ جزء من هذه الاستثمارات تعود إلى الماضي؛ كـ تقوية القوميين المتطرّفين، قبل انتصار الثورة. في إيران، القومية المتطرفة الإيرانية؛ وفي الدول العربيّة، القومية المتطرفة العربية؛ وفي البلدان الناطقة باللغة التركية، عززوا القومية المتطرفة التركية. ففي داخل هذه البلدان، أينما وُجدت أقليّة، عملوا على تعزيز القوميّة العرقية المتطرفة لتلك الأقليّة.

على سبيل المثال؛ في إيران، نفذوا عمليات تلقينية وإلقائية تجاه بعض المجموعات العرقية الإيرانية، لتظهر نزعتها العرقيّة بشكل متطرّف. وفي بلدان شمال أفريقيا – في مصر وغيرها – بين بعض القبائل العربيّة التي تواجدت في تلك المناطق منذ القدم، عززوا الشعارات والمشاعر العرقية الخاصة بتلك القبائل وأجبروها على الالتفات حول تلك المحاور. فحيثما وُجدت أقليّة دينية، قاموا بتعزيزها؛ وهلمّ جرّا. بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تضاعفت هذه الجهود وتعزّزت؛ لأنّهم رأوا أنّ شمس الإسلام الموحدة قد أشرقت وأضاءت بنورها وحرارتها على العالم الإسلامي.


[1] آل عمران: ۱۰۳.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى