نسيان الهويّة الإسلاميّة وخيانة القادة العرب؛ السبب الرئيسي في الفشل
ينبغي في الحجّ دراسة قضايا العالم الإسلامي. إنّ أكبر مشكلة عامّة للمسلمين، بعد ضرورة الاستعداد للدفاع عن الإسلام والهويّة الجماعية للمسلمين، هي مشكلة الأمم المضطهدة والمجاهدة التي ظُلمت وقُهرت بيد الطغيان والكفر والاستكبار وفُرض عليها أشدّ وأصعب الظروف المعيشية. إنّ الشعب الفلسطيني المظلوم، مثالٌ واضح لهذه الشعوب. منذ أربعين سنة وهذا الشعب مطرود من بيته أو عاش غريباً في وطنه، هذا الجرح الدامي والمؤلم الذي وقع قبل أربعين سنة في جسد الأمّة الإسلامية، بفعل مؤامرات الدول الاستعمارية والمعادية للإسلام، وعلى أيدي الصهاينة المجرمين، ما زال يُذّر عليه الملح كل يوم. خلال هذا الفترة، قام الكثير من الأشخاص والجماعات للقتال من أجل إنقاذ هذا الشعب، أو ادّعوا ذلك؛ إلّا أنّه لم يتم فتح أيّ عقدة على الإطلاق؛ بل أصبحت المشكلة أكثر تعقيداً.
ولم يكن السبب الأساس في ذلك عجز الشعب الفلسطيني عن الدفاع عن نفسه، أو عجز العالم الإسلامي عن إحباط المؤامرة الأمريكية والغربية في الدفاع عن الحكومة الغاصبة؛ بل إنّ السبب الرئيسي لهذا الفشل هو: أولا: نسيان هويّة العشب الفلسطيني الإسلامية، وعدم الاعتماد على الإسلام والجهاد الإسلامي خلال العقود الماضية. ثانياً: خيانة زعماء الدول العربيّة وكذلك خيانة القادة وبعض الشخصيات الفلسطينية. واليوم والحمد لله قد تمّ إحياء عامل العقيدة الإسلامية والجهاد في مقاومة الشعب الفلسطيني داخل الوطن المغصوب، ولهذا السبب تغيّرت معادلة القوة في فلسطين لصالح الفلسطينيين مقارنة بالماضي[1].
[1] رسالة إلى حجاج بیت الله الحرام بتاريخ 5-7-1989م.