العامل الروحي في النضال
إنّ ما نراه من تقدّم في القضيّة الفلسطينية – التقدّم الذي لا يمكن إنكاره – إنّما هو تزايد قدرة جبهة المقاومة في مواجهة جبهة الاستكبار والكفر، وهذا أمر واضح وجلّي. وما نلاحظه في هذا السّياق إنّما يعود إلى الإيمان بالله والتوكل عليه وإدخال العامل الروحيّ في النضال. فإذا لم يكن النضال مصحوباً بعنصر الإيمان، فسيصبح عرضة للخطر. النضال سيكون موفقاً ومصحوباً بالنّجاح عندما يكون فيه عنصر الإيمان بالله والثقة به. يجب علينا تقويّة روح الدين والإيمان الحقيقيّ بالوعد الإلهيّ والثقة بالله عز وجل في نفوس الناس، ينبغي أن نقوّي إيمان الناس بالله عزّ وجل وبوعد الله الصادق. كما ينبغي لنا نحن ـ أيضاً ـ أنّ نُحسن الظنّ بالله العزيز القدير؛ فقد قال الله تعالى وهو أصدق القائلين: «لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ»[1]؛ وكما ورد في الحديث الشريف: «مَن كانَ لله كان الله لَه»[2]، ويوصينا أيضاً أن لا نشخى العدو؛ حيث يقول: «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا»[3].
يريد الله من خلال هذه الأيات أن يُدخل اليقين إلى قلوبنا؛ وقد صدق الله العظيم. فإذا قمنا بواجبنا في هذا الطريق، وبذلنا جهدنا في سبيل الله، وقاتلنا في سبيل الله، وحدّدنا الهدف على أنّه مرضاة الله، فسوف يكون النصر حليفنا دون شك[4].
[1] الحج: ۴۰.
[2] بحار الأنوار، ج ۷۹، ص ۱۹۷.
[3] النساء: ۷۶.
[4] في لقاء مع قادة الفصائل الجهادية الفلسطينية المشاركة في افتتاحية مؤتمر غزة بتاريخ 27-2-2010م.