مواضيع

إرادة الإيمان والعزم على المقاومة والتضحية؛ من العوامل المؤثرة في الانتصار

لو قال أحد في هذا البلد ـ قبل ثلاثين سنة ـ قد يتمّ القضاء على النظام البهلوي على يد الشعب، لما صدّقه أحد. لو قيل إنّه سيحلّ نظام إسلامي مكان النظام البهلوي الطاغي، لما صدّق هذا الكلام أحد، لكن قد حدث هذا الأمر الذي لم يكن يُصدّق، وتبيّن أنّ التركيبة الحقيقية للقوى المؤثرة في التحولات البشرية السياسية والاجتماعيّة تختلف عما تراه العيون التي لا ترى سوى المظاهر، وما تريد الدعاية الاستكبارية أن تبديه. فالقوى الفعّالة والمؤثرة هي: الإرادة الإنسانيّة، والإيمان الإنسانيّ، واتخاذ القرار، وتضحية القادة، وعدم تعبهم.

أجل؛ إذا أوكل الشعب الفلسطيني زمام أموره للذين أثبتوا بأنّهم غير جديرين بالسّاحة الفلسطينية، وهؤلاء الذين أثبتوا أنّهم أقلّ شأنا من أن يتحملوا مسؤولية كبيرة كمسؤولية القضيّة الفلسطينية؛ وهؤلاء الذين يريدون المساومة والقيام بدور عملاء وأيادي الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، بالطبع؛ سوف لن يتوصلوا إلى أيّ حلّ، لكن ـ كما نرى اليوم في مشهد فلسطين ـ عندما يحضر الشخص المؤمن والشابّ المؤمن والقادة المؤمنون، هؤلاء الذين لا يتعبون، والذين تنوّرت قلوبهم بنور الإيمان – الإيمان بالقرآن والإيمان بالإسلام – في وسط الساحة، واجتمعت حولهم الشباب وغذّوا إيمانهم من إيمان هؤلاء – كما هم يفعلون اليوم – ستستمر هذه الحركة، واعلموا أنّ شعوب العالم ستشهد اليوم الذي تعود فيه فلسطين إلى أصحابها الحقيقيين؛ سواءً كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود[1].


[1] في جمع غفير من المشيعين في صحن الإمام الخميني؟ره؟ بتاريخ 3-6-2000م.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى