الصحوة الفلسطينية؛ نتيجة رسالة الإسلام وتصدير الثورة
قد يقمعون هذه الحركة، قد يقتلون أربعة آخرين، لكنّ القضية لن تنتهي بهذه الأمور. عندما يستيقظ جيل، عندما يأتي ويخوض الساحة، سينال النّصر بالتأكيد؛ حتى وإن قمعوه، حتى وإن جلس في البيت، إنّه لا يزال منتصراً. فهذا الجيل يختلف تماماً عن ذلك الجيل الذي كان لا يهتم أو لا يبالي بما يفعلونه به؛ مثل جيل فترة احتلال فلسطين. في تلك الفترة، لم يفهم الفلسطينيون ما كان يحدث، لكن اليوم قد استيقظ الجيل الجديد، وهذه الصحوة بسبب رسالة الإسلام ورسالة الثورة. هذا هو معنى تصدير الثورة؛ هذه هي عظمة الثورة؛ وهذا هو تقدم الثورة الإسلامية، حيث يبارك الله بكلمة «كلا» في مقابل الأوامر، استطاعوا أن يُخضعوا الجميع أمامهم. أجلّ؛ هذه كلّها حقائق. عندما يبارك الله في عمل ما؛ ستحلّ البركة في المال، وفي الخبز، وفي الكلام، وفي الثورة.
قبل خمس أو ست سنوات، ذهب هؤلاء إلى «أوسلو» وشكلوا اجتماعاً وقاموا بدعايات كثيرة، هنا أيضاً قام بعض رجال الدولة المتدينين في الجمهوريّة الإسلاميّة بعقد «المؤتمر الفلسطيني»؛ فارتفع الجدل أنه لماذا فعلتم هذا؟! إنكم أكثر عرضة أمام أجهزة التلفاز وقد انتشر صيتكم في العالم كلّه بفعلكم هذا ونحن لا نملك الكثير من القدرة الدعائية والإعلامية! من ماذا تخافون؟! لماذا أنتم الآن متخوفون وترتعدون من حضور الجمهورية الإسلامية في هذه المجالات؟! لكن لهم الحقّ أن يخافوا؛ لأنّها كلمة حقّ: <ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ • تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَتِهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ>[1]. إنّه مثال؛ لكن يمكنكم أن تطبقوا هذا المثال على جميع الحقائق في كل العصور. أعزائي! هذه هي الجمهورية الإسلامية؛ وهذه هي مسيرتها أيضاَ؛ وهذا مستقبلها؛ وها أنا وها أنتم؛ طلاب العلم المعممون، وهذه المسؤوليّة التي وقعت على عاتقنا؛ لذلك، علينا أن نشدّ أحزمتنا[2].
[1] إبراهیم: 24-25.
[2] في لقاء مجموعة من العلماء ورجال الدين من محافظة آراك بتاريخ 15-11-2000م.