مواضيع

الثّورة الإسلاميّة في إيران؛ بداية صحوة الأمّة الإسلاميّة

ثورة الشعب الإسلامي في إيران وارتفاع راية التوحيد في هذا البلد – هذا المركز الحسّاس والمنطقة المهمّة – أثارت وأيقظت الأمّة الإسلاميّة، وجعلتهم يستبشرون الخير في مصيرهم وقدرتهم، وأعطتهم الثقة بأنفسهم. هذه الثقة بالنفس وهذه الصّحوة، أجبرت العدو على القيام بمؤامرات معقّدة ومخطط لها؛ هذه المؤامرات هي أمامنا اليوم. إنّهم أعداء العالم الإسلامي بأجمعه؛ إنّهم لا يطيقون تواجد الإسلام؛ إنّهم مخالفون لتعاليم الإسلام. إنّ رئيس الولايات المتحدة تحدث بصراحة عن الحملة الصليبية. إنّ المؤسسات الاستكبارية – أمريكا والصهيونية – تسمّم الأجواء بدعاياتها – وباستمرار – من أجل بثّ الفرقة والاختلاف بين البلدان والدّول الإسلاميّة.

إنّ أعداء الإسلام يعانون من فقر في الفهم والأفكار التي يمكنهم تقديمها إلى العالم الإسلامي، إنّهم لا يملكون، ولا يستطيعون، أن يقدّموا مدرسة فكريّة متعالية قادرة على جذب قلوب النّخب والكفاءات الإسلاميّة؛ لذلك، ومن أجل جذب قلوب الغافلين، رفعوا راية حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب؛ على الرغم من أنّ أمريكا والصهاينة وهؤلاء المستكبرين، ارتكبوا أكبر الانتهاكات بحقّ البشر وأوردوا أعظم الجراح في قلوب سكّان العالم.

أيّ حكومة وأيّ جماعة تعاملت مع أمّة وجماعة إنسانية بهذه القسّوة التي يتعامل بها الكيان الصهيونيّ؟ وأيّ حكومة مستكبرة تعاملت مع الشعوب الإسلاميّة بهذه الطريقة المتعجرفة التي تتعامل بها أمريكا اليوم؟ اليوم، ركّزوا دعايتهم ضدّ جمهوريّة إيران الإسلامية؛ لأنّ الوجوه الرشيدة واللامعة من المدافعين عن الإسلام حاضرة هنا؛ ومصالحهم مهدّدة هنا أكثر من أيّ مكان آخر؛ إلا أنّ الهدف ليس الجمهورية الإسلاميّة فحسب؛ إنّهم يريدون السيطرة على العالم الإسلاميّ بأكمله، إنّهم يريدون السيطرة على الشرق الأوسط بأكمله، يريدون وضع بلاد الإسلام برمّتها في قبضتهم المجرمة والآثمة. إن تمكّن هؤلاء من تحقيق أهدافهم، ستكون جميع الدول مهدّدة من قبلهم، وسيستهدفونها واحدة تلو الأخرى، فإن قصّر المسلمون والشعوب المسلمة في واجبهم، سوف لن يكونوا في مأمن من هجوم هؤلاء؛ سوريّا، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والسودان، ودول أفريقيا، ودول الشرق الأوسط، والدول الإسلامية في شرق آسيا، ستكون مهدّدة من قبل أكلة العالم. إنّ هذا لتحذير حقيقي للعالم الإسلامي.

اليوم، تقع هذه المسؤولية الثقيلة على عاتق النخب والسياسيين في العالم الإسلامي؛ عليهم أن يفضحوا أكلة العالم في البلدان وفي مناطق نفوذهم الخاصّة؛ عليهم أن يُبطلوا أثر دعايتهم الخبيثة ضدّ الإسلام بكل حزم وجديّة، لا يدعوا لخططهم أن تؤتي بثمارها. إنّ هذه المسؤولية، مسؤولية الجميع[1].


[1] في اجتماع عملاء النظام وسفراء الدول الإسلامية بتاريخ 17 ربيع الأول بتاريخ 26-4-2005م.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى