إنّ القضاء على الدولة الغاصبة؛ هو الحل الوحيد لقضية فلسطين
اليوم، يتمّ عرض القضية الفلسطينية كأيّ قضية بسيطة؛ بيد أنه على الجانب الآخر من هذه القضيّة، أمريكا التي تقول تعالوا واجلسوا مع الصهاينة، مع هؤلاء اللصوص، مع هؤلاء القتلة، مع هؤلاء الذين عذّبوا الشعب الفلسطيني منذ أربعين عاماً، ولايزالون مستمرين بإلقاء سمّهم وخيانتهم وطعنهم وعدائهم تجاه العالم الإسلامي، هي سبب جميع أو معظم مشاكل العالم الإسلامي، وتفاوضت معهم ووقّعت على أنّ القدس وأرض فلسطين والجولان ملكاً للصهاينة!
فما شأن أمريكا بهذه القضيّة؟! بأيّ صفة تعطي الحكومة الأمريكيّة لنفسها الحق في التدخل بقضيّة تخص هذا الشعب وهذه المنطقة، باعتبارها وصيّا وسلطة وبلطجة لتملي على هذا وذاك ماذا عليه أن يفعل؟! ما شأنكم؟ لقد تجاوزتم وغزوتم القارّة الأمريكية، ودخلتم إليها دون إذن وقتلتم الناس وسكّان تلك القارة؛ أ لا يكفيكم هذا؟! ففي هذه المنطقة من الشرق الأوسط، إنّ قلوب جميع أفراد هذه الشعوب الواعية واليقضة، مليئة بالحقد والعداء تجاهكم؛ فحذار من الاقتراب مرة ثانية بذريعة إيجاد حلّ ـ بزعمكم ـ للقضية الفلسطينية! هل هذا هو الحلّ؟ حلّ القضية الفلسطينية هو القضاء على الكيان الغاصب ومحوه، وعودة أصحاب الأرض، وتشكيل حكومة هناك، واستمرار حياة المسلمين والمسيحيين واليهود وأيّاً كانوا معاً[1].
[1] في لقاء ثلة من الأسرى المحررين في الذكرى الأولى من العودة إلى الوطن بتاريخ 19-8-1991م.