تراجع أدعياء القتال بدعوى الحداثة والتكتيك
أنا لست من المتحجّرين؛ بل إنّني من مؤيّدي الحداثة؛ الحداثة تكون في الطُرق والأساليب، وقد تتغير الأساليب، لكنّ الأصول لا تتغيّر مع تغيّر الأساليب؛ بل تُبرز نفسها بشكل أوضح. عندما تظهر طريقة باسم الحداثة ويرى الناس أنّ الأصول والمبادئ قد ضاعت مع ظهورها، عليهم أن يفهموا أنّها طريقة خاطئة. التكتيك والطريقة التي تُبعدنا عن الاستراتيجية الأصلية خاطئة.
خلال فترة رئاستي ذهبت إلى إحدى الدول الإسلامية ـ التي كانت تدّعي محاربة إسرائيل ـ وتحدّثت مع رئيس تلك الدولة؛ حيث كان قد قال ـ مسبقاً ـ إنّنا مستعدون للقاء مع قادة إسرائيل وإقامة علاقات معهم، فقلت له ما هذا الكلام الذي نُقل عنك؟! فنظر إلى نائبه وأخذا يضحكان عالياً! قلت في نفسي إنّه لابد أن يكون لديهما إجابة مهمّة، فقالا: أجل؛ إلا أنّ هذا الكلام كان تكتيكاً! قلت بتعجّب: لكنّه تكتيك يُبعد المرء عن الهدف الرئيسي! فقد كان أساس عملكم مقاطعة إسرائيل. أردتم أن لا تصبح إسرائيل عملة رائجة في البيئة الإسلامية والعربية؛ لكن كتكتيك تصرفتم عكس ذلك تماماً. بعض الأحيان، يغيّر البعض المبدأ الاستراتيجي بذريعة تغيير التكتيك والأسلوب! يجب أن تحرصوا أن لا يقع ذلك. من يتصرف بهذه الطريقة، فهو مخطئ ويسير بطريق معاكس للهدف[1].
[1] في اجتماع أعضاء مقرّ تنظيم ذكرى وفاة الإمام الخميني؟ره؟ بتاريخ 31-5-2005م.