مواضيع

انتشار موجات الصّحوة في جميع أنحاء العالم الإسلاميّ

أيّها الإخوة والأخوات المسلمون! اليوم يمرّ العالم، وخاصّة العالم الإسلاميّ، بفترة حرجة وحساسّة؛ فمن ناحية؛ قد اجتاحت موجات الصّحوة العالم الإسلاميّ بأجمعه. ومن ناحية أخرى؛ اتضحت خيانة الوجه الغادر الأمريكي وغيره من المستكبرين بعد أن سقط لثام الخداع والنفاق عنه. ومن ناحية ثالثة؛ بدأت الحركة نحو استعادة الهويّة والقدرة في أجزاء من العالم الإسلامي، وفي بلد عظيم مثل إيران الإسلامية، قد أينعت ثمار المعرفة والتكنولوجيا المستقلة والأصليّة، وتعزّزت الثقة بالنفس التي أحدثت تحوّلاً في البيئة السياسيّة والاجتماعيّة ودخلت إلى عالم العلوم والبناء. ومن ناحية أخرى؛ ظهرت تصدّعات الضعف والانحطاط في تركيبة الأعداء السياسيّة والعسكريّة. فاليوم، قد شكّل العراق من جهة، وفلسطين ولبنان من جهة أخرى، معرضاً لضعف وعجز قوّة أمريكا والصهيونيّة المزعومة. لقد واجهت سياسة أمريكا في الشرق الأوسط عقبات كبيرة في خطواتها الأولى، وتحوّل فشل هذه السياسة إلى تكتيك ضدّ مصمّميها.

اليوم، هو اليوم الذي تستطيع فيه الشعوب والحكومات الإسلاميّة أن تأخذ زمام المبادرة وتبدأ عملاً عظيماً. إنّ مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم، ودعم الشعب العراقي المستيقظ، والدفاع عن استقرار واستقلال لبنان وسوريا وسائر دول المنطقة واجب على الجميع؛ بيد أنّ واجب النّخب السياسيّة والدينية والثقافية والرجال الوطنيين والشباب والأكاديميين في هذا الصدد، أكبر بكثير من غيرهم؛ فيجب أن تكون شعارات الوحدة والتعاطف بين أتباع الديانات الإسلاميّة وتجنّب الخلافات الطائفيّة والعرقيّة من أبرز شعارات هذه النخب، كما يجب أن تكون الحيويّة العلميّة والسياسية والجهد الثقافي وتحشيد كل القوى في هذه الصفوف الأساسية، على رأس دعوتهم[1].


[1] رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام بتاريخ 9-1-2006م.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى