ذلّة الدول العربية، بسبب تغلغل إسرائيل في المنطقة
أجل؛ هنا مركز المقاومة، ولا شك في هذا؛ ولذلك لقد أصبحنا موضع إلهامٍ للآخرين؛ إلّا أنّهم ومن أجل تدمير المقاومة، استهدفوا أوّلاً الحلقة الضعيفة؛ حكومة حماس الشعبية والمنتخبة في غزّة. استغلوا ضعفها وصاروا يوجهون ضرباتهم لها. فإذا اعتبر أحد في العالم الإسلامي قضيّة غزة، أنّها قضيّة إقليمية وشخصيّة ومحليّة؛ فإنّه يعاني من ذات الغفلة التي أهلكت الشعوب حتى الآن. كلّا! فقضية غزّة، ليست قضية غزّة فحسب؛ بل إنّها قضيّة المنطقة. لكن في الوقت الحالي وبما أنّ غزّة هي أضعف نقطة؛ لذلك بدأوا الغزو من هناك، فإذا نجحوا فلن يتركوا المنطقة وشأنها. إنّ الحكومات الإسلامية الموجودة في المنطقة، والتي لا تقدم المساعدة التي بإمكانها ويجب أن تقدمها، ترتكب خطأً؛ إنّهم مخطئون. فكلّما تمكنت إسرائيل من غرز مسمارها في هذه المنطقة أكثر، كلّما ازدادت هيمنة الاستكبار أكثر، وازداد بؤس هذه الحكومات وضعفها وإذلالها أكثر. لماذا لا يستيقضون؟ إنّ هذه الحكومات لا تجلب سوى الذل والهوان لشعوبها. فالحكومة الذليلة والمطيعة والتابعة، تجعل شعبها ذليلاً ومطيعاً وتابعاً. لذلك على الشعوب أن تعود إلى رشدها[1].
[1] في لقاء مع أهالي قم بمناسبة ذكرى قيام التاسع عشر من دی بتاريخ 8-1-2009م.