مواضيع

السبب الرئيسي لفشل منظمة التحرير الفلسطينية

مع انكشاف عجز الدول العربيّة المجاورة لفلسطين، تشكّلت تدريجياً نواة المقاومة المنظّمة على شكل جماعات فلسطينية مسلّحة، وبعد فترة من تجمّعها تشكّلت منظّمة التحرير الفلسطينية. فقد كان هذا بصيص أمل مُشرق، لكنّه سرعان ما انطفأ. قد يُعزى هذا الفشل إلى أسباب كثيرة، ولكن السبب الرئيسيّ هو ابتعاد هؤلاء عن الناس وعن إيمان الشعب وعقائده الإسلاميّة. لم تكن القضية الفلسطينية المعقّدة والصعبة بحاجة إلى الأيديولوجية اليساريّة أو المشاعر القوميّة البحتة؛ بل إنّ ما كان بإمكانه أن يدخل الشعب إلى ساحة المقاومة ويجعل منه قوّة لا تقهر؛ هو الإسلام والجهاد والشهادة. هؤلاء لم يفهموا هذه الحقيقة بشكل صحيح. في الأشهر الأولى من الثورة الإسلاميّة الكبرى، عندما حلّت في قادة منظمة التحرير روح جديدة وصاروا يتردّدون إلى طهران بشكل متكرّر، سألت أحد أركان تلك المنظمة: لماذا لا ترفعون راية الإسلام في نضالكم الحقّ؟ فكان جوابه أنّ فينا بعض المسيحيين. وقد اغتيل هذا الشخص فيما بعد، وقُتل على يد الصهاينة في إحدى الدول العربية، أسأل الله له العفو والمغفرة، لكن دليله هذا كان ناقصاً وغير كافٍ، ففي رأيي أنّ المقاتل المسيحي المؤمن بالله إلى جانب مجموعة من المجاهدين المضحّين الذين يقاتلون بإخلاص، إيماناً بالله واليوم الآخر، ورجاء العون الإلهي، ويتمتع بدعم شعبه المادي والمعنوي، يجد دافعاً للقتال أكثر مما يجده بجانب المجموعة الكافرة التي تعتمد على المشاعر غير المستقرة والبعيدة عن الدّعم الخالص من الناس.

إنّ الافتقار إلى الإيمان الديني الراسخ والانفصال عن الناس؛ أدى إلى تحييدهم تدريجياً وجعلهم غير مؤثّرين. بطبيعة الحال؛ كان فيهم رجال نبلاء غيارى وأصحاب حماس، لكنّ المجموعة والتنظيم ذهبت في اتجاه مختلف، وانحرافهم هذا أصاب القضيّة الفلسطينية بأضرار وضربات ولا تزال. هؤلاء مثل بعض الحكومات العربيّة الخائنة، أداروا ظهورهم عن أهداف المقاومة التي كانت ولا تزال السبيل الوحيد لإنقاذ فلسطين، وبالطبع؛ هذه المنظمة لم توجّه ضربتها لفلسطين فحسب؛ بل وجّهت لنفسها ضربة قاسية أيضاً.

كما يقول الشاعر المسيحي العربي:

لئن أضعتُم فلسطيناً فعيشكُمُ        طول الحياة مَضاضاتٌ وآلام [1]


[1] في مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية بتاريخ 1-10-2011م.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى