أمريكا؛ من محاربة الإرهاب إلى دعم الكيان الصهيوني
انظروا ماذا يفعلون بالعراق! انظروا ماذا يفعلون بالشعب الفلسطيني المظلوم! رغم ذلك قد أمسكوا ـ الأمريكان ـ براية الحرب ضد الإرهاب، يرفعون هذه الراية ويركضون بها إلى هنا وهناك باستمرارويضربون ميمنة وميسرة ويدّعون محاربة الإرهاب بزعمهم، لكنّهم يؤيدون الاغتيالات الواضحة والمعلن عنها مسبقاً للشخصيات الفلسطينية ـ التي تُنفذ من قبل المجرمين والقتلة الصهاينة ـ ولا يخجلون ولا يستحيون! وهذا دليل على أنّهم في أفول وزوال ولا يشعرون.
إنّ الأفول الحقيقي وزوال السلطة يبدأ عندما يفقد النظام أو الكيان السياسي حجّته السياسية ودليله المقنع لشرعيّته وما يقوم به، وعندما يفقد نظامٍ ما شرعيّته السياسية ولا يجد دليلاً على وجوده وما يقوم به من أعمال، حينها يفقد قدرته الروحية ويبدأ بالسقوط؛ وإن لم يكن هناك شيء محسوس على السطح وقد لا يشعر هو نفسه بهذا الزوال والسقوط. قد أوصلهم سُكر السلطة والشهوة إلى درجة أنّهم لا يشعرون بالذي حلّ بهم بسبب استدلالهم وتفكيرهم الضعيف وافتقارهم إلى الشرعيّة السياسية في العالم.
يقدّمون التهاني لهذا المجرم الصهيوني – شارون – بسبب قتله «الشيخ أحمد ياسين» واغتياله الشهيد «الرنتيسي»! ما هي ذريعتهم في ذلك؟ ذريعتهم هي أنّ الحكومة الإسرائيلية تدافع عن نفسها. عجيب! أو ليس هذا هو منطق الطغاة؟! أ ليست هذه حجّتهم عندما يقمعون ويعذبون شعوبهم ومخالفيهم؟! كلّ الشخصيات السياسية الكريهة والخبيثة في العالم، والمعروفة بخبثها وديكتاتوريتها، قد حذفت خصومها بهذا المنطق، كلّ هؤلاء يقولون: إننا ندافع عن وجودنا. يقولولون إنّ إسرائيل تدافع عن وجودها. الشيخ أحمد ياسين، الرجل العجوز المشلول الجالس على عجلة، هل بإمكانه أن يفعل شيئًا بغير لسانه وفكره؟ أ لستم الذين تنادون بحريّة التعبير وحريّة الفكر؟ إذاً؛ كيف تستهدفونه وتوقعونه شهيداً وتهنئون بعضكم البعض! انظروا إلى مدى هذه الوقاحة! هل وافقكم العالم على هذا؟ كلّا وأبداً. حتى الغربيون والرأي العام لم يقبلوا ذلك، وهذا يعني فقدان الشرعية السياسية، وبالتالي يدلّ على أنّهم لم يعد لديهم منطق، وأنّ ما يقولونه لا تقبله العقول المنصفة والمنطق العادل في العالم[1].
[1] في لقاء مع المعلمين والعمّال بتاريخ 1-5-2004 م .