عدم فاعلية الأسلحة الحديثة والفتّاكة؛ في مواجهة الإيمان والإخلاص
الأخ المجاهد والعزيز سماحة السيد حسن نصرالله (أدام الله عمره وعزّه وعافيته)
<سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ>[1]
السلام عليكم وعلى سائر الإخوة وعلى كل المجاهدين في حزب الله.
إنّ ما قدّمتموه من هديّة للأمّة الإسلاميّة بجهادكم ومقاومتكم الفريدة، يفوق الوصف. إنّ جهادكمالشجاع والمظلوم، الذي منحكم النّصر الإلهي، أثبت مرة أخرى أنّ الأسلحة الحديثة والفتّاكة غير فاعلة في مواجهة الإيمان والصبر والإخلاص، وأنّ الشعب الذي لديه الإيمان والجهاد لن تهزمه القوى الظالمة. كان انتصاركم، انتصار الإسلام. لقد استطعتم أن تثبتوا بقدرة إلهيّة أنّ التفوّق العسكريّ لا يكون بالأدوات والأسلحة والطائرات والسفن والدبابات؛ بل إنّه يقوم على قوّة الإيمان والجهاد والتضحية، إلى جانب العقل والحكمة والتخطيط. لقد فرضتم تفوقكم العسكريّ على الكيان الصهيوني؛ لقد أثبتم تفوّقكم الروحيّ إقليميّاً وعالميّاً. لقد سَخِرتم من أسطورة مناعة وهيبة الجيش الصهيونيّ الكاذبة، وأظهرتم ضعف هذا الكيان الغاصب. لقد منحتم العزّة للأمّة العربيّة وأظهرتم على أرض الواقع قُدراتها التي أنكرتها الدعايات وسياسات الاستكبار لعقود من الزمن.
وما حدث، إنّما هو حجّة من الله، على كافّة الدول والشعوب الإسلاميّة، وخاصّة في منطقة الشرق الأوسط. لقد أصبحتم مرّة أخرى مصداقاً لهذه الأيات المضيئة من القرآن: <قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأَى الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَبْصَارِ>[2]. أولوا الأبصار؛ هم الملايين من الشعوب والشباب الغيارى والمخلصين في دول المنطقة، والسياسيّون الطاهرون، والحكّام والقادة الحكماء والمستقلّون[3].
[1] الرعد: ۲۴.
[2] آل عمران: ۱۳ .
[3] برقية تهنئة إلى حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصرالله بمناسبة انتصار المقاومة الإسلامية بتاريخ 17-8-2006م.