ازدواجية السلوك الأمريكي بخصوص القضية الفلسطينية
لقد تحوّل الغرب في رأي العالم الإسلامي، وخاصة بعد تسليم القيادة لأمريكا، بناءاً على ظلمها البيّن وسلوكها غير العقلاني، وبطشها واستكبارها اللا محدود، إلى رمز مخالف للقيم. طريقتهم في التعامل مع الشعب الفلسطيني، من ناحية. وسلوكهم مع الكيان الصهيوني المتعطش للدماء، من ناحية أخرى. موقفهم من اعتراف الكيان الصهيوني بامتلاك الأسلحة النووية، وموقفهم ضد استخدام إيران الطاقة النووية للأغراض السلمية وغير العسكرية. دعمهم للهجوم العسكري على لبنان والمساعدة العسكرية والسياسية للمهاجمين، وفي المقابل وقوفهم ضد المدافعين اللبنانيين الأبطال. ابتزازهم المستمر للحكومات العربية، وفي المقابل ابتزاز الكيان الصهيوني المستمر لهم. دعم من يُهين مقدسات الإسلام، وحتى تشهير الشخصيات الغربية مثل البابا العلنية لهذا الدين الإلهي وإهانته، وفي المقابل تجريم التحقيق والبحث حول محرقة هولوكاست والكيان الصهيوني. الهجوم العسكري والقتل والتدمير في العراق وأفغانستان باسم الديمقراطية، وفي المقابل التآمر على الأنظمة الديمقراطية المنتخبة من قبل الشعب في فلسطين والعراق وأمريكا اللاتينية وفي أي مكان آخر لم لا توجد فيه لعملاء أمريكا والصهيونية قدرة ومصلحة. الإعلام وضجّة الحرب ضد الإرهاب، وفي المقابل المباحثات السريّة؛ بل وحتى مساعدة الإرهاب في العراق وغيره.
إنّ هذه التصرفات غير المعقولة والانتقامية ضد الشعوب المسلمة، قد أتمّت الحجّة على الشعوب وساعدت في نشوء الصحوة الإسلامية. فاليوم، شاءوا أم أبوا، قد بدأت حركة عميقة ومتأصّلة في العالم الإسلامي، وسوف تؤدي في الوقت المناسب إلى ولادة الأمّة الإسلامية من جديد[1].
[1] رسالة بمناسبة مؤتمر الحج الكبير بتاريخ 29-12-2006م.