مواضيع

انتصار الشعب الفلسطيني الأكيد؛ إنّما هو حاصل جهاد الفلسطينيين الحالي

بالتأكيد؛ ستبقى هذه المنطقة التي تسمى فلسطين، فلسطيناً، ولا شك أنّ الحكومة الفلسطينية ستقام هناك. لا شك في هذا الأمر على الإطلاق. ذات يوم، تراخى الفلسطينيون والعرب من حولهم، ولم يكن آنذاك هذا الشعور الحاكم في نفوسهم اليوم؛ وإلّا لم يكن من الممكن إقامة دولة إسرائيلية. لو كان هذا الجهاد آنذاك، لما استطاعت مؤامرات الإنجليز ومساعدتهم ولا الأسلحة التي قدّموها لليهود أن تفعل شيئاً، ولما تتأسس هذا الكيان على الإطلاق. قصّروا في تلك الفترة، فكانت النتيجة هذه.

كما قصّر المؤمنون الذين كانوا مع أمير المؤمنين(ع) في القيام بواجبهم، فكانت النتيجة ما شاهدناه في زمن الإمام الحسن؟ع؟. قصّروا عن تأدية واجبهم في زمن الإمام الحسن(ع)، فكانت النتيجة ما حدث في زمن الإمام الحسين(ع)واستشهاده. قصّروا مرة أخرى، فكانت النتيجة استمرار غربة الحقّ إلى أمد أبعد. وإلا وبحسب ما ورد في الروايات، لم يكن الأصل أن تستمر غربة حكومة الحقّ بعد أمير المؤمنين(ع) إلى نهاية عهد الأئمة(عهم)، لكن عندما قصّر الناس في أداء واجبهم، حدث ما حدث. النتيجة في أيدي الناس والمؤمنين بالحقّ؛ إذا عملوا، فسيحقق الله عز وجل النتيجة. لو قاموا بواجبهم وحالوا دون قتل الإمام الحسين(ع)، ولو لم يحدُث ما حدث في كربلاء، لكان الجزاء الذي يعطيهم الله تعالى إيّاه هو إقامة حكومة الحقّ، لكن كما ورد في الرواية: «فَلَمّا قُتِلَ الحُسينُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلى أهل الأرض»[1]، ونتيجةُ شدّة «الغضب الإلهي» هي تأخّر إقامة حكومة الحقّ وتأخّر عزّة الإسلام وعزّة المؤمنين. هذه هي نتيجة ما قدّمناه لأنفسنا من عمل. نحن الذين قُمنا بهذا العمل، إنّه بأيدينا، نحن السبب في كلّ ما حدث بنا.

عندما نسير في الطريق  الصحيح، فإنّ الله تعالى يفتح لنا أبواب الفرج ويمنحنا الانتصارات ويكافئنا على جهادنا. الطريق هو الجهاد، الطريق هو الصمود، الطريق هو خدمة الأهداف الإلهية؛ وهو الطريق الذي أصبحتم اليوم تسيرون فيه بحمد الله. هويّة حزب الله هي العمل في سبيل الله ومن أجل الله والجهاد في سبيل الله؛ والحمد لله، لقد قمتم بهذا الواجب بأفضل طريقة حتى الآن، والوضع اليوم أفضل من أيّ وقت مضى. وهذا يعني أنّ الأمور تتحسّن يوماً بعد يوم ولا تزال جيدة حتى الآن[2].


[1] أصول الكافی، ج۱، ص ۳۶۸؛ وبحار الانوار، ج ۴، ص ۱۱۴، باب كراهية التوقيت ح 1.

[2] في لقاء مع أمين عام حزب الله لبنان بتاريخ 21-4-2001م.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى