تشتت الجبهة الإسلامية؛ بريق أمل للاستكبار
إنّ معارضتنا لما يّسمى بمحادثات السّلام في الشرق الأوسط، تعود إلى عدم عدالتها وطبيعتها الاستكبارية والمهينة، وفي المحصلة عدم منطقيتها. فمبدأ فرض السلام مقابل الأرض؛ يعني أنّ الصهاينة سيعيدون أراضي الدول المجاورة، ومقابل ذلك نعترف بأن تكون فلسطين لهم! فأيّ ظلم أكبر من هذا؟ فما هو الردّ الذي يُمكن تقديمه للشعب الفلسطيني العريق في هذه الصفقة الاحتيالية الخاسرة؟ ومن عِبر العصر المُخزية أنّ الكيان الغاصب هو الذي رفض هذا المشروع واعتبره مشروعاً غير مناسب! أ لم يئن الوقت للعالم الإسلامي أن يردّ على هذه الروح الاستكبارية؟ فإذا نظمنا علاقاتنا على مبدأ الأخوّة، فستكون لدينا هذه القدرة. فماذا يمكن لأمريكا أن تفعل أمام جبهة الدول الإسلاميّة الموحّدة، من إندونيسيا إلى شمال أفريقيا؟ اليوم أمل الاستكبار يكمُن في تشتّت هذه الجبهة. أ لم يحن الوقت لتعزيز هذا الخطّ لصالح المسلمين؟ إنّ تواجد عدوّ مثل الكيان الصهيوني في قلب الأراضي الإسلامية كان بإمكانه أن يقرّبنا من بعضنا البعض، لكنّ أيادي الاستكبار الغامضة أبعدت هذا الخطر عن نفسها. لقد نفذّوا فينا خطّة أصبحنا من خلالها نخاف من بعضنا البعض أكثر مما نخاف من العدوّ! إنّ الوساوس والأكاذيب والدعاية الخبيثة جعلت الدول الإسلاميّة تخشى بعضها البعض خطأً[1].
[1] في حفل افتتاح القمة الثامنة للدول الإسلامية بتاريخ 9-12-1997م.