مواضيع

الإسلام؛ محور النضال ضدّ الصهيونية

بالأمس اتصل بي أحد ممثلي المجلس الإسلامي؛ قال أريد أن أبكي. فقلت له: إنني أشاركك هذه المشاعر؛ تهجير وتشريد شعبٍ مشرّد للمرة الثانية، كي يفقد أمل توحّده واجتماعه في قلوب البعض تماماً، لا يوجد ألم ومعاناة أكبر من هذا الألم والمعاناة. حسناً؛ لا يُمكن أن نتوقع غير ذلك من العدوّ.

لكن يجب أن نرى ما هي مسؤوليتنا وما علينا فعله ضد هذه الممارسات الغادرة والخائنة. يجب أن نبحث ونجد المحور والمركز الرئيسي الذي يمكننا أن نصنع من خلاله قبضة حديدة ندمغ بها رأس هؤلاء الخونة وندمّره، وهذا المحور لا يكون سوى الإسلام. إنّنا نعتقد اليوم أنّه إذا أعادت الحركة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية تكوينها من جديد؛ مُستفيدة من التجارب التي مرّت بها خلال هذه السنوات الثلاثين، بسم الله وعلى أساس التوكّل على الله وعلى محور البغض والبراءة من جميع القوى التوسعيّة والمعتدية؛ سواء في الشرق أو الغرب، ستكون قادرة على تحقيق النجاح والانتصار الذي ينتظره أحرار العالم للشعب الفلسطيني منذ سنوات. وإنّ نصيحتنا لإخواننا الفلسطينيين والإخوة قادة المقاومة الفلسطينية هي أنّه عليكم أن تُجرّبوا اسم الله وذكر الله ومحور الفكر الإلهي والإسلامي، فإذا اتكّل شعب ما على الله، فإنّه ـ على أقل التقادير ـ سيقطع الأمل من أعدائه ويبقى حاقداً عليهم وحاملاً للضغينة ضدّهم، وإنّ هذا لهو سرّ نجاح الشعب الثوريّ.

اليوم، إنّ الحكومات العميلة والخائنة ـ التي بدت عمالتها لأمريكا والقوى العالمية أوضح من الشمس ـ كدول المنطقة؛ سواءً في أفريقيا أو في الشرق الأوسط، اتّحدوا جميعاً واستغلوا صمت الدول الإسلامية لسحق وتدمير المقاومة الفلسطينية. إنّنا نأمل أن تفشل هذه المحاولة وأن تبقى أركان المقاومة قائمة. وإن كان لعامل الإسلام دخل في هذا الأمر، ستبقى بالتأكيد. إنّنا نؤمن بأنّ التجربة التي استخدمتها إيران وأدت إلى انتصار الشعب الإيراني الثوريّ والمسلم، بإمكانها أن تُنقذ الشعب الفلسطيني الثائر أيضاً[1].


[1] في لقاء مدرّسي مادة المعارف الدينية في وزراة التربية بتاريخ 23-8-1982م.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى