ضرورة الإيمان بزوال إسرائيل
هناك نقطة في القضية الفلسطينية، وهي أنّ عالم الاستكبار، يحاول التظاهر بأنّ هذه القضية قد انتهت؛ فلسطين قد ضُيّعت وأنّ الدولة الصهيونية دولة أصلية غير قابلة للتغيير. بيت القصيد هو أن نفهم نحن ونُفهم الآخرين بأنّ هذه كذبة وخدعة، فإنّ القضيّة الفلسطينية ـ بإرادتنا نحن المسلمون والفلسطينيون ـ لم تنته ولم تُحسم بعد، وفلسطين لم تُضيّع. إنّ سعي العدو هو إطفاء نور الأمل في قلوبنا، وإنّ خيانة مصلحي الأمس وسماسرة السياسة اليوم، ساعدت الاستكبار في هذا الأمر، فأظهروا أنّ تجربة فلسطين هي هذه. فعلينا أن نسعى في تبيين هذه الحقيقة وأنّ قضيّة فلسطين قضية حيّة؛ أيّ أنّه علينا أن نُثبت لجمهور المسلمين في كلّ مكان، من خلال العمل الدعائي والعملي، أنّه من الممكن أن يأتي يوم تتولى فيه حكومة فلسطينية إسلاميّة السلطة بدلا من هذا الكيان الصهيوني، وعلى هذا الأساس؛ لقد أعلنا نحن ـ أي الجمهورية الإسلامية ـ أنّ اعتقادنا فيما يتعلق بموضوع فلسطين، هو أنّه يجب إزالة الكيان الصهيوني. لذلك؛ فإنّ الخطوة الأولى هي أنه عندما نريد أن نكون في مقدمة الخطّ، يجب أن نؤمن بأنّ هذا الأمر ممكن. إذا لم يكن في قلبنا هذا الإيمان وهذا الاعتقاد، فسوف لن يحدث؛ إلا أنّ الوعد اللهي يدلّ على أنّه سيكون، والتجربة التاريخية قد أثبتت تحقق هذا الوعد.
إنّ مضيّ أربعين عاماً على تأسيس الكيان الصهيوني لا يغيّر حقيقة الأمر، فمن الممكن أن تزول قدرة ـ قائمة بالكامل بحسب الظاهر ـ بعد سبعين سنة من عمرها. أ لم تروا هذه التجربة في عصرنا الحاضر؟ كيف يُثبت الله تعالى لنا ـ نحن أهل هذا العصر ـ ب من هذا؛ بأن للجهاد أثراً؟ أ لم يتظاهر العالم أجمع بأنّ هذه المسيرة أصبحت شيئاً منقضيّاً ومن الماضي؟ أ لم يلجمهم الله تعالى بعد تشكيل هذا النظام الإسلامي؟ منذ بداية تأسيس الجمهورية الإسلامية، يُعلنون ويتحدّثون وينسبون لنا أوصافاً كـ «رجعيين، متحجرين، متخلفين، و…!» والحال أنّ هذه الحكومة أصبحت أقوى وأكثر تجّذراً يوماً بعد يوم، ونشرت اسمها وذكرها الحسن في جميع أرجاء العالم؛ وهذه من الآيات الإلهية. معنى هذا الكلام هو أنّ الحركة عندما تكون لله، ستنتصر. ومصداق هذه الحقيقة ما تشير له الآيات القرآنية: <فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الاعْلَوْنَ>[1]؛ و<وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ>[2]. هذه هي القضية، فمن الضروري أن نبيّن للشعب الفلسطيني أنّ هذه العِدّة القليلة التي لا تملك عُدّة، والمضطهدة والمغلوب على أمرها اليوم، يمكنها استعادة حكومة فلسطين وطرد الأجانب الذين اجتمعوا في فلسطين من أوروبا وأمريكا وأستراليا ومن جميع أنحاء العالم[3].
[1] محمد: ۳۵.
[2] آل عمران: ۱۳۹.
[3] . في لقاء مع أعضاء حركة حماس الفلسطینية بتاريخ 5-10-1992م.