انتفاضة المسجد الأقصى؛ تبلور للصحوة الإسلامية
إنّهم يعرفون ذلك ويشعرون بالقلق منه، فمن نماذجه حادثة الانتفاضة الفلسطينية غير المسبوقة هذه. إنّها حادثة غريبة! مجموعة من الناس تقف أمام إحدى القوى الأعظم تجهيزاً في هذه المنطقة، بلا سلاح، وبلا معدّات، فتتعرض بلا هوادة، لأنواع القتل والإبادة والضغوط الجسديّة والنفسيّة والاقتصاديّة؛ إلّأ أنّهم لايزالون صامدون، ثابتون ومستمّرون في انتفاضتهم منذ سبعة عشر شهراً. فأيّ تحليل سياسي طبيعي، يمكنه تحليل هذا الحدث؟ لماذا هم صامدون؟ لماذا لا يستسلمون؟ لماذا لا يستطيع العدو ـ بكلّ ضغوطه ـ أن يُخضع هذا الشعب الفلسطيني ويحني ظهره؟ هذا الشعب القليل والمُحاصر، الذي لا يتلقى المساعدة من أيّ مكان، ما هو الدافع وما هو مصدر الإثارة في قلوبهم والذي يجعلهم لايشعرون بالتعب والملل؟ من أين نشأت هذه المقاومة؟ ما هو الدافع الذي يجعل الأم الفلسطينية على تقبيل ولدها وإرساله إلى المعركة ليُقتل، ثمّ تقول: لو كان لدي مائة مثله لأرسلتهم؛ ما هو هذا الدافع؟ إنّ هذا الدافع دافع مهم للغاية؛ الدافع الذي لا تسعه الحسابات السياسية ولا المحادثات ولا المفاوضات الدبلوماسية ولا معادلات الشركات العالميّة. هؤلاء يرون هذه الحقائق ويخافون منها بشدّة، إنّهم يسعون إلى تجفيف هذا المصدر، إنّهم يسعون إلى تدمير عامل هذا الدافع ومنشأ هذه الإثارة[1].
[1] في لقاء مع المسؤولين وكبار الجمهوریّة الاسلامية بتاريخ 18-3-2002م.