مواضيع

شعور النظام الصهيوني بخطر الإسلام والنضال الشعبي

في بداية ظهور هذه المشكلة والمصيبة الكبرى التي حلّت بالعالم الإسلامي، كان هناك إهمال؛ فلم تُتّخذ التدابير اللازمة والصحيحة للتعامل مع هذه المشكلة كما لم يكن هناك إقدام جذري لحلّها. أجل؛ كانت هناك شخصيّات بارزة في فلسطين وخارج فلسطين، لا ينبغي تجاهل جهودها – مثل المرحوم «عزّ الدين القسّام»، والمرحوم «الحاج أمين الحسيني»، والمرحوم «الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء» – كل هؤلاء ​شعروا بخطر وجود هذا الكيان الصهيوني في المنطقة وحذّروا منه ووقفوا أمامه؛ إلّا أنّ العالم الإسلامي والمسؤولين في العالم الإسلامي؛ لم يتمكّنوا من القيام بدورهم على النحو الصحيح؛ لذلك، وخلال هذه الفترة واجه نضال الشعب الفلسطيني صعوداً وهبوطاً في تعامله مع هذه الظاهرة الخطيرة جدّاً.

إلاّ أنّ النضال في فلسطين يتميّز اليوم بخصوصيتين لم تكونا مجتمعتين قطّ في نضالات الفلسطينيين السابقة أو النضال من أجل فلسطين؛ إحداهما: هي أنّ هذا الصراع اتسم الآن بسمة إسلاميّة. والخصوصية الأخرى: شعبوية النضال وشموليته. إن اجتماع هاتين الخصوصيتين قد جعلت ركيزة الكيان الصهيوني ركيزة هشّة ومهزوزة. هناك شعور بالخطر في كل أنحاء الكيان الصهيوني، إنّهم أدركوا وعرفوا جيداً بأنّ الخطر الكبير والجوهريّ قد ظهر الأن، وأنّ الكيان الصهيوني اليوم لا يواجه جماعة أو شخصيات سياسية يمكن إقناعهم خلف طاولة المفاوضات؛ لأنكم تعلمون جيدأً أنّه خلف طاولة المفاوضات يمكن إقناع الأشخاص بطرق شتى؛ كـ التهديد والترغيب والوعود الكاذبة وما شابه ذلك، لكن عندما أصبح النضال في أحضان الشعب، ونشأ الوعي الذاتي بين الناس، وشعروا بكلّ وجودهم بأنّهم مكلّفون بالوقوف مقابل هذا الوضع؛ وإلا فسيتم تدميرهم والقضاء عليهم بالكامل. ومن ناحية أخرى؛ عندما تكون استراتيجية القتال نابعة من الإيمان والعقيدة الإسلامية ومرتكزة في أعماق القلوب والأرواح، فإنّ النضال في هذه الحالة يكون خطيراً جداً بالنسبة للعدو. اليوم، قد تحقّقت هذه الظروف؛ ولهذا، ترون قادة النظام الأمريكي الاستكباري غاضبون ويعبّرون عمّا في داخلهم[1].


[1] في لقاء مع المشاركين في المؤتمر الدولي لإعلام العالم الإسلامي في دعم الانتفاضة الفلسطينية بتاريخ 31-1-2002م.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى