مواضيع

لا جدوى من البحث عن تحرير فلسطين في مؤتمرات زعماء العرب

لا يمكن للشعب الفلسطيني ولا يستطيع أن يبحث عن حريّته وحقوقه في مؤتمرات واجتماعات الزعماء العرب. إنّ هذه اللقاءات والمؤتمرات، إن لم تأت للشعب الفلسطيني المضطهد بالشؤم والعار، فهي عديمة الفائدة ولا جدوى منها. هؤلاء الزعماء الذين اجتمعوا من أجل فلسطين في هذه الأيام، لو كانوا صادقين في رؤيتهم تجاه إنقاذ فلسطين، لكان عليهم أن يتّخذوا موقفاً صارماً وحاسماً ضد الاقتراح الاحتيالي للرئيس الأمريكي، ولاتخذوا قرارات وإجراءات عاجلة وحقيقيّة من أجل الحصول على مساعدات ماليّة وعسكرية وسياسية للمقاومين الذين هم في داخل أراضي فلسطين المحتلة، ولم يكتفوا بالشعارات الجوفاء الفارغة، فإذا لم يحدث هذا – وهو ما لم يحدث، ومع الوضع الحالي للعالم العربي وحكّامه، سوف لن يحدث أبداً – فعلى المجاهدين في الداخل أن يتوكّلوا على الله وعلى القوى الشعبية والإسلاميّة، وأن يعلموا: <كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ>[1].[2]

حكومة غاصبة وغادرة ومستبدّة، تقتل العزّل من الشباب والأطفال الصغار داخل بيوتهم وفي شوارعهم؛ ولكن لا يرتفع أدنى صوت في العالم. لكن عندما يغضب شابّ فلسطيني ويُهلك شخصين أو ثلاثة، يقوم واحد من هذا الجانب من العالم ويعبّر عن أسفه، والآخر من الجانب الآخر! أيّ أسفٍ؟! لقد أحسن صنعاً، لا كلّت يداه! إنّ الشعب الذي لا يستطيع الدفاع عن حقوقه يجب أن يُهان. عندما غفل الفلسطينيون وناموا عن قضيّتهم، سيطر عليهم العدوّ بهذه الطريقة. فاليوم استيقظ الفلسطينيون، لقد استيقظ المسلمون في فلسطين.


[1] البقرة: 249.

[2] رسالة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الإمام الخميني؟ره؟ بتاريخ 31-5-1990م.

المصدر
كتاب نهاية السرطان الصهيوني في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى